تحدث سيف باختصار فرغم شعوره بالشفقة
على سعدية إلا أن إبنتها أظهرت بأفعالها انها
شيطانة لا تستحق الرحمة :
- للأسف إنت عارفة صالح بيه ...صرخت و هي تلطم وجهها بقوة... إبنتها مجرمة
و هي الآن تعاقب و ربما تكون قد قتلت...
لكن حسب معرفتها بصالح فإن القتل
سوف يكون رحمة لها مقابل ما سيفعله فيها...إستدار سيف وراء المكتب و اخرج
من جيبه دفتر شيكاته و كتب فيه مبلغا
كبيرا ثم وضع إمضته... وضعه أمامها
و هو يقول :
- إنت ست طيبة و متستاهليش
بنت زيها...خذي الشيك داه مكافأة
نهاية الخدمة بتاعتك في القصر
عشان انا متأكد إنك مش هتقدرى
تكملي شغل هنا...أخذ هاتفه و خرج متجها نحو المطبخ
ليطلب من صفاء الذهاب إليها فهي كانت
في حالة صعبة و تحتاج لمن يساعدها...كانت سيلين مندمجة في الحديث مع
أروى التي كانت تحكي لها عن شعورها
بالكآبة في هذا القصر و رغبتها في الرحيل
لكن فريد يرفض لأنه لا يريد ترك والديه
هنا...
عبست سيلين بضيق فهي كانت تريد
من أروى ان تنتقل إلى الفيلا قريبا منها
حتى تأتي لزيارتها دائما ثم أردفت مقترحة :
-طب خلي انكل امين و طنط سناء ينقلوا
معاكوا...أروى : رافضين... طبعا ".
تدخل سيف الذي أتى للتو قائلا :
-متقلقيش انا هعرف اقنع فريد...إزيك
يا أروى عاملة إيه و فين لوجي".إبتسمت له أروى مجيبة : الحمد لله.. لوجي
نايمة لو عاوز تشوفها هطلع أصحيهالك...حرك سيف يده نافيا :
- لا متتعبيش نفسك...بس هي ممكن
تصحى تلاقي نفسها لوحدها...أروى : طنط سناء معاها...اه بالحق
ألف مبروك عالبيبي...إلتفت سيف نحو سيلين التي كانت تضع
طبقا من الحلويات فوق ساقيها و تفترسه
قائلا :
- الله يبارك فيكي...أروى بضحك : لازم تتعود على المشهد داه...
أومأ لها و هو يتأمل سيلين بشرود و التي
ما إن وجدته ينظر لها حتى رمشت بعينيها ببراءة
و تلون وجهها بخجل كطفلة امسكتها والدتها تسرق الحلوى...
ألقت نظرة وداع على الطبق قبل أن
تضعه على الطاولة ببطئ ثم مسحت وجهها
و يديها من بقايا الطعام و كأن شيئا لم
يكن ...حرك سيف جسده ليقترب منها ثم إنحنى
ليأخذ الطبق و اضاف له عدة أنواع
أخرى من الحلويات ثم ناوله إياها قائلا
بصرامة : اوعي تعملي كده ثاني..إنت حامل
و داه شيئ طبيعي...لو نفسك في اي
أكلة ثانية قوليلي هجبهالك ".فرحت سيلين و اخذت منه الصحن
و إنشغلت من جديد بالطعام...ضحكت
أروى و هي تنظر لهما ثم تذكرت
كيف أن فريد أيضا أصبح يخاف عليها
كثيرا و يهتم بصحتها حتى أنه أصر على
إحضار ممرضة لكن أروى رفضت و خاصمته
صحيح انها سامحته لكنها لم تنس أبدا كيف
أفسد فرحتها بحملها بهواجسه الغير مبررة.
YOU ARE READING
هوس من اول نظرة (الجزء الأول و الثاني)
Romanceإستقام سيف من مكانه و قد تحولت ملامح وجهه مائة و ثمانون درجة مما جعل الحاضرين يرمقونه بخوف و ترقب..رفع قدمه ليضعها على الكرسي الذي كان يجلس عليه ثم فك رباط حذائه الأسود ببطئ تحت دهشة الآخرين الذي لم يتجرأ أحدهم على سؤاله ماذا يفعل.... إستدار ب...
الفصل التاسع و العشرون (الجزء٢)
Start from the beginning