الفصل السادس (الجزء٢)

Start from the beginning
                                    

يارا بتعب : في حاجات كثيرة إنت متعرفيهاش
أنا مش عاوزة أعانده عشان هو وعدني إنه
هيطلقني بعد أولد مش عاوزة أعمل حاجة تضايقه
تخليه يتراجع في وعده ليا ".

سعلت و هي تختم كلامها لتسارع أروى و تمسك
بكوب الماء لتساعدها في شربه مجيبة :
- و هو بعد اللي عمله فيكي النهاردة لسه مأمناله
و لوعوده... بلا خيبة أنا و الله مصدومة فيه
صدمة عمري مكنتش فاكراه حيوان للدرجة
دي...داه أنا بظلم الحيوان لما أشبه بحلوف
زيه...بقلك إيه هو كم مرة ضربك قبل كده؟؟

يارا بابتسامة مستهزءة :مش فاكرة كثير....

أعادت أروى كوب الماء لمكانه ثم ضربت
صدرها معبرة عن صدمتها قبل أن تهتف :
- نعم كثير....داه إنت لسه عروسة و بحنتك....

ضيقت عيناها ثم حركت رأسها للأسفل
محدقة في يارا بنظرات غريبة قبل أن
تتلفظ بتردد :
-بت إنت تكونيش من الجماعة إياهم....
الساديين و المشاخوزيين و إلا المازوخيبن
مش عارفة إسمهم إيه بالضبط بس الناس
اللي بيحبوا العنف و الحاجات الغريبة دي....

يارا بضحكة مرهقة :
-ضحكتيني و انا حالتي كده...

أروى بإلحاح :أمال إيه اللي مقعدك عنده لحد
دلوقتي أطلبي الطلاق و انا مستعدة اشهد
ضده... اهلك ناس أغنياء و هيقدروا يقفوا
في وشه و يحموكي منه.... أنا و الله مش قصدي
اخرب بيتك و أبوز جوازك بس اللي حصل معاكي
صعب جدا...الست لما يضربها جوزها او حتى يهينها
بتفقد الثقة في نفسها و فيه و في اللي حواليها
كلهم بتفقد الأمان و بتبقى عايشة جثة من غير
روح و بتلاقي نفسها كبرت فجأة عشرين
سنة...صدقيني مهما عدا الزمن مستحيل
هتنسي....إنت قلتي إنه ضربك اكثر من مرة
و إنت لسه عروسة شهر أمال بعدين هيعمل فيكي
إيه...

إبتسمت لها يارا بوجع و قد بدأت دموعها
تنهمر على وجنتيها لكن رغم ذلك أجابتها
تفرغ قهر قلبها :
-حاولت أهرب منه كذا مرة بس مقدرتش....
أمنيتي الوحيدة في الحياة هي إني أخلص
منه بقيت عايشة في رعب حقيقي... كل ما اشوفه
قدامي بحس إني هموت في أي لحظة... أنا
بدعي ربنا كل ليلة يخلصني منه او ياخدني عنده
عشان أرتاح من الكابوس اللي انا عايشاه حاسة إني
مخنوقة مش قادرة أتنفس بس مجبرة مليش حل
ثاني....يا أبقى مع صالح يا أموت نفسي...

إنهمرت دموع أروى بشفقة متذكرة أول أيام زواجها
لكنها لم تكن تعلم أن ما مرت به لا يساوي نقطة
من بحر معاناة يارا...
مسحت دموعها و هي تقول محاولة التخفيف عنها:
-أنا لو منك احطله دواء إسهال في كباية مية
يخش الحمام تكوني حطاله صمغ في القاعدة
يلصق هناك تروحي قافلة عليه الباب طافية النور
و ترمي المفتاح من شباك الأوضة و تنزلي جري
على اي مطار سنغافورة، تايوان الصين أي حاجة
بلد مش هنختار إحنا بقى و إبقي قابليني
لو فهم اللغة هناك و لو متاهش في الشوارع
هيتوه في أشكال الناس اللي زي بعضها هناك...
و لو صدفت و لقاكي أجريله ثلاثة أربعة بلطجية
يمضوه على قسيمة الطلاق و معاه خمسة
مليون دولار و و يصوره فيديو يقول فيه انا
إسمي الحقيقي سوسن بس اوعي تنسي نصيبي
في الدولارات....ها إيه رأيك بقى خطة عابرة للقرات... إتبسطي بقى و إتشخلعي و إدعيلي.....

هوس من اول نظرة (الجزء الأول و الثاني) Where stories live. Discover now