٥

492 10 0
                                    

مدخل ~

بقلم / ثلج دافىء

من غسق لمطر

احببتك واهديتك قلبي.... عشقتك وملكت كياني.
اخاف عليك من انفاسي.... اشتاق لك وانت امامي.
فلم تتركني اعاني.... وتزرع في قلبي ضغاني.
جرحك كبير ومزقني .... لم ذهبت بعيدا عني .
بعد ان اخدت قلبي مني .... جسد بلا روح تركتني.
لما كل السعادة سلبتني.... لم تترك لي حتى ابنتي .
يامطر ياوجعي وقاتلي.... يامطر ياخاذلي وتاركي.
لا تعد وتعصف بداخلي..... ارجوك ارحم حالتي .

******

سحبت تلك اليد بالأصابع الطويلة والسمراء القوية
الكرسي أمامها ووصلها ذاك الصوت الرجولي الواثق

" هل تأذني لي بإفساد خلوتك سيدة غسق دجى الحالك "

ارتفعت نظراتها المصدومة تدريجيا من الساقان
الطويلتان للخصر النحيل البارز من تحت المعطف
الشتوي الثقيل المفتوح للصدر والكتفان العريضان
ليرتكز على الرأس المنحني والقبعة السوداء التي
ارتفعت يده لإزالتها وهو ينحني بجسده قليلا ليعدل
وضع الكرسي , وما أن أزالها عن رأسه حتى تحرر
شعره الأسود الناعم الكثيف وكأنه كان في سجن
ضيق لينزل متدرجا بنعومة على بعضه ،
جلس مقابلا لها ووضع القبعة على الطاولة
وقال مبتسما

" أعتذر عن مقاطعتي لخلوتك "

لم تجتز صدمتها بسهولة تنظر لملامحه الرجولية
وعيناه السوداء وحاجبان مستقيمان فوقها ,
بلعت ريقها بتوتر من الموقف ومن وجوده هنا
وهذا الوقت فلم تتوقع أن تراه هنا ولا في منامها
همست حين وجدت صوتها

" مرحبا سيادة اللواء "

وجالت بنظرها سريعا في المكان وكما توقعت
توزع حولهما أشخاص بملابس رسمية لكنها
موحدة فهي تعلم أن هذا الرجل يستحيل أن
يتحرك في أي مكان بدون حراسة مشددة
فكيف في وضع كوضع البلاد الآن عادت
بنظرها له حين قال بذات ابتسامته

" أعلم أن وجودي غريبا بعض الشيء بل تطفل
مبالغ فيه لكني كنت متوجها بالفعل لمكتبك في
الجمعية وسعدت أن كنت هنا وليس هناك "

جالت بنظراتها في عمق عينيه المركزة على عينيها
ولم تفهم سبب مجيئه لزيارتها في مكتبها !
أي أنها لم تكن مجرد مصادفة كما اعتقدت ,
وكان عليها أن لا تفكر في ذلك من أساسه
فهل سيتجول رجل مثله في الشوارع يقتنص
مقابلة الناس بالمصادفة وهو بتلك المكانة
كقائد أعلى للجيش في البلاد ؟
شتت نظرها عنه وعن عينيه المحدقة بعينيها
ليقع على الجريدة تحتها فأغلقتها فورا ولم تفتها
النبرة الخاصة في صوته وهو يقول

" قرأت المقالة اليوم , كان لقاءا مميزا بالفعل "

شعرت بالحرارة تصعد في جسدها رغم برودة الجو
فأزاحتها جانبا هامسة بابتسامة مائلة

جنون المطر للكاتبة برد المشاعر الجزء الثاني Where stories live. Discover now