الفصل العاشر

Start from the beginning
                                    

بعد عدة ساعات من العمل المتواصل في التنظيف إرتمت يارا على كرسي المطبخ ثم أسندت رأسها على الطاولة هاتفة بتعب :"رجليا خلاص معتدش حاسه
بيهم...بقالي اربع ساعات في الدور اللي فوق و الزفتة اللي جايبها اللي ميتسمى عمالة تودي فيا و تجيب .. نظفي داه... شيلي داه...

أجابتها زينب بشفقة فهي رأت كيف كان صالح يعذبها منذ مجيئها إلى هنا لكنها لم تستطع مساعدتها بسبب خوفها منه : ربنا يعينك يا بنتي...إستحملي و اكيد
ربنا حيفرجها من عنده... انا حعملك كباية شاي
بالنعناع حتخليكي تصحصحي و تنسى كل التعب....

توجهت زينب نحو ألة تسخين المياه لتملأ فنجان
شاي ثم وضعت بداخله ورقات نعناع خضراء و
بعض قطع السكر... حركت المزيج قليلا قبل أن
تعود نحو يارا لتضع الكوب بجانب رأسها هاتفة
بقلة حيلة:"يلا إشربيه قبل ما يبرد....

رفعت يارا رأسها مبتسمة لها :" تسلم إيدك...
انا من يوم ما جيت هنا و انا أدمنت الشاي بتاعك
دي حتى دادا صالحة مش بتعمله زيك....

زينب باستغراب :"مين دادا صالحة".

إرتشفت يارا من الكوب قليلا ثم همهمت بتلذذ
و هي تقول :"ممم طعم النعناع بس سخن شوية...
دادا صالحة دي بتشتغل عندنا في الفيلا....

قلبت زينب عينيها بعدم تصديق فهي لم تكن تعلم
أن يارا فتاة ثرية و لديهم فيلا رغم أنها شكت من قبل بسبب تصرفاتها و مظهرها الذين يوحيان بأنها" بنت أكابر "كما يقال....يديها الناعمتين و بشرتها التي
تشبه البلور و شعرها الحريري إضافة إلى قوامها
الممشوق الذي يشبه الممثلات التي تراهم على
التلفاز...رواية بقلمي ياسمين عزيز.

منذ أن أحضرها صالح قبل اسبوع لم تتحدث معها
و لو لمرة واحدة حديثا مطولا بسبب تنبيهات
رب عملها لكنها دائما ما ينتابها الفضول عن هوية
هذه الفتاة بالرغم من انها لا تجيد القيام بأعمال التنظيف و الطبخ و كل ما يخص شغل الخادمات
لكنه أصر على وجودها معها.....

افاقت من شرودها على صوت فاطمة التي دلفت
بخطوات غاضبة لتجد يارا جالسة و ترتشف كوبا
من الشاي...
حركت عيناها بخبث نحو آلة تسخين
المياه ثم تحركت نحوها لإعداد كوب لها....

نظرت ليارا بكره بعد أن لاحظت إهتمام صالح
بها بالإضافة إلى جمالها الخلاب الذي جعلها تحقد عليها حتى تلك الملابس الخاصة بالخدم التي كانت ترديها لم تنقص من فتنتها و جمالها
قائلة بغل :" عندك نص ساعة إستراحة
و بعدين حتروحي تنظفي البيسين..و بعدها
الملحق اللي ورا الفيلا.....

رمقتها يارا بنظرات ساخرة و هي تجيبها ببرود
:" على فكرة الساعة دلوقتي إثنين و ربع تقدري
تقوليلي حخلص دول إمتى....بكرة الصبح مثلا ".

تقدمت فاطمة نحوها و هي تقبض على كوب
الشاي بقوة من شدة كرهها لها فقط لو تستطيع
خنقها الان و التخلص منها للأبد :"و الله مش
مشكلتي إنك بطيئة في شغلك... انا مش عارفة
صالح بيه إزاي شغلك هنا....

هوس من اول نظرة (الجزء الأول و الثاني) Where stories live. Discover now