الفصل السابع و العشرون (الجزء ٢)

Comenzar desde el principio
                                    

طرقت الباب ثم دلفت و هي تدفع لجين
أمامها بلطف لينتفض صالح في جلسته
معتقدا أن فريد قد احضر له أحد الأطباء
تنهد بارتياح عندما رأى تلك القزمة الصغيرة
و هي تندفع نحوه و تقفز فوق الاريكة حتى
تصل إليه مرددة إسمه بشكل مضحك :
- صاصا...وحثني ".

تلقفها صالح محتضنا إياها بقوة بينما
إرتسمت على شفاهه إبتسامة لا إرادية
فالاطفال دائما ما يجبرون الكبار على الشعور
بالسعادة رغما عنهم بوجودهم...

رمقته أروى بشفقة سرعان ما تبددت عندما
رأته يرفع رأسه نحوها لتبتسم له ببلاهة
و هي تشير وراءها نحو الباب :
- من غير مطرود صح "...

حرك رأسه و هو يبعد لجين التي كانت
تعبث بخصلات شعره التي نمت و لحيته
لتندفع أروى جالسه على احد الكراسي مدعية
التعب :
- بنت أخوك غلبتني معاها مش راضية تاكل أي
حاجة من ساعة ما صحيت و أبوها مش هنا
و ستها كمان و أنا تعبت و مبقاش ليا حيل
عشان أهتم بيها ....

لم يجبها صالح بل ظل مشغولا مع الطفلة التي كانت تطالعه بنظرات بريئة لتضيق أروى عينيها بغيظ
ثم تكمل مقترحة :
-أنا هقوم أجيبلها حاجة تاكلها.....

تسللت بحذر حتى تخرج من الغرفة مقررة
الهرب و جعل صالح أمام الأمر الواقع عله
يتفاعل قليلا مع لجين ففريد هاتفها منذ
قليل و طلب منها أن تنزل و تطمئن عليه...
توقفت فجأة متنهدة باستياء بعد أن أوقفها
صوته فجأة :
- قولي لفاطمة تجيبلي فطار أنا كمان...عاوز
فاطمة هي اللي تجيبه ".

كان صوته مبحوحا حزينا و هو يتكلم
جعل أروى تتنهد بأسف و هي تجيبه:
- حاضر هقلها حالا".

نظر صالح في إثرها بشرود ثم أدمعت عيناه
رغما عنه مقررا أن وقت الانتقام قد حان
و يجب أن يمهد الطريق لذلك في إنتظار
أن يستعيد قوته من جديد....

دلفت أروى المطبخ و هي تفكر بداخلها لماذا
أصر صالح على أن تحضر له فاطمة الفطور
لا غيرها... تمتمت تحدث نفسها مبررة :
-يلا مش مهم... المهم إنه رضي ياكل قبل
ما يختفي خالص داه لو قاصد يعمل ريجيم
مكانش خس كده.... الله إيه الريحة دي
ريحة نسكافيه ياختيييي هموت بقالي
شهر بحاله مذقتش طعم القهوة...صفاء إنت
يا صفصف أمال فين الحرباية اللي معاكوا....

ضحكت صفاء التي كانت تجلس على طاولة
المطبخ تحتسي قهوتها ثم أجابتها :
- خرجت عشان تشم شوية هواء في الجنينة
لسه زعلانه على موت هانيا الله يرحمها..

مصمصت أروى شفتيها بشك قبل أن
تدمدم بآلية :
-الله يرحمها..طب لو معاكي رقمها كلميها
خليها تيجي دلوقتي حالا عشان صالح بيه
عاوزها تجيبله الفطار... استعجليها أوام قبل
ما يغير رأيه ".

أخرجت صفاء هاتفها من جيبها ممتثلة لأوامرها
قائلة :
- حاضر بس انا ممكن آخذله الفطار بدالها".

هوس من اول نظرة (الجزء الأول و الثاني) Donde viven las historias. Descúbrelo ahora