الفصل الثالث والعشرون (اختيار )

365 15 1
                                    

جلس تيم أمام جده ووالده في جناح جده وتحدث معهما بداية عن مكان وجود صقر حاليا وعن وضعه الصحي الذي وجده عليه عندما زاره وتتالت الأسئلة المؤجلة من قبل جده وتمثلت بسؤاله عن هدفه من التواجد هنا وقد أجاب بصراحة عن أسئلتهم من بداية احتجازه وإقناعه بصحة أهدافهم إلى يوم وصوله إليهم وبدأ بمحاولة إقناع جده ووالده بحسن نوايا هؤلاء الأشخاص وقد استمعوا له بكل صبر حتى انتهى من الحديث وتبرير كل خطوة قام بها وتلا ذلك صمت من قبل الاثنان حتى تكلم جده : إنهم يعلمون بسعينا للوصول إلى السلطة وتهيئة صقر لذلك وهذا أمر مثير للاهتمام فيبدو أنهم متقبلون لهذه الخطوة ويسعون للتغيير ولكن هل أنت واثق من كونهم ليسوا السبب وراء حالة صقر ثم ماذا لو كانوا هم ذاتهم المجموعة التي قامت بتدريبك وكنت مجرد بيدق بيدهم
_ فتدخل والده : أظنك تبالغ قليلا في شكك وأرى ما يفعلونه أيا كان هدفهم يصب في مصلحتنا وربما لعبت الصدفة دورها في إيجاد تيم عن طريقهم فهم من أنقذوا حياة صقر ولا زالوا يحتفظون به دون أذى أي ليس لديهم نوايا سيئة تجاهنا وما يهمهم وصول أحدهما
ولدي شك الآن أنهم كانوا يتواصلون مع صقر قبل الحادث وهذا يبرر كثرة سفره بآخر فترة وغرابة قراراته
_ ولكن خطتهم بعيدة المدى وغير مضمونة
_ شراكتنا معهم هي ما ستضمن النتيجة والدليل على ذلك تركهم للأمر بيد تيم فهو من يقرر حاليا طريقة سير الخطة وليس هم أو نحن وها هو قد تجاوزهم مفصحا عن وجودهم دون الرجوع إليهم
_ ماذا لو عاد صقر ؟
_ أظنهم متأكدون من ولائه لهم واقتناعه بما يفعلون لذلك لم يحاولوا نقل الأمر إلى أشخاص
آخرين وبحثوا عن بديل على أمل نجاة صقر أو
أن يمتثل البديل بخططهم وهذا ما وجدوه في تيم
_ الغريب في الأمر عدم تأكدهم من هويته قبل إرساله ... فهل هم بهذا الغباء حتى لا يربطوا بينه وبين ابننا الضائع؟
أثار كلام جده اهتمامه فهم ليسوا أغبياء أي أنهم كانوا يعلمون من هو ولذلك لم يتلاعبوا بنتائج التحاليل واكتفوا بإخفاء المعلومة عنه
هل كل ما مر به مدبر من قبلهم وما المغزى من وراء ذلك ... كان بإمكانهم إخباره ووضع الأدلة عن كونه ينتمي لهذه العائلة منذ البداية فلماذا تم إخفاء الأمر وخرج من أفكاره على قول والده الذي أظهر حنكة في تفسير الأمور : عليك في البداية تدبر أمر اللقاء بيننا وبينهم ثم
نقرر ما ستكون الخطوة التالية وأما عن صقر فهو في أمان عندهم ولن أخاطر به وأظهره أمام من أراد قتله ونحن هنا سنبحث عن الشخص القادر على الدخول بيننا ويريد بنا الأذى
_ هناك شيء لاحظته منذ قدومي إلى هنا وهو أنكم بعيدون عن بعضكم فلا أحد يعلم عن الآخر سوى ما يظهره كل واحد منكم
_ ما المغزى من كلامك ... هل تتهم أحد أفراد العائلة بذلك؟
_ جدي أنا لم أقل هذا ولكنني في هذه الفترة لاحظت أن عمر لا يعود تقريبا للمنزل وسما لا تنام إلا لفترة قصيرة من كل ليلة وتقضي لياليها متجولة كشبح في ممرات القصر وأما عن أمي فوضعها أغرب فهي تنام دون أن تشعر بما يجري حولها كما لو كانت منومة وهالا لا تعيش في القصر أساسا.
_ ما العلاقة بين ما أشك فيه وما أوردته عن عادات العائلة
_ أن عمر منذ اختفاء صقر وهو يخشى البقاء هنا وأمي هناك من يعطيها شيئا يجعلها تنام فعندما حرصت على عدم تناولها لشيء من يد غيري أصابها الأرق وعانت من الصداع وسما تبدو كمن يراقب أمرا ما وأخشى تورطها بأمر خطير
_ إن كان كلامك صحيح فهناك من يتربص بنا حقا ولكنه يريد شخصا بعينه ولسنا المعنيين
_ أجل فصقر هو المعني بالأمر
_ أي أن ما كان يحدث معك في بداية عودتك كان مقصودا وليس بسبب الذكريات ... لقد ظنوك صقر في البداية وتوقفوا عن إيذائك عند اكتشافهم لهويتك ولكن كيف لم تظهر التحاليل ذلك لقد طلبت إعادة التحاليل أكثر من مرة
_ هذا يؤكد قرب المجرم منا وقدرته على الدخول بيننا وفعل ما يريد
_ فاستند هاشم على عصاه واقفا وقال: لدي الحل المناسب لما يحدث وهو أشرطة المراقبة التي جعلت جاد يقوم بتسجيلها منذ دخولك إلى القصر وسمحت له ولأول مرة إدخال الكاميرات إلى الممرات فلنطلبها الآن ونتأكد من صحة نظريتكم في تورط أحد أفراد العائلة بما يحدث ... وإن كنت قد فهمت من كلام تيم أن أصابع الاتهام تتجه إلى سما.
_ من واجبنا حماية العائلة حتى لو كان ضد أحد أفرادها فربما يكون خلفها قصة ما.
شعر تيم بالراحة لاقتناع والده وجده بكلامه فتشجع لمتابعة حديثه فقال:لقد اكتشفت بالصدفة أمرا يخص سما وهو أنها تتواصل مع شهاب ابن خالي ومنذ فترة وعندها ساورني الشك تجاهها وكنت قد بدأت بوضع خطة لأعرف ما خلفها فقمت بقفل حاسوبها بحيث لن تتمكن من فتحه لوحدها وكنت سأعرض عليها المساعدة وبذلك أتمكن من تفتيشه ولكن شاءت الظروف أن تتوقف خطتي بسبب انشغالي بأمور أخرى وعلي الانتظار الآن حتى تعود من منزل جدتي لأتابع ما كنت أفعل.
_ فقاطعه هاشم: سما هنا منذ عدة ساعات هل نسيت أنك سجلتها بالمدرسة
_ من أحضرها؟
_ اتصلت بها وطلبت منها العودة كي ترى عمها وتجهز ما تحتاج لدراستها
فوقف تيم بسرعة وفتح الباب وركض باتجاه غرفتها بأقصى سرعة لديه وهناك وجد الغرفة فارغة كما توقع وأدرك أنها سمعت حديثهم كاملا ولا بد أنها اتجهت الى المكان الذي يحتوي على دليل إدانتها ألا وهو غرفة المراقبة
فعاد للركض حتى خرج من القصر واتجه إلى غرفة المراقبة بينما يحاول التواصل مع جاد وقد لاحظ أن والده يتبعه وهذا سيكون أفضل
وعندما وصل إلى مقصده وجد ما توقع وهو يرى الدخان يتصاعد في المكان فاقتحم المكان
ورأى ما لم يكن بالحسبان فسما تقف وسط الغرفة موجهة المسدس إلى جاد الواقف أمامها ويبدو أنها أطلقت عليه النار وأصابته في كتفه بينما تقف هالا من الجانب الآخر وهي تحاول إقناعها بإعطائها المسدس فاقترب بسرعة جعلتها ترتبك ودفعها للخلف ساحبا السلاح من يدها راميا له باتجاه والده فهو الشخص الوحيد البريء حاليا فكيف اجتمع هؤلاء الثلاثة هنا وتوقع مهاجمة أحدهم له فتكلم: أبي أطلق النار على أي شخص يتحرك بينهم
عم الصمت المكان سوى من صوت أنفاسهم العالية وبدا واضحا أن جميع من بالمكان قد كان يركض مثله ومثل والده أي أنهم دخلوا الآن فأين الشخص المسؤول عن المراقبة اذا وعندها لاحظ أمرا خطيرا فهناك من أمر بإلغاء المراقبة اليوم حتى لا يتم اكتشاف ما سيحدث وسما هذه المرة بريئة فهي ليست مخولة بذلك فالتفت إلى جاد الذي لا زال واقفا يمسك يده المصابة وأدرك سبب وجوده هنا لقد اكتشف أمر غياب المراقبة عن طريق هاتفه فهو متصل مع الكاميرات وهالا اكتشفت أخذ سما لمسدسها فتبعتها إلى هنا أي هناك شخص آخر تنطبق عليه الشروط السابقة معرفة ما سيحدث اليوم وقدرة على إيقاف المراقبة وصرف الحراس من المكان وبسبب الصمت المحيط به من قبل الثلاثة علم أنه أعطى السلاح للجاني فالتفت إلى والده الذي كان يقف خلفه مبتسما له والذي قال: لقد تأخرت بربط الحقائق فقف بجانبهم واستمع لما يفترض أن يحصل الآن وبهدوء اذهب واربط يد جاد بوشاح هالا كي لا يموت نزفا
فتصرف تيم بتعقل واقترب من هالا آخذا منها الوشاح ورأى الاضطراب الذي يطل من عينيها ومعها حق فمن حولها هم عائلتها وموقفها الذي كانت فيه منذ قليل لاتحسد عليه فمن جهة سما التي تعتبر أختا لها ومن جهة أخرى من تحب وازداد العدد الآن بوجود عمها وحينها تذكر قولها له ذات مرة عندما كانت تظنه صقر عن كونه دافع عنها ضد والده أي الأمور ليست كما يراها كما سبق وشرح له جمال فلا يوجد بريء في هذا المنزل وهذا يجلب مصيبة أخرى
وهو أنهم تمكنوا من أسره كما قال جاد فهو الآن وحش أسير وتمنى للحظة أن يخيب ظنه
وخلال هذه الفترة كان قد اقترب من جاد رابطا له ذراعه وقرأ ما سيجري داخل عينيه فقد ظهرت على زاوية فمه ابتسامة الشماتة أي هو مدان والآن حليفه الوحيد في المكان هو هالا وصدمتها الحالية ربما تمنعها من مساندته إلا إن كان عملها قد أتى بفائدة وعلمها تنحية مشاعرها ويا له من اختبار
وقف مبتعدا عن جاد واقترب من سما التي تنظر له بحقد ومد يده ساحبا لها من الأرض فهي لم تتحرك بعد سقوطها بسبب دفعه لها وهو الآن محتار في أمرها فهل هي بريئة أم لا
وتذكر أمر مراقبتها للمطبخ في ذلك اليوم أي أن جاد كان يعلم بوجودها في ذلك اليوم وهذا ينفي عنه أي نية في إيذاء هالا وحينها شعر بنقرات على يده التي لازال يمسك بيدها وقد علم أنها تحاول التواصل معه مدعية المقاومة فوقف بجانبها دون أن يترك يدها وخفض رأسه محاولا قراءة الرسالة وقد كانت تقول: جاد بريء استعن به فهو يحمل مسدسا ومع هذا لم يحاول مهاجمتي
الذكية المتلصصة لقد عرفت بسبب ما سمعته أنه قادر على قراءة رسالتها فابتسم لاستغلالها الفرصة لتظهر براءتها ولكنها ليست كذلك فهي أتت لتدمير الأدلة حاملة السلاح بيدها أما عن جاد فربما ما رآه على وجهه ليس إلا الشماتة للموقف الذي وضع فيه ويبقى أمر سكوته عن تجول سما في الليل أم أنه قال لجده والآخر هو من صمت عنها وهذا التفكير صحيح فجده لم يتفاجأ عندما ذكر له الأمر بل وكان من أمرها بالمجيء حتى تكون ضمن الحلف أو هي فكرة والده ونفذها جدها دون أن يدرك المغزى
وعاد للانتباه إلى تغير الرسالة المرسلة إليه عبر أصابع سما : الحل عند جاد أطلب منه تهديد والدك به وستنتهي المشكلة.
فلم يكترث لما قالته وتكلم مقاطعا الصمت المحيط به مخاطبا والده : هلا شرحت لي ما يحدث هنا
شعر بارتخاء أصابع سما فترك يدها مقتربا خطوتين باتجاه والده فأصبح يتوسط الجميع بحيث تكون هالا في ظهره آملا في تجاوزها الصدمة قبل حلول الكارثة وهي وصول جده مع ملك لأنه عندها سيكون مقيدا وغير قادر على الدفاع عن أحد
_ بماذا تفكر ... أخبرني
_ بهدفك من وراء كل هذا... لماذا أوقفت الكاميرات
_ ربما لكي أمنع من حولنا من الاستماع لما يجري بيننا من حديث وربما لا أكون أنا من فعل.
_ وما رأيك بما يحصل الآن؟
_ أخبرتك بأنني لست شخصا عاطفيا وأنتم الآن مدانون جميعا فالكل متواجد في هذا المكان دون سبب بريء بنظري
_ ماذا تقصد فكلنا لديه الدافع لتواجده بهذا المكان فأنا ركضت أمامك لشكي بمحاولة اتلاف الدليل وهالا تبعت سما لأنها اكتشفت اختفاء سلاحها ولا بد أنها عرفت بطريقة ما أن سما من أخذته
فقاطعه والده : أو استمعت لحديثنا وجاءت لتدمر الدليل ... ثم من أخبرك أن سما قد أخذت سلاحها فربما قامت بتنويم حارس المراقبة المختفي من مكانه أي أنه إما قتل أو تم تنويمه وفي كلا الحالتين فالسلاح يخصه ولا يخص هالا
_ فالتفت إلى هالا التي ابتسمت له فهل فعلت ذلك سخرية من ثقته بها أم لأنه وثق بها وازدادت حيرته فأين سرعة بديهته فالكل مدان وبريء بذات الوقت عليه الإسراع باتخاذ قرار ما قبل وصول جده فوالده رد عليه وطلب منه إحضار ملك لتكون بأمان بينهم
وبينما هو يفكر وصله صوت ذبذبات منخفض من مكان قريب فأدرك أنه يعود لهاتف أحد الموجودين خلفه وهما سما وهالا فالتفت إليهما وقال: هالا اذهبي باتجاه جاد ونفذي ما سيأمرك
به
فأعاد جملته بصوت أوضح حاثا لها على اتباع أوامره وما إن اقترب من سما حتى سمع صوتها
: لا تقترب مني ... لأنك ستموت
_ علت الصدمة وجه كل من يقف حولها نتيجة لتكلمها وسمع كلماتهم التي تعبر عن كونها تحدثت ولكنه تجاوز ذلك سريعا واقترب منها ساحبا الهاتف الذي توقف عن الرنين في جيبها
فسحبه ونظر إلى شاشته بينما يخاطبها: لا تجبريني على إيذائك والتزمي مكانك دون حركة
ابتعدت خطوة للخلف تاركة هاتفها في يده وعاد للرنين في يده وظهر اسم شهاب على الشاشة فرد عليه وقال مباشرة: عليك الحضور حالا إلى القصر فسما ليست بخير وأغلق ما إن لاحظ محاولتها للتحدث فهي تحتاج لوقت حتى تلفظ الكلمات وهذا يدل على أنها لم تكن تدعي الصمت وقد عاد صوتها منذ فترة ليست بالبعيدة وازدادت علامات الاستفهام من حوله
_ لماذا طلبت منه المجيء ماذا لو كان مشتركا معها ألم تخبرنا منذ قليل أنهما يتواصلان وأنها تراقب الجميع ماذا لو كان يستخدمها للانتقام منا
_ لذلك طلبت منه المجيء لأعرف علاقته بها
_ لقد جعلتني خلفك بعد أن كنت ترجو المناصرة من هالا وهي للتوضيح فقط لن تكف عن التصرف كنعامة وتختار الأمان بدلا من المواجهة لذلك لا تأمل منها خيرا فقد كان بإمكانها أخذ السلاح من سما بسهولة مثلك فهي
مدربة ولكنها تختار الخنوع دائما واقترابها من جاد ما هو إلا لأنها ترغب برمي الخطر عليك
_ أعلم ذلك فلقد أعطيتها الفرصة لمساندتي ولم تفعل
_ هل تدرك أنك وحيد مع أنك تقف وسط عائلتك
_ هل هذا ما شعرت به قبل أن تغادر القصر أنك
تقف بوجه عائلتك الذين تخلوا عنك مع أنك صاحب الحق
_ يمكنك قول هذا ... ولكن بما أنك أدركت براءتي وجعلتني ظهرا لك فلن أخذلك وسأخبرك بأنني اكتشفت أن كل من في هذه الغرفة ليس جانيا... فأشار بيده إلى هالا وجاد
لقد كان هذان الاثنان معا في مكان قريب ولاحظا حدوث أمر ما في هذا المكان فدخلاه لمعرفة ما يجري وحينها أطلقت سما النار على جاد ظنا منها أنه من حاول إتلاف الأدلة ودليلي على ذلك المكان الذي تلقى فيه الإصابة قريبا من الباب بينما اقتراب هالا منها دون خوف دليل آخر فيبدو أنها كانت تحاول تهدئتها وأخذ السلاح منها والذي تأكدت من أنه يعود لهالا فاسمها مطبوع عليه أي الكل بريء حتى سما فهي كانت تراقب أمرا ما ولم تكن تستمع لنا وقد جاءت لتحمي الأدلة بشجاعة وبقي أن تخبرنا عمن يريد أذيتنا فسكوتها عنه لن يجلب لنا ولها إلا الدمار وقد أثبتت براءتها عندما خشيت عليك وطلبت منك الابتعاد
وقف تيم محتارا بين الجميع وبدا كما لو أنه يتعرض لاختبار ما الاحتمالات كثيرة وحسن ظنه بالناس يغلب منطقيته فماذا عليه أن يفعل
واستفتى قلبه مغلبا حسن ظنه على الحذر واقترب من لوحات المراقبة معيدا تشغيلها وسأل جاد عن المكان الذي يضع فيه أشرطة مراقبة القصر
_ هل تظنني غبيا لأضع شيئا بهذه الأهمية في مكان كهذا أفضل أن أتلفه بنفسي على أن يقع بيد أحد يريد الأذى لعائلتي فكوني الابن الغير معترف به لا يعني خذلاني لجدي بعد أن قبل بي بعدما أنكرني أبي.
_ ما بال رجال هذا المنزل لا أحد منهم اعترف بأبنائه أبي ووالد سما وأنت ... فمن والدك بينهم
_ عبد العزيز إن كان هذا يهمك في شيء.
_ إذا كان لدى أحدكم أسرار أخرى فليتحفنا بها بما أننا كلنا نقبع تحت تهديد السلاح والذي لزيادة مصائبي يحمله من يكون أبي
_ لست أوجهه لك فلا نية لي بقتلك وإن كنت لا زلت تحت الشك فأنا لا أكاد أعرفك ويقلقني أنني أحببتك خلال يومين وأخشى أن وراءك مصيبة فتدمر ما تبقى مني
_ تسعدني محبتك لي ولكنني لا زلت قلقا من السلاح في يدك فأنا لن أسمح بإيذائك حتى لو كنت المتهم الحقيقي هنا
_ دعاني أقاطع لحظتكما وأجيب على سؤالك المتعلق بالأسرار المتبقية ويسعدني أن أخبرك أن سما لا تنتمي لعائلتك الكريمة وقد جئت لآخذها معي فحمايتكم ليست واجبا عليها لعدم انتمائها للمجموعة فأرجو أن تحلو مشاكلكم بعيدا عنها فقد دفعت الكثير لقاء ذنوبها.
_وها قد وصل بطل مغوار جديد أهلا بك يا ابن بشر وردا على كلامك فالجواب هو لا لن يتحرك أحد من هذا المكان فانضم إلى المجموعة بهدوء فلا زال هناك أفراد لم يصلوا بعد وبعدها ننظر في شأن من تكون عائلتها.
_ أبي إنه ضيفي فلا توجه له سلاحك وانسى حقدك القديم على والده فهو بريء ولكن فليقف بجانب سما حتى نعلم منه من تكون عائلتها ثم نسمح لهما بالانصراف إن أرادت الذهاب معه .
_ ماذا يجري هنا ؟
_ أهلا أبي أرى أنك لا تترك حذرك وقد أحضرت معك حارسان
_ ظهر التفاجؤ على وجه تيم وتساءل:طه.. زكريا ماذا تفعلان هنا متى أتيتما !
_ فأتاه التوضيح من زكريا : لم نسافر لنعود لقد كنا بالقرب منك حتى نساندك إن حصل طارئ وقد اتصل بنا جمال وطلب منا محاولة حماية العائلة ريثما يصل الدعم.

قلوب تعلمت منه الحب Where stories live. Discover now