صَبْوَة 1962 / [ مُكتملة ]

27

' Guide to an unknown killer'

' دَليلُ لِحقيقَةِ قاتلٍ مَجهول الهوية.'

•

يومٌ آخَر قَد مر و ها هي ذي عائلة دينور مجتمعة حولَ طاولَة الأكل ، فَجوناتاس يقرأ جريدَة الصباح بينما فرانسوا ينظر إلى ملفات قضاياه في حين جوليا كانت تشربُ قهوتها ، تحدقُ أمامها تنتظرُ قدومَ محبوبها الذي فورما مرَ على عَتبة الباب يتقدمُ نحوها، ثم جلَس بجانبها ليسكِبَ له العصير بعدها.

فَكرَ السيد العَميد كثيرََا إذا ما كان يجبُ عليه قول ما يعرفه أم لا و لكنه قرّر التحدث لِيضَعَ مَا بَينَ يَديه جانبََا ثم أَردَفَ بِهدوء يَستقصدُ فرانسوا في كلماته - " أوتعلَم بأن حريق كوخ تلكَ الشابَة كَان َُمفتَعلََا عَن قَصد ؟"
رَفَع دينور رأسه نحوَ وَالده لِيُقَطبَ حاجبيه مَعََا بِتعجب ممَا قَاله ثم هَزَ رأسَه ينفي بِبَعضِِ منَ الغَضَب - " لا! مَالذِي تَقصده ؟"
أطلَقَ جوناتاس تنهيدَة قَصيرة ثم أجاب إبنه المنفعل - " حينمَا سمعتُ بما حدَث ذهَبنا أنا و الشرطة إلى الكوخ المحتَرق، ظَهرَ بأن النيران كانت مُفتعلة عَن قَصد ، لقد تم رَصدُ خَلَل في قابس الكهرباء و حينمَا تَموضَع داخل المقبس قد نشَبَ حريقٌ متعمد! التحقيق لايزال جاريا عن مفتعل هذا الفعل المشين و لكن يبدو بأن أحدا ما أرادَ قَتل تلكَ العائلَة المسكينة، أراد قتلَ محبوبتك العربيَة يَا بُني "

قضَمَ فرانسوا شِفَاهَه بِقوّة ليَبقضَ على أصابعه و بِنَبرَة حَادة هو أردفَ لوالده -" أوكنتَ تعرفُ هذَا الخبَر منذُ مدَة طويلَة يا أبي؟ " حينها أومأ له الأخير لِيتحدث الفرنسي مرة أخرى ، يستقيمُ مندفعََا أمامَ تلكَ الطاولة لدرجة أن مقعده قَد سَقطَ أرضََا -" لمَاذَا لم تخبرني ؟ لماذا الآن؟ كيفَ لي أن أحمِيها إن لم أكن أعرفُ بكلّ هذَا يا أبي!"

وَسَّعت الشقَراء عيونها تنظرُ إلى أخيها الذي أظهرَ عصَبيَته بِشَكل كَبير أمامَ الجميع ، لطالما كان رجلا هادئا ، لكن ليسَ إن كان الأمرُ يخصُ تلكَ المرأَة ، فهي قَد بَاتت تُخيفه عليها بِأَقل تَصرف قَد يحدُث لها و هذا واضح من الحب الكبير الذي يكنه لها، فجوليا وَقَفت تتقدمُ نحوَ شَقيقها لتحيطَ ذراعه بِيدَيها تحاولُ تهدئَته و بِنَبرَة خافتة تحدثت مَعه - " كَفَاك يَا أخي! وَ إجلس ، دعنا نتوصلُ لحَل بِهدوء ، فعوضَ عن إفتعال جلبَة هنا ، يجبُ عَلينا معرفَة من المُتسبب في هذا! من الذي يريدُ إنهاء حياة تلكَ العائلة؟"

جلَسَ دينور الصّغير فوقَ مقعده بعدمَا عدّله لَه إليوت الذي عاد لمكانه وَ بِسَكينة تامة هو تفوه بكلماته السليمة -" لَا تقَلق ياَ فَرانسوا ، فَمنَ الواضح أن المجرمَ لَن يهربَ بِفعلته هذه ، فكل قَاتل يتركُ خلفَه بصمَة تَكشفُه حتى لو بَعدَ وقت طَويل، لهذا يجبُ علينا العودة إلى الكوخ و البحث هناك ، لربما سنجدُ ما لَم تجدهُ الشرطَة!"
حركَ جوناتاس رأسَه يومئ له موافقََا ثم تحدَثَ هو الأخير بِصَوته المفعَم بكلمات غامضة -" حسنََا بالرغم من أنني أشتَبهُ في أشخاص مَا و لكن يجب علينا فعلُ مَا قاله إليوت، جوليا يا عزيزتي إذهبِي إلى دكان تلكَ الشابة و امكثِي معها ، لا تتركيها إلَى أن يأتي شقيقك ، فالوَضع بَات غيرُ مطمئن و نحن سنذهب إلَى الكوخ الآن ، لربمَا سنَكتَشفُ شَيئََا مَا"