03

941 105 94
                                    


' hide-and-seek'

' غُميضَة '

.

' إلهي كم هو حقير، آه كم أكره الفَرنسيين'

' حسنا ، لماذا تسقطُ الأمطار الآن؟'

' هل سأذهب للمنزل هكذا؟'

' يا لغبائِك يا إيناس متى ستتعلمين حَملَ المظلة معك؟ '

كانَت الشّابة تركض وسطَ الشَّارع تُتمتمُ بكلماتهَا المثقلة بعصَبيتها و إنزعَاجها من الموقفِ التي وُضعت فيه.
لم تصمتْ للحظَة واحدَة فقد صبَّت جامَ غضبِها على تلكَ القطرَات التي تقع فوقَ جسدهَا و حينما وصلَت للمحل بسرعَة أدخلَت أصابعها بداخل حقيبتِها لتخرج مفَاتيحها.
بعدما قَامَت بِفتْح القُفل أخذت بِخطوَاتهَا ناحِية ذلكَ المقعد لِتجلسَ فوقَه تسند وجهها على الطاولة في حين تتنهد بصعوبة علَى وضعها الذي يبدو أنه سيَطُول.

تُريدُ إيناس تسريع الأحداث ، تُريدُ إستعَادَة منزلهَا كي تأخذ والديها كبيرَي السن إليه فهما لن يتحملا تلكَ المعيشَة في ذلك الكوخ فِي فَصلِ الشّتاءِ خاصَة و قد بدأ سقفه يتلفُ بالفعل كَما أن نذير لا يزال صغير ليحمِل مثلَ هذا العِبئ على أكتافِه.

-" السّلام عليكُم"

صَوتُ عجوز قَد إخترَق طَبلة أذنَي الفتاة التي كادت تنام إرهاقا و فورما رَفعَت جسدها العلوي تَنظرُ نحوَ المُتحدثَة مَع ابتسامة علَى شفتيها - " مرحبا يا خالتي حنيفَة ، كيف أساعدُك؟"

أَخَذت العجوز بَعض الحَاجيَات لتضعهُم فوق المنضدَة ثم نطَقت كلمَاتها بنبرَتها التعبانَة - " أريدُ خبزتين أيضا يا عزيزتي"

أومَأت إيناس لتَضعَ كل ما أخذتْه العجوز بدَاخل كيس وَرقِيّ، و حينما أنهَت من الحساب هي أخبرتها كم قطعة نقدية يجبُ علَيهَا أن تدفع، الأخيرة رسمت علَى ثغرها ابتسامة لطيفة لتردفَ بعَفوية - " متى سنفرح بك يا بنَيتي، أولَيسَ وقت زواجك؟"

دحرَجت الشْابة عيناها يمينََا ثم يسارََا بتذمُّر على كلماتِ العجُوز لتجيبهَا بإحْترامِِ كبِير علَى غيرِ عادتهَا - " ليسَ بعد يا خالتي، لن أتزوجَ قبل أن أكملَ دراستي مُستقبلاََ إن شاء الله !"

حرّكَت الخالة رأسها مُوافقَة لِتعدّل الحَايَك علَى رأسِها ثم أخذت الكيس و باقي النقود قائلة بلُطف -" إبني محمد عازبًا أيضا إن أهمَّك الأمر"

-" هممم ، حسَنا يَا خَالتي هل أساعدكِ لقطعِ الشّارع؟"

-" شكرا لك و لكن إبني ينتظرني بالخارِج، وداعاً الآن يَا عَزِيزَتي "

صَبْوَة 1962 / [ مُكتملة ]Where stories live. Discover now