24

404 56 99
                                    


' Apparent facts'


' حقائق ظاهرَة '

.

بَعيدًا عن مواساةِ إيناس له هو و أخيرا  قد إستوعبَ بأنها قد اعترفت بحبها له ، أخبرته بأنها تحبه بكلّ صراحةٍ ، من دون لَفٍ وَ دوران ، بَل عانقت جسدَه المُرهق تطبطبُ عليه في حين تقول له بأنه يذكرها بوالدها، بأنه باتَ هناك قليل من الرجال أمثاله و أمثال السيدِ موسى، قضمَ شفته السفلية ثم بَلٌلَها بلسانه ليرفعَ رأسه ينظرُ نحوى فتاته التي كانت تبادله تلكَ النظرات العميقة، مملوءة بعاطفة قوية ، تظهر الحب الكبير الذي تكنه له .

حملق أحدهما في الآخر ثم نطقَ فرانسوا بِنبرَة عميقة ، يضع إبتسامة جانبية على ثغره -"  لنعد أدراجنا يا حُلوَتي "

.

في الجهة الأخرى من المدينة حيث يجلس ذلكَ الرجل خلف مكتبه،يضع قدما فوق الأخرى في حين يحدق بتلكَ الصورَة، يتذكر كيف كادَ يمسكُ به من طرف إبنه الفضولي،أخرج تنهيدة طويلة من حنجرته يتأسف على كذبه ناحية الموضوع أمام وحيده، لكنه كان يجب عليه فعل ذلك من أجل الماضي،الماضي البعيد الذي لايزال يطارده منذ رحيل زوجته الحبيبة، تلكَ الصورة تحملَ بين طياتها  وجوهَ عائلته السعيدة أو التي كانت تتظاهر بالبهجة، فمنذ علمه بخيانة زوجته له لم يعد يشعرُ بالمتعة في هذه الحياة، أخذ  تلكَ الصورَة ثم بدأ بالتربيت على ملامح محبوبته الراحلة ليتمتمَ بكلمات غير مفهومة يتحسرُ على أيام مَضت و وَلّت.

أعاد تلكَ الصورة إلى مكانها بداخل الدرج بِجانبِ حاجياته الخاصة ثم أغلقه بمفتاحه ليضعه بجيبه بعدها ، إستقام من مقعده يرتدي معطفه  و حينما كاد يخطو خطوته نحو الخارج ، باب المكتب فُتح لتدخل جوليا بوجه متهجم تحمل تلكَ الورقة بين يدها .

قبل أن يتحدث السيد جوناتاس هي سبقته تضع تلك الورقة بكفه ثم رصت على أسنانها تخبره بقلة صبر -" مالذي تحاولُ فعله ؟ تذكرة طيران من أجل رحيل إليوت؟ هل أنتَ تقوم بطرده الآن ؟"

رفعَ والدها حاجبه مشمئزا من الطريقة التي تتحدثُ إبنته الوحيدة بها معه، حاول السيطرة على نفسه ليعود أدراجه إلى مكتبه يدفعُ ذلك الكرسي الجلدي ليجلس فوقه و بصوت حاد هو أجاب تلكَ الشقراء-" احترمي نفسك يا جوليا ، كما أنني أرسلته إلى والده، ليس وكأنني قمتُ بِنفيِه؟"
أخرجت الشابة قهقهة مضطربة من ثغرها ثم ردت عليه بحنق - " والده ؟ كَفَاك يا أبي! كلنا نعلم بأن والده في غيبوبة و منَ الصعب الخروج منهَا، كمَا أن إليوت قَد ذهب إليه قبل خمسة أشهر فقط و أساسََا أخبرني بأنه لن يذهب إلَا بعدَ أشهر، فمَالذي تحاولُ فعله الآن ؟ "

صَبْوَة 1962 / [ مُكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن