الفصل الثلاثون

Start from the beginning
                                    

غادر صالح القبو تاركا آدم يحاول التحرك
من مكانه حتى يصل لعقب السيجارة
التي رماها منذ قليل حتى يدخنها...لقد
أصبح بائسا لدرجة انه أصبح يحلم بالحصول
على سيجارة واحدة بعد أن كان ملكا...
هكذا هم بعض الناس لا يقتنعون بما لديهم
حتى يسيطر عليهم الجشع و الطمع
و يجدون أنفسهم في الاخير انهم خسروا كل
شيئ حتى حياتهم....

قبل يومين في حارة الواد بندق (التي تسكنها سارة
طبعا اسم الحارة خيالي)...

كانت يارا تجلس مع أم إبراهيم كعادتها
بعد أن تقصد سارة عملها و تذهب سهى و مليكة 
إلى مدارستهما...
يارا بعد أن باعت خاتمها بسعر جيد أصرت
على أن تعطي أم إبراهيم جزءا كبير من المال
إعترافا لها بالجميل فهي قد إستقبلتها في منزلها و عاملتها جيدا و كأنها إحدى بناتها حيث كانت
تهتم بأكلها و ترافقها في كل مواعيدها
عند الطبيبة...لكن أم إبراهيم رفضت بشدة
و أخبرتها انها كانت ستفعل ذلك معها أو مع
غيرها و عندما يئست يارا من إقناعها قامت
بإرسالها إلى البقاع المقدسة لآداء مناسك العمرة
و هذا ما جعل أم إبراهيم تبكي من شدة الفرح
و جددت لها الدكان القديم الذي تعمل به
و إشترت لها الشقة طبعا هي فعلت ذلك
دون مشورتها مستغلة انها تجهل الكتابة و القراءة
و تخبرها انها أوراق من أجل الطبيبة او شراء
الأدوية...

كانت أم إبراهيم تقشر بعض الخضر
لإعداد طعام الغداء بينما كانت يارا
جلس معها و تشاهد التلفاز... فجأة
تأوهت بخفة عندما سعرت ببعض التقلصات
أسفل بطنها لكنها ظنت ان الامر عادي خاصة
أنها تتكرر معها في الأيام الأخيرة...

رمقتها أم إبراهيم بطرف عينيها
قائلة :
- هو النهاردة كام في الشهر...
اجابتها يارا و هي تتنفس بقوة : 22...

همهمت أم إبراهيم قبل أن تأكد :
- يعني لسه فاضل يومين على
معاد الدكتورة...بس داه ميمنعش إنك
ممكن تولدي قبل كده او بعده...

تأوهت يارا من جديد و هي تقول بصعوبة  :
-معرفش يا طنط معرفش.. ااااه إلحقيني...

رمت أم إبراهيم السكين من يدها ثم نشفت
يديها بالمنديل و هي ترفع جسدها الممتلئ
عن الاريكة و هي تهتف :
- الظاهر إنك بتولدي... أنا قلتلك متصدقيش
كلام الدكتورة دي اللي مش فاهمة شغلها اصلا...

سحبت يارا أنفاسها المقطوعة و قد بدأت
الآلام تزداد :
- مش عارفة حتى الدكتورة اللي قبلها ادتني
نفس الموعد ااااه مش قادرة إلحقيني يا طنط...

هرعت ام إبراهيم نحو هاتفها لتتصل
بتهاني حتى تأتي و تساعدها فسارة
في عملها و سوف تستغرق وقتا طويلا حتى
تصل...

رمت الهاتف من يدها و عادت نحو يارا
لتهدأها قائلة :
- إتنفسي كويس و متخافيش انا هدخل
اجيبلك شنطتك من جوا و العباية بتاعتك
و تهاني هتجيب تاكسي و تيجي حالا...

هوس من اول نظرة (الجزء الأول و الثاني) Where stories live. Discover now