26

338 58 153
                                    

' Explosion of an Arab girl '

' إنفجَار قَلب فَتاَة عَربية ' .

∆✓

دَخَل العجوز غرفة نومه ليصفع الباب بقوة خلفه ثم تقدم نحو سريره يأخذُه كمقعدا له ، يباشر بعدها بالتفكير بما فعلته تلك الشابة قبل قليل، تارة يشعُ بالسعادة لأنها قامت بتخليصه من ذلك التاجر و تارة أخرى يشعر بالغَضَب الشديد لِعلقِه معها، فيبدو بأنها ليست سهلة المنال، الشابة لم تتركه إلا أن فتحت قضية منزل عائلتها و يا إلهي فقد أخذت إبنه بالذات كمحامي لها، كيف له ألا يَهَابَ هذه الجزائرية الشجاعة و التي من الواضح أنها لا تخف من أي شيء؟ .

إستسلم لأمرِ الواقع ليقرَرَ بينه و بين نفسه أن يدَعَ أبناءه يفعلون ما يريدونه ، فحتى لو أبعد إليوت عن تلك الشقراء ، لن تتركه و من الواضح ستذهب خلفه أما عن إبنه البكر لا يمكنه إيقافه فهو رجل كسيارة من دون مكابح إن إنطلق ربيعه لن يتوقَّف أبدََا.

في النصف الثاني من المدينة تلكَ الفتاة كانت تقفُ أمام والدها، تمسكُ خدها براحة يدها في حين تنظرُ له بعيونٍ دامعَة، لقد رفع كفه عليها و ضربها فقط من أجل تلكَ الملفات التي لَم يجدها و التي من الواضح قد أخذها جوزيف ، فهو الوحيد الذي قَد شاهده سابقا يدخل إلى كل غرفة في هذا المنزل حرفيا ، فحتى مكتب التاجر دخله مع هذه الشابة، و ها هو ذا والدها يلومها على ما فعلته، يعاتبهَا ، فالشيء الوحيد الذي كان يملكه ضدّ العميد قَد أُخِذَ منه و الآن باتَ مبتورَ اليدين ، لا يمكنه فعلُ أي شيء سوى التظاهر بالقوة،تزييف قوته و تصرفاته على أساس أنه يملك نسخا أخرى من كل ذلك.

دموع سارة قَد سَقَطَت من وجنتيها ، لم تستطع التحكمَ فيها بالرغم من محاولتها، بل بعدَ ردة فعل السيد سيمون مع تلك الصفعة ثم الخروج بدفع الباب خلفه بقوة، قد أثرت فيها ، أمسَت تتعجبُ للسبب الذي جعلَ والدها الطيب يصبحُ هكذا، شخص حقود وغد لا يهمه أي شيء غيرَ نفسه ، فحتى إبنته الوحيدة لم يبالي لها!.
هروَلَت نحو ذلكَ المكتَب تأخذ ورقة مع قلم حبر لتُباشرَ بكتابة ما تشعرُ به في هذه اللحظة من خذلان، ثم حينما إنتهت ، أخذت ذلك الظرف لتطويها و تضعها بداخله ثم حملت طريقها نحو الخارج للبريد كي ترسلها بإسم جوزيف .

بعدما خرج السيد سيمون من الغرفة حمل معطفه ليهمَ بعدها متجها كعادته لذلك المنزل من أجل التنفيس عن غضبه ،يخرجه في تلك المراهقة الصغيرة و التي لازالت لم تفهم سبب فعله بها كل هذا.

إبن أوليفر و أخيرا قرر طلبَ الزواج من تلك الشابة ، صديقة طفولته و الفتاة الوحيدة التي استطاعت تحريكَ شيء ما في قلبه، استطاعت غرسَ شُجيرَات ممتلئة بالحب في داخله ، بات يفكرُ بأنه لم يعد عليه الإنتظار أكثر من كل هذا الوقت، لا يجبُ عليه الخوف من السيد جوناتاس ، فإمرأة مثل إيناس لم تخف منه إذا لماذا هو سيفعل؟ صحيح قد ساعده و جدا لكن ذلك لا يمنعه من الدفاع عن حقوقه ، فهو لم يشأ السفر أبدا خارجَ البلاد بل أراد البقاء هنا ، إكمال دراسته ثم البحث عن العمل والاستقرار بعيدا عن هذه العائلة ، لن يمكث تحت شقائها إلى الأبد!
بعد عناء تفكير طويل توصل إلى قرار صالح، يخطب الفتاة من أبيها و شقيقها، حتى إن لم يقبل السيد جوناتاس ذلك ، سيبقى يحاول إلى أن يجد القدر حلولا له، طلب إذنََا من فرانسوا على أساس أنه لديه عمل مهم يجبُ عليه فعله و لكنه كان ذاهبا إلى إيناس ، فهي الشابة الوحيدة التي ستساعده .

صَبْوَة 1962 / [ مُكتملة ]Where stories live. Discover now