٤

492 9 0
                                    


الفصل الرابع

المدخل ~

بقلم / شيماء علي

أسندت ذقني على حافة شرفتي التي لن أراها لوقت طويل ربما ..
سنعود أخيراً إلى بلاد لم أعرف عنها سوى أخبار دمار تتسابق شاشات التلفاز لنقلها دوناً عن جنان التقطت أذني أخبارها من هنا أو هناك، وحرمني هو بصمته القاتل من عيش تفاصيلها ..
تتقاذفني الأفكار ..
عنه .. هل سيعيد هواء بلاده روحاً طال هيامها في فضاءات مجهولة فيحدثني؟ ينظر إلي؟ يبتسم مربتاً على رأسي؟
عن أم لم تترك لي مدخلاً أعرفها منه شكلاً أو فكراً سوى كلمات منه عن اختياري ضد قسماتها .. كلمات بدت خناجر نافذة ..
عن ذاك الذي لم أعرف منه سوى صلابة أبداها في ليلة ظلماء .. هل يكتب لنا لقاء؟
عني أنا .. كيف سأعيش؟ ولمن؟ ولماذا؟
عن أرض الأحلام المزروعة بالألغام



**************

دفع رواح بقوة باب الغرفة النصف مفتوح ودخلها ببنطلون البيجامة
والقميص الداخلي فقط وهاله المنظر أمامه فقد استيقظ من نومه على
صوت الجلبة والصراخ لأن غرفته

الأقرب للسلالم الشرقي للطابق الثاني والذي يسكنه أغلب أفراد عائلة
هذا المنزل
نظر سريعا للموجودين أيضا في تلك الغرفة فلم يكن سوى السيدة
متوسطة العمر التي تحضن حقيبة وقاص وتبكي ممسكة فمها بيدها
الأخرى وعيناها على المنظر المروع أمامها

توجه من فوره جهة اللذان كان أحدهما منحن على الأرض والآخر
يركله بقدمه دون تركيز , أمسك بذراعي الواقف أمامه موليا ظهره له
وسحبه للخلف بكل قوته

صارخا " توقف يا وقاص ستقتله ... إنه شقيقك يا رجل "

حاول أن يخلص نفسه منه بكل الطرق لكن رواح كان ممسكا به بقوة
خاصة وأنه قد أخذ منه الإعياء ما أخذ , مسح شفتيه بظهر يده ثم
بصق بقايا الدم من فمه متعمدا جهة الجاثي أمامه وهو يتوازن واقفا
وينظر له تلك النظرة التي تحمل كل معان الكره والحقد
ولم تكن نظرات وقاص بأقل منها اشتعالا ومشهد واحد لازال يتمثل
أمام عينيه حتى اللحظة

حين دخل الجناح والغرفة ووجد ذاك الشعر الأشقر الطويل بين أصابع
الواقف أمامه وذاك الجسد النحيل شبه العاري مرمي على الأرض
وهو يركله بكل قوته متجاهلا أنها قدم رجل تلك التي يرفس بها جسد
أنثى لا حول لها ولا قوة ,
ما أن استوى ذاك واقفا يمسح الدم من أنفه وفمه همس بحقد ونظراته
الحارقة لازالت ترمي الواقف أمامه
" لن أفوتها لك يا وقاص ولا لتلك الحشرة "

حاول الإفلات من ذراعي رواح القويين صائحا بحدة
" تلك الحشرة ابنة عمك يا وضيع , قسما إن امتدت يدك عليها مجددا
اقتلعتها لك "

صرخ رواح من خلفه يشد ذراعيه بكل قوته ليمسك الغاضب الذي بدأ
ينتقل غضبه له
" اخرج يا نجيب , غادر من هنا قبل أن ننقلب كلانا ضدك "

جنون المطر للكاتبة برد المشاعر الجزء الثاني Where stories live. Discover now