أقدار

٦

كان عاكف جالساً بوسط مجلسه وحوله كبار رجال القرية والقري المجاوره حيث يتشاورون حول الأمور التي تختص بالأرض وأحوال المزارعين والمحاصيل، كان وجهه متعباً بشده، لم ينم طوال الليل وهو باله وفكره منشغل بمن ملكت قلبه، تلك التي أهملها دون إرادته فمن ناحيه هناك المجلس ومشاكل أهل القريه ومن ناحية أخرى هناك المنزل ومشاكله وهناك زوجاته اللاتي حدوا سنونهم منذ علمهم بحمل کریمه، حتي أمه لم ترحمه، من أین سيجدها، وهذه المسكينه لا تشتكي حتي، دوماً تتلقاه مبتسمة، وهو ما يعشقه بها، تهون عليه كل شئ بإبتسامها في وجهه، إبتسم بهدوء ليلاحظه عدنان ويبتسم بخفه وهو يحرك رأسه للجانبين "ااااه يا عاكف وأتى اليوم الذي أراك تائه في بحور العشق لدرجه أن لا تشعر بمن حولك"

عدنان يتحمحم ليلفت نظر عاكف الذي نظر له بتعجب:
نعم يا أبا قاسم ما قلته صحيح ومن حقكم خراج الأرض ولكن أيضاً الفلاحون لهم حقوقهم ما رأيك يا شیخ

يبتلع عاكف ويعتدل بجلسته ويتنفس بعمق:
نعم عدنان محق، أعدل يا أبا قاسم

فجأه يدلف للمجلس فتي بالعاشرة من عمره يرتدي جلباب بسيط ووجهه يملأه التراب ليتعجب الجميع منه فكيف له أن يدلف مجلس الشيخ وهكذا

صلاح يقف ويتوجه نحوه ليمسكه متعجباً:
ما الأمر يا فتي ما الذي أتى بك لمجلس عمده القريه وإبن من أنت

الفتي بسرعه:
أنا زاهر إبن شاهين النجار أتيت ببشاره لسيدي الشيخ عاكف، أین هو

يقف عدنان بينما ينتبه له عاكف وهو جالس بمكانه ليتحرك عدنان نحوه ويقف بالقرب منه

عدنان بهدوء:
وما هي تلك البشاره یا سید زاهر

ينظر نحو عدنان ويبتسم:
سيدي الشيخ أمي تبشرك بولادة زوجتك

يقف عاکف سريعاً مقاطعاً الفتي:
ولدت !!! متي وأین !!!!

ينظر زاهر نحو عاکف ثم عدنان ليوجه نظره نحو عاكف ويقترب منه ويبتسم

زاهر مبتسماً:
نعم بالطبع أنت سيدي الشيخ وليس ذاك، سيدي الشيخ سيدتي کریمه أنجبت صبي

وقف عاكف متصنماً بمكانه، لا يصدق، شعر بقلبه سيتوقف، صبي وأخيراً أتاه الصبي، بعد هذا العمر رزقه الله بسنده، ومن من !!!! من من ملكت قلبه وعقله

أفاق عاكف علي عدنان الذي أحتضنه وهو يقهقه بسعاده ويبارك له ليبعده صلاح ويحتضنه هو الآخر مباركاً له ليبدأ جميع من بالمجلس بالمبارکه له واحد تلو الآخر بينما هو يتلقي تبریکاتهم وهو غير مصدق للأمر ليعتذر من الجالسين ويخرج من المجلس وهو يمسك بید زاهر وعدنان يسير خلفه

عاكف وهو يسير سريعاً:
عدنان إذهب للمنزل وبشر الحجيه بالمولود "ينظر لزاهر" أما أنت يا وجه الخير فلك عندي مكافأه كبيره