ماعاد يغريني نور القمر صرت ات...

Von _lRXxx

1.6M 19.8K 4.5K

الرواية منقوله للكاتبه؛ فاطمة صالح Mehr

1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
25
26
27
28
29
30
31
END

24

44.5K 522 143
Von _lRXxx

{ البارت الرابع والعشرون }

[ تُوق وعزام ]
باللحظة إلي تِقفل فيها الباب زادِت دقات قلبها
تحس وكأنها تِسابق الزمن من سُرعتها
نزل شماغه وهو يِبلع ريقه ويجلس جنبها وهي باقي منزله عيونها للأرض
أبببببداً ما تجرأت تِرفعها ولا تناظر فيه ، ماعندها القدرة أبدا
رفع يدينها وهو يحطها على اطراف وجهها ويرفعه لها وهو يِبتسم : إرفعي رأسك وناظريني .. داري قلبي بنظراتك
بلمِت فيه وبقت ساكنة وهي تناظره بهدوء ، وشُعور اللحظة ما يِنوصف أبداً ، إرتباك من قربه وتوتر من كلامه وفراشات بقلبببها ولمعة بعيونها وخوف وفرحة ، باللحظة ذي تِصارع مليون شعور
قال عزام وهو ينزل يدينه من على وجهها ويِشد على يدينها : أدري خايفة من مستقبلك معي .. ومتوترة من قربي ، لكني ما أدري وش الكلام إلي بيطبطب على قلِبك وبيبعد هالخوف مني
كانت بتتكلم وتقول لها إنها ماهي خايفة أبداً ، لو كانت خايفة ما إستمرت أبببداً
لكنه كمل كلامه وقال : مير أفعالي بتثبت لك أنتي إيش صرتي بحياتي .. من اللحظة إلي طِحتي فيها بالمطار بسببي لين أخر جلسة لي معك
وأنا ماني عزام إلي أعرفه ، صِرت إنسان ثاني
توق هنا ناظرت بذهول ماغاب عن عزام ، وشلون تِذكرها بطيحة المطار !
وهو لما طاحت تِبع خطواتها ولقاها توقف قدام سِيف عشان كذا ميّزها
كمل كلامه وقال : كنتي أجمل وجهه مر بذاكرة عمر ، لدرجة إنك تشبهين طُهر الفجر تدرين ؟
أبتسمت بلُطف من كلِماته وخف توترها وهي تناظر له
عزام ما يحب يذكر باقي المواقف إلي جمعتهم ولا حب يجيب طاريها وبما إنه قدر يخليها تبتسم فحس إن الهموم من صدره تلاشت وأنتشر السلام بأنحاء قلبببه والدِنيا إخضرت وأمتلت ضياء ونور
_
_
[ سارة ]
قفلت الجوال وحطته بشنطتها وهي تحط يدها على خدها وتناظر للي رايح والي جاي
من بدأ الزواج وهي معهم خطوة بخطوة
لدرجة إنها أخذتهم معها للجامعة وخلِصت إختبارها ورجعت على طول لهم ، لذلك هي باللحظة ذي مِرتاحة وماهي متضايقة أبدا خصوصاً إنهم كلهم مبسوطين لذلك فرحت لفرحتهم
ناظِرت للكتاب الي حطته على الطاولة وسحبته وهي تبدأ تقرأه ، شدّها عِنوانه كثيير لذلك ما تجاهلته أبداً
أنتبهت للي يحط صحن على الطاولة ويجلس قدامها وهو يبتسم ويرفع صحن الكيكة ويحطه قدامها مع كُوب القهوة : كِيكتك المفضلة مع كوب القهوة إلي تحبينه ، لعله الشيء إلحلو إلي تنتظرينه اليوم
أبتسمت بإمتنان وهي تسحب الصحن وتأكل وهو يراقبها ، أنبسط إنه مالقاها مِتضايقة ، لانه من لمحها تطلع من قاعه الإختبار بعد ساعة وهو يحس إنها متضايقة
لذلك جهز نفسه وجاب له كيكتها لعلها تبتسم بها وفعلاً ماخاب
بعد ما انتهت قالت وهي تناظره : فارِس ، أحد قالك من قبِل إن وجودك بحياة أي إنسان من حسن حظه !


بعدما مر إسبوع هاديء جداً على الجمِيع فِي ظِل اللُطف ..
[ تُوق وعزام ]
مر إسبوع على إحتلال كل شخص منهما تفاصيل حياة الآخر برغبةً كان هذا الإحتلال أم لا
كانت مُنبهرة بلطفه .. والأهم إنبهرت بحنِيته
ما صادف أبداً إنها رأت أحد يحمل كمية الحِنية هذه بقلبببه ، خصوصاً إنها تعرف المعاناة إلي عاشها طوال حييياته .. إبتداءً من موت أبوه وجدته
إلا تخلي أهله عنه .. إلا خُذلانه الشديد من أمه
وخيبته من إخوانه ، كانت دائما بوجوده تتسائل " كيف لشخص عانى مثل هذه المعاناة أن يكون حنوناً لهذه الدرجة ! " أجزمت إن مقولة فاقد الشيء لا يعطيه خااطئة تماماً ولا تمد لتفاصيل واقعها بأي صلة ، بل مما رأته في عزام أن فاقد الشيء يعطيه ويفيض بعد
بما إن سفرهم تأجل بسبب عدم إكتمال الإجراءات قررو يعيشو إسبوعهم الأول بهدوء ، بينما يتعرف كل منهما على شخصية الآخر
تجاهلت تماماً في خلال هذا الأسبوع سبب إقدامه على هذه الخطوة ، وسبب خطبته لها .. وقررت مو بس هالاسبوع تتجاهله بل بما تبقى من عمرها
لأن عزام جاء تماماً على مقاس قلبها ، وما تبي تفرط فيه بسبب تساؤلات لا فائدة مِنها
عزام جالس بالصالة ويشرب قهوته المُرة إلي متعود عليها ، رفع عيونه لما سمع صوت خطواتها متجهة له ، وتبسم لها وهي تجلس جنبه
قالت وهي تناظر قهوته : للأن متعجبة من تقبلك للقهوة المُرة ، يُخيل لي إن ما كان قدرت أشربها ! أبد الأبدين
أبتسم نصف إبتسامة وقال وهو ينزل كوبه على الطاولة : كانت مُرة ولكن صارت بقُربك تِستوي سُكر
بمجرد ما أنتهى من كلماته أكتسى وجهها حُمرة كعادتها ، من ينطق بكلمة وحدة لها تستحي وتدخل بِجيب الخجل
قال وهو يرفع كفينه : دِخيل الله ، اطلعي من هالخجل لأنه بيسوي فيني بلاوي !
ما تكلمت وهو ناظر لجواله الي يرن رفعه على طول وهو يشوف إسم أمه ، رد بإستغراب
أول مرة تتصل فيه من تزوج : هلا يييمة !
عقد حواجبه من طلبها المفاجىء لحضورهم ، بسبب تواجد خواله وجيران أمه والي حابين يتعرفون على توق ، وبما إنهم ماسافرو كانت هذه فرصة لها .. تذكر إنها للآن ما تكلمت مع اي احد من أفراد عائلته بعد موقفهم معها ، وخاف يجرحها بالمواقفة لذلك قال وهو يِجس النبض : نجيك الليلة أنا وتوق ! وليييه ! لايمة ماله داعي خلينا تونا عرسان لاحقين على الجمعات هذي
ليه افشلك ؟ اعتذري وقولي مارضى عزام
كان مثبت نظراته عليها ومن فهمت طلب امه سكتت لثواني ثم أشرت له بمعنى "عادي "
وهو فهم قصدها وأبتسم بفرحة : تماما خلاص لا تتفشلين ولا شيء ، جاايينك بإذن الله
قفل وهو يناظرها وهي ابتسمت ، سبب موافقتها إنها تدري إنها بتختلط فيهم سواءً الآن او بعدين
لانهم أهله وماله غِنى عنهم طول عمره ، لذلك قصرت على عمرها الطريق

إبراهيم ..
هالمَرة غير طرِيقة لبسه وقرر يلبس ثوب أبيض مع نسفه الشماغ ، بما إنه جاي يوقع على العملية إلي رح يسويها بكرة ومارح يطول كثير
إلتفت وهو يشوفها واقفه جنب الغرفة وتحاول تفتح دبة المويه الي ببيدها وواضح مِتقروشة فيها
وقف قدامها وهي من لمحت زول أحد رفعت عيونها وناظرت ثم بلّمت للحظة .. كانت المرة اللاولى إلي تشوفها فيه بالشكل ذا ، من لما تعرفت عليه
تأثيره عليها ماكان عابر أبد .. أبتسم من نظراتها ثم سحب دبة الموية وهو يفتحها ويمدها لها : تفضلي دكتورة ضي .. منتظرتني عند مكتبي ليه ؟
قالت بعد تلعثم وارتباك بكلامته وهي تحاول توازنه : كنت بسأل عن .. سكتت بارتباك لانها نست
قال وهو يضحك : إيييوة ؟ عن !
حكت أطراف وجهها وقالت وهي ترفع عيونها : اخصائي الطوارىء طلب مني أجيب ملف لأحد المرضى ، لكني نسيت إسمه والحالة
هز رأسه : لابأس ، أنا رايح له أصلاً وبسأله وأشوف
ناظرته لثواني ثم لفت بتروح بس أستوقفها : ضيّ
لفت مُستغربة للنبرة ولتطيحه للرسمية بينهم في ثانية بس مع ذلك ما علقت : تفضل
إبراهيم : بسألك عن شيء ، إنما لا تثورين علي !
هزت راسها بمعنى كمل
إبراهيم : بما إني ما لقيت أحد أسأله وأستفسر مِنه بلجأ لك في حله ، لما تتقفل السُبل بوجهك للبوح بشيء كبير جداً .. ما ينقال لا على الواقف ولا على الجالس ، إنما يحتاج لجلسة عميقة عشان يوصل المعنى
ضي : يعني ؟ وش تساؤلك
إبراهيم : الطريقة إلي نِعترف بها للشخص الي نكِن له هالشعور
ضيّ بضحكة أخفت فيه براكِين من غضب في داخلها ولو إنها عطته الامان ما تعصب كان أحرقته بنار كلماتها الحين ، ليه يجي بالذات يسألها هي ؟
ما جهلت أبداً المعنى الخفي ورى كلامه ، والشعور الي يتكلم عنه باللحظة ذي ، بس وش دخلها هي عشان يخليها تعيش هالشعور العصيب باللحظة ذي ؟ : على حسب الشخص دكتور إبراهِيم ، بما إنك تحمل هالمشاعر له وجب عليك تكون عارف شخصيته ، وش يحب وش ما يِحب
الطريقة الي تتسائل عنها تعتمد على مقدار معرفتك بالشخص إلي تبي تعترف له
تنهد وقال : مِشكلتها شخصيتها ماهي سهلة أبدً لأجل نميز وش تبي وش ما تبي ، ولاني أجهل تفاصيل كثير عميقة
قالت وهي تحط يدينها بجيبها بعد ما ملّت من الإستماع لكلامه عن هالشخصية الي ما تدري عنها شيء إلا إنها للحظة كرهتها وجِداً : هذا كان جوابي
إبحث فيها وتعمق أكثر لأجل تحصل مُرادك
قالت كلامها ذا ومشّت وهي تحس بشرار يطلع من رأسها .. وهذي أول مرة تعصب بعد ماكانت فترة طويلة هادية ، ما نقدر نقول إلا أعان الله من بيجادلها اليوم أو بيناقشها أو بيراددها بكلمة
او حتى يناظرها بنظرة عكسية
--
--

[ فارِس ]
في ظِل أيامه الهادية واللطيفة وإلي ماكانت إلا أشبه بنسبة هواء بِرقتها ، جالِس بمكانه المُعتاد بالمقهى إلي يِطل على محل الورد ، وهالمرة بيدينه قلم مو كِتاب ، وجنبه ظرف وتحت القلم عِدة أوراق
يكتُب ويكتُب ثم ما يعجبه شيء مِما كتب ، فيطوي الورقة ويرمِيها ويُعيد كتابة ما يريد من جديد
هالمرة حزّم أمره ورتّب كلِماته بعقله وبقلبه قبل ما تخُطها يده ، وأقدم على هالخطوة لأنه تِعب من التمليح ، ولو إن في قلببه خُوف شديد من الرفض ، وتوتر وإرتباك من إنها تفهمه خطأ
لكنه ماعاد يقدر على النُكران ، كيف يِنكر والناس صارو يقرونها بعيونه قبل تقرأه هي ؟
أخذ نفس وأرتشف رشفة من قهوته وهو يُعيدها للطاولة ثم عدّل جلسِته ولما كان بيكتب رفع راسه لسبب يجهله وصادف وجُودها واقِفة أمامه ، مع جارتهم بِنص محل الورد وبيدها كِتاب وعلى وجهها إبتسامه ، ناظرها للحظات ثم أبتسم لما تدفقت الكلمات من كُل حدب وصوب لِقلبه قبل عقّله " يا سيدتي ، دعيني أخبر بشيء عالق بجدارِ رُوحي المُنقضً ، فأقيميه واخذي عليهِ أجرًا ، إنّ الرجل إذا وضع الله في قلبه حُبّ امرأة فأخلص له النيّة فيها ، غسل قلبه بماء طهور كي يُزيل عنه آثار الخدوش السابقة ، ويمحي منه ندباتِ الخذلانِ الحارقة ، وأغلق أبواب الهوى في روحه كي لا يعشقُ امرأةً سِواها ، وأحكمَ زمام أموره في اختيارها ، ويسّر له وأعانه ، والله إذا كلّف عباده بأمر أعانهم عليه ، وها هو قلبي قد كُلّف بكِ طوعا وكرها ، فالنيّاتُ الطيبة تجاه مَن حب كالاستغفار ، تجلب الرزق وتأتي بالبركة ، وتُفتَح أبواب الخير المُغلقة على مصراعيها ، وأنتِ رزق قد ساقه ربّي إلي دونَ سعي منّي ، وباب خير لم أطرقه عن قصدِ حياء منير ، فلا تكُنّي أنّي تارك ، أو مُفرّط فيهِ ، أو سان لغيري فرصةً واحدةً ليشتهي ظلّهِ ولو تخيّلاً وهل لعاقل مثلي قد جَنَ بنِ أنْ يدّع أو يُفط ؟ ! لقد دخلتِ عالمي المُعتمَ فأنرته ، وطوّتِ بجوار حُزني القابع فمحوتِه ، ومنحتِ العَمرّ فرصة كي يبدأ بعدما أوشك على النهاية والفناء "
إنتهى من الكتابة وناظر نظرة رِضا أخيرة وهو يطوي الورقة ويدخلها بالظرف إلي أحكم إغلاقه بالشريط اللاصق ، لما إنتهى شد إنتباهه دخولها للمقهى وإتجاهها له قالت وهي تجلس مُبتسمة : صباح الخير
ناظرها للحظات بنظرات الهدوء المعتاد عليها وقال : صباحك رِضا ، أهلاً
سارة مدت الكِتاب إلي بيدها بإتجاهها : شكراً ، كان من أرق الكُتب إلي قريتها لشخصية عظيمة جداً
ا لأن فلسفته كانت بسيطة تظهر الجانب الوجداني للإنسان.. بالنسبة إلي أعتبره من القلائل اللي استطاعوا تحويل المأساة لتحفة عظيمة
أبتسم وقال : وبما إنك حبيتيه للدرجة ، هو لك !
هزت راسها بالنفي بِسرعة وهي تمده أكثر : لا ، ماقدر أخذه إنما رح يرجع لِصاحبه
إستغرب نبرتها النافية وبقوة وإصرارها لِذلك ماعلق فأخذه منها وهو يحطه جنبه
ناظرت لبركة الأوراق من حوله وقالت متسائلة : وش تُكتب
أخفى إرتباكه وقال وهو يبتسم : من باب اللُطف قررت أكتُب رِسالة لأشخاص ...
قاطعته بسرعة : يارب إنك كتبت لي
سكتت ثم قالت وهي تناظره مبتسمة: كتبت لي صح ؟
ناظرها للحظات بإنتصار من إنها ما صعبت عليه الطريق فهز رأسه وهو يسحب الظرف ويمده لها : كتبت لِك طبعاً
أخذت الظرف وهي تدخله بشنطتها على طُول : مارح أقراه الحين ولو اني مُتشوقة وجداً ، لكن حق هالجلسة والأوراق المتناثره وتعب الكِتابة أن لا تقرأ هذه الرسالة على عجل إنما بقمة الهدوء
ما عارض لأنه فعلاً خاف تِفتحها وتقرأها قدامه ، وهو ما يقدر يتحمل يشوف ردة فعلها الاولى لطلك هز راسه بإيجاب وهو يبتسم ، وهي بعد دقائق أستأذنت ووإتجهت لشقتها
_الرِسالة مُقتبسة_


[ توق وعزام ]
بعد ما أنتهت الجلسة الي مليانة توتر مع أهله ، وإلي ما حسبت إنها بتكون مشحُونة بالنظرات الغريبة عليها ، وخصوصاً إنها ما آلفت أحد مِنهم أبداً ، وحتى منال إلي ما كلمتها طُوال الجلسة ، كانت تناظرها بس تحاول بالنظرات تطيح عتّبها إلي مو راضي يطيح ، ولو إن فكرة رضاها على منال لسبب ، عشان عزام بس
لما ما بقى إلا خالاته ، دخل وسلم عليهم وتبادل أطراف الحديث بأمور سطيحة ، لأن علاقتهم كذلك
فقط سلام وسؤال عن الحالة ، شرهو عليه لأنه ما أنتظر منصور يجي ويحضر زواجه بس غيّر السالفة على طول وما حب يجادل أو يناقش
وبعد دقائق من تواجده إستأذنو لتأخر الوقت ورِجعو لبيوتهم
وقف وتُوق على طول وقفت معه وقال وهو يناظر لأمه : يالله نستأذن
خديجة : وييين ! تو الناس خلوكم ترانا ما نأكل
قال بضيق من إسلوبها : تأخر الوقت يا يمة
لكنه لللف بسسرعه وبصدمة للصوت الي من وراه وهو يقول : أوه العِرسان مشرفيّنا !
ماكان عندها وقت أبداً تِلبس عبايتها أو تلف حجابها ، كان عندها وقت للخوف وللربكة لصوته ولشكله إلي ما تتذكر منها إلا ذيك الليلة ، وهذا الي ما حسبت حسابه ، إنها تِلتقي فيه هنا
لف عزام بسرعه وهو يوقف قِدامها ويخفيها عن منصور بظهره : تنحنح ! تكلم قبل تدخل على بيت تدري ان فيه ناس مو محرم لك فيها
ضحك وقال : اعتذر اخونا الفِدائي ، لكني كُنت مشتاق للوالدة ، تدري من يوم خِطبتي إلي هربت منها للكويت وأنا ما رِجعت
رفع حاجب لكلامه وخديجة ومنال وحتى توق مستغربين من كلمته !
منصور أنتبه لنظراتهم وقال : لالا ، ما قُلت لهم ! إني بيوم خطبتي لبنت غازي الخالد هربت لأني ما ابيها ! ولأنك الفِدائي إلي ما تحب يبقى خطأ لي إلا وتصصحه ، صححته بخطبتها لك !
ليكون تزوجتك هالهبلة على عماها ! ووافقت عليك وأنت ماكنت تبيها أصلاً
رجع خطوة لورى بصدمة من وجهه عزام إلي أنقلب فجاءة وخطواته إلمسرعة بإتجاهه ماهي إلا لحظظات وعلت يييده وإستقرت قبضتها القوية على أنفه إلي مسسسكه بألم وهو يناظر بصصدمة
وهالصدمة ماكانت على منصور بس ، على جميع المتواجدين من كلام منصور وردة فِعل عزام
قال وهو يناظره بشفقة : طول عمرك خسيس وبتبقى خسيس ، وأفعالك الشنيعة ما تدل الا على دناءتك وسوء تربيتك ، أنا والله باللحظة ذي مستحي وجداً لأنها تربطني فيك صلة قرابة ولأن دمي يسير بعروقك
طول عمرك ناكر للجميل ونذل وافعالك افعال رخوم ولا ماحد يتفل بالصحن الي أكل منه
يشهد الله عليّ من اللحظة ذي لأسحب يدي منك ولين أموت ، ولو تعتِكف على بابي ما فتحته لك أبد
لأنك ما تستاهل
منصور منصدم ومنلخم ، ما توقع ردة الفعل هذي ، كان بيتكلم او بيرد الضربة لكن ماقدر بسبب ضربته القوية على خشمه
لف عزان وتقدم بخطوات سريعه لتوق الي سحب عبايتها من على الكنب ولبسها على طول واخذ الطرحة وهو يحطها على شعرها ويدنو بها على وجهها قال وهو يمسك يدينها ويبتسم : يالله نروح بيتنا
تبعته بخطوات هاادية ، ومنكسرة كثيييير ..


[ سارّة ]
تذكرت قول كافكا " لم أقرا رسالتك بعد فقط حومت حولها كما تحُوم الفراشات حول الضوء "
لها ساعة كاملة تناظر للظرف وما شالت عيونها عنه
مِرتبكة ومُتسائلة وش مكتوب .. لكن ماهي قادرة تفتحه لقوة الشعور الي بقلبها
وبعد صراع طويل بين عقله وقلبها ، بين افتحها ولا أنتظر اكثر ، حسمت أمرها ورفعت يدها وهي تسحب الظرف وتفتحه وهي تأخذ الورقة
وأول ما قرأت أول كلمتين أرتبكت وأنفعلت وزادت دقات قلّبها ، وأرتشعت جميع أطرافها وصارت تحس بحر شديد ورغبة كبيرة بأنها تقرأ بقية الرسالة فالهواء الطلق وتحت السماء ، لأنها إن بِقت بالغرفة المقفلة هذي ، ظنها رح تموت من إنعدام الأكسجين !
أخذت الورقة وركضت على طول للبكلونة وهي تجلس عالارض وتفتح الورقة بتثاقُل وترجع تقرأ الكلام من جديد ، بالحرف والتشكيل ، ما تمُر من كلمة إلا قد تأملتها لدقائق طويلة ، بقت تقرأ الرِسالة لأكثر من نُص ساعة ، وهي تتأمل معنى كل كلمه .. ولما أنتهت حاولت توصف شعور اللحظة الي تعيشه لكن ماقدرت
قفلت الورقة وهي تحطها بغلاف جهازها بِمكان رسالته الأولى وهي تمشي لسريرها ، حطت راسها على المخدة وتلحفت ونامت بدون ما تفكر ابببببدا ! لأن كومة المشاعر الي تحس فيها خلتها تخاف ، تخاف كثير من قوتها
_
_
[ عزام وتُوق ]
مغلف السُكوت الجو بينهم ، هي مِنكسرة وهو مِرتبك وخايف من ردة فعلها ، وهي الي لقت جواب السؤال إلي سألته إياه بأول مرة تختلي فيه
والسؤال إلي ظل يتفاداه طوال الفترة السابِقة
يالخوف الممتلي بقلبه باللحظة ذي من ردة فعلها ، وخايف يكون بعد هالهدوء عاصِفة تعصف فيه وبقلبببه وبكل لحظة حِلوة كانِت بينهم ، وِصل لِبيتهم ونزلت دون أدنى كلمة
توجهت لغرفتهم على طول ودخلت وهي تقفل الباب بقوة وتِتجه لسريرها إلي دفنت رأسها فيه وصارت تبكي بببببقوووة ، إختطلت عليها مشاعرها
خوف وإنكسار وخِذلان وعِتاب ، فبكت كل المشاعر باللحظة ذي
أما هو بقى بمكانه في سياارته ، ما تجرأ ينزل
قرر إنه يتركها لساعة تِهدأ أعصابها ويقدر يناقشها أو يبرر لها موقفه ، وخايف كثير ما تسمع له
بعد ما مرت ساعة ونص ويده على قلبببه
نزل بخُطوات متثاقلة من سيارته وأتجه للبيت
فتح الباب بهُدوء وطلع على طول للغرفة إلي توقع تُكون فيها ، مسك قبضة الباب وهو ينزلها بخفة وناظر للغرفة الي خاليه من حِسها ، أول ما سمع صوت الماء بدورة المِياة تِطمن وتِقدم للسرير وهو يتمنى تكون هادية بعد ما تنتهي ، ناظر للمخدة الي ساح عليها كُحلها مِن كثر بكاها وأخذ نفس بضيق شديد ولا هو بهين على قلببه : والله حرام .. الكحل فوق الوساده طيب وكفّيني وصدري وكتفي ؟
إلتفت بسرعه وهو يشوفها طالعه وبيدها المِنشقة تنشف شعرها ، تجاهلت وُجوده وإتجهت للدولاب ، أخذت لبس مريح ورجعت لدورة المياة عشان تِلبس ، أنتهت وطلعت وهي تتوجه للمراية وملاحظة تماماً عيونه إلي مركزها عليها ، ونظراته إلي ما زاحها أبداً ، أخذت المُشط وهي ترفعه لِشعرها بس أنصدمت وهو يسحبه من يدها ويمشط شعرها هو وعيونه بعيونها من المِراية
غصب عنها تجمعت الدِموع بعُيونها وهي تناظر له وصدت بضيق وهي تنزل راسها وتمسح الدمع بطرف إصبعها أخذ شهيق بكل ما أوتي من قوة وزفره بضيييق وهو يحط المشط على الطاولة وانحنى وهو يجلس نص ركبة وعيونه بعيونها :دمعك تراه يكسر الشوك بيدي دخيل الدمع بعيونك لا عاد تبكين !
شتت أنظارها عنه للحظات ثم وجهته له عاتِبة وهي تدفه عنها : سألتك .. مو مرة ولا مرتين
سألتك بكلامي بنظراتي وبأفعالي
قلت لك زواجك مني تصحيح لأفعال أخوك ولا عزةٍ لسيف ولا عشاني ! ليييه ما ارضيتني بالجواب
لييه ما خليتني أرسى على بر الأمان معك ، لييه خليت سفنيتي مثقوبة وبسبب شخص غريب غرقت إلين أعمق نقطة بالبحر
لييه تثاقلت علي الجواب ! ليييه خليتني أوافق بأفعالك وأنت ماكان لك خاطرٍ فيني
ليه تقبل على هالخطططوة وأنت مجببببور ، ليييه والف ليييه
كان يناظر الدمعات إلي تنزل على خدها وبحة صوتها المُنهكة والي فيها من العتب الكِثييير
قال بضيق : لأنك لويتي ذراعي ، لأن كان مطلبك هو يصحح غلطته ، لأنك طلبتي مني أسحب نفسي من السالفة
ضحكت بسخرية وقالت : لأنك ولأنك ، يعني صار اللوم علي ! والسبب في كل هذا توق ! عليك الله ياعزام حاسب على كلامك لا تجنني زيادة
زفر ثُم قرب وهو يقول : لأنك فعلا لويتي يميني بطلبك مني الإنسحاب ، وأنا إلي لأول مرة أصحح خطأ وأنا أبي أصححه ، لأني قررت أن أتكفل بالموضوع وأحله ، ولما كان ماباقي شيء قلتي إنسحب
أردف بضيق خالجه عتب : وأنا رميت على قلبي الستار وأخفيته ورى الكواليس وبقيت أركض لأكثر من شهر لأجل أجيبه وأخليه يرضخ ويعدل غلطته
قرب وهو يمسك يدينها : يشهد الله علي لما كنت متوجهه عشان اخطبك له إنها أثقل خطوات مشيتها طوال حياتي ، كنت أمشي خطوة على الارض وخطوة على قلبي
وأنا إلي ما غفت لي عين من تفكيري فيك ، ولا هدأ لي بال إلين صِرتي لي ، أنا للحظة بس أفكر لو جااء وتمت الخطوبة له ، وش بيكون موقفي ؟ وهل بيبقى فيني عقل أو بنجن !
تتوق بضيق من كلامه إلي زادها حيرة والي ما ارضاها الا شوي ، بس دارها للحظة : يعني ماني بخطأ إرتكبته بلحظة تهور !
عزام قرب وهو يبوس ظاهر كفها ويمسح عليه بلطف ثم رفع راسه وقال : ‏صح، أنتي الصح الوحيد بحياتي وإلا الخطا يا كثر ما أذنبت .. وأخطيت
‏سكتت وهي تناظره للحظات ، إن قالت إن كلامه ماهو بصحيح فمستحيل ، لأنه عيونه تلمع وهو يتكلم عنها ، لأن الرجفة بصوته ماغابت عنها
لأنها لمست الصدق فييه ، ولأنه ماغاب عن بالها إنه منقذها بلحظاتها الصعبة ولأنه إلي قدرت تقاتل بقربه أيامها المُوحشة
أرخت حاجبها وتبددت عصبيتها واكتست ملامح وجهها الهدوء
ثم قال وهو يرفع كفينه ويمسح أثار الدموع : دموعك لما شفتها تذكرت بيت شعر فيه من الرقة والعذوبة الشيء الكثير
‏"فأمطرَت لؤلؤًا مِن نرجس وسقت
‏وردًا وعضَّت على العُنَّابِ بالبرَدِ"
‏سقت وردًا- يقصد الوجنتين-
‏"الورد في وجنتك حرام تغريقه"
ابتسم وهو يقبل خدها : من الآخر يعني لا تبكين بيمتلي وجهّك ورد
ناظرته بإبتسامة حاولت تخفيها قد ما تقدر لكنها خانتها
فتبسمت وناظرته بِنظرتها المُعتادة الي مليانه خجّل ورِقة ، كانت تظن إن العِتاب بيطول لكن ما ظنت إن حنيته بتغلببب كسرها أبدا
قال بتساؤل :ظنك يقدر الشعراء وصف كمالك؟
فَتبسمت بخجل من نظرته فكانت البسمات له كجوابهاببسمة قد أثبتت له عجزهم فكيف باستحضار كلّ خصالها !
بقى يردد : سبحان من سوّى الجَمال بوجههك
وتقاسم الباقين ثلث جمالك
صدت بنظراتها وهي ترجع تعتدل بجلستها وترفع مشُطتها ، لكنه وقف وقال وهو يسحب المشط: أنا بديت فيه وأنا أنهيه
أبتسمت وما جادلت وبقت ساكِنة مكانها
وتناظر له ، بمحبببة ما تعودت عليها أبداً ، وكأنها تعرفه من عشرات السنين ..
_
_
[ بوسط مكتب الإستخبارات ]
فففز من مكانه لما لمح إشارة وركض بسرعه للابتوب وهو يكبر الموقع ويناظر ، للاشارة الي تختفي وتظهر
إتسعت إبتسامته بفرحة وهو يوقف ويتصل على الملازم سلمان ويبشره ، بعد أكثر من خمسة أشهر من الإنتظار من إن راشد يفتح جواله ، ورغم خيبة أملهم كلهم إلا إنه بقى متمسك برأيه ، إلين فعلاً فتح جواله وظهرت الإشارة ، أول ما رد سلمان بشّره ، وسلمان بدُوره أتصل بـ سيف على طول


بجلستهم الهادية على طاوّلة الفُطور ، كان يناظرها وهي تلعب بجوالها وجنبها كوب الماء لفت بصدمة وإستغراب من ضِحكته العالية إلي لا سبب لها
قالت وهي تعقد حواجبها : وش صاير !
سيف سحب كوب الماء وهو يشرب ويحاول يِلتقط أنفاسه ، نزل الكوب وناظرها بِضحكة : أنا مدري ليه طرى لي موقفك مع الماء جوالك !
ناظرته بطرف عينها وهي تتجاهله
ثم قال : شفت ناس عنيّدة ، بس مثلك أببببداً
نورة : يعني بعد الي سويته جاي ترجعه وكأنك ما سويت شيء ! وتبيني أتقبل الموضوع ، ياا حلللوك بس
سيف تذكر الموقف "
بعد ما عرف عن أحمد من هو ووش أصله ، وتعذر لها تذكر جهازها إلي باقي معه ، فأخذه على طول وتوجه لمحل الجوالات
إلي طلب منه يضبطه ويتصرف فيه ، وبخلال ساعة أنتهى منه فأخذه ورجع البيت ، دخل غرفتها ومالقاها فتركه على التسريحة بمكان تقدر تنتبه له فيه
وطلع من الغرفة بدون ما يشوفها ، بينما هي دخلت بعده بدقائق وأتجهت للتسريحة ، رفعت حاجب وهي تشوف الجوال إلي رمته بكأس الماء بسبب غيرته على تسريحتها الآن ، ضحكت بسخرية : لا يا سيف ، لا تظني خفيفة وضعيفة شخصية للدرجة ذي !
اخذت الجوال وطلعت على طول وهي تتجه للمطبخ ، لمحته جالس بالصالة بس ما أهتمت
دخلت وهي تناظر لكأس الماء إلي على الطاولة وبلامبالاه شديدة رمته فيه وطلعت وهي ترجع لغرفتها متجاهله نظرات سيف إلي أخذه فضوله وإتجه للمطبخ ، واول ما انتبه لِفعلته أنصصدم وبقى يناظر للجوال ، ماهيب هيّنة أبداً
لا زعلها هيّن ولا عنادها هيّن !
رماه بالزبالة وهو للآن يغوص بعنادها وطلع من المطبخ ، وبعد ما مرت يومين ، أتصلت فيه سيّدة متسائلة على سبب غياب حِس نورة عنها ، وهو تعذر بأن جهازها تعطل ، ما طاوعه قلّبه تنحرم من صُوت أمها مُدة طويلة لذلك أشترى لها جِهاز جديد
وهالمرة قبل يعطيها كتب عليه ملاحظة " أمك مشتاقة لك وخايفة عليك لما أنقطعتي عنها فجأة ، أتركي العناد في بعض الأمور إلي مالها سنع "
ناظرت للورقة وتنهدت بضيق ، حالياً مجبورة تكسر عنادها وتأخذه غصب عشان أمها "
سيف : ما شيّب برأسي إلا عِنادك
ضحكت : والله محد قادر على عنادي إلا أنت ، وخلها على ربك
كان بيتكلم بس قاطعته صوت جواله أخذه بسرعه لما شاف إسم سلمان : هلا سلمان !
بالله عليك ، جاايييكم الحين يالله
وقف بسرعه وقال : مِتجه للمركز أنا
وقفت معه : عندي درس بالمعهد اليوم
ناظر لسِاعته : يالله بوصلك الحين بطريقي ، خمس دقائق وأنتي جاهزه
هزت رأسها بطيب وركضت لغرفتها وهو سحب جكيت بدلته العسكرية وهو يقفل أزارها ، وطلع لسيارته وهي على طول لحقته ..
[ فاِرس ]
مَر الصُبح بطوله عليه وللآن ما لمحها أو سِمع حسها ، وهذا أبداً مو من عوايَدها !
كان ماسِك نفسه بالقوة عشان ما يتطفل عليها ويطلع لشقتها ويشوف وش فيها وليه للحين ما نزلت !
حتى لو ما عِندهم مُحاضره كانت على عالأقل تِطل على المقهى أو على البنات إلي هِنا أو عليه هو
لكنها هالمرة ما بانت .. وخايف يكون السبب
وبينما كان الوقت يُمر وكأنه سنوات من عمره بسبب إنتظارَه
لف بعيونه وهو عااقد حواجبه ولما دقق أكثر وعرف إنها فِعلاً هي وقف وهو يطلع من المقهى ولأول مرة يحس عِرق برأسه رح ينفجر وهو يناظر للرجل إلي جنبها ، وألف سؤال برأسه ، وين كانت طول هالمدة وهذا من وليييه هيييي معه !!
وليه بالذات هاليوم ، لييه باليوم إلي بليلته أعترف بحبه لها ؟ وش المقصد من الحركة هذي !
هل هي تتلاعب فيه باللحظة هذي !
تِقدم بخُطوات غاضِبة جداً لكنها كان يحاول يمّثل البُرود وقطع عليهم طرِيقهم بنُص الشارع وهو يوقِف قدامها ويناظرها بحيرة : وين كُنتي ؟
سارة المِستغربة من نبرته الحادة ونظراته ، وموقفه بِاللحظة ذي بقت تناظر فيه بدون ما ترد
فارس بإصرار : ما تسمعين ؟ وين كُنتي
الرجل إلي كان يمشي قريب مِنها " فزاع" قال بعد ما لمح العصبية من فارس : شوفيك لابق !
فارِس ما أعطاه إهتمام وبقى يناظر لساره : وش فيك ما تردين !
فزاغ : بس هيه الواضح ماتبا تقول لك وين كانت
أخذ نفس ورجع يناظر له : الواضح إني ما أكلمك فلا تتدخل يرضالي عليك
فزاع : بس جّنه أشوف انك مب ريلها ولاتعرفك بما انها للحين مارمست
فارس عصب وناظره بتهديد : إبتعد عني حالياً لاني بتهور والله
سارة تنتظر منصدمة ومنجلطة بعد ، ما قِدرت تتكلم وألتزمت بالسكوت من اللخمة ، هذا فارس ؟؟
فزاع قال بنبرة غاضبة : الأفضل إنك تفارق هاللحظة قبل أعصب
باللحظة ذي ، ما تحمل لا سُكوتها إلي موضعه غلط وتوقيته غلط ، ولا كَلام إلي معها وكأنه الوصِي عليها ، هذا من أصلاً .. طلع من إطار المِثالية والهُدوء إلي أنعرف فيه وتقدم بِخُطوة مشحونة بالعصبِية وهو يركضه بقوة على بطنه
ساره شهققتت وهي ترجع لورى وفزاع ماكان متوقع ردة فِعله فتوجع كِثير
بقى يناظر له وهو يتنفس بسرعه وكان بيتقدم يكمل عليه ، فاللحظة ذي كان يمثل بالتمام مقولة " إتقِ شر الحليم إذا غضِب " رجع لورى بخطوة لا أقتربت ساره منه وهي توقف قدامه وتصده عن فزاع وبنبرة مِرتبكة من تجمع أهالي الحارة ومليانه خوف
قالت بنبرة مليانه خوف وعيون شِبه مدمعة : فارِس إهدى
وقف مكانه وهو يناظرها وهِنا تبخرت عصِبيته من نبرتها لما عرف إنه خوفها بموقفه وردة فِعله لتصرفها الأهوج بالنسبة له مسح على وجهه بضيق وهو يهدي نفسه وسارة لفت على خطوات فزاع الغاضبه : انت شكلك ناوي على عمرك ؟ تبيني اقص ايدك ؟
وقفت سارة قِدام فارس على طول وهي ترفع يدينها وتحميه من خُطوات فزاع الغاضِبة والمُندفعة
وفزاع أستغرب فعلتها فوقف بمكانه
قالت سارة : نعتذر أخ فزاع ، حصل سُوء تفاهم
فزاع : من هو يعني ؟ تعرفينه
هزت رأسها بإية : أعرفه
فارِس للحين فيه شيء يحرق بداخله هالرجُل من ؟ وليه جالسه تبرر له
ألتفت سارة على صوت مهرة إلي أنتبهت للتجمهر وركضت على طول بإتجاههم
وقف قدام فزاع وقالت بخوف : وش فيك ؟
فزاع : مافيني شيء ، الواضح صاير سوء تفاهم
مهرة لفت لسارة : سارة وش صاير ؟ من هذا وليش ضرب أخوي ؟
ساره تقروشت من الوضع وأرتبكت وهي الي كانت من الصبباح مع مُهرة جارتهم إلي أستعانت عشان تكممل معها بقِية أغراض شِقتها وبنفس الوقت يأخذون أخوها فزاع من المطار
وببداية الحي أستوقفت مُهرة صاحِبة الشقة وأشرت لِسارة عشان تِدل فزاع على موقع شِقتها
وباللحظة ذي صادفهم فارِس إلي ولّع بسبب تواجدها مع رجل غريب
سارة : سوء فهم بسيط ، وأنحل
ماله داعي هالتجمّهر !
لؤي إقترب لِفارس : شو صاير فارس ؟ مين هاد وليش ضاربوه ؟
فارِس تأفف وكأنه ناقص يعني الاسئلة ! ناظر لسارة إلي واقفه تشرح للبنت الموضوع ، وهم من عرف إنه أخوها هدأ للحظة بسيطة جداً ، ولكن للآن مِشتعل للآن يجهل سبب تواجدها معها !
تضايق كِثير إنها ما تعنت وتقدمت تبرر له هو ، وإنما بدّت الناس عليه .. لِذلك تجاهل الكُل باللحظة ذي ومشى عنهم وهو يِتجه لِشقته تاركهم خلفه
ساره بعد ما أنتهت من التبرير لِ مهرة لفت باحِثة عن فارِس وتأففت لما ما لمحّت له أثر ، تضايقت كثير من سُوء الفهم إلي حصل وإلي كان بغير إرادة منها ، لفت لِصوت أن لؤي إلي تقدمت عاتِبة على الموقف إلي حصل قِدامهم : هاد أخوها لمهرة ؟
هزت رأسها بإيوة
أم لؤي بعتاب : طيب شو عم تعملي معو ؟
سارة أستغربت سؤالها مع ذلك جاوبتها بإختِصار
أم لؤي : دامو هيك الموضوع ليش ما حكيتي لفارِس هاد الحكي ؟ بدال ما تخليه يضوج ويضرب الزلمِة ؟
سارة سكتت للحظات وناظرتها
وأم لؤي قالت : مو هوا من حئو يعرف مع مين كنتِ مو هيك؟
سارة أنصدمت من كلامها ، نعم ! أي حق ؟
أم لؤي قربت منها : أنا بعرف العاشِق من نظرة يبنتي ، وهوا صاينك وحافظِك من شر هالبلد ، مشان هِيك ما تضيعيه بإيدك بهالتصرفات
قالت كلامها ومشت وسارة للحين منصدمة من كلامها ، ومن معرفتها بحب فارس لها ..


وصل للمَركز ونزل على إِستعجال شدِيد يسابق الوقت
دخل للغرفة إلي متجمعين فيها وهو يسلم وأتجه للإستخباراتي يسأله عن الموقع الي ظهر له ومتى ظهر وإيش بالضبط تحرُكاته !
قال وهو يأشر على المواقع الظاهِرة بالابتوب : هنا ظُهوره ، اليوم الفجر بدأت الإشارة تظهر ، لكنها تقطع وترجع ، لِذلك برأيي نتروى إلين تثبت
سيف : بس الخوف يقفله !
هز رأسه بلا : بما إنه حس بالامان وبدأ يفتح الإشارة ظناً منه إننا نسيناه فالواضح إنه معاد رح يقفلها
هز رأسه بطيب وقال وهو يناظر لسلمان : جهز الفريق وخلهم على أهبّة الإستعداد ورهّن الإشارة
جاوب سلمان على أمره وسِيف أتجه لمكتبه
بمُجرد ما دخل وريّح عِظامه على الكُرسي سِمع دق الباب ولما أذن للطارِق بالدخول رفع حاجبه مِستغرب من تواجُد سلمان باللحظة ذي هِنا : وش صار ؟
سلمان رفع الملف إلي بيدينه وهو يحُطه على الطاولة : هذا طلبك طال عمرك ، العذر والسِمُوحة على التأخير ، لكن خبرك بسلمان ما يقدر يجيب شيء إلا أكيد ، أستلمته من البريد وعلى طول جبته لك ، يشهد الله علي ما فتحته ولا ناظرت له بطرف عين
سيف بدأت دقات قلبه تِزيد والإرتباك وصل لأقصاه ، بالملف هذا بيتحدد مصير أشياء كثير بحياته قال وهو يمسكه بيدينه ويناظر لسلمان : مِتأكد من الي داخله !
هز رأسه بإية : وكّلت المهمة لشخص ثِقتي فيه تامة
وأبصُم لك على صِحة الموجود
سيف وهو يناظر للملف ما تِكلم وسلمان فضل الإنسحاب لِذلك دق التحية وطلع من الغرفة
فتح الباب بأيدي راجِفة ، وسحب الأوراق إلي داخله وجُل دعوات قلبه إن حِدسه خطأ وظنه ماكان صحيح ، وإن إلي خاضه بالأيام السابقة مجرد وهم
أول ما أستقرت نظراته على الأوراق عقد حواجبه وعدل جلسِته وهو يناظر لِجدول رِحلات مشاعل خلال السنتين إلي كانت مِسافرة فيها ، رحلاتها من باريس - لبريطانيا ومُدة مُكوثها ، والأوراق الباقية إلي تحمل سِجلها التعليمي بالجامعة والي موضح إنها محوله دِراستها عن بُعد ، بدأت دقات قلبه تزيد أكثر وبدأت أعصابه تنشد والكون يضيق فيه ، وهو يِتجه بخطوات كبيرة لِشيء ما يقدر يتحمله أبداً
قرأ فاتورة الأيام إلي قضتها بالفُندق قبل زواجها
وأوراق أخرى تدل على تواجُدها ببريطانيا ، للحظة هذه ما لقى إثبات يشفي غلِيله
شد إنتباها جهاز تسجِيل صغير ، سحبه بِسُرعة وهو يفتح ويسمع مضمونه ، وهِنا كُل أعصابه أرتخت مع كل كلمة يِسمعها ، رجع يعيد التسجيل لأكثر من مرة عشان يفهم الكلام أكثر ويستوعبه
" الرجل المُوكل بالمُهمة قال : نعم إنني أتسائل عن الرجل الذي كان يقطُن هنا ؟
الجدة : هل تتحدث عن الرجل العربي الذي يدعى إبراهيم ؟ نعم أتذكره بوضوح ، فقد عاش بِشقتي لأكثر من ثلاثة أعوام
قال وهو يحاول يسحب الكلام منها : رائع جداً فأنا منذ مدة طويلة أبحث عنه ، لقد ضاع رقم هاتفه مني ، هل تعرفين رقمه لأتصل به
قالت نافية : لا أعلم ، لقد انقطع الإتصال به حينما إنتقل من هنا
قال : هل لي أن أعلم سبب إنتقاله ؟
الجدة : أعتقد أنه بسبب إنفصاله عن زوجته ، فلقد علمت إنه بعد زفافهما بأشهر قليلة هربت لباريس تاركةً ورائه ، لا أعلم مالسبب او مالذي حصل ، إنما علمت بذلك بالصُدفة ، وبعد فترة من الوقت رجع وأخذ كل شيء من هنا وذهب
لا اعلم لماذا هربت وتركته بينما كان يُحبها وبينما كانت من نفس عِرقه وجنسيته ودينه
الرجل : حسناً هل تعرفتي عليها ؟ ما إسمها أو شكلها ؟
الجدة سكتت تتذكر ثم قالت : إسم صعب للغاية لا أتذكره بوضوح
الرجل وهو يراقبها : هل تدعى مشاعل ؟
ناظرته ثم هزت بإيجاب : نعم لقد كان هذا إسم زوجة إبراهيم..

-
إنتهى

Weiterlesen

Das wird dir gefallen

910K 19K 197
#مهلكتى مش مجرد روايه هتقرأها وتمشى دى حياه هتعيش فيها هتفصلك عن الواقع بأكمله .. يمكن لأن الروايه من قلب الواقع احداث وتسلسل هيخطفك من نفسك أحمد وسل...
7.5K 134 55
رواية عاديه لأشخاص عاديين محتمل جداً انكم تصادفوهم في حياتكم الـ عادية ..
756K 15.8K 37
روايتي ( الدم اللي على خدك ممسوح..ممسوح..لو كان فداه روحي..يايتيمتي البريئه) ملخص روايتي : تتكلم عن بطلتنه ذات ١٠ اعوام البريئه واللطيفه بتصرفاتها..ت...
133K 4.2K 31
النبذه: أيا فاتنة المظهر من أين لكي هذا البهاء حيث تعيش بطلتنا بقصر جدتها تخالط عالم جديده عليها افاعي تتسحب من أجل مصالحها وحيده هي تلك الفاتنه ا...