|10| المتعلّم عليه

4.7K 569 58
                                    

﴿لَا تَحْزَنْ إنَّ الله مَعَنَا﴾
صلوا على نبي الرحمة🤍✨
_____________________

الفصل العاشر
________
وضع يده على وجهه يمسح دموعه التي تهبط بغزارة شديدة ولكن الغريب انها ليست دموع حزن بل تلك الدموع التي تسقط بعد جرعة ثقيلة من كثرةِ الضحك، ثوانٍ وكان يبدأ بالضحك مجدداً ولكن أشد فهو يضحك منذ ما يقرب الساعه ولا يستطيع تمالك نفسه أو التوقف فكلما رأى الإثنان الممدان على السريرين الآخرين بالغرفة كلما ازدادت ضحكاته أكثر وأكثر وقد أصبح يضحك بهستيرية شديدة..، صرخ أحدهما بغضب شديد وهو يرمقه بنظرات نارية
"ما خلاص بقى يازفت الطين هي شغلانة ولا ايه !! "
تكلم بصعوبة من بين ضحكاته
"شكلكوا مسخرة"
"قال انت اللي شكلك عدل اوي يعني ما انت نايم زينا ياخويا"
"بس مش متعلق"
قالها وانفجر ضاحكاً مجدداً فتحرك الاخر على السرير بعنف وهو يحاول القيام والقضاء عليه وهو يصرخ
" هقوووم اقتتلك يا محمد"
امسكه شقيقه بسرعة وهو يضحك
"اهدي بس ياآدم اهدي"
ظل آدم يدفعه وهو مازال يصرخ
" يا ولييد سيبنيي ياوليد هقتلله بس مش
هعمل حاجه هقتله بس سيبني"
ضحك وليد هو الآخر وهو يحاول امساكه بصعوبة تحت ضحكات محمد العالية التي لا تتوقف بينما بين سَرير كلاً منهما كان يقبع سَرير معاذ والذي كان يتسطح عليه وقدمه معلقة ويداه اليمني معلقة أيضاً وينظر للسقف بخواءٍ وهو يشبه المساكين تماماً، حول محمد نظره تجاه معاذ وتحدث بسخرية ممزوجة بتعجب بعدما استطاع إيقاف ضحكاته بصعوبة
"وانت يامعاذ أفندي مبتتعلمش خالص؟ دماغك دي فيها فردة جزمة؟ نطيت من الشباك مرة وجات سليمة متكسرتش تقوم تنط تاني؟؟"
اجابه معاذ بهدوء شديد وهو مازال ينظر لسقف الغرفة
"عادي الإنسان هيفضل طول عمره يتعلم"
"عليه"
قالها ادم بسخرية ثم ردد مجدداً
"يتعلم عليه، الإنسان هيفضل طول عمره يتعلم عليه وبالذات لو كان أول حرف من اسمه معاذ، انا هسميك المتعلم عليه "
ابتسم معاذ بسخرية شديدة فهو حقاً كما قال آدم، تنهد ببطء ثم رفع رأسه مجدداً للأعلى وهو يحرك جسده قليلاً حتى تمدد على الفراش براحة وبدأ بإغماض عينيه ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقد قطع هدوءه الباب الذي دُفِع فجأةً وبِعنف وتلاه دخول العديد من الأطفال راكضين تجاه محمد قافزين عليه بدون سابق إنذار مما جعله ينتفض عائداً للخلف وهو لا يدري ايضحك ام يبكي بسبب تلك الزيارة المفاجأة ، دلف خلفهم جميعاً جدّه الذي يستند على عصاه مراقباً أحفاده وهو يبتسم، خرج صوت أحدى الأطفال والتي تبدو انها اصغرهم سناً متحدثةً بينما تعقد ذراعيها امام صدرها بحنق
"ضيعت حصتين في الكورس خد بالك وانا مش هتهاون معاك بعد كدا وأما ترجع البيت هتتعاقب على إهمالك في كورس المكياج يامحمد"
خرج صوته هو الآخر متحدثاً بحنق
"ايه يا أخت منار مش شايفاني تعبان ونايم على السرير لا حول ليا ولا قوة، اييه مفيش دم خااالص؟"
رفعت اصبعها الصغير رافعةً اياها أمام وجهه وتحدثت بنبرة تحذيرية
" صوتك ميعلاش وانت بتكلم المس بتاعتك ياطالب ! "
تقدمت إحدى الفتيات منه هو الآخر وتمتمت ببسمة
"ألف سلامة يامحمد "
رمقها بطرف عينيه ثم حول نظره تجاه الأخرى التي تقف بعيداً قليلاً والتي تشبهها تماماً متحدثاً وهو يضيق عينيه بتفكير
"قوليلي الأول انتي داليدا ولا ريموندا عشان اعرف بتكلم مع مين بس "
اجابته وبسمتها تتسع تدريجياً
"انا داليدا، وبالمناسبة تحب اغنيلك؟ "
بمجرد سماعه لتلك الجملة حتى انتفض من مكانه صارخاً بسرعة وباندفاع
"لااا وحيات امك بلاش، هتسرِعي المستشفى كلها وتتخرب فوق راسنا بلاش "
زفرت بملل وهي تتحرك للخلف متمتمةً بغرور
" انا اصلا خسارة فيكم انتوا اللي مش مقدرين موهبتي يوما ما اتشهر وهتقفوا صفوف عشان أتصور معاكم وانت اول واحد هوقفك بس الصبر حلو"
قاطعها محمد هاتفاً بسخرية شديدة
" الطموح هو اللي حلو مش الصبر "
ظل الجميع يدعو له بالشفاء واحداً تلو الآخر تحت نظرات آدم فوليد قد خرج ليجيب على هاتفه ومعاذ مازال ينظر للسقف ولم يخفض عينيه، هذا حتى استمع لذلك الصوت المميز بالنسبةِ له والذي استمع له منذ ساعات، رفع رأسه سريعاً ليجدها تتقدم من محمد وتحدثه وهي تضحك
"حمدلله على السلامة ياكبير بس اعمل حسابك هتتعاقب على إهمالك في الكورس زي ما قالت مانو "
حول معاذ نظره تجاه محمد وضيق عينيه متمتماً
"هي البنت دي قريبتك يامحمد؟"
حول الجميع أنظاره إلى معاذ والذي يبدو أنهم يرونه للمرة الأولى ماعدا الأربع فتيات فقد تذكرنه فوراً، فعادت سچى للخلف قليلاً حتى وصلت بجانب جدّها وأشارت له ليهبط لمستواها فأنحني قليلاً حتى وصل إليها فهمست في أذنه
"جدو دا الولد اللي حكيتلك عليه امبارح هو والولد اللي على السرير التاني"
رفع نظره يراقبهم وقد بدأت ابتسامته بالاتساع متحدثاً وهو يحرك نظره بين معاذ وآدم ومحمد
"انتوا صحاب محمد ولا ايه؟؟"
اومأ آدم ببسمة وحرك عينيه تجاه معاذ فوجده ينظر في نقطةٍ ما فحرك عينيه يحاول معرفةِ ما ينظر إليه ليجدها تلك الفتاة الصغيرة والتي ما إن لاحظت نظراته المصوبة تجاهها عادت للخلف تحاول الاختباء خلف جدّها متشبسةً بملابسه من الخلف فأعاد آدم نظره تجاه معاذ مجدداً والذي بات وكأنه قد تصنم وتصنمت نظراته تجاهها فعينيه لا تتحرك من عليها فبحث حوله فلم يجد سوا مفاتيح سيارته فلم يتردد وامسكها ملقياً اياها على معاذ فسقطت على يده جاعِلةٍ اياه يتأوه وهو يخفض أنظاره تجاه يده فوجد مفاتيح آدم فأمسكها ورفع نظره تجاهه يرمقه بنظرات نارية فبادله بأخرى تحذيرية وهو يشير تجاه الفتاة الصغيرة ففهم معاذ مقصده ليتنهد بيأس ويحرك نظره لجد محمد الذي تفاجأ بأنه ينظر له ويسأله
"وانت اسمك ايه؟"
اعتدل في جلسته مجيباً اياه
"معاذ ياسر الديب"
نظر تجاه آدم فأجابه هو الآخر
" آدم ثروت الريفي "
"شكراً يامعاذ ويا آدم على اللي عملتوه مع حفيدتي"
قالها بأمتنان فأبتسم معاذ ابتسامة لم تصل لعينيه متحدثاً
"مفيش شكر ولا حاجة دي اخت محمد يعني اختي انا كمان"
"وهو كذالك"
قالها الجدّ ببسمة في نفس وقت دخول وليد للغرفة مجددا ثم اتجه إلى محمد وتحدث وهو يربت على كتفيه بحنان شديد فهو حفيده المقرب ويعدّ اغلاهم مكانةً بالنسبه له
" الف سلامة عليك ياغالي، مجرد محنة وهتعدي أن شاء الله وهترجع زي الأول واحسن كمان بس انت ادعي ربنا "
" الله يسلمك ياجدي "
ربت الجدّ مجدداً على كتفه مكملاً حديثه
"مجبتش الكل معايا عشان منزعجكش وجبت عيال عمك بس حتى مجبتش اخواتك عشان ميقلقوش عليك ويعيطوا لكن خليك عارف ان الكل في إنتظارك في البيت وهييجوا يشوفوك قريب وخالد كل ما هيعرف ياخد اجازه هيجيلك هنا يشوفك وانا كمان هجيلك دايماً بس دلوقتي همشي عشان تستريح شويه "

المُربع"مكتملة." Where stories live. Discover now