42

206 29 200
                                    

' somebody else '

' شخص آخر ..'

قبلَ دقائق فَقط من قُدومِ دينور إلى المحَل سَبقه دُوبوا في المجيء، من دون أي استئذان هو أخذَ له مقعدًا ينتظرُ إنتهاء إبنة شقيقه مع الزبائن هنا و حينما قامت بذلك هي تقَدمت لتجلسَ على المقعد تُقابله ثم بِهدوء تحدثت -" يمكنك إخباري بكلّ شيء فَقد علمتُ بعضَه أساسا"

و في تلك اللحظة بَاشر الرجلُ بالتحدث منذُ اللحظة الأولى التي  أتوا فيها الجنود إلى منزل إيناس قبل 20 سنة إلى آخر لحظة . بدَاية هو لم يكن في ذلك المكان بَل خرجَ من أجل شراء السجائر وفي طريق عودته أخبروه الجيران بأنه تم مُداهمة منزل عائلته و هو لم يذهب إلى هناك بل إختبئ خلفَ الباب  يُشاهد كل ما حدَث تحت أنظاره.

لقد تم إطلاق النار على شقيقه و أيضا رأى كيف أن زوجته هي من أخذته إلى المستشفى مع إبنتها الصغيرة و بينجي لم يلحق بهم بل كان مصدُوما ، مصدُوما للحد الذي لم يعرف ما يفعله فجسدُه قد تخَدرَ ليتصنّم في مكانه لم يستطع فعل شيء إلا الهرب حينما بدؤوا بالخروج من ذلك المنزل، لقد هرولَ يختبئ بين تلك الأزقَة بعيدا عن الجنود و آخر ما سمعه من أحدهم و الذي كان مُطلق النار هو ' لَقد فعلتُ ما أمرني به سيدي جوناتاس دينور ليسَ إلا و لهذا أنا لم أخطئ' شعرَ بأن ضمير الجندي بدأ يُؤنبه فقَرر لومَ رئيسه.

في الجهة الأخرى بينجي دوبوا قَرر بدأ انتقامه من هذه العائلة بعدما شاهدَ ما فعلوه بشقيقه ، كان من دون شيء فبَات لديه كلّ شيء، لقد عملَ بداية في مبنى كحمَال إسمنت و أدوات البناء إلى مالك البناء نفسه، لقد ساعده في ذلك جورج عجوز فرنسي كان يعمل لديه و قبلَ موته كَتب كل شيء بإسم بينجي كونه ليسَ لديه أبناء و  زوجته متوفية، فجورج لم ينسَ مساعدة ذلك الرجل له فقرّر رد الجميل بفعل ذلك.
كَون بينجي عصابة مافيا تحتَ إسم مُستعار ليُباشرَ أيضا أعماله القانونية فأسّسَ شركة بناء لتصيرَ بعدها سلاسلُ منها.

و بعد خمْس سنوات باشرَ بانتقامه، أول شيء قَد فعله هوَ التعرفُ على السيدة كاترين والدة فرانسوا دينور على أساس أنه رجلُ يريدُ العمل مع زوجها ثم باشرَ بالتقربِ إليها كصديق فقط و هي لطيبتها تحدثت معه بشكلٍ لطيف ، فعلمَ منها بأنها حاملٌ من جوناتاس دينور و هناك وجد الخطّة ، فقد قررَ خطف الرضيع و ترك الرجل يموت قهرا على ذلك.
حينما أخذ الرضيعَ منها هو هدّدها بأنه لو تخبر أحدا بما حدث سيقتلُ عائلتها و يُنهيها هي أيضا، كاترين خافت بشدة وقد انصدمت حتى فكل ما استطاعت قوله له هو أن الصغيرة ليسَت إبنة دينور فهي إبنة أوليفر، حتى أنها أخبرت الرجلَين بنفس الشيء أن من ببطنها يكون إبن ديلوني و الرجل قَد صدقها ففرحَ بذلك لديه إبن من المرأة التي يحبها فكيفَ له أن يحزن ؟
حينما علمَ جوناتاس بذلك هو سافر  مع إبنه فرانسوا تاركا إياها لحالها مع جوليا الصغيرة فقد كانت تبلغ من العمر العاشرة، بينجي دُوبوا قد ظنَ بأنها الحقيقة،  لكنه خطفَ الرضيعة ثم أعطاها لسيمون كي يهتمَ بها مع عدم إخبار أي أحد عن ذلك إلى غاية تأكده من الحقائق هذه.
طوال تلكَ المدة كاترين أوكلير لم تفصح عن الحقيقة بل تركتها بِقلبها تُحرقه في كل مرة تتذكر بها،  قبل أخذ كاترينا منها هي قد طلبت طلبا واحد منه، بِترجي أخبرت ' قم بتسميتها كاترينا أرجوك' و هو قد فعل ذلك.
بعدَ سنوات حينما كبرت الفتاة بدأ يأتي إلى زيارتها في كل مرة تسمح له الفرصة فقد أحبها كإبنته و حينها صورها ليأخذ الصورة إلى والدتها بعدما إلتقت به خلسة، هي فرحت بذلك كثيرا و قد أخبرته الحقيقة، أخبرته بأن الفتاة إبنة دينور و ترجته بإعادتها لها و لكنه لم يقبل فبينجي دوبوا كان يُفكر بقلْب يُغطيه السواد لشدة حقده . في عيد ميلاد فرانسوا دينور الثامن عشر الذي قَد مرّ بشكل جيد  ولكن بعد أيام ماتت والدته ، الجميع ظن بأنها قد فقدت حياتها بطبيعية و لكن بينجي دوبوا من فعلَ ذلك ، حقيقة كاد يُعيدُ لها كاترينا لو لم يذهب لزيارة عائلة بوسعدي.
تلكَ العائلة كانت تعاني فيجدُ دائما السيدة عائشة تمشي كل تلك الطريق فقط للذهاب إلى المحل من أجل العمل فيه لساعات طويلة، رآها كيفَ كانت تذهبُ للسيد جوناتاس فتشتكي له و تترجاه في إعادة منزلها ، فقد كبرت ولم تعد تستطع إعالة عائلتها بهذه الطريقة فالمنزل أقرب إلى دكانها وهو كل ما يفعله طردها بشكل  بشع إلى الخارج في حين هي تعود أدراجها باكية.
راقبَ شقيقه المشلول  الذي كان دائما ما يقابل تلك النافذة في كوخهم الصغير ليبدأَ بالبكاء على ما تعيشه زوجته و إبنته الصغيرة التي بلغت الثالثة عشر منذ مدة قصيرة كما أنه حزنَ على إبنه الصغير الذي قد وُلدَ عن طريق خطأ منه هو وعائشة لكنه لم ينكر حبه له بتاتا فقد بلغ العام قبل أيام كذلك.
شَعر بأنه لا يستحق هذه العائلة فزوجته لم تتركه و عكسَ ذلك بقيت إلى جانبه في كل محنة و هذا ما كان يجعله يبكي في كل مرة تطارده أفكاره . الحقدُ قد تغلغل بداخل جسد بينجي و الذي بعدها مباشرة ذهبَ و سمّم المرأة عن طريق التفاهم مع إحدى الخادمات لتضعَ السُم بكوب القهوة خاصتها فماتت فورا ، ليتَلذّذ بردة فعل جوناتاس دينور الذي جُن جنونه بسبب ذلك. .

صَبْوَة 1962 / [ مُكتملة ]Where stories live. Discover now