04

881 100 115
                                    


' wished for'

مُبتَغَى..

.
.

أصبحَ ذَلكَ الصَديق يمرّ عَلَى الفتاة الشابة في كل فرصة تسمح له، هو فَقَط سيساعدها في حمل محتويات المحل ثم يذهب.
لقاؤهما مَعا فيه قليل من الكلام و لكن كلاهما إتخذا بعضهما كملجأ للشكوى، يُحَدّث أحدهما الآخر عما يواجه من مشاكل بين الحِين و الآَخر منتظرا حلولا قد تساعده.
هكذا أصبحت إيناس التي لم تكن تطيق جوزيف في البداية و لكن بدأت بالإعتياد عليه كصديق يؤنس فَجوتهَا المُوحشَة في حياتها.

-" قلتُ لك والدي لم يرضَ أن أدرس إختصاص اللغة الفرنسية و للآن لم يتقبل ذلك، أراد مني أن أصبحَ محاميا لكنني رفضت مختارا ما أحبه عما يريده هو، لايزال يذكرُ الموضوع كلما اجتمعنا معا"

بدأ الشاب بالتحدث بينما يضع كأسَي الشاي فوق المنضدة تلك ليجلس بعدها فوق المقعد أمَام إيناس التي كلها أذان صاغية لما يقوله وَ حينما أنهى كلماته، هي ردت عليه بعدما أخذت رشفة من السائل الذي بين أصابعها -" حسنا وَ هل أنتَ مقتنع باختيارك؟ هل أنتَ سعيد في مهنتك يا جوزيف؟"

بلهجة جزائرية هي تفوهت بحديثها القصير مع عُقدة بين حاجبيها لفضولها نحو إجابة الشاب و التي كانت إيماءة قصيرة مع - " نعم يا إيناس إنني سعيد بِذلك " همهمت له بعدها مردفة بحماس تشجعه على اختياره -" هممم، حسنا إذا يا صديقي ذلكَ ما يهم، يجب عليكَ إختيار ما تريده أنت ! فهذا مستقبلك و أنتَ من ستعيشه ليس والدك أو أحدًا غيره"

حرَك رأسه يومئ مركزا على ما قالته ثم أطلق تنهيدة قصيرة ليبتسم ببهجة متحدثََا بعدها - " إذا يا فتاة، متى ستعودين للجامعة؟ لقد مرت سنتين بالفعل و لم يبقَ لك الكثير فقط، الماجستر أظن؟ يجب عليك إكماله أو ضعي ملفك الخاص برخصة اختصاصك في مكتب محاماة، لقد أخذتِ شهادتك المرخصة أوليس كذلك؟"

بوزت العشرينية شفتيها بحزن لتنفي ما قاله بهدوء - " لم آخذها يا جوزيف فقد توقفتُ في سنتي الثالثة و لم أكملها بسبب بعض من الحوادث التي جَرت معي و لكن لا بأس بذلك فهذا لا يهم الآن، لدي هذا المحل سأعتني به من أجل والدي إلى أن يكبرَ نذير بعض الشيء و يحل مكاني، تعلم يجب علينا أن نبنيَ بيوتنا بحضور والدينا قبل أن نفقدهم، لن يكون لذلك أي معنى بعدها "

إحتسَى ذو الشعر الأسوَد رشفة من الشاي ليبتسمَ لها، بعد ذلك نطَق كلماته بعفوية كبيرة -" من سيأخذك كزوجة له سيكون سعيدَ الحَظ صَدّقيني يا فتاة "

.

يتمنى هذَا الشاب أن يكون هو سعيدَ الحظ الذي سيأخذ الفتاة كزوجة له و نعم في قرارَة نفسه ذلك ما يريده و لكن سطحيا تفكيره الآن كـ - أريدها فقط أن تتَخذَني صديقا و لربما يوما ما ستكون ما أريده، نعم ليس اليوم، ليس غدا و لكن بعد سنة؟ سنتين؟ ربما.. من يَدري ما تخبئه الحياة لنا..-

صَبْوَة 1962 / [ مُكتملة ]Where stories live. Discover now