١٥

4.7K 631 561
                                    

ضاد و عين
💯
•••• ••••

Adzzon

في اواخر شتاء عام ١٩٩٦ ..

عندما كانت شمس ظهيرة يوم الجمعه
تكاسر أشعتها مع غيوم تتناسب حركتها
ببطء فوق شوارع حَي اهله مترفِ العيش ..

تخرج فتاة.. في الثانية عشر من عمرها ..
تسحب بكلتا يديها الناعمتين.. حبلًُ مَـتين
مربوط بصندوق خشبي كبير  له عجلتان مهترئة
.. واضعةً به الكثير من الخبز ..
ملفوف بقماش ثخين ويفصل عدد منه عن الاخر .. ورقةً من شجر السدر ..

فتخرج من بيتها العتيق الكائن في نهاية الحي حيث يجاوره على اليمين ساحات فارغه .. ومن اليسار بيوت قَيد الاعمار ..

تَسير على الجانب الاخر من الشارع
واضعة الحبل على اوسط كتفها الايسر
متسارعة الخطوات .. وغير مباليه بصوت عجلات صندوقها الزاعج للكثير من حولها
تتعجل بالمسير خوف هطول المطر

تدخل الشارع المؤدي الى تلك المنازل الشاهقه صاحبه الحدائق خلابه المنظر
حيث يفوح شجر النارنج برائحته الفذه
ويتدلى اغصان لاشجار اخرى  بورقها الاصفر على السياج البُني ..

فتقف الفتاة عند اول منزل يجاور يمينها
.. طارقة الباب الوسيع ..
مُنادية
' الخبز '

يفتح الباب رجل كبير.. فتجلس الفتاة عند الصندوق مخرجه ارغفه الخبز الى الحد الذي وضع عنده ورق السدر ...
فتعطيه وتأخذ المال لتضعه على عجل منها
في كيس مُحاك باليد لونه ' وردي '
مربوط في عنقها .. تغطيه بجوانب المعطف
وتكمل المسير ...

تتعجل في طرق الابواب وتثير الضجيج في هذا الحي الساكن بمناداتها ' الخبز ' بعالي الصوت وكثرة الطرق ...

وفجأة..
تتباطأ الخطوات..
و تشرد بعينيها.. الى زاوية محصوره بين سياج منزل و سياره ..
حيث يجلس هناك .. فتى ..

يغطي عينه اليمنى بيده و يمسح دمعاً ينساب على خده من عينه اليسرى ..

ينتبه الفتى لوقوفها مرتكزة بنظرها عليه
فيغير من وضع جلوسه متجاهلا لها ..

لتسير الفتاة بخطى واثقه نحوه .. ساحبة معها صندوق قد فرغ من الخبز ...

تقف عند مقربه منه .. فيصرخ الفتى في وجهها قائلًا..
' شبـــٓيــج '

تركز هي بنظرها على تلك اليد المستمر هو بتغطية عينه بها ...
ويتهرب منها بعينه الاخرى ..

ضاد و عين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن