13

533 91 64
                                    

'burning'

إحتِرَاق

لَم تكن الشّمسُ من تُضيئ يَومِي بَل لطَالما كنتِ أنتِ مَن تنيرِينه بَملامح وَجهِك الجذّابة، صوتّك اللّطيف و إبتسامَتك المشرقَة  وَ أخيرََا شَمسِي لَم تُشرق منذُ رَحيلِك وَ كل ما أَغرقتُ نفسي فيه هو ظَلام دامس.

أغلَق الكتاب يَضَعه في دُرجِ مَكتبه بَعدمَا خَتمَ آخرَ صفحَاته ، لَقَد مرَّ فقَط يومان منذُ حُصوله عليه لكن لم يَستطع التّخلِي عنه،  فقَد أنهَى قصته في وَقت قَياسي جِدَّا، لم يلتَقِ أيضََا بتلكَ الشّابة العشرينية منذ آخر لقاء بينهمَا وَ قَد قرَر عَدمَ الذّهاب َوَ رؤيتها إلَى حين جَمع عدة أدلة كَافيّة قَد تساعده في قضيتها.

بالنسبة للمرأة روتينها يتكرّر في كل يوم، تستيقظ باكرا ثم تعجن الكسرَة و تحضر المحاجب بعدها تغتسل مرة أخرى من رائحة الطبخ وَ ترتدي ملابسها، تأخذ السلة بيَن يدها راحلة إلَى دُكانها، تفتحه ثم تبدأ عملها كالعادة وَ ها هي ذي الآن بعدمَا باعت آخر رغفة خبز ، مكثت تحدقُ في المدخل، جوزيف لم يأتِ منذُ مدة طويلة وَ قَد أشغل بالها ذلك حقا، ربما اعتادت علَى تحدثها معه و شكواها له لكنها في هذه اللحظة هي تريد التحدثَ مع أي شخص كان حتى لو لم يكن جوزيف.

الجَرس الذِي أطلَق رنّات واحدة تلو الأخرَى حينمَا فُتحَ باب الدّكَان قَد أعادها إلَى الواقع يُبعدها عن تفكيرها ذاك،  حَرّكت حدَقتي عينَاها تنظرُ إلَى تلك الشقرَاء تدخل متقدمة نحوَها، ترتدي تنورة تصلُ إلَى ركبتيها  بلَون أسود مع كنزة صوفية رمادية و جزمة، تضع فوقَ رأسها قبعة فَرنسية التصميم في حين تحمل حقيبتها بِأصابع يَدها، حينمَا لَم يَعد يفصل بينها و بين إيناس الكثير هي رفعت كفها تُلوحُ لهَا - " مرحبََا يا إيناس، عذرا لقدومي في هذا الوقت بينمَا أنتِ تقومين بعمَلك"

ختَمت جوليا حديثها تضع إبتسامة خفيفة علَى ثغرها في حين إيناس نَفت لها تحثها على الجلوس في المقعد بجانب المنضدة التي بالزاوية لِتردفَ بعدها - " لاَ بأسَ بذلك يا جوليا، مرحبٌ بكِ في أَي وَقت يَا صَدِيقَتي كما أنني في الحقيقة أحتاج لرفقة، فَقد مللتُ وحدِي"

أخذَت الشابة طريقها نحوَ المقعد تجلس هناك في حين تقهقه ثم نطَقت هي الأخرَى - " إذا كيفَ حالك يَا رفيقتي؟"
تقدمت العشرينية تجلسُ بجانبها ثم أجابتها هي الأخرَى بِهدوء -" بخَير، مَاذا عنَك يا جوليا؟ " هزّت رأسها تومئ لها متحدثَة بَعدمَا حطّت حقيبتها فوقَ المنضدة - " بخير يا إيناس و لكن صراحة هناك شيء ما يشغلني، لا بَل إثنين.!"
مالكَة المحَل هَمهمَت لها بعدها إستقامَت تأخذ إبريقَ الشاي ذاك لتضعَه فوقَ المنضدة ، تُحضرُ مَعه كؤوس زجاجية لتباشر بسَكبه فيها - " هممم، مالذي يحدث يا جوليا؟ يمكنكِ التحدّث مَعِي فَكِلي أذَان صاغية"

صَبْوَة 1962 / [ مُكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن