تخبطت المشاعر بداخله ثم صرخ بداخله بقهر:

- لو تعرفي إني شوفت في كل خاضعة صورتها وهي بتخوني، لو تعرفي اني اتحولت وبقيت راجل قاسي بسببها هي، لو بس تعرفي أنك أول بنت تكون ليا لوحدي.. كل خاضعاتي يا إما ستات اتجوزوا قبل كده وبيدوروا عن المتعة يا إما شمال، يا اما شاريهم بفلوسي، لكن انتي أنضف واحدة لمستها وقربت منها.. أنتي ملكي يا روان.. لا لوحدي.. نفسي بجد اعصابي متفلتش ومشوفكيش زيها في يوم، لو بس تعرفي الرابط بينك وبينها هتكرهيني فورًا من غير ما ترمشي.. يمكن اخسرك يومها للأبد!

قربها أكثر ليعتصر جسدها بأكمله وكأنه يحتاجها من جديد ولم يعلم ما يدور بعقلها، كان هو تائه في خضم نزاعه ولكنها هي الأخرى شاردة بسبيلٍ وعر تخاف أن تخطو به خطوة واحدة وتحدث عقلها هي الأخرى متضاربًا:

- بالرغم من كلامه معايا بس لسه حاسه انه بيلعب بالكلام وبيشتتني.. حاسة كأن فيه جزء ناقص او حاجة مخبيها، فيه حاجة مش صح.. بس ليه متلمساله العُذر، شكله موجوع، وحياته شكلها مكنتش سهله.. بس على الأقل بدأ يتكلم.. ده كويس شوية.. يمكن فعلًا تكون بداية جديدة زي ما قال..

شعرت بإحتضانه الشديد لجسدها يزداد وهناك مشاعر جديدة تتولد بداخلها تناقض القديمة وأصدت عيناها واستمتعت بالدفء الذي يحاوطها به، وبتلك الموسيقى التي ظلا يتراقصان على أنغامها.. وتمنت أن تحتضنه الآن مثل ما يفعل، أليست لها الحق أن تتصرف معه كما يتصرف هو؟

رطبت شفتاها واستلهمت بعضًا من شجاعتها وهبطت يديها من عنقه على مُكثٍ وبدأت في أن تحاوط ظهره ولكن هيهات!!

أمسك بيديها سريعًا وابتعد عنها بإبتسامة مغتاظة لم تلمس عيناه وشبك أصابعهما معًا وكان واضح للغاية أنه قد غضب بتلك النظرات، ولكن أهم ما قالته فحمية عيناه كانت "احذري!!"

جذبها للخارج من جديد وسارت معه حتى وصلا إلي الحافة لتشعر به يحتضن ظهرها ويحاوط خصرها وأخذ يقبلها من جانب رأسها أكثر من مرة وأخذا ينظرا في صمت لتشعر هي بأنفاسه الدافئة والهواء يداعب شعرها ثم فجأة استدارت ونظرت له لتجده ينظر لها مُضيقاً عيناه وسألها مباغتًا:

- وأنتي يا روان.. حبيتي قبل كده؟

لا تعلم لماذا ظلمت عيناه فجأة هل بسبب محاولتها لتلمسه أم ما السبب بهذا السؤال ولكنها اجابته بتلقائية فهي ليس لديها ما تُخفيه وقالت بهدوء:

- لا.. محصلش، عمري اصلًا ما أُعجبت مجرد اعجاب بحد.. ودايمًا كنت بشوف ان الحب والجواز مش بيجوا بدري ولا صح في حياة البنت من بدري.. ولما بابي اتوفي يادوب لقيت الوقت اللي انام فيه، الضغوط زادت عليا جدًا، الشركات والشغل اللي مش بيوقف، حتى أنا رفضت كل عروض الجواز اللي اتقدملي فيها حد و..

قاطعها ليُحدق بعينيها مباشرة كمن يستجوبها بتحقيق خفي لا تعلم عنه:

- وابن خالتك؟

نظرت له بدهشة وتعجب قالبة شفتاها وهتفت بعفوية:

- يونس!

تريثت وهي تتفقده بمزيد من التعجب ثم سألته:

- ماله؟

قلب هو الآخر شفتاه مُدعيًا العفوية ثم قال:

- تقريبًا جبتيلي سيرته.. عمره ما حاول يقرب منك زي ما عمل ابن عمك؟

زفرت بقلة حيلة ثم أجابته بحنق:

- بص يا عمر! ولو أني مش مصدقة انك بتجيب سيرته دلوقتي، بس زي ما قولتلك أنا مهتمتش بمسائل الحب والجواز وهصارحك، حصل وكلم مامي لما بابي اتوفى انه يتجوزني بس أنا رفضت تمامًا.. من الآخر مكنش فيه بيني وبينه حاجة اصلًا..

عيناها أخبرتاه صدق حديثها ولكن كعادتها كبرياءها لا يندثر فتمتم بإقتضاب ونظرة متفحصة:

- تمام

لم يكن هذا الرد المنشود فأخبرته وقد بدأت في الغضب:

- أنا مش بكدب ومش بحب الكدب ولا الكدابين ومعنديش اللي اخبيه و..

جذبها له ليلتهم شفاها في قُبلة ليُسكتها عن الكلام، فيبدو أن بشفتيها الورديتان الكثير لإنهاء العديد من معاكه وجدالهما كذلك وبعد أن شعر بإحتياجها للهواء ابتعد عنها ناظرا لها وأخبرها وهو يستند على جبينها ملتقطًا:

- حبيت اسمع منك مش اكتر

رفعت عسليتيها له وهي الأخرى تلتقط أنفاسها وكادت أن تصرخ به ألا يفعلها من جديد وهما يتحدثا ليُفاجئها بهمس وهو ينظر بعينيها:

- طيب لو قولتلك إن فيه شنط متحضرة ليكي فيها كل اللي هتحتاجيه، وكمان اللابتوب بتاعك، وهنسافر حالًا، علشان نبدأ من جديد.. مرة تانية، بدل من الأيام اللي ضيعناها في هاواي.. اي رأيك؟ موافقة؟ خلينا نحاول سوا..

يُتبع..

متنسوش التصويت..

بعتذر جدًا على التأخير..

الفصل الجاي يوم الأتنين وهحاول يكون طويل بقدر الإمكان ولو خلصت قبل كده على حسب الوقت إن شاء الله هنشره..

كما يحلو لي (حوار بالعامية المصرية) الجزء الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن