21

466 61 115
                                    

' A past wrapped in crimson pages'

' مَاضي مُغلَّف بِصفحَات قُرمزيَة. '


لحظَة توَافدُ المدعوين إلَى حديقة عائلَة دينور قَد مَرَّت تحتَ أنظَار العشرينية التِي كَانَت تطلُ عَلَيهم منَ شُرفَة كَاترين والدَة الشّقيقَين الراحلَة، تحطُ بِبؤبؤَتيها علَى ذلكَ الرجل الفَخم ببدلَته السّوداء، يستقبلُ الحضُور واحدََا تلوَ الآخر مَع إبتسَامة لَطيفة تَشقُ ثَغرَه وَ للأَسف هيَ لم تستطع التواجد هناك فقَلبهَا يريدُ الوقوفَ بجانبِ فرانسوا في هذه اللحظة لكن و بسبَب إنهَاكها و شحوب وجهِها مَكثَت هنَا وحيدَة تراقبُ حفلَ العميد الصّغِير.

حينمَا كَادَت تعودُ أدراجَها إلَى ذلكَ السرير ، تَصنَمَت مكَانها تِبَادلُ ذلكَ الفَرنسي نَظرَات الحب التي يمدهَا لهَا و حَسنََا بَريقُ بُنيتيها ، خَجلهَا و هي تحاولُ التهربَ بعينيها منه، ابتسامتها الشبه ظاهرَة، كلَ تَصرفاتهَا قَد أشَعَلت قَلبَ الرجل الذي مباشرة أرسلَ لهَا قبلَة طائرَة ليعيدَ إنتبَاهَه مرة أخرَى إلَى حضورِ الحفلة هذه، أمَا إينَاس فَقَد أخذَت طريقهَا إلَى الداخل لتجلسَ هناك تنتظرُ إليوت المشغول لينهي أعمَاله ثم يأخذهَا إلَى المنزل ،  مَكَثَت تنتظر تدحرجُ عيناها في المكَان هنَا و هناك إلَى أن سمعت طَرقَات بَاب خافتة لتستقيمَ بأقدامها تمشي نحوه ثم فتحته و ها هوَ ذا فرانسوا دينور الوسيم يَقفُ أمَامها بِعيونه التي تُشعُ حُبََّا.

قَضَمَت شَفتيها تستندُ علَى َطرفِ الباب تنظرُ إلَيه بهيام و وجهٍ باسم ، ثُمّ لمسَت سترَته تسأله بِهَمس - " مَالذي جاَء بكَ إلَى هنا ؟ مَاذَا عن الحفل؟"
كَفّه تَسَلّلت نحوَ أناملها يَضعهَا فَوقهَا وَ بِخُفوتٍ أجَابها - "جئتُ من أجل ضَمِّ أميرة القَصرِ إلَى الحفل، أويمكنهَا مرافقتِي ؟"
أُطلقَت قَهقهة قَصيرَة من ثغرها لتَبتعدَ عَن الطريق تشيرُ لَه بالدخول ثم أجَابته بِصوتٍ مُتلهّف -" يمكننِي مرافقَتكَ يا إبنَ العميد َو لكن لَن أضمنَ لكَ بأنني لن يصيبني الدوَار فَأقَع أمَاكَ وسَطَ الحضُور مُنشِئَة فضيحة في حفلكم فَيكرهني السيد جوناتاس أكثر مَمَا سَبَق!"
هَزَّ فرَانسوا رأسه باستهتار مستنكرََا كلمَات المرأة أمَامه - " هوَ لَن يَفعَل ذلك! لقَد بَاتَ مُعجَبٌ بِك يَا حُلوَتي وَ بمَا أنكِ وَافقتِ سأدعو جوليا من أجلِ مساعدتك علَى تحضير نفسِك، لنَلتقِي في الحدِيقة يَا فتَاة أكتوبر "

أومَأت الشَابة  ترَاقبُ إختفَاءَه خلفَ ذلكَ الباب بعدمَا صَفَعه بِكفّه حينمَا رحَل وَ دقَائق بَعدهَا جوليَا قَد دخَلَت تضَع وجهََا بشوشََا على ملامحها في حين ترتدي ثوبهَا الفضيّ ذاك، إينَاس إنبهرَت من جَمَالها وَ قَد أحَبَّت طَلّتها الغنيَة و الفخمة، هي لَم تستطع الصموتَ بَل جَاملتها بكل حب بَين طيَات كلمَاتها - " إنكَ لمبهرة بجمَالك يَا جوليا ، ستجذبينَ كلَ الضيوف بطِلّتكِ هذه، أسالُ اللهَ أن يحميكِ من كل عَينٍ حَاسدَة تحملُ مخادعَ الحبِ لك"
لَفت الشّقرَاء بِجسدهَا حولَ نفسها ثم بَدَأت بالقفز من شدَة سعادتها لتجيبَ المرأة التي تنظرُ إليهَا مستغربة ممَا دهَاها -" لَقَد إختَاره لِي إليوت مَا رأيكِ به ؟ "
أخيرََا إينَاس قَد فهمَت مَا تعيشه هذه الشابة هنَا لتنفجرَ ضاحكة ثم أومَأت لهَا برأسها تطرأ علَيها - " إن الفستان جَميلُ جدََا و لكنّكِ قَد زدْته جَمالاَ يَا جوليا، فملامحك لَيسَت بمزحَة أنت حقََا أخّاذَة"

صَبْوَة 1962 / [ مُكتملة ]Where stories live. Discover now