قد زارني حب (مكتملة)

By Sarah_M_29

495K 29.4K 12.1K

"كانت ترى هذا الحب الذي تكنه له كتلك التفاحة التي أخرجت آدم من الجنة.. خطيئة ولكن تستحق!" وكعبارتي المعتادة و... More

~ البداية ~
~ اختفاء ~
~ رامي ~
~ صدمة..~
~ حقيقة...~
~ كنت قد أحببته..~
~لقاء..~
~ ما خلف الكواليس..~
~ خيبة..~
~ لمسة حب..~
~ اسرار..~
~ أزمة حب ~
~ تناقضات عاشقين ~
~ آمال تلوح في الافق ~
رجعتتتت
~ وما بين حب وحب ~
~ خيبة مشاعر ~
😑بارت بالطريق
~ شبه سعادة ~
فد سؤال
~ نصف حقيقة ~
~ نصف الحقيقة الاخر~
سعاد
~ أمّر الخسارتين ~
بارت بالطريق ي جدعان
~ النهاية ~
~ الخاتمة ~

~ غيرة..~

21.5K 1.1K 1.2K
By Sarah_M_29

‏ليست مسألة وقت ياصديقي أنما مسألة كيف يموت جميع مابداخلك ببطئ ثم تموت أنت بعدها.

_ مقتبس _

*********************************************

هل كل كذبة تكون بشعة؟.. ماذا لو كانت كذبتنا من أجل حماية من نحبهم.. هل ستظل بشعة؟.. ماذا لو لم نكن نملك الخيار.. هل ستظل تصنف ككذبة؟

في الحياة والحب لا شيء مثالي.. كل شيء معرقل ومليء بالعيوب.. ولكنك ستعيشه مرغماً بل ومحبباً لك فهنا تكمن لذة الشعور.. هنا ستثبت للاخر كم يعني لك حين تمنحه مسامحة يرجوها منك بصمت علّك تشعر بما شعر به.. لذلك إياك ان تكون نقي في حظرة ملوث.. فهذا سيجعلك أكثر تلوثاً منه!

بقيت سعاد تنظر بصدمة وعدم تصديق وهي تشاهد تلك المنقبة تقف على عتبة بابها مجدداً ولكنها هذه المرة قد رفعت الخمار عن وجهها وتحدق بها بقسوة ممزوجة بعتب.. هل ترتمي لتحتضنها؟.. لم تكن ستضمن رد فعلها مع هذه النظرات.. هناك شيء قد عرفته ملاك العائلة الحمقاء التي كانت ربما وفي احيان كثيرة تغض البصر عن اشاعات شبه حقيقية فقط لأنها لا تريد رؤية اسرتها بهذا الشكل.. هل يا ترى هذا سيجعلها تبقى ملاك العائلة النقي؟.. هل سيكون من حقها المحاسبة الان بعد مرور كل هذا الوقت من الصمت؟

- مرحباً أمي!

قالتها مرام بنبرة معينة وهي تدلف للداخل ويتبعها أحمد بصمت مطبق..
اغلقت سعاد الباب وشفتاها شبه منفرجة عن بعضها باندهاش غير مستوعبة ما ترى فعلاً امامها.. حلم كل ليلة وأمل كل يوم يتجسد الان امامها حي يرزق!
ومن غير تفكير إضافي جذبتها لها بقسوة حانية وضمتها بين ضلوعها لتجهش ببكاء قوي ومسموع رق قلب مرام وأحمد له..
رفعت يديها بتردد واستكانت على ظهر أمها وأغمضت عيناها بألم.. تحتاج حضنها أكثر من اي وقت مضى.. لتحميها من الحياة.. من أخوتها.. بل وحتى من رامي!

رغم كل شيء ولكنها لا تجد الامان إلان بين هذين الذراعين المطبقين حولها!
جلست بعد ذلك اللقاء الذي كان كالفجوة ما بين الغضب والفراق وقالت فور تجفيف دموعها وارتداء قناع القوة الذي جاءت به:

- إذاً أمي..

نظرت لها سعاد بتوجس فأكملت مرام فوراً:

- عدا المتاجرة بالاسلحة والمخدرات.. ماذا تحتوي شركتكم ايضاً؟

رفعت سعاد عينيها نحو أحمد وأعادتهما نحو مرام وكأنها تحاول تنبيهها فاطلقت الاخيرة ضحكة قصيرة ساخرة وهي ترد:

- لا تقلقي أماه فالجميع يعلم حول شركتكم وفسادها.. اتضح إني البلهاء الوحيدة التي لم أكن ادرك ذلك!

رفعت سعاد زاوية فمها بابتسامة حملت ذات السخرية وهي ترد:

- حبيبتي مرام.. كل شيء كان واضحاً.. لذلك ليس ذنبنا إنكِ قررت غض البصر عمداً..

- أجل.. ربما تكوني محقة..ضعفي لم يكن يسمح لي الغوص بأسراركم والتنصت على همساتكم البعيدة.. ولكن ليس بعد الان!

ثم قالت بنبرة تحمل بعض الوجع:

- كنت أظنكِ بعيدة عن هذا أمي.. كنت أظنهم هم فقط من يحملون سجلات سوداء!

حدقت سعاد لثواني في عينا ابنتها ثم ردت بنبرة لا تحمل أي ندم أو تردد في الافصاح:

- كيف سأكون بعيدة عن هذا.. والشركة شركتي!

حدقت مرام بذات الصدمة التي يحدق بها أحمد وسط نظرات سعاد الاعتيادية فهتفت مرام بعدم تصديق:

- شركتكِ؟!

- كانت في الاصل شركتين.. "الادهم" شركتي و"الاندلس" شركة ابيكِ وبعد ارتباطي به جمعنا أسهمنا معاً وأسسنا شركة واحدة لي فيها50% من الاسهم و50% لأبيكِ.. كل أسهمي بأسمكِ وستاتيكِ حصة من أسهم أبيكِ لذلك قانونياً كنتِ ستكوني رئيسة مجلس الادارة كون علاء وزيد سيحصلون على الأسهم من جهة أبيهم فقط.. ولكننا أدركنا أن دخولك للشركة يعني نهاية أعمالنا الاخرى

- لذلك حاولتم تعويضي بالمال الذي كنت استغرب أيداعه في حسابي دوناً عن أخوتي!

- بالضبط.. لو لا خطأ أبيكِ بوضع اسمك في رئاسة الادارة من أجل الشحنة الاخيرة.. لم يدرك أنه سيموت قبل تغييره وقبل حتى وصول الشحنة..

بكت دون ان تدرك لماذا؟.. هل بسبب الاعتيادية التي تتحدث بها والدتها عن امر كهذا بعد ان كانت بنظرها تلك المرأة المثالية الخالية من العيوب؟.. أم أنها شعرت بعدم الانتماء فجأة لهؤلاء الناس؟
عكست كل حزنها وتوجعها بكلمة واحدة:

- لماذا؟!

رفعت سعاد كتفيها كعلامة على عدم المعرفة وهي ترد:

- بدأ الامر كغلطة ثم استمر.. كنا نحتاج للمال والمركز يا مرام.. لقد ادركنا أن في هذا البلد أن أحدهم لن يحصل على مكانته وثروته إلا بطريقة غير شرعية.. عدا ذلك سنعيش على راتب شهري سينفذ قبل نفاذ الشهر

- أمي.. هل تدركين الجرائم التي ارتكبوها بهذه الحياة غير الشرعية؟!.. هل رضيتِ بكل هذا من اجل المركز والمال؟!

- لم اشارك بجرائم أنا

فصرخت بها:

- ولكنكِ كنتِ تعرفين!

هنا نهضت سعاد بعصبية تراها مرام من امها لأول مرة بعد سنين وهي تقول:

- كفى مثالية يا مرام!.. عشتُ سنين طويلة بمثالية متبعة للقانون.. هل تدركين كيف كانت نهايتي؟.. نهايتي أن أتزوج ابيكِ لأحمي شركة اسرتي من الافلاس بعد أن حاولت الدولة اختلاس أموالي بطريقة "قانونية".. لقد خسرت أبي نتيجة أزمة قلبية بعد أن فقد كل أمواله للدولة.. هذه الدولة التي تطاردنا الان أغلبهم يعملون تحت أمرنا معتمدين على الرشوة التي نقدمها لهم أكثر من اعتمادهم على راتبهم الشهري البخس!.. أنتِ تعيشين ببلد فاسد مليء بالغش والقذارة حد التخمة وتطلبين منا السير على الطريق المستقيم في بلد لا يوجد به طريق معبد واحد صالح للمثاليين من امثالك..

حركت مرام رأسها بعدم تصديق وهي تحدق بوالدتها بسخط كتمته وقد ادركت ان لا جدوى من الحديث بهذا الشأن فنهضت وقالت وعيناها الحادة محمرة من البكاء:

- كنتِ تعرفين بأمر ضربهم لي ولم تشتكي عليهم يا امي ولم تتخذي أي تصرف بحقهم.. لا تلومي الدولة على فسادها.. لقد أصبحتم مثلها.. الدولة هي انتم...اناس يشبهونكم!

- لم اشتكي لأن لا أحد سيعيدكِ لي سواهم

- كفاكِ امي!.. كلانا يدرك أنكِ لم تفعلي لانهم إن سقطو فستسقطين معهم.. لذلك رضيتِ بما حصل لابنتكِ!

ثم ضربت على صدرها بحرقة مشيرة الى نفسها وهي تصرخ بوجهها:

- هل تدركين ما حصل لي يا أمي؟.. هل اخبروكِ عن الضرب الذي ضربوني أياه؟

وهنا لم تتماسك سعاد أكثر وبدات دموعها بالفوران على وجهها بينما مرام تكمل:

- حين كادوأن يقتلوني أخوتي.. هل تدركين من أتقذني؟

وهنا تدخل احمد محذراً:

- مرام...لا تفعلي!

فنظرت له سعاد بتعجب ساخط من بين دموعها وهي تسأله:

- هل تظن إني أن عرفت مكانها سأبلغ زيد وعلاء؟!

فرد احمد بذات سخطها:

- اعتذر سيدتي ولكني لا استبعد أن تفعلي!

نظرت سعاد نحو مرام وكأنها تحاول استشفاء ما أن كان رأيها مثل رأيه.. وقد كان يبدو كذلك من ملامحها المقتضبة وصمتها الفوري بعد جملة أحمد وكأنها توافقه الرأي بتحذيره..

اومأت سعاد بصمت وكأنها لا تلوم ابنتها على تصرفها هذا ثم اتجهت بذات صمتها وخيبة ظنها نحو درج في نهاية الصالة واخرجت منه ملف وظرف مغلق وعادت نحو مرام وقدمت الظرف لها لتسحبه الاخرى فاتحة اياه بينما سعاد تقول:

- هذا مبلغ مالي سيكفيكِ لمدة سنة وهذا جواز سفركِ.. كنت أعرف أنكِ ستعودين مرة أخرى لذلك قمت بتحضيرهم لكِ..

رفعت عينيها نحو أمها لتقول الاخرى:

- أهربي يا مرام.. لا أظن إني قادرة على حمايتكِ منهما..

نظرت لها بتشكيك بادئ الامر ثم قالت:

- وشركتكِ؟!

قدمت لها الملف وهي تقول:

- بما أنكِ اكتشفتِ كل شيء فلا داعي لاخفاء الامر أكثر.. وقعي على التنازل كي لا يطارداكِ.. بغض النظر عمّا أقحموا من افكار في رأسكِ ولكن لا تظني للحظة إني سأفضل المال والشركة على ابنتي الوحيدة.. منذ البداية كان كل همي تخليصكِ من هذه الورطة التي وضعكِ أبيكِ بها..

نظرت مرام بحيرة نحو الملف فقال أحمد يحاول منعها:

- مرام.. أن وقعتِ التنازل ف90% سينجو زيد وعلاء من كل ما فعلاه ولن تتمكن الشرطة أبداً من الامساك بهما

فقالت امها تحاول أقناعها:

- وان وقّعتِ ستتخلصين من مطاردة زيد وعلاء لكِ ولن تعيشي هاربة طوال حياتكِ.. بعد سنة واحدة يمكنكِ العودة نحو حياتك وستنسين أنتِ وهما ما مررتم به.. ستعودين لحياتكِ معي وأن أردتِ سنهاجر كلانا أنا وأنتِ ونترك كل شيء خلفنا ونبدأ من جديد..

- مرام.. لا تفعلي!!

- فكري جيداً.. مصلحتكِ قبل كل شيء..

- فكري بكل من تأذى بسببهم..

- لا تنالي عقاب غيركِ.. هذه الطريقة ستضركِ قبل ان تضرهما..

- لا تكوني مثلهم!

- لا احد يطلب منكِ أن تكوني مثلنا.. لذلك أهربي واتركِ كل شيء..

- هذا هو الظلم بحد ذاته حين يكون بامكانكِ أخذ حق كل من سلبو أسرتكِ حقه ولكنكِ لا تفعلين خوفاً على نفسكِ وحماية لمصلحتكِ.. بماذا ستختلفين عنهم؟

- الأمر أكبر منكِ بكثير ومن يعملون مع اخوتكِ ذو رتب ومناصب لن تتمكني من هزيمتهم للأطاحة بزيد وعلاء.. الأمر ميؤس منه!

وسط تلك الملحمة التي تتوسطها هي وكل واحد منهما يجذبها نحو طرف وهي تقف في المنتصف تطالع الملف بحيرة وتشوش وجملة واحدة تصدح في عقلها.. "بطاقتي الرابحة"... ماذا لو لم تعد بطاقته الرابحة؟.. كيف سيتعامل معها؟.. هل سينبذها؟.. هل كل ما أخبرها به حدسها كاذب؟.. هل الغيرة كذب؟.. هل حبه المكتوم كذب؟.. هل حقاً قال ما قال فقط ليبعد الشكوك عن ريهام؟ فقط ليحميها؟.. أم ان هذا ما يدور في داخله حقاً؟

*******************

بعد ساعة مما حدث كانا أحمد ومرام يجلسان في حديقة عامة وقد رفعت مرام نقابها تحدق أمامها ببكاء موجع صامت بينما أحمد يحدق باقتضاب بلا شيء.. الامور ستزداد تعقيداً وحيرة من الان فصاعداً دون أن يملك أحدهم الحل المناسب للتخلص من هذه الورطة.. كثيرة هي الامور العاقلة من غير اجوبة بعقله..
هل ستخبر سعاد زيد وعلاء بأمر قدومهما؟
أم - وكما أكدت- أنها من المستحيل ان تفعل؟
وأن فعلت.. ما الذي سيحصل له؟..
هل سينفذان وعدهما بعقابه؟ وكما قالا من أنهما لن يتركا من أجله اصابع ليعضها ندماً؟
هل كان له خيار وهي تتصل به منذ الصباح الباكر تطلب منه المخاطرة بالذهاب معها وان رفض فأنها ستتفهم كلياً.. هل كانت رجولته ستسمح له بترك فتاة تخوض هذا كله وحدها؟

زفر بحيرة أشد وهو يتخيل شعورها.. فهو البعيد نسبياً عن هذه القضية ورغم ذلك يكاد يفقد صوابه من الحيرة والقلق الذي يعيشه.. فكيف بوضعها وهي مركز هذه القضية وأساسها؟
مهما فعلت ومهما اتخذت من قرار فهو لم يكن سيلومها ابداً.. فلو كان مكانها لربما كان قد وقع ذلك الملف ليتخلص من كل هذا!

- هل سأنجو؟

قالتها بمرارة ونبرة خالية من أي أمل فرد عليها فوراً بنبرة حاول بث كثير من الطمأنينة والثقة بها:

- بالطبع ستفعلين مرام.. كل شيء سيمضي!

- يمضي؟.. كيف سيمضي؟.. أن تخلى عني رامي.. أين سأذهب؟.. لأمي؟

- رامي لن يتخلى عنكِ..

رفعت زاوية فمها ساخرة من عبارته فأكمل حين التمس عدم تصديقها لفكرة أن رامي لن يتخلى عنها:

- وأن فعل فأنا لن أفعل.. ولا الخالة ندى ورزان ستفعلان

- لا تستطيعان معارضته

- ولكن أنا استطيع

- والى متى سيمكنني المكوث عندك يا أحمد؟.. وبأي صفة؟.. وكيف؟

ثم أحاطت وجهها بكلتا يديها وهي تستند بمرفقيها على فخذيها لتجهش ببكاء قوي وهي تقول بكلمات يقطعها البكاء:

- ما الذي فعلته لأستحق كل هذا؟.. ما الخطيئة التي ارتكبتها؟

- ولِما تظنيها خطيئة؟.. لا تدركين ما الامر الجيد المخبئ لنا في داخل كل أمر جيد يا مرام.. لا تيأسي!.. وثانياً لمِا سيتخلى رامي عنكِ؟.. من المستحيل ان يفعل صدقيني!

لم يكن يدرك ما يدور في خلدها ولم يفهم تلك النظرات الغامضة والمقتضبة التي طلت عينيها طوال طريق العودة ولا سيما اصرارها على عدم نزوله معها.. فهي قد ادركت الحرب التي تنتظرها بالداخل!

سمعت صوت صياحه من داخل الشقة وعصيبته التي تزلزل الجدران تكاد تسقط هذه البناية فوق رؤوس من فيها..
فتحت الباب بنسخة المفتاح التي اخذتها من درج رزان وخطت داخل الشقة مدعية التماسك وعدم الاهتمام بعصبيته..
ما أن وقعت عيونهم عليها حتى تمتمت شفتا رزان وندى بالحمد بينما هو أسرع بخطواته كأسد سلبو منه فريسته الوحيدة وانقض على يدها بقسوة ليمسكها من زندها ويهزها بعنف صارخاً بوجهها بعصبية:

- أين كنتِ حضرتكِ؟.. وكيف تجرؤين على الخروج من دون أخباري؟

كانوا يتوقعون ولو قليل من الخوف والارتباك وهي تواجهه ولكن صدمتا رزان وندى بمقدار البرود وعدم المبالاة وهي ترد عليه بهدوء:

- لست ولي أمري لأطلب اذنك قبل الخروج ولست صغيرة لأفعل ذلك!

تطاير الشرر من عينيه وهو يحدق بها بخزرة غير مستوعب ما تقوله فهزها بعنف أكبر جعل ظهرها يصطدم بالجدار من خلفها وهو يصرخ بها بنبرة أشد:

- هل فقدتِ عقلكِ؟!

- لا.. ولكن يبدو أنك فعلت!

فتمتمت رزان لأمها:

- مستعدة لقطع يدي أن لم تتناول هذه الفتاة مخدرات قبل صعودها الشقة..

فتقدمت ندى محاولة تهدئة أبنها الذي على ما يبدو مستعد لقتل مرام في هذه اللحظة وقالت بعطف:

- اذكر الله يا ولدي.. المهم أنها عادت بسلامة!

تجاهل توسلات امه وخاطب مرام بذات العصبية وهو يقبض على يدها ويسند ظهرها للجدار محاصراً اياها على مسافة قريبة منه يكاد يصهر جسدها ليريح غضبه:

- اين كنتِ؟!

- ذهبت لرؤية أمي..

- مع من؟!

- مع أحمد..

وهنا اشتدت نبرته وهو يسألها بخزرة مخيفة:

- بمفردكما..؟!

فقالت باستفزاز:

- بل الشيطان ثالثنا!

ثم أكملت استفزازها:

- وثم هل كان سيفرق حضورك؟.. كلاكما غريب عني لذلك ليس وجودك من سيحافظ علي فانا أعرف كيف أحافظ على نفسي.. ولست ولي امري وتشترط وجودك في كل خروج لي...لا تنسى نفسك وتتخطى حدودك..

عاد ليهز جسدها كورقة متيبسة تكاد تتكسر بين قبضته القاسية وعاد ظهرها ليصطدم بالجدار وهو يصرخ بها من جديد:

- لا تفقديني أعصابي وألا أقسم إني سأنسى أنك أمرأة!

فقالت باستفزاز:

- وما الذي ستفعله؟.. تضربني؟.. أتحداك أن تفعل!

فجأة ارتفعت لكمته متراجعة نحو الخلف ومستعدة للانطلاق نحو الامام من أجل الهبوط على وجهها فأغمضت عينيها بخوف كرد فعل ولم تشعر إلا بشهقة رزان وصرخة ندى به ومن ثم بهواء قبضته قد مرت من جانب وجهها.. نظرت بصدمة نحوه ومن ثم نحو يده التي لكمت الجدار بالقرب من وجهها بقوة مما أدى الى احمرارها على الفور مع خدوش دامية على أصابعه المضمومة.. عادت لتنظر بعينيها المصدومتين نحو عينيه المحمرة بغضب جامح وشعر بمدى الخوف المستكين بصدرها والذي بددته فوراَ وهي تستعيد رباطة جأشها من جديد وترتدي قناع البرود ذاته فضغط على يدها أكثر وتقدم خطوة نحوها جاعلاً المسافة بينهما قريبة جداً لدرجة كانت تشعر بانفاسه الحارقة فوق وجهها وهو يقول:

- ما الذي كنتِ تفعلينه هناك؟.. وكم مكثتم؟.. وهل ذهبتم لمشوار آخر غير شقتكِ؟

صمتت لثواني تحدق بعينيه بتحدي وهي تستعد لرمي قنبلتها التي ستسخرج بها عصبيته الفعلية وغضبه وتعرف ما يكمن في داخله حقاً أتجاهها.. فقالت:

- لقد وقّعت ملف التنازل عن الشركة كي يكف زيد وعلاء عن مطاردتي..

وهنا بهتت ملامحه فوراً وحدق بها بصدمة وعدم تصديق بينما تبادلاتا ندى ورزان نظرات مدهوشة من تصرفها هذا..
عاد خطوتين نحو الوراء وأفلت يدها من قبضته وقال بملامح متفككة:

- فعلتِ.. ماذا؟!

فأكملت بتحدٍ:

- كما سمعت.. لقد تنازلت عن منصبي!

- هل تدركين ماذا يعني هذا؟

- أجل..احتمال كبير جداُ أن لا تقبضوا عليهم.. ولكن هذا لم يعد يهمني.. لقد تعبت من كل شيء وأريد التخلص من كل هذا..

- التخلص من كل هذا؟

- أجل.. على الاغلب إني سأسافر خارج البلد لحين أن يهدأ الوضع.. فكما تعلم لم أعد بذات فائدة لا لكم ولا لأخوتي!

هز برأسه معقباً على كلاهما ثم قال ولم تلحظ سخريته وظنته جاداً:

- ومتى تنوين السفر؟

توسطت غصة منتصف عنقها وهي تخبر نفسها أن شكوكها صحيحة ومن أنه سيتخلى عنها في اللحظة التي لن تفيده بانتقامه.. ليست أكثر من بطاقة رابحة له!

قالت محاولة مداراة خيبة ظنها بمهارة:

- ليس بالوقت الكثير.. أقل من أسبوع..

- وهل تحبين أن أحجز لكِ لأوربا؟.. أم تفضلين أحدى دول اسيا؟

وهنا بدت تلاحظ سخريته فتشتت ملامحها بذهول فوق ملامحه وهي تشاهده يطلق ضحكته الساخرة ويعود للانقضاض على يدها بقسوة ويقترب بجرأة شديدة منها غير مبالياً بوجود رزان وأمه وقال بينما ينظر بعينيها بذات تحديها:

- أن خرجت قدمكِ خطوة واحدة خارج هذا الباب من دوني.. سأكسرها!

ثم عصر يدها بقوة أشد وهو يكمل:

- أنتِ لن ترحلي لأي مكان.. لن أسمح لكِ.. هل هذا واضح؟

ثم سحبها من يدها نحو الغرفة غير مبالياً باعتراضات رزان وأمه بالرفق بها ودفعها داخل غرفة رزان وأوصد الباب بالمفتاح غير مبالياً بطرقاتها فوقه تطلب منه أخراجها وقال بتهديد موجهاً حديثه للأخريتين بينما يدس المفتاح داخل جيبه:

- ان حاولتما فتح الباب لها بطريقة أو باخرى فسأحبسكما معها أقسم بالله!

ثم تركهما وتناول مفاتيح سيارته وخرج من الشقة فقالت رزان فوراً:

- أكاد أقسم أن هذا الشاب لديه عطب في أحد أسلاك دماغه..

فقالت ندى فوراً:

- أليس لدينا مفتاح أضافي لغرفتكِ؟

نظرت رزان نحوها للحظات بتعجب ثم قالت:

- حسناً.. عرفت من أين ورث هذا العطب!

فنهرتها والدتها بنفاذ صبر:

- ليس وقت ظرافتكِ يا رزان.. دعينا نخرج المسكينة من الغرفة..

- هل أنتِ جادة؟.. ألم تسمعيه يقول أنه سيحبسنا معها ان فتحنا الباب لها؟... تخيلي إني أنا في الغرفة ساعات من دون طعام أمي!

ثم رفعت صوتها لتتأكد من سماع مرام لها:

- وثانياً دعيها محبوسة هناك أفضل بدل أن تخرج لتحاول الهرب والسفر وتركنا هذه الحمقاء!

لتقول مرام بترجي:

- رزان أفتحي الباب من فضلكِ.. لن.أهرب اقسم لكِ..

- أنسي الأمر لن افعل..

فقالت ندى بسخط ونفاذ صبر:

- إلهي صبرني على ما أبتليتني به من ذرية..

ثم توجهت نحو الباب مخاطبة مرام برفق:

- مرام حبيبتي.. هل أصابكِ مكروه هناك؟.. هل سيعرف أخوتكِ بأمر مكان اختبائكِ؟

لترد الاخرى محاولة الكف عن بكائها الذي سمحت له بالانطلاق بعد خروج رامي:

- لا يا خالة لا تقلقي.. لا اظنهم سيعرفون فحتى أمي لم أخبرها أين أقيم

- خير ما فعلتِ..

فقالت رزان بأشفاق وهي تدرك ما يعتمر بصدر مرام وما تحاوله أخفائه ببرودها:

- هل رأيتها؟

ساد صمت للحظات من دون إجابة ولكنهما استطاعتا تمييز صوت بكائها المحجوز خلف يدها التي تكتم بها فمها بقوة تحاول جاهدة رسم البرود وعدم المبالاة على إجابتها ولكنها لم تستطع وفقدت القدرة على التماسك أكثر ووجدت نفسها تجهش ببكاء قوي لم يكن بوسع رزان وندى فعل شيء سوى الجلوس على الجهة الثانية من الباب ومشاركتها اياه!

********************

لم يكن وضعهِ بأفضل منها.. كان ساخطاً من فعلها الاحمق بكونها وقعت الاوراق.. ولكنه كان يغلي لكونها ذهبت مع احمد بمفردهما.. وهذا ما زاده غضباً.. فهو قد وجد نفسه لا يمكنه غفران ذهابها معه لوحدها بينما يمكنه تقبل امر توقيعها للاوراق ومسامحتها في الوقت الذي يجب أن يكون هذا الامر هو الاهم من كل شيء اخر.. لقد أخبرته أنها لم تعد ذات فائدة بأمر انتقامه وقد كانت محقة.. إذاً لِما جن جنونه بفكرة سفرها؟!

وهنا وجد نفسه يضرب المقود بغضب شديد وهو يصرخ يلوم نفسه:

- غبي غبي غبي!

ومن دون تفكير إضافي حمل الهاتف واتصل فوراً بفادي يطلب رؤيته فهو الوحيد الذي يلجئ اليه رامي بحالات كهذه لا يدرك اين سيذهب وما الذي سيفعله او لمن سينفض ما يحتوي صدره؟

كان يوم أجازة لذلك كان فادي متواجداً بمنزله ولم يذهب للعمل..أدخلته والدة فادي السيدة عبير مرحبة به بحرارة وبالكاد استطاع رسم ابتسامة مجاملة وهو يبادلها ترحيبها.. خرج فادي من غرفته بعين شبه مفتوحة واخرى مغلقة وهو يقول بنعاس:

- أن كان موضوع تافه ما أيقظتني من اجله أقسم سأعيدك للمنزل وورقة طلاق أختك بيدك..

ضحكت عبير على شكل ابنها وهي تقول بينما تتجه للمطبخ:

- ثرثرا أنتما معاً وساعة على الاكثر وسيكون الغداء جاهزاً..

دخل رامي الغرفة من دون رد على كليهما بوجه مشتعل وشرايين بارزة فأدرك فادي ان الموضوع جاد..
صحصح نفسه قسراً وجلس على الكرسي يستمع لما يرويه له رامي بعصبية شديدة وهو يقطع الغرفة ذهاباً واياباً..
كان يدرك فادي أهمية موضوع الانتقام بالنسبة لرامي وأمر أن مرام قد تنازلت عن منصبها كان يعني الابتعاد ألف خطوة عن تحقيق هذا الانتقام ولكن رغم ذلك وجد أن أكثر العبارات سخطاً التي تكررت بكلامه وكان يلاحظ عليها انفعال أشد وهو يلقيها هي تلك التي تخص أمر ذهابها مع أحمد من دونه..
" ساعات هي في الخارج معه.."
" بمفردهما يا فادي.."
"ذهبت معه.."
"لم تخبرني وأخبرته.."
"ذهبا لوحدهما.."
"طلبت منه هو.."
"ذهبت لوحدها معه يا فادي.."

كان فادي بالكاد يكتم ابتسامته وهو يدرك البحر الذي غرق به صديقه وادّعى التفاعل معه بجدية دون الضحك واخباره بما يدور في خلده فكان يدرك أن اكثر شيء يثير استفزاز وسخط رامي هو ضحك أحدهم او مزاحه وسط عصبيته..

انهى رامي كلامه والتفت نحو فادي الذي كان يستند بمرفقه على مسند الكرسي ويريح ذقنه الى راحة يده ويطالعه بعيون باسمة فقال رامي بذات عصبيته:

- ما بك صامت كالابله؟.. لمن اتحدث انا؟

انتقلت الابتسامة من عينيه لشفتيه ليعلنها بشكل اوضح وقال بينما يحني جذعه العلوي للامام ويشابك يديه ببعضهما محولاً استناد مرفقيه الى فخذيه وهو يقول من دون مقدمات:

- أتعلم ما يثير غضبك حقاً يا رامي؟.. ليس لانها وقعت الاوراق.. اجل أنت غاضب لأنها فعلت ذلك.. ولكن هذا ليس سبب انفجارك كالبركان بهذا الشكل.. بل لأنها ذهبت مع أحمد.. هذا ما أثار غيرتك وأحرقك لدرجة أنك تتحدث وأنت تسير كالملسوع ولا تستطيع حتى الجلوس أو البقاء ثابتاً..

بقي رامي ينظر له بجمود من دون رد وصدره يرتفع وينخفض بجنون غير قادر على تنضيم انفاسه الثائرة فازدادت ابتسامة فادي أكثر وهو يقول:

- ولكن أنت تعلم هذا مسبقاً.. أليس كذلك؟.. أنت تدرك أنك بدأت تحبها!

هوى بجسده مع هذه الجملة فوق الكرسي الوثير المقابل لصديقه وكأن فادي أزاح الحمل اخيراً عن كاهله وأفصح عما يحاول نكرانه والسباحة عكسه.. لقد استسلم للأمر فحسب!
فرك صدغه بأطراف أصابعه يحاول أزالة صداعه القوي وتمتم بنبرة بدت مهزومة عكس تلك الهائجة التي كان يتحدث بها قبل قليل:

- من الحماقة أن يحصل هذا يا فادي..

- ولكنه حصل..

- من بين كل الناس.. هي؟!

- وما يعيبها يا رامي؟!

نظر نحو باستنكار وكأنه يستهجن سؤاله وكرر جملته بتوكيد مستغرب:

- ماذا يعيبها؟!

ثم عادت العصبية لنبرته وهو يردف:

- أنها ابنتهم يا فادي.. ابنة من قتلو أبي..

- من الجيد أنك تدرك انها ابنة من قتلوه.. وليست من قتلته!

ابتلع رامي بقية انتفاضته وسكت على مضض ليكمل فادي حديثه:

- وأنت تدرك هذا يا رامي جيداً.. ولكنك تحتاج لمن يخبرك به لتريح عذابك الداخلي وتسمح لنفسك بحبها.. لذلك جئت لي لانك تدرك إني سأفهمك..

- بل لأني أكره نفسي لذلك يا فادي..

- الامر سيان.. ولكنك يا رامي لا ترتكب أثماً بحبها ولا تخون أبيك.. الفتاة مسكينة قد ذاقت المرارة ذاتها منهم.. فما ذنبها لتحملها خطيئتهم؟..

صمت رامي وهو يحدق بملامح جامدة في الجدار بعيداً عن عيون فادي ثم قال بذات النبرة المهزومة:

- تريد أن تسافر..

- أمنعها..

- بصفتي ماذا؟!

- أخبرها بما تشعر به يا رامي.. أكد لها أنك ستكون لها السند الذي تحتاجه.. لم اراك تتعلق بأحداهن بهذا الشكل ابداً ولا أتوقع أنك ستفعل.. لقد وقعت بغرامها وهي ابنة اعدائك.. هل تتخيل مقدار الحب الذي بداخلك والذي كسر كل تلك الحواجز؟.. لن تعثر على حب مشابه سيحاربك ليحتلك.. لذلك إياك أن تخسرها!

قاطع جواب رامي رنين هاتف فادي فلوّح به مدعياً الضجر وهو يقول:

- بالكاد سأتخلص من الاخ لأعود لنومي لتبدأ الاخت بدورة الازعاج.. أي مصيبة هذه التي رمتكم علي؟

تبسم رامي من دون إرادة ثم اشار له بتعب:

- لا تخبرها إني هنا..

فرد فادي بتنهيدة:

- اجل يا بلائي!

لترد الاخرى فوراً مستعدة لحرب:

- بلائي؟.. أنا بلائك؟

- يا حبيبتي قلت هوائي وليس بلائي.. ما مشكلة السمع لديكِ؟

- أسمع ايها الظريف ليس لدي وقت لاستفزازك فانا مشغولة هنا ولكن ذكرني حين تهدأ الامور أن اتشاجر معك.. والان قل لي.. هل اتصل بك رامي؟.. هل تعرف أين هو؟

- لا.. لماذا؟.. هل.حصل شيء؟

زفرت بحيرة وضيق وهي تقول:

- لقد تشاجر مع مرام وقلب المنزل رأساً على عقب وخرج لا نعرف الى أين

- ولماذا تشاجرا؟

- لأنها ذهبت مع أحمد لرؤية أمها.. لو ترى ماذا فعل بالمسكينة!

- لست متفاجئ.. فماذا كنتم تتوقعون ان تكون ردة فعله وقد ذهبت بمفردها مع احمد؟

وهنا قالت بتشكيك طفولي وقد تخيل شكلها وكيف تضيق عينيها:

- وما ادراك أنها ذهب بمفردها؟

- لا حول ولا قوة إلا بالله.. الم تقولي لتوكِ أنها ذهبت مع احمد؟.. لِما سيغضب رامي ان كان معهما؟

- اهاا.. حسناً سأحاول تصديق هذه الصدفة ولن أقول ان رامي اتصل بك قبلي..

كتم المكالمة وخاطب رامي قائلاً:

- اجمل ما في الامر أنها تلعب دور المحقق بكل غباء ورغم ذلك واثقة من نفسها!

فقال رامي مستغلاً كتم المكالمة:

- اسألها عن حال مرام.. وافتح مكبر الصوت

غمز له فادي قائلاً:

- يا عيني على العاشق..

كاد أن يرميه بالوسادة لولا أن استغل فادي فتح المكالمة من جديد والتي اصمتت رامي فوراً وهو يستمع لتذمر اخته حين فتح المكبر:

- لِما كتمت المكالمة سيد فادي؟.. هل هناك واحدة معك بالغرفة؟

- حبيبتي.. الا يوجد بعقلكِ سوى النساء والمخدرات والخمر؟.. ألا تظنين مثلاً إني ضغطت عليه بالخطأ؟..

- اهاا..

- اجل يا كونان.. والان قولي لي.. كيف حال المسكينة؟

- وكيف سيكون حالها؟.. لم تتوقف عن البكاء للحظة وصديقك المجنون قد اغلق باب الغرفة عليها مانعاً ايانا من الدخول اليها..

نظر له فادي بتفاجئ وملامة فأشاح وجهه بعدم اهتمام عنه وقد أدرك أنه مخطأ ولكنه مع ذلك غير نادم.. كان يخشى حقاً عودته ليجدها قد هربت ولن يراها مجدداً.. بل كان يرعبه هذا!

أكملت رزان وسط صمت فادي:

- ساعد الله قلبها.. أنها في وضع لا تحسد عليه.. من جهة فراقها لأمها ومن جهة هربها من أخوتها ومن جهة عذابها بحب أخي الاحمق!

وهنا فتح كلا الشابين عيناهما بصدمة ومن دون وعي استعدل رامي بجلسته مستمعاً باهتمام لحديث أخته وسألها فادي باهتمام مشابه:

- حبها لأخيكِ؟.. وما ادراكِ؟

فقالت وكأنها نادمة لزلة لسانها:

- حسناً.. ولكن عدني أنك لن تخبر رامي؟.. ستذبحني مرام أن عرف..

بالكاد كتم فادي ابتسامته وقال بمكر وهو ينظر لرامي:

- حسناً.. أن لم يسمعها منكِ اولاً فلن يسمعها مني أعدكِ.. لن اقول اي شيء عزيزتي وسأعدكِ أنتِ من تفعلين..

- وهل انا مجنونة لأفعل؟..

- الان قولي لي.. كيف عرفتِ أنها تحبه؟

- هي من أخبرتني..

رغم ادعائه البرود ولكن فادي استطاع بوضوح رؤية الفضول والاشراق في عينيه وهو يستمع لحديث رزان والتي أكملت:

- لو ترى حال المسكينة وبكائها بسبب موضوع ريهام وغيرتها عليه وعذابها وهي تدرك ان لا مستقبل سيجمعهما.. والاسوأ هي عبارة رامي حين اخبر ريهام أن مرام لا شيء سوى بطاقة رابحة.. أنا متأكدة أن هذا هو السبب الرئيسي الذي جعل مرام تقدم على تصرفها الاحمق هذا اليوم.. ليس سهلاً عليها.. أنها تحبه وتراقبه بسرية منذ سنين وانظر كيف يعاملها الاحمق!

- اه لو يعرف رامي كم مرة أطلقتِ عليه الاحمق.. سيعدمكِ رمياً ب"الشبشب"

- حسناً ان لم ينافق علي "البلبل الفتان" عنده فسأكون بأمان!

ثم اردفت فوراً بضجر:

- والان اذهب فلا فائدة ترجى منك.. لم تنفعني بشيء..

واغلقت الهاتف فوراً فنظر له رامي بابتسامة ذات معنى فتنحنح فادي مدعياً الاحراج:

- لقد قالت مع السلامة ولكنك لم تسمعها..

هز رأسه مدعياً الاقتناع وهو يقول:

- أجل بالتأكيد..

ثم نهض قائلاً:

- سأذهب الان واعتذر لي من والدتك لعدم بقائي على الغداء..سلام..

ثم تركه ورحل عائداً نحو تلك التي أشغلت نيرانه منذ الصباح الباكر والان اخمدتها له فوراً ليعود وراحة غريبة تغزوه.. نعم ناله النصيب الكافي من الغيرة لأنها رافقت أحمد ولا يزال الامر يستفزه كلما تذكره.. ولكنه شعر بطمانينة من أن تلك المتمردة ملسوعة بذات النار!

دخل الى المنزل ليجد مجنونة منزله منهمكة بلعب دور اللص المحترف وهي تحاول فتح القفل بانواع ادوات المطبخ من سكاكين وملاعق أو مشابك صغيرة بينما تخاطب أمها في المطبخ:

- اريد سكين اصغر حجماً..

لتجيب الاخرى :

- أنا ابحث اعطني بعض المجال..

دخل بهدوء ووقف خلف ظهرها فظنت أنها والدتها فمدت يدها قائلة:

- أعطني بسرعة..

فمد لها المفتاح ووضعته بدون وعي في القفل ثم استوعبت ما الذي وضعته فازدردت ريقها ورفعت رأسها بهدوء نحوه وهو يكتف يديه الى صدره مدعياً الاستياء وهو يقول:

- ما الذي تفعلينه..

وقفت وهي تنفض ملابسها مما علق بها وقالت مبررة موقفها:

- لقد دخلت بعوضة في القفل يا اخي.. حرام أن أتركها هناك ويتيتمون اطفالها..

فامسكها من عنقها من الخلف حانياً رأسها للامام وهو يقول:

- ماذا اخبرتك عمن يحاول فتح الباب؟

- قلت أنك ستضع له وسام شجاعة..

وهنا لم يستطع صبراً وفلتت الضحكة من بين شفتاه لتخرج امه في هذا الوقت من المطبخ ملوحة بالسكين وكأنها عثرت على كنز وهي تقول:

- لقد وجدت السكين..

وما ان رأت رامي توقفت بارتباك ثم اكملت:

- التي سنقطع بها اللحم للعشاء..

ففلتت رزان من تحت يديه وقالت:

- دعيني اساعدكِ في تقطيعه أمي..

ثم هربتا نحو المطبخ بينما هو يبتسم رغماً عن إرادته محركاً برأسه بيأس.. أنه يعيش بين ثلاثة سيصبنه بنوبة قلبية ما أن يشارف على الثلاثين!

********************

في هذا الوقت بالتحديد بينما كان رامي يفتح الباب ليدخل نحو تلك التي بدات بسلب قلبه، كانت ريهام تجلس في غرفتها التي بدأت تحرص على جعلها مظلمة دائماً لتخفي عيونها المتورمة من البكاء حتى عن نفسها، فكبريائها لا يسمح لها اعلان ضعفها حتى امام نفسها..
مسحت اخر دمعة هطلت من عينها وامسكت هاتفها ليرن رنتين ثم يرد الطرف الاخر عند الرنة الثالثة لتقول مباشرةٍ من غير مقدمات:

- أريدك ان تعثر لي عن مكان عمل أحدهم..

- من..؟

صمتت لثواني تحدق بنقطة عشوائية تتخيل كل ما سيحصل على مدى سنين بلحظة واحدة ستغير كل شيء وتغير مصير كثيرين.. بعد لحظات نطقت الاسم على مهل:

- زيد عادل سيف الدين!..

**************************************

حبايب قلبييي

كل عام وانتو بالف الف الففف خير

هذا بارت بمناسبة العيد حتى لتكولون ممدللتنة😑

عندي الكم خبرين:

الاول: غيرت الغلاف والصورة فوك باعلى البارت شوفوها قبل لا اغيره حتى لا البعض ميعرفون القصة بسبب الغلاف

الثاني: احتمال جبير انو حسابي راح يتهكر بالايام الجاية.. بغض النظر عن الاسباب وشلون عرفت.. بس ان شاء الله ميصير وميتهكر.. في حال غبت فترة طويلة اكثر من شهر فراقبو لوحة الاعلانات بصفحتي اسوي حساب ثاني اكمل بي القصة ع الاقل لحد ما ارجعه

وبالنسبة للي يطلبون مني احدد مواعيد للتنزيل فما اكدر اعتذر منكم.. بكل فصل اني اتعامل وياه معاملة الرواية.. يعني كل فصل يحتوي ع مثدمة وحبكة وخاتمة. لازم بكل فصل اخلي فد حدث يجذب القارئ بمواصلة القصة.. اني اكدر هسة اكلكم كل يوم احد انزل بارت بس حيكون بارت ضعيف السرد والحبكة

الي ميشوف نفسه يكدر يكمل القصة بهيج طريقة تكدرون تنتظرون لحد ما اخلصها وتقروها.. ولو هالشي راح يضرني لان بصراحة كلش استفاد من ملاحظاتكم سواء الايجابية بحق البارت او السلبية فالاثنين يفيدوني

المهم..

شنو رأيكم بالبارت؟

وتتوقعون منو الي راح يغير مجرى الاحداث للافضل؟

ومنو يغيرها للاسوأ؟

وشنو رأيكم بتصرف مرام امام رامي واعلانها انو هي تنازلت عن منصبها؟

وبالخاتمة اعتذر لكم شخص ما رديت تعليقه او رسالته بس والله ما فارغة يا دوب بالوقت القليل العندي جاي اكتب

تصدكون بديت شغل البارحة من الخمسة العصر لحد الستة الصبح؟😭😭😭

بحيث كلتلهم اذا محد اجانة بالعيد ادزلهم سيارة للبيت اجيبهم غصب بس خل يشوفون تنظيفي ويرحون😂😂

ومراح تندمون ابد ع متابعة هذا الحساب... شوفو القصص البي والعبر..  راقي الاسلوب

husseinabd

Continue Reading

You'll Also Like

480K 9.2K 12
كان القلب فارغ وحاضري اراه يشبه ماضي،، الحب لم اعرفه ولم اعشه اتاني فجأه كهديه من السماء وعرفت ان العمر هو مجرد رقم لايتحكم بالقلب ولا بالروح عندما...
273K 26.1K 20
تَبدأ حِكايتِنا بَين بِقاع اراضٍ يَسكنُها شَعبّ ذا اعدادٍ ضئيلَة ارضٌ تُحَكم مِن قِبل ثلاث قِوات و ثالِثُهم أقواهُم الولايات المُتحدَة | كوريا الجنوب...
469K 10.6K 39
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
244K 14.3K 29
"جمعها القدر به بعد أن عصِفت بها الحياة حيث كانت تُواجهها بمفردها، رأت به ومعه ما لم تراه بحياتها من قبل، قسوة وحنان، حبٍ وكره، لم تفهم ما الذي يُريد...