الفصل الثالث(الجزء٢)

Start from the beginning
                                    

أمال رأسه ليصبح شكله كمجنون هارب من
مصحة نفسية و هو يفح من بين أنفاسه :
-عارفة أنا وصلت عملت إيه عشان أتجوزك....
كذبت...و أنا اللي بكره الكذب...و إستحملت
دلعك و برودك شهور طويلة و إنت جنبي و مش
قادر ألمسك عشان مش عاوز أغصبك على حاجة....
جبتلك كل اللي إنت عاوزاه و عيشتك أميرة،
حبيتك و إديتك قلبي... حاولت بكل جهدي
أخليكي مبسوطة رغم إني كنت بتعذب....
بعد كل داه عاوزة تتطلقي...
توقف عن التحدث ليستجمع أنفاسه قبل أن يهدر من
جديد :
-ماشي... إتفقنا.....هطلقك....
بس بشرط الأول تدفعي ثمن كل حاجة
خذتيها مني... ثمن حبي و إهتمامي بيكي
و دول غاليين أوي...حتى الهدوم و المجوهرات... و ثمن مصاريف عملية طنط هدى ...هتدفعي
ثمن كل حاجة.....كل حاجة خذتيها مني ....

دفعها لتشهق بألم من بين دموعها و هي تحاول
موازنة جسدها الذي كان يسقط على الأرض
بسبب دفعته القوية لترمقه بوجه شاحب
و هو يردد بصوت عال زاد من رعبها :

-بقى عاوزة تطلقي عشان تروحيله...للدرجة
دي بتحبيه.....

تضاعف خوفها حتى أن
قلبها كاد أن يتوقف فجأة عن النبض بسبب
تسارع دقاته... هزت رأسها بنفي تنظر له
بتوسل لكنه لم يأبه...
لأول مرة لم يعد يهتم لحزنها و بكاءها بعد
أن كان مستعدا لقتل نفسه فداء لأي دمعة
تسقط من عينيها...

كانت ستتحدث لتبرر له لكنه اخرسها بإشارة
من يده ثم قال :
- المسرحية إنتهت و الأقنعة إتشالت و كل
حاجة بقت عالمكشوف...يعني معادش فيه
داعي للكذب و التزييف....عشان كده عاوز
أصارحك بحاجة أخيرة...أنا زهقت منك ...

قالها ببطئ و تلذذ و كأن هدفه قد أصبح
فقط إيلامها و جرحها بدل إسعادها مضيفا
بقسوة اكثر :
-و مش عارف انا حبيتك ليه أصلا لو على
الجمال ففي أحلى منك بكثير و لو على
الأخلاق و التربية...فمفيش ست محترمة
تدافع عن راجل ثاني قدام جوزها و لا حتى
تفكر فيه بينها و بين نفسها...و إنت واقفة
قدامي بكل بجاحة و بتطلبي مني الطلاق عشانه؟؟

قاطعته سيلين تنفي تهمه المتتالية عنها مبررة
ببكاء :
-انا مش بدافع عنه... أنا خايفة عليك إنت.....

سيف بصراخ و هو يرمقها باحتقار :
-إخرسي مش عاوز أسمع صوتك.... من هنا
و رايح هعاملك المعاملة اللي تستحقيها....
سيف اللي بيخاف عليكي و بيحبك إنتهى
خلاص و جا مكانه.... الشبح....و دلوقتي
جهزي نفسك عشان مسافرين.....

إبتلعت سيلين جميع إهاناته رغم شعورها بانفطار قلبها بسبب كمية القسوة التي تلقتها منه
دفعة واحدة لتهتف من بين شهقاتها :
-هنروح على فين؟؟

صاحت بألم عندما أمسك فكها بأصابعه
يضغط عليها بوحشية حتى كاد يقطعه
هاتفا بازدراء : نفذي الأوامر من غير ما تسألي...
يلا....

حاولت هز رأسها بالايجاب دلالة على
تنفيذ أوامره لكنها لم تستطع بسبب
قسوة قبضته التي منعتها من التحرك
بينما كانت دموعها تتقاطر فوق يده.....
رغم ذلك لم يرحمها و كان شيطانا قد
تملكه.... هكذا هو سيف إذا تحول إلى
الشبح فكل قسوة العالم تجتمع بداخله...

هوس من اول نظرة (الجزء الأول و الثاني) Where stories live. Discover now