في ذاك المجلس الكبير كانت الأصوات تعلوا وتعلوا، شجار وصراخ من هذا لذاك حتي أوقفهم صوته الجهوري
عاكف بصوت جهوري حاد:
كففففي، إحترموا المجلس الذي تجلسون فيه وصاحبهأحد الرجال بإعتذار:
نعتذر يا شيخنا نحن نستمع لك ولحكمك، وواثقون من نزاهتكعاكف ينظر للرجل المتخاصم من القريه الأخرى:
أخبرني يا أبا محمد هل تأذي أحد من أهلك في الشجارأبا محمد بحزن ينكس رأسه:
نعم ياشيخ عاكف تأذي أبني وكسرت ذراعهيومأ عاكف وينظر للطرف الآخر:
وأنت يا أبا موسيأبا موسي يبتلع بتوتر:
ل لا لم يتأذي أحد، ولكن يا شيخ هم من أعتدوا علي أملاكنا وحريمنا، هم البادئونأبا محمد سريعاً:
لا والله يا شيخ لم نقترب من ما يملكون، أبني كان يحمل بضائع لتاجر من قريتكم لقريتنا وتعثرت دراجته وسقط على السور الخشبي الخاص بهم، وفجأه بدون سابق إنذار خرجوا من المنزل وأخذوا يضربوا به حتى کسروا له ذراعه وأتهموه أنه كان ينظر لنساء المنزل، والله هو لم يفعل صدقنيعاكف يومأ:
حسناً، أبا موسي ألا تري أن حجتكم غير قابله للتصديق، كيف سيكون نيته النظر لنسائكم ويقوم بتحطيم السور أوليس من المفترض أن يقف خلفه لا أن يحطمهيصمت أبا موسي وینکس رأسه بخجل ليحرك عاكف رأسه بيأس ويتنهد
عاکف بهدوء:
ستقوم بدفع تعويض لأبو محمد عما أصاب إبنه یا أبو موسي وستقوم بإصلاح السور بنفسك، تفضلوا ولا أريد نقاشاً آخريخرج الجميع ليقترب أبا محمد منه مبتسماً
أبو محمد بإمتنان:
أشكرك كثيراً يا شيخ، أنت حقاً عادل، رزقك الله من وسعه وأكرمك بكرمه وأسعدك كما أسعدت قلبي وينصفك علي أعدائك كما نصفتنيعاكف يبتسم بهدوء:
يكفي يا أبا محمد هذا واجبي، وإن ظلمتك فالظلم ظلمات إلى يوم القيامه ونحن نسعي للآخره وليس متاع الدنياأبو محمد تدمع عينيه:
والله لا أعلم ماذا أقول لك وكيف أشكرك، نحن فقراء علي باب الله لا نملك المال ولا المتاع لذا سأهديك أبنتي، أغلى ما لدي يرخص بين يديكعاكف ينفي بهدوء:
لا يا أبا محمد لا أريد شئ، بارك الله لك في أبناءك ورزقكم من فضلهأبو محمد ينفي:
لا والله قد خرجت كلمه من ذمتي ولن ترجع، أولسنا بمقامك يا شيخ، والله لا نملك سوي شرفنا ووضعته بين يديك، لو أمتلك أغلى لأهديتك إياه، لا ترد الهديه يا شيخيعض عاكف شفته بضيق ويبتسم بهدوء:
لا تقل ذلك يا أبا محمد، المقام مقام التقوي وليس المناصب وشرفك أغلى من أي هدايا، ولكن لتعلم يا أبا محمد إن علي عصمتي ثلاث نساء ولا أريد أن أظلم أبنتك
YOU ARE READING
أقدار
General Fictionقد تكتمل حياتنا بأشياء وتنقص بأخرى ليست مسألة حظ إنما هي أقدار يعطي الله لكل ذي حق حقه فالحمدلله دائماً وأبداً