|28| مشاعر مختلفة✓

4K 568 51
                                    

من عِدة سويعات فقط كان معاذ يركض خوفاً من آدم مختبأً خلف محمد وزين بعدما أراد آدم ضربه،

والآن هو لايزال يركض ولكنه يركض خوفاً من الحقيقة وتلك المرة لم يجد أحداً يختبأ خلفه ففضل الذهاب بثبات عميق لا يدرك شيئاً مما يحدث حوله، فقط ينام بأحلامه التي بدأ خياله بنسجها لينسيه المشهد المُر الذي رآه..ولم يضع بحسبانه أن عليا المجازفة حتى لو لم يكن من أجل نفسه فمن اجل أصدقاءه فلربما كانوا في أشد الحاجة إليه.،

الثاني كان زين، ضحية وربما جاني
ضحية إهمال والدين.. لم يكن يحتاج منهما شيئاً سوا الاهتمام. كان في أَمَس الحاجة إليهم.. الي حنانهم وقُربهم ولكنهم فضلوا قسوتهم عليه مؤكدين لأنفسهم أن هذه هي الطريقة الصحيحة.
هو أيضا جاني.. جاني على نفسه وما اودى بها من أضرار فبأشد لحظات ضعفه اختار الطريق الخاطئ تماماً بدل التفكير بعقلانية، جنى على نفسه بالموت وأصبح يتمدد بغرفة في المستشفى لا حراك له فقط يصارع للبقاء على قيد الحياة.

آدم ومحمد؟ كانا ضحيتان لتهور شديد قاما به وربما إن صح القول كان أمراً مكتوباً عليهما ولا أحد يعلم إن كان خيراً أم شراً لهما وكانت النتيجة أحدهما بالعناية المُشددة يحاولون جاهدين إسعاف قلبه الذي توقف بعدما تعرض للنصيب الأكبر من الأذى ناهيك عن الاصابات الشديدة بجسده ورغم قوة جسده إلى حدٍ لكان قد سقط صريعاً على الفور والآخر يحاولون إصلاح جسده الذي تحطم كلياً بدايةً من أكثر من نزيف واحد برأسه وحتى كسور قدمه.

اما بالخارج جلست ندى تبكي داخل أحضان وليد الذي يتظاهر بالصلابة فقد لأجل من حوله وبداخله يتحطم خوفاً على شقيقه الذي لم ولن يجد أحداً مثله، يحتاج لمن يسانده وقد كان خالد بالمِرصاد وبالمقابل يتلقَّى المساندة هو الاخر منه ومازال جميعهم بملابس الحفل لم يشأ الله أن تكتمل فرحتهم ولكنه بالتأكيد يعلم لهم الأفضل.

والدة ندى تجلس بغرفة ابنها تحاول الحديث معه لعله يستيقظ من غفوته وبالمقابل لا يتوقف لسانها عن ترديد الدعاء لأصدقائه.

ثروت قد فقد اعصابه تماماً فور ما علم بخبر ما حدث لآدم فقد كان له النصيب الأكبر من الاذى حيث أنه كان بالجانب الذي اصطدمت به الشاحنة مباشرةً،
أراد تعويضه، أراد الاعتذار منه لانشغاله عنه، أراد مسامحته،أراد احتضانه واخباره عن مدى حبه له، هو ابنه بالنهاية ولا أحد يستطيع تخيل مقدار حبه له والآن يأتي ذلك الخبر ليكسر ظهره، ولكنه بالنهايه لا يستطيع الاعتراض على أمر الله يكفي أن صغيرُه على قيد الحياة.

اما بالنسبة لوالدة زين أو والدة محمد فكلتاهما حُقنتا بمهدأ بعد أن انهارت والدة زين واصيبت والدة محمد بصدمة عصبية وظلت تصرخ طالبةً رؤية ابنها ليطمئن قلبها الذي يكاد يتوقف عليه.

ايلينا تلك المرأه أجنبية الأصل التي تعد الوحيدة الصلبة بموقفها إلى حدٍ ما فقط دموعها تُزرف بصمت شديد وهي تنظر خلال النافذة الشفافة على ابنها فهي تعلم تمام العلم أن صراخها او حزنها لن يساعده بشئ فقط سيضعفها وسيضعفه ما إن يعلم.

المُربع"مكتملة." Where stories live. Discover now