استيقظت سهام فى الصباح الباكر بالطبع من صراخ امها عليها:
ـ انتى يابت مقرفانى فى عيشتى كدة ليه
ـ فيه ايه بس يا ماما دة الواحد لسه مصطبحش
ـ انتى لسه هتتكلمى يابت قومى كدة و انتى عملالى ذى حيوان الكسلان
ـ ليه بس كدة يا ماما ... دة كمان لسه فيه شويه
ـ شويه ايه يا حيوانه ياللى مدقتيش ثانيه تربيه
ـ خلاص يا ماما انا صحيت اهو
ـ طيب جهزى نفسك كدة عشان تعملى الفطار ولا انا هعمل كل حاجه هنا بنفسى فى ام البيت دة
خرجت الام على همس بنتها:
ـ هو انتى بتعملى حاجه اصلا
ـ بتقولى ايه؟؟
ـ بقول كتر خيرك يا ماما يا قمر دة من غيرك كان زمان البيت حالته حاله
ـ ايوة كدة كنت بحسب
ذهبت سهام إلى الحمام لتستعد ليوم جديد من المتاعب فهذه عادتها
لقد تخطت ازمتها النفسيه الكبيرة هى الآن بوضعٍ افضل
وعندما خرجت وجدت نفسها فى منزل آخر فقالت بإستغراب:
ـ ايه المكان دة؟؟
ومن ثم قالت و كأن لا يهمها شيء او احد:
ـ يلا بدأنا مصايب بس والله الاوضه حلوة اهو
واكملت بسخريه:
ـ انا قولت إن البيت دة ملبوس محدش صدقنى يلا ادينى انا اللى شربت
الليله
هذه عادة سهام فهى تسخر من المشكله الكبيرة لتُشعر نفسها بالأطمئنان
....بعدها سمعت صوت صراخ من الاسفل فهبطت ببطء و عندما اجفلت
عيناها قليلاً من التراب وجدت البيت مرة اخرى مثلما كان
و امها من تصرخ
ـ خير ياست الكل فيه حاجه
ـ بقالك ساعتين فوق بتعملى ايه يا منيله... انتى فرحك بكرة وانا معرفش؟
خافت سهام قليلاً و لكن عندما رأت انه كانت ساعه واحدة قالت:
ـ ايه يا امى... رعبتينى ساعتين مين بس دة يدوب ساعه واحدة
ـ بت انتى انا قولتلك ايه من ساعه
ـ اعمل الفطار
ـ وبتعملى ايه دلوقتى
بغباء ردت:
ـ واقفه مكانى
ـ عالمطبخ!!!
ـ حاضر
ـ و متنسيش تصحى اخوكى و السنيورة الاميرة بنت الامرة اختك رنا
ـ هى يعنى اللى اميرة وانا الشغاله ولا ايه
ـ بتقولى حاجه
ـ لا يا ماما بس اشمعنى بتدلعيها يعنى.. خير هى جرالها حاجه
ـ لا بس هى هتشرفنا جيبالنا عريس إنما ايه فُلة مش انتى قاعدة زى
قِلتك كدة
ـ بس كدة!!!!....... كل دة عشان حتة عريس و فى الآخر من عذاب الطلبات اللى بتطلبوها العريس بيغمى عليه ومبيعتبش البيت تانى... اقولك مبيعتبش المكان كله
ـ يا بنتى روحى.... هتقعدى ترغى يا لتاته
ـ شكراً يا ماما شكراً يا ست الكل
ـ مش هحس بالندم يختى انتى فعلاً ستى اللتاته بس عسل
هكذا هدأت الام قليلاً ورجعت إلى طبيعتها وهذا ذكاء من سهام فهى تُفرغ طاقة امها السلبيه كلها بالحديث و لا تحزن ابداً من كلامها
ـ اصحى يا أميرة الأُمرة... اقصد اصحى يا رنا الاكل جاهز
قالت رنا بنعاس:
ـ ممممم.... ماشى حبيبتى هقوم بعدين
لم تستطع سهام كبت غضبها فنزعت الغطاء بشدة لدرجه انها اوقعت اختها على الارض
ـ بقى مامتك تصحينى مِن عِز نومى وانتى نايمه فيها......... لا يا حبيبتي انا مش هصحى لوحدى
قالت رنا بتأوه:
ـ ااااااه يا ضهرى الله يخربيتك ضهرى اتقسم نصين
قالت سهام بضحكه مرحة:
ـ يلا يختى قومى عشان تاكلى اللقمه اللى عملتها بإيدى... انا مش الشيف الشربينى ولا حته ابنه... بس الاكل هيعجبك
ـ اه يختى منا عارفه دة انتى اكلك اييييييه
قالت سهام بتهديد:
ـ ايه... ماااااله؟؟
قالت هذه الجمله وبيدها شبشب
ـ خطييييييير شوفى يخلينى آكل صوابعى وراه عشان انسى الطعم
ـ لا بقى دة انتى كدة بتتنكى وتصدقى احنا ناخد صوابعك دى مقبلات
ـ لا يختى كفايه اكلك هو اصلاً مقبلات
ـ يابنتى عشان انا خايفه عليكم مش عايزة يطلعلكم ترهلات .. ولا ايه؟
ـ انتى هتقوليلى... دة كفايه رمضان لما طبختى كل واحد خد صباع كفته ومعلقتين مكرونه
ـ اعمل ايه يعنى اطبخلكم عجل عشان تشبعوا
وهى تخرج تمتمت
ـ ايه العيله الفجعانه دى!!!
ذهبت رنا إلى الحمام و عندما خرجت رأت بيتاً آخر و لكن لم تصدق
ففركت اعينها و عندما فتحت اعينها وجدت اخاها ياسين يقف امامها تماماً... و الغرفه طبيعيه!
ـ ايه يا رنا متنحه كدة ليه اول مرة تشوفى جمالى ولا ايه
ـ بس يا ابو عين محوِّله
ـ اناااا
ـ لا انا
ـ كدة... ماشى
ـ انت لسه هتتقمص وبعدين ايه اللى جابك هناااا؟؟
ـ اصل الصراحه هربت من سهام اصلها كان باين عليها مخنوووقه
ومش طايقه حد
ـ وجيت عندى بقى اللى انا مخنوقه اكتر منها دة هى بالنسبه ليا ملاك
ـ ايه دة... اعوذ بالله...... يعنى اطلع اجرى
ـ لا احنا كدة كدة رايحين ناكل بدل ما سهام تلبنا على نفوخنا انت عارف انها ممكن تطلع من اى مكان عادى
ـ طب ياستى يلا... بس.. مش هتحكيلى على العريس يا باشا ولا ايه
ـ عريس ايه.. هى فيها عريس لو مهربش من الطلبات نبقى نتكلم عنه ياسيدى.. اشطا؟
ـ بالذبادى
«يا يسييييييييييين يابت يارنااااااااااااااااا»
ـ يلا بينا بسرعه قبل ما نتعلق ومش هناكل حتى المقبلات
نزلا سريعا إلى اختهم سهام الكبرى التى كانت تجلس وامامها كميه ليست بقليله من الطعام ولكن قليله عند العائله
قال الاب:
ـ يلا ياولاد اقعدوا عشان عندى شغل ومتأخر هتيجى معايا الشركه يا ياسين
ـ اه يبابا
ـ تمام فين امك
كاد ياسين ان يرد ولكن سهام قاطعته قائله:
ـ ماما فى المطبخ يبابا
ـ يابت ياسهام مش قولتلك متتدخليش وانا بكلم اخوكى
ـ يا بابا دة لغايه لما يفهم حضرتك قولت ايه هيكون بكرة جه
قال ياسين بضيق:
ـ هو انا ليه مهزق كدة فى البيت دة؟!!!
قالت الأم _وهى قادمه من المطبخ_بفخر:
ـ لا عاش ولا كان اللى يهزق ياسين عمرو فى بيته
ـ والله انتى الوحيدة اللى نصفانى يا ست الكل يا قمر
قال عمرو_الاب_ باستغراب:
ـ ايه اللى بيحصل دة يابنات دى مكانتش بتقوللى كدة
قالت سهام:
ـ بتحب عليك اخويا وانت متعرفش
ـ يلا امرى لله بقى هخرب البيت يعنى
قالت امهم بضيق:
ـ ايه يا خويا دة الصغنن حبيب ماما لازماً يتدلع صح ولا ايه
ـ ايه يا حجه دة انا مكنتش بتدلع كدة وانا طفل رضيع
قالت سهام بفخر:
ـ وعشان كدة يا بابا حضرتك ناجح و إحنا كلنا بنحاول نبقى زيك صح ولا ايه يا عيال
اومأ الجميع بالموافقه بينما قال عمرو:
ـ عارفه يا سهام بالرغم إنى عايز اقوم انفخك عشان شوية الاكل بتوع العصافير دول بس انتى يا بنتى الاساس التالت للبيت دة
وبعدين تعالى هنا قوليلى هو انتى كنتى بتاخدى فى علم النفس يا دكتورة ان الاكل الكتير بيتعب النفسيه مثلاً
قالت سهام بتلقائيه:
ـ لا يا بابا هو بيتعب البطن.... بيجيب كرش
ـ يعنى الحل يبقى اكل فسفس ولا دة بخل
ـ لا يا بابا طبعا
ـ يابنتى هو انا خلصت كلامى اومال هتعملى ايه بقى فى بيت جوزك لو عزمتوا حد... هتأكليهم ايه... خضراوات!! .... دة يشتمونا ليل نهار
صمتت سهام قليلاً فقد كانت نبضات قلبها تتسارع
ولكن اخفت ذلك قائله:
ـ بيت جوزى ايه بس يا بابا.... دة بالطلبات اصلا مش هييجى عرسان خالص دة احنا البيت بقى اسمه بيت الطلبات ياحج و ما بالك دى اختى الصغيرة وبتطلبوا كل دة اومال انا بقى هتطلبوا ڤلل عالساحل الشمالى ولا ايه
ضحك الجميع على سهام فحقاً يطلبون كثيراً
ـ يلا يا ياسين عشان نروح الشغل
ـ يلا يا بابا
ذهب ياسين و اباه عمرو إلى الشركه
قالت دولت لتغيظ ابنتها قليلاً:
ـ ايه يابت يا رنا مش هتروحى شغلك ولا ايه
ـ شغل ايه بس يا ماما هشتغل ايه بس لسه فاضل آخر سنه لكليتى
ـ مهو اخوكى بيشتغل وهو لسه داخل تانى سنه كليه
ـ اروح اشتغل ايه يعنى ... وبعدين متقولى لبنتك سهام ما هى بتشتغل
ـ اه صحيح يا سهام انتى رايحه الشغل النهاردة يا حبيبتى
ـ اه يا ماما و شكلى كدة متأخرة سلام
اعطت سهام قُبله لأُمها وذهبت إلى عملها فى المشفى للعلاج النفسى فهى دكتورة نفسيه
ـ يلا يا رنا شيلى الاكل ولا انا هعمل كل حاجه هنا بنفسى
ـ ماشى يا ماما استحاله اسيبك تعملى كل حاجه بنفسك دة كدة يبقى عيب فى حقى إما قوليلى يا ماما هو انتى عملتى ايه النهاردة
ـ بت اجرى عالمطبخ انا عجزت خلاص.. شيلونى زى ماكنت بشيلكم
ـ ههههههههههههه ماما حضرتك فى الأربعينات لسه
ـ غورى يابت ايه دة مخلفه عيال لمضين
ـ ماشى ياعسل
ذهبت رنا للمطبخ لكى تغسل الاطباق وسمعت صوت صراخ امها
ـ اااااااااااااه
ـ خير يا ماما فيه ايه
ـ بت انا مش متطمنه... البيت دة شكله ملبوس
ـ خير يا ماما ايه اللى حصل
ـ معرفش يا بنتى حسيت إنى فى بيت تانى دة حاجه حلوة طبعاً عشان سبتكم و استريحت منكم بس مقدرتش اكتم الصرخه و انا بصوَّت غمضت عينى لما فتحتها لقيتك جيتى هو انا اتجننت دة انا لسه صغيرة
ـ استريحى شويه و لما سهام ترجع تبقى تقعد معاكى و تكلميها.. ماشى؟
ـ ماشى يا حبيبتى
YOU ARE READING
لعنة الحظ (ارض الشمس)
Romanceلمحة لطيفة عن الرواية: رواية خيالية بلمسة واقعية و كأنك تشعر أن هذا الخيال حقيقى. ملحوظة مهمة: لن تشعر بها إلا إن تغلغلت بأجزائها الأحداث ستصبح أعمق و أروع. الرواية ما زالت(قيد التعديل) لكن إن قرأتها فلا بأس تكفينى عيونك الحلوة التى ستقرأ و تن...
