29

386 51 150
                                    

' In the middle of the path of two lovers'

في وَسَطِ دَربِ عَاشَقين..

فَتَحَت الشابة تلكَ الرسالة التي وَصلت إليها حينما كانت في المحل من طرف طفل صغير قَد تمَ إرساله إليها خِصيصََا ، لتبَاشرَ بِقراءة ما بداخلها، كانت تلك الرسالة من الرجل الفَرنسي الذي كتبَ إليها كلمات قليلة - أنتظرُك أمامَ الحديقة ، فور تلقيكِ لهذا الظرف تعالي إلي يَا عزيزتي "

نَظَرت الشابة إلى إليوت و جوليا اللذان كانا يجلسان بتلكَ الزاوية فوقَ مقاعد الطاولة، لَقدَ أتى مع محبوبته من أجل شكرِ إيناس على مساعدته في إختيار الخاتم و إبداء رأيها في طريقة تقدّمه إلى الشابة التي بَاتت خَطيبَة لَه، عَلمت الفَرنسيَة بأن هذه الرفيقة الجيدَة قَد ساهمت في قَدرِِ كَبير من قصة حبها ناحية هذا الرجل الوسيم، لهذَا بالطبع قررت القدوم مع محبوبها من أجل شكرها، إيناس نظرت إليهما لِوقت قَصير ثم قضَمت شفتها السفلية تتحدثُ بِترَدّد واضح - " يا رَفيقَي، هل يمكننِي تركُ المحل لكمَا لِبعض من الوقت؟ أعدُ بِعدَم تأخري و لكن لقد طرأ أمرٌ هام يجبُ علي الذهاب من أجله"
قامت بِطَيّ تلكَ الورقَة تُخفيها عنهما في جيبِ معطفها الثقيل الطويل لتبتسمَ بِتوتر  ، حينها إليوت أومَأ لها يُخبرها بأنه يجب عليها الذهاب و سيظلُ هنا مع جوليا كما أن جوزيف سيأتي بعد قليل من أجل المساعدة، فَقَد بَات يلجأ إلى هذا المحل كل عَصرِِ من أيام الأسبوع ليُشغلَ بَاله في العمل و مساعدة هذه الشابة المحبوبة من طرف الجميع.

أخَذَت شَالَ الكَشمير خَاصتها ذو القماش الخَشن من العلاقة المُثبتَة على جدار المحَل لتقومَ بِلَفه حولَ رقبتها ، ثم وضَعَت حقيبتها علَى كتفها لتَحملَ مظلتها و تخرج من المَحل بِسرعَة ، متجهة بِأقدامها ناحية الرجل الذي ينتظرها مُنذُ مدَة في ذلكَ المكَان الهادئ.
دقائق قَد مشتها باستعجَال لِتَصلَ إلى تلكَ الحديقة، بالرغم من أن الشتاء كَانت تسقط بِغَزَارَة لكن الكثير منَ الناس تواجدوا هناك، يحتمون بأجسادهم تحتَ أسقفِ مقاهيها ، فبعضهم كَان ينتظرُ توقفَ إنهمار أمطَار السماء لِيرحَل و البعضُ الثاني كَان جالسََا بذلك المكان يَستمتعُ بمناظَرهذا الجَوّ الكئيب  وبالرغم من كآبته إلَا أنه يستحقُ المشاهدَة.
بَحَثت بِعينيها عن الرجلِ الأَقربِ إلى قَلبها لكنها لم تجده فأطلَقت تنهيدة تعيسة من حُنجرتها تعدلُ بعدها المظلَة التي تحملها لتلتفتَ بِتصرف منها كَي تعود أدراجها إلَى دُكانها الصغير، فورَ إلتفافِها هي تصَنمَت في مكانها تتأملُ الفرنسيَ الذي أمامها بِجفون مُتوسّعَة تحملُ صدمة لَم يحملها أحدََا من قَبل، تُحملقُ بالرجل أمامها الذي يرتدِي عبَاءَة بَيضاء اللون في حين يحملُ بِإحدَى يَديه مصحفا قُرآنيََا و  يَلفُ بأصابعِ يَدِه الأخرَى  مظلَة سَوداء اللون تغطِيه من غيثِِ قَويّ بَات يَقع عليهما.

صَبْوَة 1962 / [ مُكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن