- طيب لو أنت مش سادي، تبقى انت ايه؟ هل ده ليه تعريف أو إسم؟ أنا مش فاهمة حاجة من كل ده..

حدقها بمزيد من النظرات التي كادت أن تصرخ به أن يتوقف عنها، فهي تُربكها ولا تجعلها في كامل حالة الثبات التي من المفترض أن تكون عليها حتى تستطيع أن تناقشه في الأمر لتجده يُخبرها:

- اقعدي.. شايف إنك مش عارفة تركزي.. وشك أصفر أوي!

هل ظهر الأمر عليها؟ لم تُفكر في ذلك.. تفقدته في استغراب وابتلعت ثم توجهت إلي الكرسي من جديد وحدقت بالطعام وهي حقًا تُفكر في الأمر ولا تكترث بالطعام لتجده يسألها:

- تحبي تكملي أكلك؟

ماذا؟! ما الذي يسأله؟ لقد ذهبت شهيتها بالفعل! لحظة واحدة، كلماته لم تكن الإجابة التي تنتظرها لسؤالها، اللعنة، ما كان سؤالها؟ لقد نسيت ما سألته اياه!.. رفعت عينيها نحوه وهي تتلمس رأسها بيدها بعفوية عليها تتذكر وكادت أن تقول شيئًا ليمنعها بتحدثه هو:

- لو عايزة تسمية فهي موجودة.. أنا Dominant (مسيطر).. تقدري تفهميها بإني أنا اللي بمشي العلاقة كلها.. كلامي بيتسمع، اللي أقوله بيمشي، وأوامري تتنفذ.. الموضوع بسيط جدًا، لو سمعتي الكلام احنا الاتنين هنكون مبسوطين، ولو خالفتي اللي قولته هيكون فيه العقاب اللي يقوم سلوكك علشان متغلطيش تاني، طبعًا العقاب اللي أشوفه مناسب.. ده ببساطة شديدة أنا.. أنا راجل مبيقبلش غير يكون قائد.. وفي ايده مفاتيح كل حاجة!

ما تلك التُراهات التي تستمع لها؟ هل هناك شيئًا يقول هذا؟ لُعن هذا اليوم الذي اضطرت أن تتعامل فيه مع هذا الرجل غريب الأطوار الذي كلما ينطق بكلمة واحدة تدفعها للتوتر، لا تدري كيف يجعلها، يا له من سلطان مغرور ملعون متغطرس وتبًا لإبتسامته الجذابة!

رطبت شفتاها بينما لاحظ وتيرة أنفاسها المتعالية وشحوب المزيد من ملامحمها وتردد نبرتها وهي تسأله بإندفاع دون ترتيب افكارها وفضولها جعلها تتشتت أكثر، فهي تريد أن تعلم ما خلف هذا الرجل الذي أصبح زوجها وما الذي خلف طريقته الغريبة تلك:

- وده معناه ايه؟ وليه اصلًا تعاقبني أو يبقى فيه عقاب؟ مش كفاية مثلًا إنك تقولي عن تصرف معين أنا عملته إنك معترض عليه أو أي حاجة عمومًا مش شرط تصرف ووقتها هنحاول سوا نلاقي حل بحيث لا تجبرني على حاجة ولا أنا أضايقك..

وبعدين أنا قولتلك قبل كده إني عايزة جوازنا يكون ناجح.. مش هاصحى مثلًا في يوم وأنا مقررة إني أعمل حاجة هتضايقك أو أنت مش موافق عليها.. 

زفرت بقلة حيلة وهي لا تستطيع صياغة الأمر فقالت:

- عمر كل اللي بتتكلم عنه ده، زي ما يكون إنك بتعاقب مسجون أو بنت صغيرة في المدرسة، ده حتى الصغيرين مش بيتعاقبوا بالطريقة دي في المدارس! أنا بصراحة مش فاهمة قصدك من كل اللي بتقوله ده؟

كما يحلو لي (حوار بالعامية المصرية) الجزء الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن