البارت التاسع

46 4 0
                                    

كانت تتصبب عرقا وقسمات وجهها تدل على الرعب الذى تراه وهى تجرى فى طريق يشبه الغابة وهى ترتدى عباءه بيضاء ولكن فجاه تعثرث فى جريها ووقعت على الارض وتلطخت عباءها ولكن ليس بالطين بل بالدماء اتفزعت من هول المنظر ما كل هذه الدماء التى لطخت ملابسها وايضا تجرى كالشلال على الارض ظلت تحبي حتى وصلت الى جثته وكان هو متفرش على الارض وملطخ بالدماء صرخت بإسمه لعل يستيقظ ولكن لم يرد عليها وظلت تصرخ حتى استيقظت من كابوسها وكان بجوارها فتاه ويبدو انها ممرضه من ملابسها وهى تحاول تهدأتها ونور لم تهدأ وظلت تصرخ بإسمه وتبكى وعى تموت رعبا وهى مش مصدقه انه مات حتى وخزت الممرضه الحقنه فى ذراعها ورجعت فقدت الوعى مره اخرى
الممرضه : والله صعبانه عليا حالك بس غصب عنى الاوامر كده
دخلت ممرضه اخرى عليها الغرفةوسمعتها وهى بتتكلم واسمها هناء
هناء : انتِ اتجننتى ولا ايه يا بسمة بتكلمى نفسك
بسمة : لا ابدا بس صعبانه عليه بقالها يومين عالحال ده تقوم كل شويه تصرخ وتعيط بإنهيار وتاخد الحقنه من هنا ومتحسش بحاجة تانى
هناء : الدكتور بيقول انهيار نتيجه تعرضها لصدمه جامده بس متوصى عليها من فوق خالص
بسمة : ربنا يشفيها
هناء : طب يلا بينا وبلاش كلام اكتر من كده انتِ عارفه الدنيا هنا مش امان وخصوصا فى اوضتها يلا بينا
بسمه : عندك حق يلا بينا ، ثم القت عليها نظره اخيره وخرجت واغلقت الباب خلفها وظلت نور كما هى تحت تأثير المهدئ
_______^^________
فى بيت محمود كان يقف داخل شقته عند اهله وبجانبه دينا وهو مازال ممسك بيديها ولم يتركها ووالده وولدته ومى فى مواجهته
مى : انت ازاى تتجوزها
محمود ببرود : انتِ مالك اصلا وتسألى ليه وبعدين انا حر واتجوز ذى ما انا عاوز واللى قلبى اختارها من زمان ومخترش غيرها اظن هى احق وحده تكون معايا دلوقتى ولا ايه
مي شعرت بالاحراج من كلامه وامتلئت عيونها بالدموع لكن حاولت التماسك
والده : بس من ورانا ايه ملكش اهل اهلك ماتوا
محمود : انا مقصدتش كده بس فى ظروف حصلت ولكن لازم نتجوز بسرعة واهو ادينى جيت وقولتلكم
والده : ظروف ايه اللى تخليك تعمل كده من غير ما حد يكون عنده علم وحضرتك مادام خلاص اتجوزت جايبها وجاى ليه
محمود : انا مكنتش هاجى لولا هى غصبت عليا عالعموم انا ماشى وحبيت بس اعرفكم
ولدته : تانى يا محمود انا ما صدقت
محمود : هجيلك تانى يا امى متقلقيش
ولدته وهى تبكى : لا لا مستحيل تمشى تانى لازم تقعد معانا كام يوم انتِ ومراتك وبعدين ابقى امشى
محمود صمت وهو عاجز عن الرد وهو يرى بكاءها
والده :  خليه يمشى هو خلاص بقى راجل وبقى مسئول احنا مبقاش لينا وجود فى حياته
محمود اتعصب من كلامه ووجهه بصره لدينا التى لا تزال تضع راسها ارضا كأنها مذنبة
محمود رفع راسها اليه وقال فى بنبره قويه : ارفعى راسك وعمرك ما تحنى راسك ابدا اللى لازم يحنيها  مش انتِ ثم وجه نظره لامه وقال سامحينى يا امى لازم امشى يلا يا دينا ظلت تنادى عليه وخرج من الشقه ولكن لم يقف الا عندما سمع صوت اخر ينادى عليه اجبره على الوقوف والالتفات اليه واذا به بعمه المريض الذى اصيب بالسكر من حزنه من بنته وهو يقف ويستند على زوجته ويقول فى ضعف : استنى يا محمود ، ايه مش عاوز تسلم عليا
نظر محمود الى دينا ثم  نظر اليه وصمت
_________^^__________
فاقت نور من نومها وهى مفزوعة من هذا الكابوس الذى يطاردها دائما ولكن هذه المره لم يكن احد بجانبها ليحقنها بالمهدئ لتفقد الوعى نظرت حولها ورات غرفه حوائطها كلها بيضاء وايضا السقف والسرير ايضا انها غرفه مستشفى هنا استوعبت المكان الذى كانت تمكث فيه ولكن من الذى اتى بها الى هنا وكيف وعلي وهنا تذكرت اخر مره راته وهو يحتضر امامها عندنا اطلق الرصاص عليه وهى اتى شخص خلفها وضربها بمؤخره المسدس وهى فقدت الوعى ولكن ماذا حدث بعد ذلك دق قلبها من الرعب وهى لا تصدق ما حدث وصرخت بصوت عالى تنادى عليه وحاولت النهوض ولكن وقعت على الارض بسبب شعورها بالدوار وفجأه اتفتح الباب ودخلوا الممرضتان ليساعدوها على النهوض
بسمه : انتِ كويسه؟
نور : مين اللى جابنى هنا وعلي حصله حاجه هو فين
هناء : طب اهدى الاول والدكتور جاى وهيقولك على كل حاجه
نور : يقولى ايه فين علي
دخل رجل وهو فى اواخر الثلاثين ويبدو عليه الوقار وهو دكتور نبيل وهو المسئول عنها
الدكتور : بسمه هناء اتفضلوا دلوقتى وسيبونى معاها شويه ، بالفعل خرجوا وجلس الدكتور على المقعد بجوارها وهى تراقب ما يحدث بخوف وريبة
الدكتور : عامله ايه دلوقتى يا نور
نور : انا عاوزه اعرف انا فين ومين اللى جابنى هنا وازاى وعلي فين ، وظلت تبكى
الدكتور : هتعرفى كل حاجه بس ممكن تهدى عشان نقدر نتكلم
نور : حاضر بس ارجوكِ طمنى
الدكتور : من اول ما شوفتك وانا حسيت انك انسانه بريئه لكن دلوقتى اكتشفت انك ملاك ودخلتى جوه لعبه مش بتاعتك ولا شبهك
نور بشك : يعنى ايه انا مش فاهمه حاجه
الدكتور : مش انا وعدتك انك هتعرفى كل حاجه
نور هزت راسها بمعنى نعم
الدكتور : يبقى خلاص اسمعى كل اللى هقولك عليه ارتاحى النهارده عشان انتِ قايمه من صدمه وهوعدك بكره هتعرفى كل حاجه تمام
نور حبت تعترض لكن هو نظر اليها بنظره جعلها تتراجع عن كلامها وصمتت ولكن جواها الف سؤال وسؤال وقلبها كاد يقف من الخوف عليه ولكن مفيش فى ايديها حاجه غير انها تستنى لحد ما تفهم ايه اللى بيحصل
خرج الدكتور من غرفتها ونظر الى غرفتها وقال فى آسى : غصب عنى هى دى الاوامر ولازم تتنفذ انا مش عارف ازاى ملاك زيك وبطيبه قلبك دى يحصل فيها كده حرك راسه بمعنى انه لايصدق ما يحدث وذهب الى عمله وهو يشعر بالحزن على هذه الفتاه البريئه
______^^_________
والد مي : ايه يا محمود مش عاوز تسلم عليا
محمود اقترب منه وقبل يديه وراسه وسانده على الوقوف
محمود : معلش يا عمى انا لازم امشى
عمه : طب هات مراتك وتعالى عاوزه اتكلم معاك
محمود كاد يعترض لكن لاحظ الاصرار فى عيون عمه فلم يستطيع الرفض وبالفعل اخذ دينا وتوجهه مع عمه الى شقه عمه وطلب ايضا عمه حضور والد محمود وزوجته ومي والعيله كلها
والد مي : ايه يا ابو محمود مزعل محمود ليه
والد محمود : ازاى يتجوز من ورانا ، وفى الاخر جايبها وجاى
والد مي : اسمع يا ابن ابويا ، زمان انا وانت ظلمنا محمود لما غصبنا عليه يخطب مي وهو ضحى بحبه وحياته عشان يرضينا لكن فى الاخر  بنتى انا اللى كسرتنى مش ابنك عشان كده اللى عمله محمود عين العقل وانا مش زعلان منه وانت كمان مش من حقك تزعل منه خلى بالك من ابنك ومراته ومن هنا ورايح دينا بقت فى مقام بناتنا وبالنسبه لمي دى بنتى وانا هربيها بمعرفتى عشان كده انا كلمت اخوك صلاح فى الصعيد وحكتله على اللى حصل وخلاص بكره هيجى هو وعاصم ابنه عشان كتب كتاب مي
مي بصراخ : مستحيل مستحيل اتجوزه انت عاوز تدفننى بالحيا
والدها : اخرسى ، اخرسى يا عديمه الربايه
حاولت امها الاعتراض ولكن اسكتهم جميعا وطلب منهم النزول لتحت ونزلوا جميعا ما عدا محمود ووالده ودينا
محمود : ليه بس كده يا عمى انا عارف ان مي غلطت بس عاصم صعب صعب اوووى ده ممكن يقتلها لو ضحكت من غير اذنه ليه كده
عمه: متخافش يا محمود انا عامل حساب كل حاجه
والد محمود : ليه بس كده يا بن ابويا
والد مي : هتعرفوا كل حاجه فى وقتها ، المهم خد ابنك ومراته عشان يرتاحوا من تعب السفر وبالليل كلكم معزومين عندى بمناسبه جواز محمود وطبعا مفيش سفر بكره يا محمود انت اخوها الكبير ولازم تحضر كتب كتابها
محمود : حاضر يا عمى عن اذنك ونزلوا جميعا وظل هو بمفرده وقال فى سره : ميعرفوش ان مي مهما غلطت هى نور عينى من جوه هما فاكرين انى بعاقبها ميعرفوش انى هحميها من شر نفسها وهخليها تعرف يعنى ايه حب ومحدش هيعلمها غير عاصم
____________^^_________
عدى اليوم بدون اى احداث سوى قلق نور طول الليل وبكاءها وخوفها وكوابيسها التى تطاردها حتى اتى صباح يوم جديد واتت الممرضه لها بالفطور وهمت تعترض لكن تذكرت كلام الدكتور  وآكلت بعض اللقمات البسيطه ثم اتى الدكتور بعد ذلك ومعه الممرضه بسمه وهى تحمل معاها ملابس جديده وهو عباره عن دريس هادئ وجميل وطلب من بسمة مساعدتها ونور تحاول التماسك وعدم الاعتراض حتى تفهم ما يحدث وبالفعل ارتدت ملابسها وتجهزت ثم اتى شخص شكله غريب وطلب منها المجئ معاه وكادت تعترض ولكن الدكتور طلب منها ان تصغى له وكان تمشى وراءه حتى ركبت عربيه ملاكى وهى لا تعى اى شئ ووقفت العربيه امام مبنى مديريه الامن وهى شعرت ان قلبها كاد ان يتوقف ونزلت من العربيه واستقبالها رجال اخرون ودخلت المبنى وظلت تمشى معهم فى ردهه طويله حتى وصلت امام مكتب احدهم والشخص الواقف بجانبها طلب من الشخص الواقف امام الباب وقال له : بلغ الباشا انها وصلت
بالفعل دخل الشخص وخرج مسرعا وطلب منها الدخول ، شعرت بقلبها الذى يقرع مثل الطبول والخوف الذى احتلها وجعلها تشعر بالرعشه بداخلها وانها سوف تفقد الوعى فى اى لحظه ودخلت الغرفه وكان بها مكتب كبير وهى غرفه كل الوانها سوداء وخلف المكتب كرسى يجلس عليه شخص يعطيها ظهره عندما دخلت هى تنحمت قليلا حتى اعتدل بكرسيه وهى عندما رات الشخص الذى امامها كاد قلبها يتوقف
نطقت وهى دموعها تسيل على وجنتيها وقالت فى ضعف : علي
هو بكل شموخ وببرود : ازيك يا نور ، احب اعرفك بنفسى المقدم علي سالم الخولي
صمتت نور ولم ترد من صدمتها وهى تظن انها فى كابوس اخر من كوابسها ، وهو ظل ينظر اليها ويراقبها ، حتى جلست على الكرسى وهى تائهه عن العالم
________^^_______
انتهى البارت اشوفكم البارت الجاى سلاااااام

لقاء القلوبOù les histoires vivent. Découvrez maintenant