الفصل الخامس عشر(الجزء٢

Start from the beginning
                                    

رمشت عدة مرات لتغلق عينيها ثم تفتحها
قبل أن تفهم مايرمي إليه لتمط شفتيها و تتحدث
بلامبالاة : قصدك إيه؟ لو مش عاجبك
تلقني (طلقني) إحنا لسه عالبر...

رفع صالح حاجبيه بينما تسللت إحدى يديه
ليتحسس بطنها قائلا :
- لسه عالبر؟ أمال داه إيه؟ إمشي يابت
الظاهر إن الأسبوعين اللي قضيتيهم في
الشغل أثروا على دماغك ".

دفعها بلطف نحو الحمام حتى تجهز نفسها
توقفت فجأة عن السير عندما لمحت الساعة
تشير إلى العاشرة صباحا...شهقت بصوت عال  و هي
تلتفت نحو صالح بملامح باكية لتسأله :
- يا نهار اسود دي بقت الساعة عشرة... إنت ليه مصحتنيش زي ما بتعمل كل يوم
أنا كده تأخرت على الشغل....

نظرت نحوه فوجدته يبتسم دلالة على أنه
فعل ذلك عن عمد فصالح دائما يستيقظ
باكرا ليقوم بتمارينه الصباحية ثم يستحم
و يجهز نفسه للذهاب إلى العمل بدا مستمتعا
جدا و هو يراها تضرب الأرض بقدمها و تتمتم بعدة كلمات غير مفهومة لكنه كان على يقين من أنها
تشتمه قبل تختفي داخل الحمام دقائق قليلة ثم خرجت حاملة
بيدها منشفة صغيرة تمسح بها وجهها بطريقة
عشوائية و سريعة...

فتحت علبة المرطب الشفاف  لتضع منها على
وجهها بحركات دائرية ثم أمسكت بشعرها
و ربطته إلى الأعلى حتى تسهل حركتها
ثم لونت شفتيها بلون وردي هادئ و إستدارت
متجهة نحو غرفة الملابس لترتدي ثيابها
و تذهب إلى المطعم لكن صالح إعترض طريقها
ليوقفها قائلا :
- إنت حامل على فكرة المفروض تتحركي
بالراحة...

عبست في وجهه و هي تجيبه هاتفة بلوم :
- إنت السبب لو كنت صحيتني بدري مكانش
داه حالي..إنت عملت كده قاصد صح عشان
كده فايق مبسوط و بتهزر ".

نفى برأسه بينما حطت يداه على كتفيها ليثبتها
فهي كانت تنوي متابعة طريقها بعد إنهاء جملتها
و تحدث موضحا :
- مش قلتلك الأسبوعين اللي عديتهم في الشغل
لحسوا دماغك... إنت ناسية إن النهاردة خطوبة
هشام".

نفخت يارا وجنتيها بضيق و هي ترفع يدها
لتضرب جبينها مستذكرة :
- مش عارفة أنا إزاي كنت ناسية ...يوووه".

إستدارت نحو الفراش و هي تتثاءب قائلة :
- الخطوبة بالليل يعني لسه بدري... هنام ساعتين
ثلاثة و بعدين هصحى أجهز نفسي ".

أمسك صالح معصمها و جذبها لتقف أمامه من
جديد..توترت بشدة و تغيرت ملامحها الساكنة
ليتجلى القلق عليها عندما شعرت بيديه
تحيطان خصرها و تقربها منه حتى أصبحت أجسادهما  ملتصقة...ليتلذذ صالح و هو يستنشق
رائحة أحمر شفافها بطعم الكرز.. ثم
دمدم  بنبرة رغم أنها كانت دافئة إلا أنها
بالنسبة ليارا لم تكن كذلك عالاطلاق :
- الاسبوع اللي طلبتيه عدا خلاص  و إنت لسه
مجاوبتنيش؟؟

تلعثمت بينما كانت تحاول التملص منه :
- مش فاكرة...أنا هحاوبك على إيه؟

أدرك صالح أنها تتهرب منه لكنه رغم ذلك
تجاهل ماتسعى إليه مذكرا إياها من جديد :
- عاوزة إيه مقابل تدي لجوازنا فرصة ثانية ".

هوس من اول نظرة (الجزء الأول و الثاني) Where stories live. Discover now