الفصل الحادي والتسعون - الجزء الأول

Start from the beginning
                                    

بألمٍ أخبره:

-مش لازم تقولوها في وشي، كفاية أشوفها في نظراتكم ليا.

رد في استياءٍ منزعج من تفكيره الخاطئ:

-لا حول ولا قوة إلا بالله، هو إنت شوفت مننا حاجة تقولك كده؟ معاملتنا ليك اتغيرت في أيتها شيء؟

أجابه وهو يهز رأسه:

-الشهادة لله لأ

عاتبه بلهجةٍ لم تكن متشددة:

-أومال بتقولنا وتعودنا حاجات معملنهاش ليه؟ غاوي تجيب لنفسك النكد؟

غمغم في امتعاضٍ:

-يا جدي..

قاطعه بحزمٍ:

-بس يا واد، اسمع الكلمتين اللي فيهم الخلاصة.

تمتم بخنوعٍ:

-حاضر

أوصــاه مشيرًا بيده:

-أمك حقها عليك تراعي ربنا فيها بما يرضي الله، ماتسمعش كلامها لا في معصية ولا في حاجة تغضب ربنا، وده اللي إنت عملته مظبوط؟

أومأ برأسه مرددًا:

-أيوه.

تابع استرساله معه:

-واللي حصل كان مقدر ومكتوب، ربنا كاتب تشوف ده في حياتها، إنت عليك تراعيها وتاخد بالك منها لحد ما السر الإلهي يطلع.

تطلع إليه في صمتٍ، بينما أضاف الجد بنبرته العقلانية، ليزيل الغشاوة الحاجبة عن فهمه للأمور من هذا المنظور الضيق:

-وأختك "خلود" جايز ربنا أراد إنها تاخد منزلة الشهادة في موتها، وعشان كلنا ندعيلها بالرحمة والمغفرة، مش أحسن ما كانت تأذي غيرها؟ وإنت عارف أختك كانت عاملة إزاي، وناوية على إيه .. وساعتها كان الكل هيدعوا عليها، أنهو الأفضل بقى اختيارنا ولا اختيار ربنا؟

لم يجبه "هيثم" فصاح به:

-رد يا واد.

قال بوجومٍ:

-اختيار ربنا طبعًا.

أخبره بلهجةٍ كانت ما بين اللين والشدة:

-يبقى تقول الحمدلله على كل حال، وقوم كده فوق لنفسك ولمراتك، ده إنت ربنا رزقك بواحدة بنت أصول، متربية، ومافيش زيها.

وحين وجد استجابة طيبة منه، ألح عليه:

-ماتبقاش نكدي وغاوي هم وغم.

لم يظل "هيثم" متعنتًا في فكره، وقال في استسلامٍ:

-حاضر.

أمره الجد بنفس الصوت الحازم مستخدمًا نظراته في الإشارة:

-وقوم هوي البيت كده، أنا عارف إنت طايق الكمكمة دي إزاي؟

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الثالث - كامل ☑️Where stories live. Discover now