فتحت باب الغرفه بهدوء لتتحرك بداخلها ببطئ شدید، وصلت لحافه الفراش ثم مدت يدها بهدوء نحو ذاك القابع أسفل الأغطيه حيث لا يظهر منه شعره حتي
کریمه بهمس:
عبد الرحمن، عبید، أستيقظ يا ولدي هيا ستتأخر علي الجماعهيتحرك الجسد النائم على الفراش بخمول وهو يصدر أصوات زمجره ليرفع الغطاء ويرفع يديه متمطعاً فارداً جسده بکسل
عبد الرحمن بخمول وهو يمسح على وجهه الذي لا يظهر بسبب ظلام الغرفه:
صباح الخير يا أماه، أستيقظت أستيقظت وسأذهب الآنکریمه تقبل رأسه بحنان وتبتسم:
بارك الله بك يا بني وجعلك في أعلى المناصبيبتسم بهدوء ليقف بطول فارع وجسد معضل ويتحرك نحو المرحاض ليتحضر للخروج
----------
خرج الجميع من المسجد بعد أداء صلاة الفجر وهم يتسامرون ويسبحون، خرج بطوله الفارع وجسده المعضل الظاهر من جلبابه البني بعينان زرقاوتان کوالده وبشرة برونزية وشعر أسود لامع يختبئ أسفل العمامه، أبتسم بهدوء وهو يري صديق عمره يقترب منه راكضاً من بعيد وقد فاتته صلاة الجماعه ليقترب منه لاهثاً
بلهاث وهو ينحني سانداً بيديه على ركبتيه:
إلهي، أنتهيتم بالفعل، واللعنه حاولت الإستيقاظ وفشلت من جديد، أنت السبب يا عبید دوماً تجعلنا نسهر لوقت متأخر من الليل وتاليها تفوتني الصلاه وأنت لا يفرق معكيضحك عبد الرحمن بخفه وهو يرفع صديقه من ذراعه ليقف منتصباً ويظهر فارق الطول والجسد بينهم:
ههههههه هل ستظل يومياً تتحجج بي يا زاهر، أنت من تحب النوم يا رجل، قلنا لك مائة مره تزوج یا رجلزاهر وهو يبعد ذراعه بضيق متصنع:
أتزوج لتوقظني لصلاة الفجر !!! أبتاع منبه أوفر ليعبد الرحمن وهو يلتفت للخلف حيث المسجد:
حسناً یا بخيل، كان الله في عون من تتزوجك يا بخيلزاهر وهو يتحرك بجوار صديقه:
بخيل بخيل المهم مرتاح البال وليس لدي من تسحب أموالي من تحت يداي بحجه أنها زوجتي، صحيح أین سيدي الشيخعبد الرحمن وهو يشير برأسه نحو باب المسجد:
ها هو هناك، دوماً يكون آخر من يخرج من المسجد وأول من يدلفهيتقدم زاهر سريعاً نحو الشيخ عاكف الذي يخرج من باب المسجد بطوله وجسده المتناسق ووجهه الذي ظهر عليه تقدم العمر وشعره الظاهر من عمامته وقد أكتساه بعض الشيب، وقف زاهر أمامه وأنحني بجذعه ليمسك يد عاكف ويقبلها بإحترام
زاهر بإحترام:
تقبل الله يا سيدي الشيخعاكف يبتسم بهدوء وهو يربت علي ذراع زاهر:
منا ومنكم يا زاهر ولو أنني أشك بكونك قد لحقت صلاة الجماعه، يا ولدي صلاة الجماعه أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجه، لا تهملها يا ولدي
YOU ARE READING
أقدار
General Fictionقد تكتمل حياتنا بأشياء وتنقص بأخرى ليست مسألة حظ إنما هي أقدار يعطي الله لكل ذي حق حقه فالحمدلله دائماً وأبداً