16

523 83 105
                                    

' believer '

' مُؤمِن '

-" إفعل أي شيء يا أبي!"
-" لا أهتم بما ستقوم به و لكن أبعدها عن طريقي فأنا سأقتلها حرفيا"
-" الرجل قد وقع في غرامها عوض أن يَقع في غرامي أنا التي عرفته منذ مدة طويلة؟"
-" ركضتُ خلفه، إلتصقتُ به، إعترفتُ له و لكن من دون أي جدوى، ما هذا؟ جهدي كله ضَيعتُه عليه من أجل أن يبادلنِي بِذرة حُب صغيرة لكن لا، لم يحدث ذلك بل عكس توقعاتي هو قد أحبَ فتاة من الطبقة الفقيرة ، بائعة حقيرة قَد إلتقاهَا بين ليلة وضحاها.! "

وسَط ذلك المكتب  كانت تصرخ بكل قوتها تمشي ذهابا و إيابا بملامحها المنزعجة تلك، من شدة صياحها فوجهها قد بات أحمر اللون و لم تهتم بل  مكثت تصرخ على والدها الذي يجلس خلف مكتبه فوق مقعده الجلدي، ينظر إليها بتقاسيم وجهه الهادئة و جدا، هو يعرف ما يتعامل معَه فطفلته الوحيدة تعاني من نوبات غضب شديدة حينما يزعجها شيء ما، هو فقط سيَسكت يتركها تُنفّس عن غضبها و حينما تعود إلَى طبيعتها سيتحدث معها َ ، لكنه قطعا لن يحاول التناقش معها وهي في هذه الحالة!

تركَ سيمون إبنته في مكتبه ثم خرج يرحل من المنزل و بسرعة ركبَ سيارته يقودها نحو وِجهته التي قَد حَدّدها عقله له من قبل، في ذلكَ الشارع   ركنَ سيارته بطريقة مبعثرة وسط الطّريق بعدما ضغط على مكابحها، ثم خرجَ منها يدفع الباب خلفه بقوة كبيرة ، توجه نحوَ ذلكَ المبنى ليفتح بابه بعدما سحبه ، يأخذُ طريقه إلَى مكتب إبن العمدة ، يراقبُ خروجه من تلكَ الغرفة في حين يضع كفيه في جيُوب بنطاله يمشي و حينما رأى سيمون هو توقفَ مباشرة ينتظر قدومه إليه.

رفعَ التاجر كَفّه بحجة ضربه لكن الفَرنسي تَصَدَّى له في حين يوقفه يسحب يده للأسفل، رفع حاجبيه ينظرُ إلَيه باستغراب ليسأله بهدوء - " مالذي يحدث هنا يا سيمون؟"
ردَّ عليه الأخير صارخا  يرصّ على أسنانه بغضب شديد - " مالذي يحدث هنا أيها الوغد؟ مالذي فعلته لطفلتي الوحيدة  يا فرانسوا؟ كيفَ لك أن تُكسرَ قلبها هكذا؟ لقَد أحبّتك و بشدَة،كيفَ لك ألا ترى مجهودها ناحيتك أيها الحقير! عوضًا عن ذلك أنتَ ذهبت و تصنعتَ حبَ إمرأة جزائرية فاسقة! بِحق المسيح ، مالذي تفعله؟؟"
كَفّ الفَرنسِي تَسَللت نحوَ صَدر التاجر يضَع إصبعه السبابة عليه في حين يخطو إلَى الأمام ، يدفع جسَدَه نحوَ جدار المبنى وَ بملامح شرسة غاضبة هو تحدث يُخرج كلماته -" لستُ أنا من يَتصنع يا رفيق، بل إبنتك التي تَدّعي حبها لي فقط لأنني تجاهلتها و لم تستطع ضبطَ علاقتها معي ، فقد إعتَادت على أخذ كل شيء تريده ، لكن مع الأسف أنا لست شيءً  لِيتِمَّ أخذي ، لهذا تعلم طريقة الكلام و لا تتحدث عن شرف غيرك ، كلما  تتحدث عن تلكَ المرأة تذكر بأنه لَديكَ واحدة في منزلك، أيها اللعين أعراض الناس ليسَت لعبة"

صَبْوَة 1962 / [ مُكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن