18

480 72 94
                                    

' craving  / infatuation / love 1962_'

.

" صَبوَة ما بَعدَ الثّاني و الستّين "

.

فَتاَة أكتوبر… أخرُ مرَة قَد سمعتها كَانت قَبل ثلاثَة أيام حينمَا فرانسوا إعترفَ لها بوقوعه فِي سجن الغَرام الذي يُعدمُ صاحبه، حينمَا هَربَت لِيلحَق بها  َوَ لِسَبَب مَا كَان ذهَابه خَلفها هو مَا أنقذَ والدتها، سَاعدها بكُل مَا يَملك فَقَط لِيخرجَها من ذَلك الكوخ المحطّم الذي قَد أكَلَت النيران معظمَه لتتركَه فُتاتََا كَفتاتِ خُبز تُركَ ليَتيم في الشارعِ.
سَاعدَ الفَرنسيُ تلكَ العائلَة المَسكينة ليَأخدها لِشقَة صَغيرَة فِي مَدينة وَهرَان، هي له و لكنه لم يَسكنْها منذُ مدّة طويلة، كَون وَالده لَم يَقبل بذلك وَ قَد أَلحَ عليه البَقاء فِي قَصر العائلَة من أجل أخته الوحيدة وَ بالطبع الرجل لَم يرفُض ذَلك بَل قَبلَ بِرحَابة صَدر مُنشرح.

لَم تستطع الشابة رَفضَ طَلَب إبن العَميد وَ حتَى حينمَا وقَفَ كبرياؤُها وَسَط الطريق هي فقَط دعست عليه و على كرَامتها  من أجل عائلتها التي  بالطبع لَن تجدَ مأوى يأويها في وقت قياسي قَصير و قَد يأخذهم ذلك الكثير من الوقت للبحث عَن مكَان أصلا، حينمَا إنطفَأت نيرَان الكوخ بأمطَار نوفمبر، حاَول الثنائي الدخول إلَى ذلكَ المكان المحطّم، لَعَلّ  وعسى يجدون بعضََا من الملابس و غيرها من الأشياء التي لَم تُتلَف و لحسن الحظ قَد وجَدَا بَعضََا منها ليأخذانها وَ يخرجان منه.

أخذَ فرانسوا يَدفع بالكهل إلَى سيارته متجاهلا لمَا يؤلمه من أطرَاف جسده، أما العجوز فَقد إستطاعت المشيَ بصعوبة و بمساعدة من  إبنتها و إبنها. العائلة ممتَنة جدَا لهذا الرجل الذي يساعدهم من دون حتى مقابل لدرجة أن يفتحَ لهم بابَ منزله و يرحبَ بهم هناك.

حينمَا دخلوا  مباشرة بَدَأ بِرَفع تلكَ الستائر عَن أثاث المنزل ليَنثرَ غبارهم في أرجَاء المكان،  قَهقَه بمَلامحه المضطربَة ليتحدَثَ بنبرَة فرنسية بطيئة من أجل إستيعاب العائلة لكَلماته -" آسفٌ جدََا، لَم أَزر المنزل منذُ سنوَات! "
طأطأت العشرينية رأسها لترسمَ إبتسَامة صغيرَة علَى شفتيها ثم ردت عليه بعدها - " لا بأسَ بذلك يا فرانسوا، سننظف المكان و أعدكَ بأنّنا لن نمكثَ فيه لوقت طويل ، كما أنني سأدفع فترة بقائنَا هنا وَ لكن فَقَط تحلَى معي بقليلٍ من الصبر حتى ألَملِمَ شتات نفسي أنا و عائلتي!"

حَرّكَ الفَرنسيُ رَأسه يومئ لها وَ لَم يشأ رفضَ طلبها بَل هو مدركٌ لكمية الكبرياء الذي بداخل هذه الشابة وَ  الرجل فقَط ممتن لموافقتها على المكوث هنا ، بالرغم من أنه حينمَا طَلبَ ذلك كَان ينتظر الرفضَ منها وَ قَد إنذهِلَ حينمَا قَبلت، لهذا إن أرادت دفعَ إيجَار هذه الشقة لمكوثها ، طبعا لَن يناقشها  أو يرفضَ مَالها . قبلَ استئذانه عن إنصرافه  تقَدمَ نحوَ إيناس التي تقف أمَامه ثمَ رفَعَ كَفه يَضعها علَى ذراعها وَ بصوتٍ رَقِيق مهتم الرجل نطَقَ ماَ يوجد بداخله من كلمَات خفيفة - " سأذهب الآن يا عزيزتي وَ سأحاول العودة في أقرَب وقت!"

صَبْوَة 1962 / [ مُكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن