حب بطعم الانتقام.... بقلم رونا

By Ronafoaud

3.4M 72.9K 4.9K

جمعهم حب وأكثر من الحب ولكن في ليلة ما ظن كلاهما ان الاخر هو من ترك يده وادار ظهره له ليندثر الحب وتنمو الرغب... More

الاول
الثاني
الثالث
الرابع
الخامس
السادس
السابع
التاسع
العاشر
الحادي عشر
الثاني عشر
الثالث عشر
الرابع عشر
الخامس عشر
السادس عشر
اقتباس
السابع عشر
الثامن عشر
التاسع عشر
مناقشة
العشرون
الواحد والعشرون
الثاني والعشرون
اعتذار
الثالث والعشرون
الرابع والعشرون
الخامس والعشرون
الاخير الجزء الأول
الأخيرة الجزء الثاني
الخاتمه
رواية جديدة
رواية جديدة
رواية جديدة
رواية جديدة
روايه جديده
رونا فؤاد

الثامن

106K 2.6K 165
By Ronafoaud


عقد جلال حاجبيه حينما خرج من الحمام يجفف شعره بالمنشفه  ووجدها واقفة لدي الباب بملامح وجهه لاتفسر : مالك؟
هزت راسها وتوجهت للفراش : مفيش...
جلست الي ظهر الفراش وكلمات سالي تتردد في اذنها ليحتقن وجهها بالغضب فهي تهددها بابنها....! الايكتفي مافعلته بها والان تهددها ... ولكنها لاتدرك انها لم تعد زاهي السابقة وان فكرت مجرد تفكير بالاقتراب من طفلها ستمزقها اربا...!
نظر جلال اليها بطرف عينيه يحاول استفهام حالتها الغاضبه بينما جلس واضعا حاسوبة علي قدمه يعمل.....!
نظرت اليه زاهي لحظة وهي تفكر هل تخبره بتهديد اخته.... انه لن يصمت بالتاكيد..!.
ولن يسمح لحدوث شئ لابنه تعلم هذا جيدا
زاغت عيناها وهي تتابع الشاشة الخاصة بكاميرا غرفة زين لتجد كل شئ طبيعي،.... زين نائم ونعمه بجواره....لايجب ان تخاف من تلك المرأه لأنها لاتستطيع الاقتراب من طفلها انها فقط تحاول اخافتها هذا ما ظنت تردده لنفسها...... اغمضت عيناها وغلبها النعاس لينهي جلال عمله بعد قليل ويذهب الي الفراش ... تمدد بجوارها واستدار ناظرا اليها وقد استغرقت في النوم ليمد يداه يتلمس وجنتها الناعمه بحنان يعرف انه السبب بكل حزنها والمها ولكن دون قصد تسبب بوجع قلبها ... أحبها منذ أن وقعت عيناه عليها... وارادها ان تكون له بأي طريقه.... يعلم انه اخطيء حينما تزوجها سرا ولكنه كان مجنون متيم بها..... وقتها لم يحتمل ان يصبر الي ان يحارب والده و كل مااهتم به هو أن يتزوجها قبل ان يخطفها سواه...... أخطأ ايضا حينما خلف وعده بجعل زواجهم مجرد عقد.. ولكن كيف يلتزم بوعده وهي تأسره وتفقده تعقله وتجعله يريد امتلاكها ....انها قلبه وحياته والمرأه الوحيدة التي ارادها يوما..... ومع ذلك تركها لأبيه يفعل بها مافعل..... ولكن كيف كان سيعرف... لقد بحث عنها وذهب لبيتها ليتاكد من كلام والده ويومها انتوي ان يعيدها اليه ولو غصبا فإن كانت قبلت عرض والده وأخذت المال لن يهتم وسيلتمس  لها العذر ويسامحها... لم ينتوي لها شر ابدا ولم ينتوي تركها
ولكنها اختفت....!
لم يكن الأمر متعلق بالمال اذن فقط بل كان انها لم تعد تريده لذا مع أول فرصة سنحت لها أدارت له ظهرها.... هذا مافكر به وقتها بعد خدعه ابيه.....
نظر اليها بألم فكيف عانت تلك الأيام وهي وحدها بدونه تواجه جبروت ابيه.....!
ولكنه يلومها علي ماحدث ايضا..... فلماذا لم تحاول الوصول له... لماذا لم تلجأ له واستسلمت لخديعه ابيه..... لماذا لم تخبره بحملها
هي أخطأت مثله فهي اخفت حملها عنه وإدارت ظهرها والتجأت لرجل غيره والان تحمله اللوم وحده
.... تعذبه وتنتقم منه ولكنه يرتضي.... يرتضي اي شئ منها لتكون بجواره...!
مال تجاهها ليطبع قبله طويلة علي جبينها يودع فيها مشاعره الاسفة نحوها يتمني لو بيده شئ ليرجع الزمن ويمحي ماحدث بينهما
بقلم رونا فؤاد
....
.......بمنتصف الليل تقلبت زاهي بفراشها لتشعر بتلك اليد القوية المحيطة بخصرها
نظرت اليه لتجد انه بطرف الفراش الخاص به وأنها من التجآت لاحضانه لتهز راسها بيأس فهي تحبه وليس بيدها سطوة علي قلبها... مضطرة ان تبتعد وتثلج قلبها ومشاعرها تجاهه..... نظرت اليه وهي تشعر بوخزه ضميرها لما تفعله به فهي تظلمه لانه يحبها ويرضي ماتفعله به من بعد وجفاء.... ولكن ليس بيدها شئ.....! فلا تستطيع تجاوز ذلك الماضي الواقف بينهما  ...!
فهي تعاقب نفسها قبل ان تعاقبه
رفعت يداه من عليها وغادرت الفراش لتتوجه لغرفة زين.....
فتحت نعمه عيناها ماان رأت زاهي لتقول بقلق : خير يامدام في حاجة؟
: لا يا نعمه نامي انتي انا كنت عاوزة اطمن علي زين
اومات لها لتجلس زاهي جواره تقبل وجنته
ويداه الصغيرة... انه كل مالها بالدنيا وكل شئ لها...  لقد فكرت تلك الليلة باجهاضه ولكنها لم تستطع فهي أرادت ذلك الطفل لانه منه... تحملت كل شي من أجله..... أرادت ان يكون هناك ذكري منه لها بالرغم من انها ذكري مؤلمه ولكنها لم تستطيع التفريط به.....!!
........
....
انتفضت من مكانها حينما شعرت بتلك اليد علي كتفها حينما غفت وهي بجوار زين لتجده جلال الذي قلق من نومه حينما لم يجدها بجواره...قال برفق وهو يربت علي كتفها :ده انا متخافيش
اعتدلت جالسة تنظر اليه
ليسألها بخفوت : مالك.. في أية؟
هزت كتفها : مفيش..
: امال نايمه هنا لية؟
: جيت اطمن علي زين غفلت وانا جنبه
هز راسه والقي نظرة علي طفله قائلا : طيب تعالي عشان تنامي
نظرت الي زين ثم قالت ; هنام هنا
لاحت علي وجهه ملامح الاستنكار فهاهي تنتهز اي فرصة للابتعاد ليهز راسه ويترك الغرفة وينصرف...! ولكنه لايدري انها تخاف علي ابنها من تلك العائلة التي وضعها بمنتصفها
......
.....
استيقظت باكرا علي حركة طفلها بجوارها  لتبتسم له وتداعب وجهه بحنان....دخلت اليها نعمه قائلة
: صباح الخير يامدام
: صباح النور يانعمه
: تحبي انزل اجهز اكل زين
قالت زاهي ; خدية غيري هدومه وانا هنزل أجهزه
اومات لها وأخذت زين منها لتنزل زاهي الدرج باتجاه المطبخ تعد له طعامه تخشي ان تؤذيه سالي لذا ستعد طعامه بنفسها .... عادت لتصعد ولكن اجتذب سمعها صوت جلال في ظل هدوء الصباح حيث الجميع مايزالون نائمون.....!
كان صوت شريف الحاد في مناقشة حاميه مع جلال بمكتبه  : اية ياجلال رافض توقع ليه العقود..
قال جلال ببرود : اظن ان دي حاجة تخصني 
قال شريف بحدة : يعني اية تخصك ياجلال....!
: يعني انت نسيت ان كل حاجة معايا وانا اللي اقرر اعمل اية ومعملش اية
: لا مش ناسي.... بس انت اللي متنساش ان انا ساكت بمزاجي عشان تتأكد اني مش عاوز اخسرك يابني
قال جلال بتهكم : بلاش جو ابني والأب ده عشان مالوش داعي..... انا عارف ان كل اللي فارق معاك الصفقة تتم
: لا طبعا ياجلال... انا عاوزك تكون جنبي في آخر ايامي وعشان كدة وافقت علي كل اللي عملته ومعترضتش لما جبت مراتك البيت هنا واتنازلت لها عن أسهم الشركة
: ومين قال اني مستني موافقتك او رفضك... لعلمك ياشريف بيه انا رجعت البيت ده عشان ارد كرامه مراتي وبس.... جبتها هنا بس عشان تشوفها قدامك وتعرف انك مقدرتش تفرقنا حتي بعد لعبتك القذره..... بس لو عليا انا مش طايق اقعد معاكم اصلا في نفس البيت ولا يكون ليا علاقه بأي حاجة تخصك بعد اللي عملته....  نظر اليه شريف قائلا : ياجلال اسمعني
قال جلال بحدة : مش عاوز اسمع حاجة منك..... انت انتهيت بالنسبالي لما محافظتش على مراتي ولا علي شرفي وفضحتها...خليت ابني يتكتب باسم راجل تاني.... ده غير ذنب الراجل اللي مات قدام عنيك من غير اي ذنب ..... شركتك وبيتك وفلوسك ولا فارقين معايا و لو عليا ارميهم تحت جزمتي واخد مراتي وابني ونبعد عن القرف ده بس انا اخدت منك كل حاجة عشان اقهرك عليها زي ماقهرتها علي ابوها....
اوعي تفتكر اني هنسي ولا هسامح في لحمي ودمي اللي كان ممكن يفضل طول عمره منسوب لراجل تاني ولا انسي في يوم انك عملت كدة في شرف ابنك ياشريف يامهدي انت وبنتك اللي للأسف لو مكانتش اختي كنت رميتها لكلاب السكك زي ماعملت في مراتي.... انا بس متكتف عشان لسة فاكر انك للأسف ابويا وهي اختي
تراجعت زاهي للخلف حينما خرج جلال من الغرفة صافقا الباب خلفه بعنف لتعض علي شفتيها بعد ان استمعت لكلامه مع ابيه.... انه يشعر بنفس الحقد والكره تجاههم ولكنه لايستطيع الانتقام ولكنها بالتاكيد تستطيع....!
جلال.... جلال
وقفت مكانها خلف الدرج حينما التفت جلال لادم الذي استوقفه
.: اية يابني مالك واخد في وشك كدة لية علي الصبح
فرك جلال وجهه بعصبيه وأخبره باقتضاب بحديثه مع والده ليقول ادم :
طيب لو متضايق كدة خدها وسيب البيت..... انا شايف انه حل كويس عشان هي كمان تهدي
: مش دلوقتي ياادم.... عاوزها ترفع راسها قدام الكل انها مراتي وصاحبه البيت ده ...انا ناوي أخدها ونبعد في بيت جديد.... بس مش قبل ماتشوف بعينها ان الكل بيعمل ليها الف حساب وتحس انها اخدت حق كرامتها من شريف وسالي
تنهد ادم مطولا ليربت علي كتف جلال قبل ان يقول باستدراك.... صحيح... مين اللي رجالتك بتروقه في المخزن ده.؟
قال جلال بعدم اكتراث : قصدك علي الدكتور ابن ال ...
رفع ادم حاجبه بدهشة : دكتور.... ورجالتك بتضربه لية
: بيأدبوه عشان غلط غلطة كبيرة اوي
لم يفهم ادم شئ ولكنها تفهم كل شئ و
دون ارداتها خفق قلبها لكلماته فهو لمجرد نظرة من الطبيب اليها فعل هذا به... يحبها ويغار عليها .... اسرعت تصعد الدرج وتدخل لغرفه زين تستند الي الباب وتضع يدها علي قلبها وهي تتذكر كلماته ودفاعه عنها امام ابيه  وفهمت ان كل مافعله كان من أجلها.... وقد فهمت لماذا أصر علي بقاءها  بالمنزل...

......
ابتسمت ليلي قائلة : شفتي بقي انك كنتي ظالماه
ظلت زاهي صامته لتقول ليلي بمكر : طيب اية... قلبك الحجر مش هيحن عليه
نظرت زاهي لليلي قائلة : لسة
: لسة اية بس؟
: هنتقم منهم
عقدت ليلي حاجبيها لتقول زاهي : هو ميقدرش يأذيهم عشان عيلته.. بس انا اقدر ولازم انتقم منهم عشان ارتاح وبعدين اقدر ارجعله تاني......
نظرت اليها ليلي : طيب وهتعملي كدة ازاي
وتفتكري اصلا جلال هيسكت علي حاجة زي دي
هزت كتفيها : انا باخد حقي وحق ابويا مش من حقه انه يمنعني
: وبتفكري في أية...
بدأت باخبارها بنص تلك المكالمه التي استمعت اليها من سالي والتي منحت لها فكرة عما يمكنها الانتقام منها به
انا حطيت كل الفلوس اللي معايا في البضاعه دي وماجد جاب ليا مستثمر كبير مستعد يشاركني
لتقول زاهي : طالما اكتر حاجة تقهرها الفلوس يبقي لازم ابوظ لها الصفقة دي وخصوصا ان جلال مانع عنها أي فلوس يعني هتدمر فعلا.
: طيب وهتعملي اية.. ؟
: هحتاج منك خدمه الاول
: طبعا ياروحي
: عاوزة واحد يراقب سالي ويعرف كل حاجة عن الصفقة دي 
: دي حاجة سهله اوي هخلي مامي تكلف واحد من رجالتها يراقبها ويعرف...
بس انتي ناوية علي اية
قالت زاهي بوعيد ;ناوية احد حقي.... بعدها ارتاح واريح جلال
........
.....
نظر عامر للهاتف ظنا منه أن الخط انقطع حينما طال صمت علياء... ليقول: عليا انتي معايا...
همهمت بخفوت ليسالها : طيب ساكته لية؟
انعقد لسانها من الصدمه وظلت صامته لينطق عامر مجددا يقضي علي مابقي من اعصابها... عليا بقولك انا معجب بيكي ومن وقت ماشفتك وانا مش مبطل تفكير فيكي
....
.........
دخل جلال لغرفة زين يطمئن عليه... كانت نعمه جالسه برفقته لتعتدل واقفه قائلة :نورت ياباشا
اومأ لها قائلا وهو ينحني ليحمل طفله : فين الهانم؟
: بتغير هدومها عشان زين قشط عليها
اومأ لها قائلا ; طيب روحي
خرجت نعمه من الغرفة .... خلع سترته وجلس علي الارض المفروشة بالعابه يلاعبه بسعاده غامرة وقد بدأ زين يتمتم  .... بباببا ببا
اتسعت ابتسامه جلال بعدم تصديق وهو يرفعه بذراعيه القويه مرددا بسعاده : انت قلت اية..... بابا.. انت قلت بابا مش كدة
تعالت ضحكة زين العاليه ليضمه جلال الية بحنان يقبل راسه بنفس لحظة دخول زاهي لتتسمر مكانها لحظة وهي تري ابتسامته الاثرة وتتراقص دقات قلبها لزين وهو بحضن ابيه يضحك بسعاده... فهي بالرغم من كل شئ سعيدة لان ابنها سيكبر بحضن ابيه
التفت اليها جلال وقال بسعادة : قال بابا...
اتسعت ابتسامتها وتوجهت نحو زين بعدم تصديق.; بجد يازوزو
.. ليقول جلال : يلا يازوز قول بابا تاني عشان مامي تسمع.... بابا.. بابا
ضحكت زاهي حينما تمتم زين بابا
تلفتت حولها تسأله : هي نعمه كانت سايبه زين لوحدة
هز راسه قائلا : لا  كانت معاه
هزت راسها ووقفت تتأمل ضحكات زين حينما عاد جلال ليلاعبه...
دخلت نعمه بعد قليل قائلة : حنان جهزت اكل زين يامدام... اخده ااكله
باندفاع اسرعت زاهي تاخذ الطبق الخاص بزين من يد نعمه قائلة : لا...
نظر اليها جلال بعدم فهم حينما تغيرت تعابير وجهها
... قالت زاهي ; انا هنزل اجهزله الاكل
اندهش جلال من تصرفها حينما نزلت واستبدلت الطعام بآخر صنعته هي.....!!
خرج من الحمام بعد ان استحم ليتفاجيء بها تدخل الي الغرفه وتحمل زين الغافي بين ذراعيها ...سالها بقلق .: ماله زين؟
همست بخفوت : مفيش
. نظر اليها من خلال المرأه وهو يصفف خصلات شعره بدهشة حينما انحنت لتضع زين بوسط فراشهم  ...
نظر اليها بتساؤل : هو زين هينام هنا؟
هزت راسها
ليقول : لية...
لترفع عيناها نحوه قائلة بصوت خافت حتي لاتوقظ زين ; يعني... عادي... بس عاوزاه ينام جنبي
بالتاكيد لم يقتنع لينظر اليها قائلا : في اية يا زاهي؟
قالت وهي تتناول ملابس النوم من الخزانه وتدخل الحمام : مفيش،.. بس عاوزة ابني ينام جنبي... مفيهاش حاجة
انها تخاف عليه من تهديد سالي ولن تخبره حتي لايظن انها تتدعي علي اخته بسبب ماحدث سابقا....
تمدد جلال بجوار طفله يستند برأسه لظهر الفراش ويمرر يداه علي وجنته بحنان....
توقفت زاهي مكانها حينما التفت جلال اليها لدي خروجها ليلحظ ماترتديه والذي سحبته زاهي بعدم تركيز من الخزانه.... لتهز راسها بغضب من تسرعها فهي اخذت منامه قصيرة بلا أكمام فماذا سيظن ان رآها ترتدي شئ كهذا... زفرت وفكرت باستبدالها ولكنه كان سيلحظها بكافه الأحوال لذا تابعت طريقها للفراش سريعا لتندثر أسفل الاغطيه ولاتدري شيئا عن تلك النيران التي اشعلتها بجسده لرؤيته لها بهذا المظهر المثير.... اغمض جلال عيناه عدة مرات يحاول أبعاد صورتها التي انطبعت أسفل جفونه ولكن عبثا...!!
كيف وهو يري ظهرها الذي ظهر من ملابسها و اختلطت حمره جلدها الابيض بحمرة تلك المنامه التي عانقت جسدها والتصقت به....
تقلب لينام علي ظهره ويرفع عيناه الي السقف في محاوله فاشلة منه لعدم النظر اليها لتقضي علي مابقي من اعصابه حينما تقلبت الي جهته وقد أظهرت المنامه مقدمه صدرها بسخاء..... فرك وجهه عده مرات وهو يكتم أنفاسه المتعاليه خشية ان تستيقظ... يقسم ان لولا وجود الصغير بوسطهم لكانت بين ذراعيه يريها عاقبه ماتفعله به وباعصابه التي ارهقتها أنوثتها المتمردة علي رجولته....!
بصعوبه بالغة هدأ من ثوران مشاعره حينما تأملت عيناه وجهها الجميل
  ليمد ذراعه أسفلها هي وزين ويحيطهم بذراعه الاخري...ولاينكر هذا الشعور الذي لايوصف الذي انتابه وهو ينام ويحتضن ابنه وزوجته... 
قلق بمنتصف الليل حينما شق سكون الليل بكاء زين ولكنه سرعان ماتظاهر بالنوم حينما التفتت اليه تتأكد من نومه قبل ان تحمل طفلها اليها ترضعه... خفقت دقات قلبه وهو يري تلك اللحظة الحميمه بين ثلاثتهم ويتمني لو حياتهم لم تكن بهذا الذنب بينهما ولو ان باستطاعته ان يكون كأي زوج ويستيقظ برفقتها يساعدها ويربت علي كتفها
لان ابنه يرهقها ويحرمها النوم ولكنه لم يتحرك فأن استيقظ ستبعد طفلها عنها وهو لايريد ان يحرجها او يضايقها....!

..........
.... بقلم رونا فؤاد
اخترقت أشعة شمس الظهيرة عيونها لتفتحها بارهاق بعد ان استيقظت عده مرات علي بكاء زين ليلا......مؤكد جلال غادر فهو يستيقظ باكرا والان الظهر انتصف...... جحظت عيناها وانتفض قلبها رعبا حينما لم تجد زين بجوارها.....
انتفضت من فراشها سريعا تنظر حولها بحثا عن طفلها.... اسرعت لغرفته تسأل نعمه التي كانت تنظفها :... نعمه فين زين؟
انخلع قلبها حينما نظرت اليها نعمه تلك النظرة الجاهله..... اختطفت ابنها....!
هذا ما جال بخاطرها وفلق قلبها نصفين وهي تركض نازله الدرج بعدم هدي......
تنادي اسمه.... زييين....
كان عقلها علي وشك الجنون وهي تنظر بأرجاء البهو الفارغ لتلتهب النيران بكيانها لولا ذلك الصوت الذي تهادي لسمعها لتركض من الشرفة الواسعه المفتوحه الي الحديقه لتري طفلها برفقه جلال يلاعبه.... لتنحني وتحمل زين وتضمه اليها بقلب ملتاع......
رفع جلال عيناه نحوها حينما تفاجيء بها تركض تحمل زين وتحتضنه بقوة....
قطب جلال جبينه وانطلق الشرر من عيناه وهو يري حالتها التي تفاجيء بها ليعتدل واقفا سريعا حيث كان جالسا يلاعب زين علي الارضيه حينما استيقظ باكرا واخذه ليتركها تنام.... اسرع ناحيتها يسحبها من معصمها بقوة يجرها خلفه صاعدا الي غرفتهم ونيران متأجأة تشتعل بعيناه .... لم تفهم زاهي شئ ولم تهتم او تشعر بقوة يده حول ذراعها فكل ماتشعر به أن ابنها بين ذراعيها بعد ان ظنت ان أصابه مكروة.....
دفعها جلال بقليل من القوة الي الغرفة مزمجرا بغضب : انا مش حذرتك تخرجي من الاوضه كدة
تنبهت لما يعنيه حينما وجدت نفسها بتلك المنامه التي تكشف عن ساقيها وذراعها....انحنت لتضع طفلها علي الفراش بينما تعالت أنفاس جلال بغضب وهو يراها قد نزلت بهذا المنظر وقد يراها احد من أبناء عمه او الحرس او العمال... مثيرة جميلة بخصلات شعرها المبعثرة ووجهها الأحمر وعيونها المنتفخة وذلك الجسد الذي يظهر من ملابسها التي تكاد تلتصق عليه....
: اان..
قاطعها بغضب ينتافي مع مشاعره الثائرة :انتي بتتعمدي تستفزيني صح... عاوزة تجننيني
هزت راسها وحاولت تخليص ذراعها من يده :لا وانا هعمل كدة لية..... انا..
: انتي اية..... مش عارفة ان في رجاله في البيت
ازاي تنزلي كدة
خفضت عيناها قائلة : مأخدتش بالي... انا لما صحيت ملقتش زين جنبي خفت عليه
لم يفهم خوفها علي ابنها بعد ان سيطرت غيرته الهوجاء عليه ليهتف : وهيكون راح فين يعني.... اييية مش قادرة تلبسي في دقيقة اي حاجة وتنزلي او حتي تبعتي واحدة من الشغالين
قالت بتعلثم وهي تكره ان يكون محق ولكنها محقة ايضا فعن اي عقل يتحدث وقد ظنت ان مكروة حدث لابنها : انا.. مفكرتش..
جذبها من ذراعها بقوة قائلا وعيناه تطلق شررا :انتي مش بتفكري في اي حاجة غير انك تضايقيني وتحرقي دمي واعصابي .. مش، كدة
.... اييية عجبتك نظرة الدكتور وفكرتي تعيديها مع الباقيين
انعقد حاجبيها بغضب من كلماته ودفعته بقوة في صدره : اخرس
احتقن وجهه بالغضب لتكمل بغضب شديد : .... انا واحدة محترمه غصب عنك  ...
وعمري مافكرت في اللي بتقوله ده... انا كنت خايفة علي ابني لما صحيت ملقتهوش  جنبي
عاد اليه جزء من تعقله بصراخها الغاضب  لتترجم الأحداث براسه سريعا قائلا : .... خايفة عليه من اية؟
ظلت صامته ليمسكها من ذراعها هاتفا بحدة : بسألك خايفة عليه من اية... ومن مين؟
اشاحت بوجهها تنظر لقوة ضغط يداه علي ذراعها  : سيب ايدي
: بسألك خايفة علي ابني لية ؟.....
مال ناحيتها لتلفحها أنفاسه الساخنه والتي خرجت من البراكين المتفجرة بصدره وهو يتوقع ان عائلته اخافتها من جديد
: ردي
قالت بانفاس متعاليه : خايفة عليه وخلاص...
ترك ذراعها لتترنح قليلا الي الخلف ولكنها استعادت توازنها حينما عاد ليمسكها ولكن بقوة لينه وهو يري اثار اصابعه علي ذراعها قائلا من بين أسنانه : انا هعدي اللي حصل عشان مقدر خوفك علي الولد بس اعرفي كويس اوي ان طول مانا علي وش الدنيا مش، هسمح لحد يلمس شعره من ابني.... نظر لعيناها وتابع : ولا منك.....
توقفت أنفاسها فهو يربك مشاعرها بقوته وغضبه وغيرته التي بالرغم من انها نيران الا ان لها حلاوتها ليتخبط قلبها بصدرها وهو قريب منها لتلك الدرجة يهمس بكلمات قويه تحمل تهديد ووعيد ممزوج بحب وغيرة ووعد تعرف انه لن يخلفه.... اختطفها من أفكارها  وهو يشدد علي كلماته ; حطي كلامي ده في دماغك قبل ما تخافي من اي حد ...
حاولت التملص من قبضته خائفة من ضعفها امامه لتتظاهر بقوة زائفة : انا مش خايفة من حد
نظر لعيونها التي تخبره بمقدار ارتباكها التي تماثل ارتباكه في حضره قربها قائلا : وانا مش عاوزك تخافي
تركها تلتقف أنفاسها بقوة فقد كانت علي وشك الارتماء بحضنه وترك العنان لدموعها بعد ماشعرت به وهي تري به حب وغيره وأمان وسند جاهدت ان تخبر نفسها انه لم يهبها لها ولكنها مخطئة فهي تعرف جيدا انه لن يسمح لشئ سئ بأن يحدث لهما....

........
....
اندفع جلال بقوة كالعاصفه ليقتحم غرفه سالي ويسحبها من ذراعها بقوة... اوعي تفكري مجرد تفكير اني ناسي اللي عملتيه
ارتجفت سالي بصدمه من غضبه والذي لاتعرف سببه... جلال في أية؟
ضغط بقوة علي ذراعها قائلا بتحذير ; لو فكرتي تقربي من مراتي اوابني ياسالي هنسي ان دمنا واحد وهدفعك التمن غالي اوي
قالت بدفاع ; وانا جيت جنبهم   .... في أية... ؟ولا الهانم بدأت تشحنك ضدنا عشان تكوش علي الباقي
دفعها بقوة مزمجرا ; هي مش وس..... زيك عشان تعملها... بس انا اللي فاهم قذارتك انك ممكن تهدديها بأبنها
سقطت سالي علي الاريكة خلفها ليميل ناحيتها جلال قائلا بتحذير شرس من بين أسنانه : مش هحذرك تاني.... المرة اللي جاية هنفذ...
...........
....
عضت زاهي بقوة علي شفتيها تخبر علياء بتلك الحقيرة سالي.... ولما استمعت له من جلال.. : فاكراني بشحن جلال ضدها
: المهم ان جلال دافع عنك
تنهدت زاهي مطولا قائلة بوعيد : حسابها تقل معايا اوي..... لازم انتقم منها
قالت علياء باستنكار : زاهي انتي ناوية علي اية........
......
...........

احتضن جلال صالح بأخوه حينما حدد موعد زفافه بعد عشرة أيام  قائلا : الف مبروك ياحبيبي ربنا يتمم بخير
قال ادم بعبث : حفله العزوبيه عليا..... هعملكم حفله ياشباب عيلة المهدي مش، هتنسوها
لمعت عيون صالح وتعالت ضحكته : ايوة بقي، عاوز اخر يوم عزوبيه ليا يبقي ميتنساش ياابن عمي
: متقلقش...
قال يحي ; لا ابوس ايدك اتلم ياادم مها لو عرفت هتقتلني.... التفت لجلال قائلا: قوله اننا رجاله متجوزة مش، صيع زيه
قال جلال وهو يداعب القلم بين اصابعه ; فكك يا آدم بلا عزوبيه بلا زفت... سيب صالح في حاله
قال ادم بمشاكسة : صالح... ولاخايف من المدام انت كمان... ده حتي تدريب عشان تثبت كفاءه
تعالت ضحكتهم ليقول جلال من بين ضحكته وهو يقذف ادم بالمنفضة الزجاجية ليتفاداها ببراعه  : كفاءه غصب عن عين اهلك
: ولما انت كفاءه سايب الملعب لية بقالك فترة
: عشان ماليش مزاج
: مالكش مزاج ولا خايف من المدام
قال يحي : سيبك منه ياجلال..... بكرة يتجوز ويبقي زينا
خبط ادم علي كتف عامر الصامت عكس عادته قائلا: ماهو الوحش، متجوز زيكم
وبيسهر معايا ولا عاملها حساب
نظر صالح لجلال ليوكز ادم بجنبه :اية ياحيوان انت حسن ألفاظك... دي اخته
قال جلال وهو يشيح بوجهه : ماهي عشان اختي عارف انها تستاهل....!
نظر اليه عامر متبادل النظرات المتفهمه بامتنان فكلاهما يعرف تلك المرأه التي لاتعاشر...!
تعالت ضحكات أبناء العم والتي عادت كما كانت قبل سفر جلال فمن كان لايعرف رباعيه شباب عائلة المهدي... أبناء عم كتفهم بكتف بعضهم علاقتهم كالاخوة.... وبالتاكيد  سمعتهم تسبقهم بعلاقتهم النسائية ونزواتهم وسهراتهم..... ومن لا تركض خلفهم وهم من بتلك الوسامه والرجوله بالإضافة لثراء عائلتهم وشهرتها.....
..... ؛
........
....
: عاصم
أجابت زاهي علي هاتفها بسعاده : عاصم ازيك عامل اية؟
قال عاصم دون مقدمات : اية اللي علياء قالته ليا ده يازاهي..... انتقام اية اللي بتفكري فيه؟
:هبقي افهمك ياعاصم
: مش عاوز افهم حاجة بعد اللي سمعته.... انتي ازاي تبقي شبههم وتفكري تنتقمي...
: ياعاصم مش هينفع اقولك حاجة  في التليفون....
: طيب انا هخلص محكمه وهعدي عليكي يازاهي
: لا ياعاصم بلاش تجيي هنا ... انت فين وانا  هجيب زين واقابلك...
أغلق عاصم الهاتف وتنهد مطولا قبل ان يستدير تجاه تلك الفتاه التي جاهدت لإخفاء تلك المشاعر التي لاحت علي وجهها فور رؤيته لتبتسم بملامحها الهادئة قائلة : حمد الله علي السلامه يا عاصم
ابتسم قائلا : الله يسلمك يانور... عاملة اية ؟
هزت كتفها : انا تمام.... انت اية لسة قضيه فهمي النشار شغاله
اومأ لها : اه.. تأجيل زي كل مرة لما زهقت
اندفعت قائلة : لية بس ده احنا المفروض نشكره ان قضيته السبب اننا نشوفك في القاهرة
ابتسم لها : ياستي انا مستعد اجي بس من في  شغل
ضحك كلاهما لتقول.. : تعالي اعزمك علي قهوة...
نظر لساعته قائلا ; لا معلش بلاش المرة دي عشان عندي مشوار
اومات له وهي تخفي خيبه أملها التي تلازمها فهي استمعت له يخبر زاهي زوجته انه سيقابلها بعد المحكمه
مد يده ليصافحها مغادرا لتسري القشعريرة بجسدها وتتسمر مكانها تتابعه بعيون ارهقها حبه منذ أن عرفته قبل سنوات بالجامعه ولكن تحطم قلبها حينما اعتبرها صديقه وتزوج وعاد أملها مجددا يشرق بطلاقه وعودته ليتحطم قلبها أشلاء مرة اخري حينما تزوج وانجب لتعود لخانه الصديقه و
تظل تقنع قلبها انها مجرد صديقة عزيزة له  بكل مرة تراه بها و لكن دون ارادتها ينتفض قلبها حبا له بمجرد رؤيته ويتعالي خفقانه.....

.....
...

... قالت سالي بغل وحقد وهي تقطع البهو ذهابا وايابا :هموت ياعمتو.... شفتي بنت السواق خلته يعمل فيا اية .....
: اهدي ياسالي
قالت بهياج :مش ههدي   .. انا بفكر اقتلها واخلص منها
قالت نجلاء باستنكار : انتي اتجننتي.. تقتليها  وتودي نفسك في داهية
:امال اعمل اية
: تهدي وتشوفي انا هخلصك منها ازاي..... نظرت نجلاء لهاتفها بسعاده قائلة : وهي اللي بأيديها ادتني الخيط اللي هلفه حوالين رقبتها...... رفعت هاتفها تعبث به قائلة : شوفي بقي الشغل المظبوط
.قالت  بنبرة ناعمه : .. ايوة ياجلال... عامل اية؟.....
قال جلال باقتضاب : كويس ياعمتو.... خير
: ابدا يابني كنت بسأل هتوصلوا امتي عشان عاوزة نتجمع كلنا علي العشا... اهو نظبط حاجات عشان فرح صالح
قال بدهشة : نوصل؟!
: اه يابني انت ومراتك... هي زاهي وزين مش معاك
ابتسمت سالي بتشفي وهي تري ابتسامه نجلاء الخبيثة وهي تقول ; مش عارفة ياابني هي خرجت من بدري ففكرت انها معاك   ماان اغلقت نجلاء الهاتف وقد أشعلت فتيل القنبله حتي قالت بخبث : شوفي بقي لما يعرف ان الهانم مستغفلاه وبتقابل أبن خالتها من وراه هيعمل اية 
:وانتي عرفتي ازي انها بتقابله
: مانا بعرف كل تحركاتها من حسن السواق واتصلت بيه من شوية ووقعته في الكلام  .... عرفت انها متصاحبه علي مرات حاتم الريدي وكل يوم تخرج معاها ووصلني دلوقتي انها قاعده مع اللي اسمه عاصم بالصدفه واهو استغليت الموقف...... شوفي بقي هيعمل فيها اية؟ .... واحنا بعيد نتفرج وبس
ارتسمت ابتسامه خبيثة علي شفاه سالي وهي تتخيل غضب جلال المرعب ....!
....... بقلم رونا فؤاد
امسك هاتفه بعصبيه
..... :ناصر المدام فين؟
أطلقت عيناه شرا وهو يستمع لحارسه يخبره بمكانها......
.........
..قال عاصم بنبره الهادئة : زاهي انا مش موافق وخايف عليكي من اللي بتفكري فيه..... انسي الانتقام ده خالص
: لا ياعاصم.... مش هقدر انسي اللي عملوه .... انا لازم ادوقهم تمن اللي عملوه فيا وفي ابويا
: بس جلال اخد حقك
قالت بحدة: فين حقي اللي اخده.... عمل في اخته زي ماعملت فيا... حطها في شقه مع واحد سكران.. رمي ابوه في الشارع وهو بيموت..
جلال مش فارق معاه حاجة غير اني انسي وخلاص
: معذور يازاهي هو برضه مالوش ذنب... وبعدين الراجل عمل اللي يقدر عليه
: مش كفاية عشان اطفي النار اللي جوايا . لازم احرق قلبهم وانتقم منهم
قال عاصم برفض : يا زاهي بلاش يكون كل الكره ده جواكي انتي مش شبههم وبعدين
جلال او غيره استحاله  يعمل كدة في اخته وابوه فبلاش تحمليه فوق طاقته
: واشمعنا انا اتحملت كل ده.. وبعدين انت من امتي بتدافع عنه
: لازم ادافع عنه وانا شايف انه بيحاول يصلح وانتي اللي رافضه محاولته
هتفت بيأس : مش قادرة ياعاصم.... واقفة في النص ولا عارفة ارجع ولا عارفة امشي قدام.... ابويا واقف بينا
...... نظرات نارية وخطوات متقده تقدمها جلال تجاههم ماان رآها جالسة برفقته
صمتت زاهي بمفاجاه حينما رأته امامها .....
دون قول شئ كان يمسك معصمها بقوة ويوفقها ليتدخل عاصم واضعا يده فوق يد جلال الممسكة بذراع زاهي قائلا بهدوء : في أية ياجلال بيه... سيب ايديها
ابعده جلال بعنف قائلا بتحذير : احسنلك نزل ايدك..... وانتي قومي معايا
التفتت اليه واقفة وهي تقول : في أية؟
قال بحدة وهو يسحبها : قدامي
تجاهل عاصم الذي حاول التحدث اليه وأشار لنعمه الجالسة بركن الأطفال بزين لتتبعهم ليدفعها بغضب بداخل سيارته ويضع زين بمقعده بالخلف و يربط حزامه بأيدي برزت عروقها من الغضب فهي كانت برفقه عاصم...!
.......
دعس علي البنزين بجنون لتقول بخوف.... جلال 
ضغط اكثر علي دواسة الوقود وهو لايري شئ سوي نيران غيرته لترتعب وتصيح فيه بحدة : جلال هدي السرعه...... لم يلتفت لها لتصرخ : بقولك هدي السرعه...... انت اتجننت
التفتت لزين الذي بكي خوفا علي صياحها  لتنظر اليه بغضب وهي تقول : وقف العربية... الولد خايف
دعس المكابح بقوة حينما استمع لبكاء طفله ليتذكر وجوده بالسيارة ...... تحامل علي نفسه حتي وصل الي المنزل
أوقف السيارة بالفناء وحمل زين واعطاه لنعمه التي وصلت برفقه السائق : خدية اوضته
.........
سحبها من ذراعها وصعد بها الدرج بالرغم من مقاومتها ليده ليدفعها بقوة لداخل الغرفة ويصفق الباب بعنف.... هتفت بحدة :اية اللي انت بتعمله ده.... انت اتجننت
امسك ذراعها بقوة مزمجرا : اية اللي انا بعمله ولااللي انتي بتعمليه.....
انتي  ازاي تخرجي معاه من ورايا

هتفت نجلاء بشماته وهي تتنصت لتلك المشاجرة الحاميه
: شفتي شغل عمتك... الدنيا والعه
وهي طبعا  هتعاند معاه وتخرج وتبقي تشوف هيعمل فيها اية...

صاح جلال بغضب مستعر : زاااهي مترديش عليا واوعي تنسي انتي مرات مين
: يعني اية مردش عليك وانت بتقول الكلام الفارغ ده.....
زمجر جلال بغضب اهوج:كلامي هتسمعيه غصب عنك ومن دلوقتي خروج من البيت لوحدك... لا
قالت زاهي باستنكار ; انت هتحبسني.
قال بتهكم : لا اسيبك تقابلي البيه براحتك
قالت بغضب شديد : انت اكيد مجنون.... مين اللي اقابله.. عاصم ده زي اخويا
وهو الوحيد الللي وقف جنبي بعد....... قاطعها بغضب ;بعد ندالتي مش كدة
اشاحت بوجهها : انا مقلتش كدة
سخر بمرارة : طبعا هو اللي وقف جنبك وكتبتي ابني باسمه... والبيه كان جوزك قدام الناس وياعالم كان شايفك ازاي وانتي في بيته سنتين
اتسعت عيناها بعدم تصديق.... انت اكيد اتجننت...
امسك ذراعها وجذبها اليه هاتفا بغضب مستعر : لازم اتجنن وانا بفكر كان بيشوفك ازاي.... بيفكر فيكي ازاي... وانتي في بيته وقدامه وبتتحامي فيه
اغضبتها كلماته فهتفت باندفاع : والله انت اخر واحد يلومني بعد ماصدقت اللي ابوك قاله عني وسبتهم يرموني في الشارع وانا حامل في ابنك.... المفروض تشكر عاصم ان عمل اللي انت عجزت عنه وحماني من المصير اللي رماني فيه ابوك واختك.....
........
.....
قاسية كلماتها كقسوة قلبها..... جرحت قلبه ومزقت رجولته وهي تقول تلك الكلمات التي لامت نفسها علي التفوه بها ولكن دون ارادتها نطقت بها.......

قالت ليلي بلوم وهي تحادث زاهي بالهاتف  :بس انتي جرحتيه  اوي يازاهي
: وهو وأهله جرحوني
: انتي مصممه وتحطينه في نفس الكفه معاهم ليه
: لو كان سابني ابعد مع ابني مكنش، هيحصل كدة ولا كنت هجرحة ولا اجرح نفسي
: عمرك ماهتعرفي تعيشي بعيد عنه... انتي بتحبيه وبعد ماسمعتي كلامه مع باباه واخته ومبقاش في سبب تبعدي عنه بقيتي خايفة تضعفي عشان كدة جرحتيه عشان يبعد هو
تنهدت زاهي وقد قالت ليلي ماتشعر به لتكمل: لية يازاهي حارمه نفسك من الحب والسعاده
قالت بشجن : عشان مينفعش ابقي مبسوطة ودم ابويا في رقبتي
:الأعمار بيد الله
:ونعم بالله... بس هما السبب..... انتقم منهم بعدين ارتاح واقدر اعيش...

...
.... بقلم رونا فؤاد
هل حانت اللحظة التي تمنتها....!
سألت زاهي نفسها وهي تتلفت حولها بينما تتسلل في الظلام خلف تلك المخازن حيث بضاعه شركة سالي التي وصلت من الميناء، وانهي الرجال تحميلها.....
نظر اليها شعبان ذلك الرجل الذي كلفته والده ليلي بأن ينفذ أوامر زاهي قائلا: خلاص ياهانم كله جاهز..... ننفذ.... ؟
اومات له ليبدا بسكب البنزين بكل ركن بتلك المخازن قبل ان تشعل عود الثقاب وتلقيه .....!
انعكست النيران بعيونها التي لمعت بها كل مافعلته تلك الحقيرة بها......!!
ارتجفت بخوف حينما تسللت عائدة من البوابة الخلفيه ووجدت سيارة جلال تدلف للفناء.... انه عاد باكرا الليلة لسوء حظها بالرغم من انه بعد حديثهم الاخير لايعود قبل الفجر وبمجرد ظهور اشعه الشمس يغادر حتي لايلتقي بها.... كانت تشعر بوجع لرؤيته بتلك الحالة ولكنها كانت تنتظر ان تنهي انتقامها قبل ان تترفق به وبقلبها الملتاع بحبه......!
اسرعت تركض للغرفة وتدخل للحمام مسرعه وتوصد الباب خلفها.... بألم شديد خلعت سترتها لتري ذلك الحرق الذي اصاب جانب كتفها وعنقها حينما لم تنتبه لطرف وشاحها الحريري وقد أمسكت به السنه النيران.....! لم تكترث وقتها حينما وجدت شعبان يجذب الوشاح ويلقيه بعيدا صائحا :حاسبي يامدام.... بالفعل لم تشعر بشئ سوي لذه الانتقام....!
تألمت بشده من ذلك الحرق وهي تقف أسفل المياة ولكن لهيب قلبها انطفيء وهي تتذكر انتقامها من تلك الحقيرة ......
بألم شديد عضت علي شفتيها حينما لامس رداء الحمام كتفها الأحمر من أثر الحرق ولكنها تحاملت علي نفسها لتبدو طبيعيه وهي تخرج الي الغرفة لتتقابل عيناها بعيون جلال الذي دخل لتوه لحظة قبل ان يبعد عيناه عنها....!!
عده دقائق وكان انهيار سالي ينعكس بعيون زاهي التي وقفت اعلي الدرج تنظر اليها وهي تبكي وتصرخ حينما علمت بماحدث....
نظرات بارده تلقتها سالي من جلال الذي عاد للغرفة بعدم اكتراث لرجاءها بأن ينقذها من تلك الورطة.....!!

تقلبت زاهي بحرص تحاول عدم ملامسه كتفها المحترق للوسائد ولكن عبثا لتتألم ملامحها بشده وتطلق انين مكتوم استمع آلية جلال النائم بطرف الفراش ليستدير تجاهها  ينظر الي وجهها الممتقع من الألم الذي تجاهد لاخفاءه... مالك؟
هزت راسها : ابدا... مفيش..
استدارت الجهه الاخري تهرب من عيناه ولكنها صرخت بألم شديد حينما اشتدت ملابسها فوق كتفها..... اعتدل جالسا وقطب جبينه بقلق يتفحص ملامحها : مالك يازاهي ... اية اللي بيوجعك
وضعت يدها علي كتفها قائلة بصوت متهدج من الألم : كتفي
بدون تفكير كانت اصابعه تمتد الي ازرار بيجامتها يفتحها ماان رأي بداية ذلك الاحمرار الشديد بجانب عنقها من فتحة الملابس
عقد حاجبيه وهو ينظر لجلد كتفها الأحمر الملتهب بقوة قائلة : اية اللي حصل ؟
قالت بتعلثم تحاول إيجاد كذبة  : ابدا... دي... دي.. الببرونه السخنه بتاعه زين وانا بجهزها وقعت عليا غصب عني
:قومي البسي هاخدك للدكتور
هزت راسها : لا.. لا انا هبقي كويسة
قال وهو يشدد علي كلماته : قلت قومي....
ظلت مكانها لتجده يقوم من الفراش ويدخل لغرفة الملابس يعبث بملابسها الي ان يعطيها تلك السترة القطنيه الفضفاضة قائلا : البسي دي....
اولاها ظهره ودخل ليرتدي تيشرت وبنطال علي عجل عائدا اليها... كانت تحرك كتفها برفق تدخل يدها بالستره لتشهق حينما وجدت يداه تساعدها لتلبس وتمتد الي الازرار يغلقها لها قبل ان يتناول مفاتيح سيارته وينزل وهو يمسك بيدها... قالت بتردد : بس زين لوحده
قال وهو يكمل طريقه للسيارة : معاه نعمه... وقلتلك قبل كدة متخافيش محدش يقدر يقربله....
........
قالت سالي بانهيار
: عامر انت لازم تعوض خسارتي
قال عامر ببرود : وانا مالي
: انت جوزي وحقي انك تصرف عليا
قال بجمود : جوزك و اصرف عليكي طبعا بس اديكي فلوسي تضيعيها علي مشروعك الفاشل.... انسي
قال كلماته وخرج للشرفة يدخن سيكارة ينفث فيها غضبه من كل شء
لماذا تزوج لفتاه مثلها في وجود مثيلات علياء
......! قفز قلبه الملتاع اليها شوقا بعد إغلاقها كل السبل بينهما ورفضها الرد علي مكالماته او مقابلته.... كيف وهو رجل متزوج... مبادءها لاتسمح لها... حتي وان سمح قلبها الذي دق له... ولم تصدق بوجود أمير لقصتها الخرافيه..!
...

قال جلال بغضب في موظفه الاستقبال بالمشفى ; قلت دكتورة.. اييية مبتفهميش
قالت الفتاة بتعلثم : يافندم انا بحاول اطلب دكتورة امتثال بس للاسف مش بترد والموجود في الطواريء دكتور
فتح فمه ليتحدث ولكن اسرع دكتور عثمان مدير المشفي تجاهه باعتذار ; جلال بيه متاسفين علي التأخير... دكتورة ايمان وصلت وفي انتظار الهانم
نظرت اليه زاهي بلوم وهي تري مافعله وقد قلب المشفي راسا علي عقب بعصبيته علي العاملين ... لتقول بخفوت ; انت هتمشي الدنيا علي مزاجك
... دكتورة اية اللي هتبقي موجودة الساعة اتنين الفجر
التفت اليها قائلا بنبرته المتملكه الغيورة بجنون لا يخفت: امال اخلي دكتور يلمسك
زمت شفتيها : اديك قلتها... دكتور.. يعني بيشوف شغله مش بيلمسني
فتح باب غرفة الكشف هامسا بجوار اذنها : متجننيش يازاهي ومتنطقيش الكلمه دي تاني.... محدش يقدر يلمسك غيري
اندفعت الدماء لوجهها من نبرته الرجولية وكلماته التي تعنيها نظره عيناه لتبتلع لعابها بتوتر وتتقدم لسرير الكشف.....
كانت نظراته ثاقبه والطبيب تفحصها بشك : انتي متأكدة ان الحرق ده من حاجة سخنه
قالت بتعلثم ; اه
اومات لها الطبيبة بينما نظر اليها جلال لحظة قبل ان ينظر للطبيبة التي تدون بضع أدوية قائلة : الحرق طبعا هيفضل مؤلم يومين... هكتب مسكن وكريمات تتحط بانتظام عشان يروح من غير مايسيب أثر
وياريت تحاولي تسيبي كتفك مكشوف عشان الجرح ميلتهبش....!
......
..

اية رايكم وتوقعاتكم
لية مش بتتكلموا عن الأحداث وتتناقشوا فيها معايا .... ؟
زاهي صح ولا غلط مع جلال
علياء مش هتقبل عامر

اقتباس
لامست اصابعه ظهرها العاري وهو يدلك لها الكريم ... يشتاق اليها ولكنه لن يفرض نفسه عليها مجددا... انتقمت من اخته هو يعرف ويتظاهر بأنه لايعرف شيء لعل لهيب الانتقام يخبو بقلبها...
بقلم رونا فؤاد
.......
...

Continue Reading

You'll Also Like

268K 23.9K 127
لا السيف يفعل بي ما انت فاعله ولا لقاء عدوي مثل لقياك لو بات سهم من الاعداء في كبدي ما نال مني ما نالته عيناك
3.4M 175K 39
الحُب لا يجمع المُتشابهين ، الحُب يجمع المُختلفين فقـط ، كأثنان بـينهُما فارق العُمر ، أو أحدهُم يعشق الإهتمام ، وأخر يحتويه البُرود ، أو قد تغيـر ن...
344K 16.7K 30
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
1M 83.7K 77
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...