- ٣٤ - الجزء الأول -

Start from the beginning
                                    

- متخربهاش يا غبي!

لم يكترث له وتابع صاعدًا أولى درجات السُلم ليشعر بإهتزاز هاتفه بجيبه فسرعان ما اخرجه على عجل ليجد أن المُتصل والده فأجابه:

- ازيك يا بابا؟

استمع لصوت أبيه لا يشوبه ما يُثير قلقه:

- بخير..

دام الصمت لجزء من الثانية ليستطرد قائلًا:

- عايز اشوفك علشان خاطر موضوع مهم!

تردد لوهلة بداخله وفكر، هو كان على يقين أن والده لن يُعجبه دعوة "روان" لأُسرته وكرجل جيد لا يهاب شيئًا كان عليه المواجهة:

- تمام، نص ساعة واكون عندك..

توجه على مضض وهو يُجهز نفسه لمواجهة والده واستقل السيارة التي قادها سائقه الشخصي وبداخل رأسه الكثير من الأفكار بل وهذا الصوت البغيض الذي لا ينفك عن ازعاجه بما عليه فعله وبما لا عليه فعله وهو بعد سنوات معاناة كثيرة لم يعد يكره أكثر من أن يُملي عليه أي شخص الآوامر، حتى ولو كان بقرارة نفسه!

دخل للمنزل ليجد أن غرفة الإستقبال بأكملها فارغة ليشعر بالراحة أنه قد تخلص بالفعل من نظات أُسرته التي لطالما كانت متسائلة وتوجه مباشرة لمكتب والده الذي يُلازمه كلما كان بالمنزل..

دخل وهو يُخمن بداخله كيف سيبدأ هذا الحديث بينهما الذي لابد وأن يحتوي على دعوة "روان" لبقية أفراد أُسرته ورآه يجلس على كرسي مكتبه وملامحه يُسيطر عليها الوجوم وبمجرد تلاقي اعينهما سأله بإقتضاب:

- خير يا بابا فيه ايه؟

هز كتفيه للأعلى واجاب بإستياء يشوبه بعض الحزن:

- احوالك مش عجباني يا ابني وأنا زعلان عليك وعلى اللي بيحصلك!

ها قد بدأ الحديث، وسيبدأ "يزيد الجندي" في الإثبات بالأدلة القاطعة غير القابلة للرفض أن يبرر جُملته الأولى وقبل أن يسأله من جديد تواترت الأسباب التي تفوه بها فمه وكأنه فكر في قوله هذا لآلاف السنوات:

- من ساعة ما مراتك دي دخلت حياتك وأنت بطلت تمسك قضايا، وبصراحة انت من اكتر من سنتين مبتمسكش غير قضايا غريبة متليقش بمحامي زيك، حتى القضية اللي مسكتها علشان خاطرها وجبتلها فلوسها من عمها مكنش ليها لازمة!

تريث لبرهة والمزيد من الوجوم وعدم الرضاء يتضح على ملامحه ثم استطرد:

- اجازتك كانت طويلة جدًا، وانت في أهم وقت يخص مسيرتك المهنية كلها، لازم تخلق في عقول الناس مين عمر الجندي ويقدر على ايه في الكام سنة دول يا ابني ولغاية ما يكون عندك خمسين سنة كمان، هو ده اللي هيفيدك ويخلي الكل يعملك آلف حساب لو حتى بقى عندك مية سنة.. مبقاش أبدًا عاجبني كسلك في شغلك ده..

كما يحلو لي (حوار بالعامية المصرية) الجزء الأولWhere stories live. Discover now