البارت الحادى عشر

47 4 0
                                    

فتحت عنيها بتعب وارهاق ورات امراه بجانبها تنظر لها وتبتسم
نور بتعب : انا فين وايه اللى حصل
الست : اغم عليكِ بعد ما فضلتى تصرخى فى الشارع وجبناكِ هنا فى المستشفى
نور تذكرت ما حدث ودمعت عينيها
الست : متعيطتش يا بنتى والله الدنيا مش مستهله كل هيعدى يا حبيبتى
نور : مفيش حاجه بتعدى مفيش انا خلاص حياتى ضاعت
الست : لأ يا بنتى متقوليش كده خلى ثقتك فى الله وبكره ربنا هيعوض عليكِ كل اللى خسرتيه وهتفتكرى الايام دى
نور ببكاء : يارب يارب ، ثم نهضت من مكانها وساعدتها الست انها تقعد على السرير
نور : انا مش عارفه اشكرك ازاى
الست : الناس لبعضيها يا بنتى والدنيا لسه بخير
نور : انا لازم امشى من هنا
الست : بس انتِ لسه تعبانه وبعدين مش هينفع تمشى لوحدك فين اهلك
نور وكأن السؤال ذى الخنجر فى اهلها وردت بكسره : انا مليش حد
الست : معاكِ ربنا يا بنتى ، لا حول ولا قوه الا بالله
نور : انا لازم امشى
الست : عالعموم يا بنتى انا ذى ولدتك ده رقمى خليه معاكِ لو فى يوم عوزتى حاجه كلمينى
نور : مش عارفه اقول لحضرتك ايه بجد متشكره اوووى
الست : الشكر لله يا حبيبتى ربنا ييسرلك حالك يا بنتى مع السلامه
وخرجت من غرفتها ونور رجعت راسها للوراء وظلت تبكى على حالها وتقول : طب هعمل ايه دلوقتى ارجع الشغل تانى ولا اروح لاستاذ جلال بس لو روحت عنده يعنى كتر خيره على اللى عمله معايا من ساعه اللى حصلى زمان وهو جمبى مش هينفع اتقل عليه اكتر من كده وكمان مش هينفع ارجع الشغل تانى طب اروح فين انا لا ليا حد ولا عندى مكان اقعد فيه اروح فين بس يا ربى ساعدنى وظلت تبكى وهى تشعر بالضياع واحساس انها لوحدها وملهاش حد محسسها بالخوف والضعف ما ابشع هذا الاحساس
خرجت من المستشفى وهى ماشيه مش عارفه هتروح فين ولا هتعمل ايه لحد لما الشمس غابت وهى مازالت تمشى ولا تعرف ماذا تفعل لحد ما وصلت لمكان قدام النيل ورات مقعد جلست عليه ترتاح من المشى وهى تفكر ماذا ستفعل
________^^________
سافر عاصم هو ووالده الى مصر عشان كتب الكتاب وبعد فتره وصلوا وكان الكل فى انتظارهم وبدء الترحيب بيهم واتجمعوا فى شقه احد عمامه وكان بيدور عليها بعيونه بس مش موجوده وشويه ووصل المأذون وعمه بعت اختها لتناديها وشويه والباب الاوضه اتفتح وخرجت منه وكانت ترتدى فستان رمادى طويل وبكم ولكن بدون حجاب وفجاه شعر بالنار بداخله وتوعد لها سوف يذيقها من عذابه اكوابٌ واكواب
اما هى كانت لاتشعر بأى شئ وكانت ترتجف بداخلها لانها كانت وهى صغيره تهابه جدا وتخشى حتى من ذكر اسمه اليوم ستصبح زوجته ولم تتجرء على رفع وجهها اليه وخرحت من شرودها على كلمه المأذون والان قد تم الزواج وبدءت الزغاريط والمباركات وهى لا تشعر بأى شئ ولكن ما اخافها صوته وهو يطلب من والدها الرحيل وهى معه اتفزعت مكانها ولاول مره ترفع وجهها اليه ولكن الاغرب انه كان ينظر اليها وكأنه كان مستنى ترفع وشها ليه ولكن مهلا ما هذه الوسامه والقسوه التى تجتمع فى شخص واحد وايضا نظراته كانت تجعلها تتمنى ان تنشق الارض بها اهون عليها من نظراته هذه
همت بالرفض ولكن للاسف والدها وافق على ذهابها هل يكرها والدها لهذه الدرجه ولكن فجاه طلب من والدها انه يقعد معاها لوحدها خمس دقايق لوحدهم قبل ما يمشوا وبالفعل قاموا الجميع وهى ظلت مكانها وفجاه قام من مكانه وظل يقترب اليها ببطئ وهى تضع راسها اسفل وترى قدميه فقط وهى تتقدم نحوها حتى وقف امامها وبصوت خشن قال
عاصم : قومى اقفى ، فعلا قامت بسرعه خوفا من صوته ووقفت مماثله امامه ومازالت تضع راسها ارضا
عاصم رفع وجهها بيده وهو ممسك شعرها من الخلف وهى تنظر اليه برعب وخضه من فعلته هذه وهو ينظر اليها بشر ويقول بنبره مخيفه : اول واخر مره حد يشوفك بشعرك لو حصلت تانى هقصه وهحرمك منه واعرفى انك من النهارده شايله اسمى يعنى النفس مش هتتنفسيه من غير اذن منى فاهمه غورى من وشى وزقها على الارض وهى ظلت ترتجف مكانها لم يكتفى نزل امامها وقال : فى لحظه تروحى تغيرى هدومك وتغطى شعرك سامعه
هزت راسها بسرعه وقامت تجرى على غرفتها وهو قام وخرج من الشقه كلها وجلس بالخارج مع عائلته وبعد شويه خرجت وهى ترتدى عباءه فضفاضه وحجابها كامل ولا يوجد اى مساحيق على وجهها نظر اليها وابتسم بداخله ولكن الكل استغرب من هيئتها الجديده ما عدا والدها ابتسم ونظر الى عاصم وهو ايضا نظر اليه
قالت هى بصوت ضعيف : انا جاهزه ، قام وحاوطها بيده وقال بصوت خافت : يلا
هى شعرت بالرجفه من قربه منها ولكن لا تنكر انها شعرت بطمأنينه لم تشعر بها من قبل مع اى شخص بدءت العائله بتودعهم ولكن الغريب انه منع والدها واخيها بالاقتراب منها
وهى بداخلها كانت تقول انه مجنون وهى انتهت حياتها بعد الان وبعد شويه كانت تجلس بجانبه فى سيارته وكان يتحدث هو وعمها الجالس فى الخلف وهى كانت تنظر على الطريق وبعد مرور فتره وصلوا للبيت الكبير واستقبلتها مرات عمها بترحاب وايضا بنت عمها وخطيبها وبعد لحظات استأذن منهم واخدها وطلع بيها على غرفتهم واول ما فتخ الباب ودخلت وهى تكاد تموت رعبا اغلق الباب ونظر اليها وقال
عاصم :  اهلا بيكِ فى جحيمى
____________^^________
لم يستطيع ان يخلد للنوم مره اخرى بسبب هذا الكابوس وظل يفكر ماذا يحدث له وما معنى هذا الحلم هل يعنى انها فى خطر وللحظه وضع يديه على قلبه لانه شعر به يرتحف داخله اتنفض من مكانه وخرج من غرفته ونزل الى الحديقه الفيلا لانه شعر بالاختناق وجلس على مقعد امام شجره كبيره ظل ينظر اليها والى الكلام المكتوب عليها وهو اسمه واسمها حتى شعر بيد احد على كتفه ف نظر الى ذلك الشخص وابتسم
علي : بابا حضرتك بخير
سالم : بخير يا حبيبى بس انت اللى مش بخير من ساعه ما جيت من مهمتك الاخيره دى وانت متغير يا علي مالك احكيلى
على اتنهد وقال : انا كويس يا بابا مفيش حاجه
سالم : اتمنى ، انساها يا علي انساها
علي : حضرتك اللى بتقولى كده
سالم : ايوه هى صحيح بنت اخويا وفرقها وجعنى بس انت ابنى وحرام تضيع عمرك فى حاجه نش هتحصل
علي قام من مكانه وتكلم بعصبيه : لا هتحصل ان شاء الله عمرى كله يضيع عمرى ما هيأس
سالم : مش حرام تظلم نفسك عشان سراب وسايب الحقيقه
علي : هو حسام قالك
سالم : يعنى فى حاجه
علي بصوت عالى : اسمع يا بابا انا مش فارق معايا حسام قالك ولا لأ بس اللى يهمنى تعرفه انه مفيش حقيقه غيرها فى حياتى ومستحيل احب غيرها ولو حتى حصل انا هقتله جوايا
سالم : ليه كل ده وبتعمل كده ليه
علي : لو سمحت انا مش حابب اتكلم فى الموضوع ده تانى ومحدش يتكلم معايا بخصوصه ممكن عن اذنك تصبح على خير ومش وترك والده وهو مستغرب موقفه وفضل يفكر ف علي ازاى زمان كان اطيب واحن شخص فى عياله وازاى بعدها بقى صعب التعامل معاه وبقى بارد ومشاعره ايضا كذلك والقسوه والظلام مليان قلبه جلس الرجل مكانه من كتر التعب والتفكير ارهقه ودعى ربنا انه يصلح حاله ، دخل علي غرفه حسام وفتح الباب وحسام قام من مكانه
حسام : خير يا علي
علي : اسمع يا حسام انت اخويا وتؤمى اها لكن مش من حقك تتدخل فى حياتى وخصوصا الموضوع ده
حسام : اسمع يا علي انا سكت على موضوع القلم ده وعديته بمزاجى لكن مش هتوصل انك تيجى لحد اوضتى وتتكلم بالطريقه دى وبعدين انا عشان اخوك وتؤمك حاسس بيك
علي : وانا مش عاوز يا حسام مش عاوز وهقتله جوايا لو كان فى اصلا
حسام : للدرجادى
علي : ايوه ولاخر مره محدش يتكلم معايا فى الموضوع ده مفهوم، وسابه ودخل غرفه الجيم وظل يلاكم ويتدرب حتى انهلك وضعفت قواه وجلس على الارض يتنفس بصوت عالى وينهج وهو يتذكرها ويتذكر كلامها وهى تخبره انها يتيمه الاب والام وليس لها احد ارجع راسه للوراء ودمعت عينيه وهو لا يعرف ماذا يفعل
_______^^________
لازالت تجلس امام النيل وهى تفكر حتى اخرجت السلسله من جيبها ونظرت اليها وقالت ببكاء
نور : انتِ الحاجه الوحيده اللى فضلت معايا الحاجه اللى بتخليتى احس انى انتمى لشئانتِ وبس وفجاه نظرت الى دبلتها واتت فكره ببالها ف قامت لتنفذها وبالفعل بعتها واجرت غرفه فى فندق شعبى وبسيط لمده يومين حتى تدبر امرها وتفكر ماذا ستفعل وفعلا بعد شقاء يوم طويل ارتمت على السرير وغلبها النعاس من كتر التعب حتى اصبحت فى يوم جديد جلست للاسفل للفطور تذكرت المراه التى قامت بمساعدتها وفكرت انها تتصل بها وتخبرها انها تريد ان تعمل اى شئ ربما تساعدها فقامت مسرعه وكلمتها وطلبت منها ان تراها واعطتها العنوان وذهبت اليها وبعد مرور نصف ساعه وصلت اليها فى بيتها ورحبت بها
نور : انا اسفه انى كلمتك وازعجت حضرتك
الست : لا يا بنتى متقوليش كده خير كنت عاوزانى ليه
حكت نور لها انها تريد عمل وهى تسكن فى فندق الان
الست : يا حبيبتى متشغليش بالك انا هكلم جوز صحبتى هو فاتح محل هدوم كبير وكان عاوز حد يساعده هكلمه عليكِ لو وافق هتشتغلى عنده على طول
نور : بجد مش عارفه اقول لحضرتك ايه
الست : ولا حاجه يا حبيبتى ، ثوانى هكلمه وفعلا قامت بالاتصال عليه ورحب جدا بها ووافق على الشغل وفرحت نور بهذا الخبر
مر شهر وبدءت نور فى عملها مع هذا الرجل الطيب واستاجرت شقه صغيره واستقلت حياتها ولكن فى كل ليله كانت تبكى على ما مرت به
اما علي كان يهلك نفسه فى عمله خصوصا بعد معرفته ان نور لم تذهب الى الفندق كما قال لها ولكن قرر الا يشغل نفسه بها ولكن كان يتوهم ذلك كان يهلك روحه ويتعامل بفسوه وبرود مع الكل واصبح شخص انطوائى ويخرج الى مهمات خطيره وكان حسام ووالده يشاهدون ما يحدث ولكن لم يستطيعوا مواجهته
وفى يوم كان علي يعمل فى مكتبه سمع خبط على الباب ف اذن بالدخول
حسام : الحق يا علي
علي : فى ايه يا حسام
حسام : الدوك هرب
علي : انت بتقول ايه ، هرب ازاى
حسام : العربيه اللى كان فيها ولعت بكل العساكر والظابط وهو هرب
علي : يعنى ايه يهرب بعد كل ده وقام موقع كل حاجه على المكتب وفضل يخبط عليه
حسام : ممكن تهدى
علي : اهدى ازاى وانت بتقولى هرب وفجاه تذكر نور يا حسام نور فى خطر
لازم نلاقى نور فورا يا حسام لازم
نظر اليه حسام وهو يراه يختنق ويشعر بالخوف لاول مره يراه هكذا
علي : لازم القاها والا هيقتلها وساعتها سكت ومقدرتش يكمل كلامه وجلس وهو منهمك على الكرسى وحسام صامت وينظر اليه والى ضياعه
___________^^____________
انتهى البارت اشوفكم البارت الجاى سلاااااام




لقاء القلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن