|24| مشاعر مخلولة✓

ابدأ من البداية
                                    

توقف أمام باب المكتب واخذ نفساً عميقاً وزفره على مهلٍ قبل أن يطرق على الباب ويدلف فرفع المدير رأسه وناظره قليلاً فضحك معاذ بتوتر يتمتم :

« نعم يامستر؟ حضرتك عايزني؟؟»

اوما المدير ومن ثم أشار له ليجلس فجلس بتوتر ليصمت الآخر قليلاً قبل أن يبدأ حديثه :

«بص يامعاذ أنا مكنتش عايز اخد خطوة زي دي ابداً بس بعد درجاتك في الامتحان مضطرين نعمل كدا»

اعتدل معاذ في جلسته يسأل بترقب :

«تعملوا ايه بالظبط؟؟»

« هتتفصل من المدرسة وهتنقل مدرسة عادية مش خاصة»

صُدِم معاذ فحرك المدير كتفيه بقلة حيلة يجيبه :

« مش في أيدي اي حاجة اعملها والله يا ابني إدارة المدرسة هي اللي مسؤولة مش أنا ،وأنا حاولت معاهم لكن خلاص القرار هيبدأ يتنفذ بكرة»

صمت معاذ للحظات ومن ثم قام من مكانه وتحدث بهدوء :

«تمام يا مستر عن إذن حضرتك »

__

_من وجهة نظر معاذ _

خرجتُ من المكتب ولم اصعد للصف مرة أخرى وبدلاً من ذلك تحركتُ بهدوء تجاه بوابة المدرسة لأخرج منها واسير قليلاً بلا هدف فلم أكُن أعلم وجهَتي حتى الآن ولكني بالنهاية وجدتُني اتوقف على طريق السيارات وقد توقفتْ أمامي سيارة أُجرة وقد امتلئت مقاعدها الخلفية فصعدت لأجلس بجانب السائق واستندتُ على النافذة وقد شردتُ بالطريق،
هل بعد أن اجتزتُ كل هذه السنوات داخل المدرسة تأتي السنة الأخيرة بها ويحصُل هذا؟؟
وكيف سأواجه والديّ بذالك؟
ففي النهاية أعود لهم كُل يومٍ بمشكلةٍ ما وقد زادت مشاكلي بالآونة الأخيرة أكثر من اللازم،
فتحتُ حقيبتي لأُخرج منها سماعات أذني فلا بأس ببعض الموسيقى في حالتي تلك .. صحيح؟؟
ولكن.. وكما هو متوقع لأجل حظي العَثِر لم أجد سماعاتي فاحتلت معالم الغضب وجهي.
ولكن بدلاً من ذلك وجدتُ زجاجة مياه قد وضعتها أمي صباحاً ومازالت مليئة كما هي ففكرت وفوراً نفّذتُ حيثُ استدرتُ تجاه السائق _كان يبدو في عقده الخامس أو السادس حيثُ الحُزن يحتل معالم وجهه _ مددتُ يدي بالزجاجة احادِثهُ بنبرة مرِحة بعض الشئ :

«خد ياعم الحاج أشرب»

نفى برأسه مع بسمة بسيطة مغمغماً :

«تسلم»

«خد بس دي تلج أشرب بدل الحر اللي احنا فيه دا»

تردد قليلاً فمددتُ يدي أكثر فالتقطها وارتشف منها قليلاً وناولني إياها مجدداً يشكرني ولكن تلك المرة قد بدأ حديثه معي يسألني عن اسمي وقد تحدث معي عن أشياء عِدة ولم أشعر بالطريق حتى وجدتُه يتنهد متمتماً :

المُربع"مكتملة." حيث تعيش القصص. اكتشف الآن