الفصل الثلاثون - الجزء الثاني

Start from the beginning
                                    

-هناك خطأ ما.

لمحتها وهي تنزع زر الأمان عن مسدسها، فمسحت بظهر كفي الدموع المنسابة على وجنتي، وطلبت منها بابتسامة عريضة وإصبعي يشير إلى نقطة بعينها بين حاجبي المعقودين:

-من فضلك اجعلي هدفك هنا، لا أريد إفساد شكل وجهي.

صوبت فوهته في النقطة المشار إليها، وقالت بترحابٍ مستمتع:

-لكِ ما تشائين.

.........................................................

أغمضت عيني استعدادًا لاستقبال الطلقة النارية، وحررت كتلة من الهواء الثقيل حبيس صدري، انتظرت اختراق رصاصتها عظام رأسي؛ لكنها لم تضغط على الزناد إلى الآن، مما استرعي فضولي، فتحت جفناي لأتطلع إليها في استهجانٍ، وقبل أن أبادر بسؤالها اقتحم الحمام فجــأة عدد من الأشخاص المدججين بالسلاح، واحتلوا كل ركنٍ فيه.

افترت شفتاي عن اندهاشة مصدومة، ومن موضع جلوسي صحت فيهم كنوعٍ من التوبيخ لفظاظتهم:

-إنه خاص بالسيدات...

تحسست جبيني، كأنما أحاول تذكر شيءٍ ما، ثم تابعت ضاحكة وبترددٍ:

-الرجــال في الطرف الآخر... أظن ذلك.

وجدت هؤلاء الرجال الغرباء يقبضون على "سيلفيا"، ويقيدون حركتها، وهي تصرخ بهم بجنونٍ متعصب:

-من أنتم؟ اتركوني يا أوغاد.

تطلعت إليهم في غرابة، ثم فركت مقدمة رأسي، وسألتهم في تعجب:

-ماذا تفعلون بها؟

لم يجبني أحد، فهتفت في صوتٍ شبه ضاحك:

-اتركوها، لديها مهمة لإتمامها، لا أريدها أن تصبح فاشلة مثلي.

سرعــان ما وجدت "فيجو" يتجاوزهم ليصير في المقدمة، وصوت هديره الآمر الناهي يرج الأرجاء:

-خذوها بعيدًا.

رأيت "سيلفيا" وهي تبصق في وجهه وتلعنه بألفاظٍ بذيئة، فمنحها صفعة عنيفة جعلتها تزداد هياجًا، ليسحبها الرجــال إلى الخارج، تحولت أنظاري عن طيف أثرها لأمعن النظر في وجهه حين جثا على ركبته أمامي متسائلًا:

-"ريانا"، هل أنتِ بخير؟

أشرتُ إلى موضع وخزة الإبرة، وأخبرته بانتشاءٍ:

-انظر، لقد نالت مني...

ثم تصنعت العبوس وتابعت:

-للأسف، لم أستطع قتلها، فشلت كالعادة.

شعرت بيده تمسح على موضع الوخزة، فنظرت لحركة أصابعه بعينين زائغتين لبعض الوقت، ثم رفعت بصري لأحملق فيه عن قربٍ وهو يخبرني:

غير قابل للحب ©️ كاملة - مافياWhere stories live. Discover now