الفصل الحادي عشرالمدخل ~
بقلم / همس النهاية
من غسق للمطر:
مرت سنين عجاف ولم أراه
كيف أصبح وهل هو مثل ماكانهل مزال مبهرا يخطف الأنفاس
هل مزال يحمل هموم البشر المثقلة بالآسى والحرمانلكن هذه السنين مضت والذي في قلبي
لم يكن مثل ما كانوضعت فيه ثقتي وقلت لنفسي
وجدت سندا في هذا الزمانوشيدت له من قلبي عرشا ومن ضلوعي
جنودا تحرسه أينما كانوجعلت له الخافق أبيضا ناصعا
ليخط فيه لوحة من إبداع فنانيفعل به مايريد وأقول له
لبيك يا سعادة السلطانيا من ملكت القلب في زمن مضى وقد كان
تحول الخافق للوحة سوداء وختم على العرش بلون أحمر قانفما كان كان ولن يرجع مثل ماكان
**********
عبرت بهو المنزل الواسع مسرعة وتناثر شعرها الأسود الناعم
المموج مع دورانها لدخول الممر فأبعدته بيدها وركضت مسرعة
جهة ذاك الباب المغلق هامسة بابتسامة
" جدي ... "
فلن تتخيل أنه ثمة رجل غيره قد يسكن منزلهم ويسمح والدها بذلك
ولا أن يدخل مكتبه في هذا الوقت الذي يختاره ليكون في منزله فلم
يسبق أن فعلها الأيام الماضية ، وصلت الباب وأمسكت مقبضه تعض
طرف شفتها مبتسمة بسعادة وأدارته فورا وخلال جزء من الثانية
كان مفتوحا بوسع ذراعها الممدودة فتصلبت مكانها كلوح من خشب
حين كان في مواجهتها والدها الذي كان يدير ظهره للباب جهة طاولة
مكتبه يسند كفه على مجموعة أوراق فوقها .. لكن ما جعلها تتصلب
مكانها لم يكن ذلك بل صاحب الجسد الطويل والذي كان يدير ظهره
لها أيضا مقابلا النافذة الزجاجية الطويلة يداه في جيبي بنطلونه ....
هذا ليس جدها ! ما هذا الذي فعلته وما الذي لازالت تفعله هنا !
كانت قدماها ترفضان التحرك من مكانهما فقد علق نظرها على
الكتفان العريضان والشعر الأسود الذي حف ياقة تلك السترة
الرمادية وتصاعدت ضربات قلبها مع أنفاسها المتلاحقة حتى باتت
الأرض تدور من تحتها فيبدو أن طيف ذاك الرجل أصبح يلاحقها في
كل مكان ، كانت أجزاء من الثانية فقط تلك التي فتحت فيها الباب