بعد لحظات من انتظارها بصحبة تلك النظرات الغريبة اجابها بثبات وكلمة واحدة فقط:

- مناسبة!

رفعت حاجبيها في تعجب لتتسائل بإستهزاء:

- معلش، لو ممكن توضيح اكتر ابقى شاكرة ليك!

جعلته يُطبق أسنانه مسببة له طيف قليل من الحنق ولكنه تشدق بكلماته:

- اكتر ست مناسبة إني اتجوزك في الوقت الحالي..

لم تستطع كبح جماح سخريتها الشديدة لتتسائل من جديد بنفس طريقتها ولكنها اقتبست من كلماته:

- في الوقت الحالي!! يعني بعد الجواز تلاقي واحدة مناسبة اكتر فتتجوزها مثلًا عليا؟ أنت مصدق اللي أنت بتقوله ده؟

زفر بخفوت وهدوء كي لا يعكس صورة غضبه منها، فهو لا يكره أكثر من أن يدع من أمامه يُصدق أنه قد استطاع اغضابه وسيطر على انفعاله جيدًا ثم اجابها:

- أنا شخص عملي جدًا مش بيهمني الأحلام والقصص والكلام ده، وردي هو هو، انتي شخصية مناسبة إنك تكوني مراتي!

قلبت شفتاها في تعجب من تلك الكلمات التي تبدو ظاهريًا مقنعة بينما بداخلها شعرت بالشتات وعدم الإقتناع فقالت:

- أنا اللي اسمعه عن أي اتنين بيتجوزوا لأنهم مثلًا بيحبوا بعض، متفاهمين، قرايب، فيه بينهم سابق معرفة.. لو أنا مناسبة مثلًا زي ما انت بتقول، شايف ايه المناسب فيا؟

تنهد بضيق بدأ في الإتضاح عليه، لو كان هو محامي جيد فيبدو أنها مجادلة للغاية وهو لا يكره أكثر من الثرثرة التي لا فائدة منها ولا تضيف إليه شيئًا فتشدق حتى برز جانبي فكه أثناء حديثه بإمتعاض وظهر القليل من عقدة حاجباه:

- مركزك الإجتماعي، شكلك وسنك ونجاحك، قولتلك مناسبة وبعدين أظن انتي جاية هنا علشان قولتي إنك موافقة، مشوفتكيش بتمضي أصلًا على العقد! وأنا مش عايز اضيع وقتك ووقتي اكتر من كده..

تفقد ساعة يده بطريقة جعلت دمائها كحمم بركان ثائر من شدة استفزازه اياها بينما تابع:

- اظن جاوبت سؤالك والساعة بقت حداشر ونص.. شوفي هتمشي ولا هتمضي واخلصي!

هزت رأسها مستنكرة كلماته وها هو بكلماته الفظة مجددًا يجعلها تشعر بإحتقان دمائها التي تغلي بداخلها، ربما ظنت أن التحدث معه سيُغير فكرة اجباره إياها على الزواج منه ولكن ها هو يوقظها مرة أخرى على حقيقة أنه مجرد وغد!!

تناولت نفسًا عميقًا ورمقته بإحتقار جلي استطاع قراءته بمنتهى السهولة على ملامحها، بالرغم من الصورة المثالية بأنها إمرأة قوية لا تقهر ذات كبرياء وأنها تريد توريد هذه الفكرة لكل من تتعامل معه ولكنه ادرك جيدًا أنها اسهل من ذلك بكثير وخصوصًا تيقن من ذلك عندما سألته:

كما يحلو لي (حوار بالعامية المصرية) الجزء الأولWhere stories live. Discover now