الفصل مائة وأحد عشر

Start from the beginning
                                    

-حساكي أحسن، مظبوط؟

لم تتوقع أن تجيبها، فقد لجأت للصمت الإجباري كوسيلة للهروب عن المواجهة، التفتت "علا" ناظرة إلى شقيقها تسأله؛ وكأنها تدعوه لمشاركتها في تفقدها بطريقة لطيفة:

-إيه رأيك يا "ماهر"؟

ألقى عليها نظرة فاحصة قبل أن يومئ برأسه مؤكدًا:

-هي فعلاً شكلها أفضل، ولسه برضوه لما نطمن من الدكتور.

جلست "علا" على طرف الفراش، وامتدت كلتا يديها لتحتضن كفها، وأخبرتها بغموضٍ مثير:

-أنا عايزاكي تشدي حيلك، وتخرجي من هنا بسرعة ...

توقفت للحظة لتضمن سماعها للبقية، ثم غمزت لها قبل أن تكمل:

-في مناسبة حلوة في الطريق.

تنهدت ببطءٍ، وتابعت بابتسامةٍ مزجت بين الخجل والحماس:

-خطوبتي قريب ..

رمشت بعينيها مضيفة:

-وطبعًا محدش هيساعدني ولا يظبط الديكور غيرك يا "فيرو"، ما إنتي أكتر حد فاهم ذوقي عامل إزاي.

علق "ماهر" من خلفها بابتسامةٍ هازئة، وهو يدس يديه في جيبي بنطاله:

-الله يكون في عون "وجدي"، أنا عارف عجبه فيكي إيه؟!

اغتاظت من طريقته المستفزة، وهتفت تشكوها في عبوسٍ زائف:

-شايفة يا "فيرو"؟ ده بدل ما ياخد صفي؟

رد بنفس أسلوبه المازح:

-يا بنتي ده كفاية إني مستحملك، ليه نبلي غيرنا بيكي.

استاءت منه، وأوشكت على التشاجر معه بقولها:

-بلاش كده يا "ماهر"، إنت هتعصبني.

توقفا عن الثرثرة مع دخول إحدى الشابات الأنيقات للغرفة، لم يكن وجهها مألوفًا في البداية لثلاثتهم، بدأت بالترحيب بهم، كاستهلالٍ منمق للتعريف بنفسها:

-مساء النور على حضراتكم.

ركز "ماهر" أنظاره المحققة عليها، وبادلتها "علا" التحية بقولها:

-مساء الخير.

تابعت تقديم نفسها بابتسامة مهذبة:

-أنا الدكتورة "ريم هلالي"، جاية للمدام بناءً على تعليمات الدكتور المسئول عن علاجها.

ظلت عينا "ماهر" عليها تتفرس بها، بدا وكأنه يعرفها من مكانٍ ما؛ لكن عقله لم يسعفه بعد لتذكرها. حمحم بصوتٍ خفيض، وسألها بلهجةٍ كانت شبه رسمية:

-حضرتك الدكتورة النفسية؟

نظرت في اتجاهه، وأجابته باقتضابٍ، دون أن تفتر بسمتها:

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الثالث - كامل ☑️Where stories live. Discover now