قد زارني حب (مكتملة)

By Sarah_M_29

495K 29.4K 12.1K

"كانت ترى هذا الحب الذي تكنه له كتلك التفاحة التي أخرجت آدم من الجنة.. خطيئة ولكن تستحق!" وكعبارتي المعتادة و... More

~ البداية ~
~ اختفاء ~
~ رامي ~
~ صدمة..~
~ كنت قد أحببته..~
~لقاء..~
~ ما خلف الكواليس..~
~ خيبة..~
~ لمسة حب..~
~ اسرار..~
~ أزمة حب ~
~ تناقضات عاشقين ~
~ آمال تلوح في الافق ~
~ غيرة..~
رجعتتتت
~ وما بين حب وحب ~
~ خيبة مشاعر ~
😑بارت بالطريق
~ شبه سعادة ~
فد سؤال
~ نصف حقيقة ~
~ نصف الحقيقة الاخر~
سعاد
~ أمّر الخسارتين ~
بارت بالطريق ي جدعان
~ النهاية ~
~ الخاتمة ~

~ حقيقة...~

17.6K 1.2K 237
By Sarah_M_29

" وسلام على الذين أستبدلوا وجع التشبث بوجع التخلي "

_ مقتبس _

                  **********************

(قبل ستة شهور)

كانت مرام تجلس على سريرها.. متشحة داخل سواد كئيب وتحضن بين يديها صورة ابيها الذي حضرت للتو من مراسيم دفنه.. رفضت التحدث مع أحد ، ولا حتى والدتها،.. رفضت أن تتناول أي شيء منذ مساء البارحة.. كانت تجهش بالبكاء فقط وكأن هذا سيعيده إليها..

قطع بكائها صوت رنين هاتفها.. سحبته من جوارها وشاهدت رقم غريب.. رفعت السماعة وهي لا تعرف من يكون على الطرف الاخر فردت برسمية ..سمعت صوته.. نبرته.. لم تميزه بالبداية وهو يسألها:

- انسة مرام؟!

-أجل.. تفضل؟!

ولكنها أدركت المتصل على الفور حين قال :

- كنت أتمنى أن أقول آسف لخسارتكِ.. لكني سأكون كاذباً.. أنا سعيد لموته..

ردت بتفاجئ وارتباك:

- رامي؟!

نظر نحو البطاقة المهترئة التي بين يديه وقال:

- لا زلت أحتفظ ببطاقتكِ التي تركتها على مكتبي قبل خمس سنوات.. لأصارحكِ القول لم اظنكِ تحتفظين بذات الرقم للان، ولكن قلت لأجرب حظي لعله يبقى بجانبي ويتمم سعادتي الى نهايتها.. فيومي يستمر بالتحسن من الجيد الى الافضل منذ أن سمعت خبر وفاته..

عصرت عينيها بألم فتساقطت ما تحوي من دموع وقالت بقهر:

- لم أؤذيك في يوم يا سيد رامي.. لذلك لا داعي لأن تكون حقير معي بهذا الشكل.. هو بالنهاية أبي.. أن لم يؤثر بك موته فقد أثر بي بغض النظر عمّا تدّعي أنه ارتكبه بحقك، هو سيبقى في النهاية أبي.. وفي الوقت ذاته لا ذنب لي بما فعل هو أو هما..

- لا يا انسة مرام.. يبدو أنكِ لا تفهمين ما يحصل وما يجب أن يحصل..

أكمل بذات نبرته الهادئة:

- عندما تلعبين الشطرنج ويسقط الملك.. ستسقط كل حاشيته معه.. الجنود،القلاع، الفيلة... كل شيء سيسقط معه حتى وأن لم يرتكب خطأ بل وحتى لو ظل مسالماً وبقي واقفاً في مكانه فهو سوف يتحمل غلطة الملك.. ملكهم هم!

ثم أستأنف:

- هذه هي الحياة الواقعية انسة مرام.. اهلاً بكِ بها!

ثم أغلق الهاتف قبل أن يسمع منها أي رد!

                         **************

(الوقت الحالي)

عجز الثلاثة في لحظتها على أن ينطقوا بأي تعليق يلائم ما حصل.. فهذه التي من المفترض أن تكون مجهولة أصبحت فجأة ذات صلة بهم وهي تتعرف على رامي!

نظرت ندى بتشكيك نحوه وهي تقول بنفاذ صبر:

- رامي.. قل لنا الحقيقة!

فرد هو بنفاذ صبر مماثل وسخط:

- أمي ما الذي أصابكِ؟ هل سأكذب عليكم لو كنت أعرفها؟ أقسم بالله إني لا افعل.. وحتى وأن كنت أفعل فانظري الى وجهها حتى اهلها سيصعب عليهم التعرف عليها مع هذه الكدمات!

- إذاً هل تريد اقناعي أنك وجدتها هكذا بالصدفة وسط الشارع وفجأة اتضح أنها تعرفك ليكون أسمك اول ما تقوله حين تراك وهي بهذا الوضع المزري.. رغم أنها ليست بكامل وعيها ومع ذلك تعرفت عليك!

- الى ما تحاولين الوصول بالضبط؟

-أسمع.. أنا متأكدة أنك لم تؤذيها بأي شكل من الاشكال.. ولكن أن كنت تعرفها وتحاول اخفاء هويتها فمن الافضل أن تخبرنا بكل شيء.. لقد تورطنا وانتهى الامر فدعنا نعرف على الاقل ما يحصل!

نظر بعدم تصديق وتعجب مما تقوله امه نحو اخته ثم هز رأسه بيأس وخرج من الغرفة من دون تعليق فقالت رزان بملامة:

-أمي.. أنتِ تعرفين أخي جيداً.. من المستحيل أن يكون متورطاً بأي شكل بهذه الحادثة.. وأن كان كذلك فمن المستحيل أن يورطنا معه.. صدقيني ما حصل مجرد صدفة وحين تستيقظ الفتاة سنفهم كل شيء منها..

تنهدت بقلة حيلة ولم ترد بشيء على رزان بخصوص هذا الأمر بل سألتها:

- بخصوص هذه المسكينة.. ما الذي حصل بالضبط عندما استيقظت؟ هل ستفعل هذا بكل مرة تستيقظ؟

- هذا يحصل مع نسبة كبيرة من المرضى الذين يواجهون حوادث مشابهة.. أنها صدمة ما بعد الحادثة.. لم يستوعب عقلها بعد أنها خرجت من ذلك المكان واصيبت بالتشوش ما بين اخر صورة تتذكرها وما بين ما استيقظت لتجد نفسها به.. تحتاج الى بعض الوقت.. سأقوم بحقنها بالمسكنات والمهدئات الى أن تلتئم جروحها وتستعيد شي من صحتها وقوتها.. فأن استيقظت بكل مرة بهذه الحركات العنيفة وهي مصابة بهذه الرضوض ستؤذي نفسها..

ثم استرسلت من غير أن تترك مجال لأمها بمواجهتها بسؤال آخر:

-واذهبي وتحدثي مع اخي امي.. ليس سهل اتهامكِ له..

فردت ندى بعصبية:

- أنا لم اتهمه بشيء يا رزان..

- أعلم أنكِ لم تفعلي.. ولكنه فهم قصدكِ بصورة آخرى.. لذلك من الافضل أن تتحدثي اليه..

سكتت ندى على مضض واقتنعت بوجهة نظرها الصائبة مما دفعها الى التوجه نحو غرفة ابنها لتتحدث اليه قليلاً وتهون عليه القلق الذي يعيشه بينما سحبت رزان الكرسي وجلست بجوار سرير مرام وهي تحدق بوجهها بعمق وبعدها تنهدت بحيرة وهي تقول:

- ما هو سركِ؟!

وعادت لتزفر انفاسها بتعب وهي تفرك صدغها الذي تشعر بنبضات قلبها داخله من شدة الألم.. فتحت عينيها على نغمة الرسائل القصيرة على هاتفها.. سحبته من جيبها لتجدها من فادي:

- "كيف حالها؟!.. وحالكِ أنتِ؟"

تبسمت ما أن قرأت أسمه وبدأت بمراسلته:

-" أنا بخير لا تقلق بشأني"

- "وهي؟!"

-"الأمر أصبح أكثر تعقيداً.."

ما أن قرأ رسالتها حتى اتصل على الفور وما أن سمع صوتها حتى سألها بقلق:

- ما الذي حصل؟!

نفخت ما بفمها من هواء يعبر عن مدى حيرتها وقالت:

- لا أعلم كيف أشرح لك الأمر.. ولكن الفتاة استيقظت وهي بحالة رعب وفزع وليست واعية عمّا تفعله أو تقوله مما اضطرني الى حقنها بمهدئ.. ولكن..

- ولكن ماذا؟!

- رامي كان واقفاً بجوارها حين بدأت تفقد وعيها..

- إذاً..؟!

- الفتاة تعرفت عليه يا فادي.. لقد نطقت أسمه قبل ان تفقد وعيها!

فرد بتفاجئ:

-ماذا؟!.. ورامي؟ هل يعرفها؟

- لا.. الى الان لا يتذكرها ولا يتذكر أنه قد يعرفها!

-غريب حقاً..

- للأن لم نستوعب ما يحصل.. لعلها حين تستيقظ تعطينا الاجابات المناسبة..

- دعيها ترتاح هذا اليوم..

-وهذا ما فكرت به ايضاً... أن أبقيها نائمة اليوم وغداً لتخف الآم جسدها ولترتاح قليلاً وتخرج من حالة الصدمة التي تعيشها..

- اسمعي.. أن أحتجتِ أي شيء اتصلي بي على الفور دون أن تتردي وسأحضر في الحال..

- أعرف أنك ستفعل..

- انتبهي لنفسك حبيبتي.. واتصلي بي كلما سنحت الفرصة..

- حسناً عزيزي.. سأذهب لارتاح قليلاً قبل أن تستيقظ مرة آخرى..

ثم انهت المكالمة وتناولت بعض المسكن لألم رأسها وذهبت لتخلد الى النوم بعد أن أوصت امها بإيقاظها أن نامت لأكثر من ساعتين لتجدد المهدئ لمرام وتبقيها نائمة

نالت رزان القسط الكافي من النوم واستيقظت لتجد ان مرام لا تزال داخل غيبوبتها دون أن تستعيد وعيها بعد وهذا ما اضاف لها بعض الاطمئنان من أنها ليست بصدد عاصفة جديدة.. وضعت لها نسبة مسكن قليلة داخل المحلول الملحي المتصل بوريدها لتخفف أوجاعها فدخلت أمها في هذه الاثناء لتبادرها رزان بالسؤال:

- لِما لم توقظيني يا أمي؟

- كنت أراقبها ولم يكن يبدو عليها أي من علامات الوعي لذلك ما الفائدة من حقنها بهذه المهدئات؟

انتبهت رزان على ملابسها فقالت:

- هل أنتِ خارجة نحو مكان ما؟

- سأذهب لأحضر لها بعض الملابس بدل هذه الملوثة بالدماء.. سيأخذني رامي..

-ماذا إن زارنا أحدهم؟

- لا تفتحي الباب لحين رجوعنا..

- حسناً.. حاولوا أن لا تتأخروا!

أومأت ندى موافقة ثم خرجت من الغرفة بينما جلست رزان على الكرسي تحدق بوجه مرام الذي يغط بالنوم بسلام تام وليس وكأنه غارق داخل كل هذه الكدمات والاوجاع.. جسد ضئيل تختبئ خلفه الكثير من الاسرار الذي لم يكتشفها أحد بعد.. وربما ولا حتى مرام بنفسها تعرفها!

مر ما يقل عن الساعة ورزان ساكنة على ذات الكرسي ولم يزعزع هذا السكون سوى تحرك ملامح مرام وانقباضها قليلاً دليل على بدأ استيقاظها.. اسرعت رزان نحو الحقنة لتملأها بالمهدئ تحسباً لرد فعلها التالي.. وضعت الحقنة جانباً واقتربت منها بحذر تمسح على شعرها برفق وهي تقول بصوت منخفض جداً وكأنها لا تريد أفزاعها:

-هل تسمعيني عزيزتي؟

فتحت مرام عيناها بتروي وكانتا تبدوان ناعستين جداً ولكنها فجأة فتحتهما على اوسعهما وهي تستعيد رشدها وقبل أن تنهض جالسة أمسكتها رزان من كتفيها وعادت لجعلها تستلقي على الفراش وهي تقول:

-اششش اهدأي حبيبتي.. انتِ مصابة بكدمات كثيرة وحركتكِ المفاجأة ستؤذيكِ!

فقالت مرام بخوف وتوتر:

-أين أنا؟

فردت رزان بذات النبرة المطمئنة:

-انتِ بأمان لا تخافي!

طرحت الاخرى انفاسها المرتجفة وكرد فعل لا تسيطر به على نفسها بدأت بالإجهاش بالبكاء القوي وهي تستذكر ما حصل لها فعلاً.. استمرت رزان بالمسح بهدوء على شعرها وهي تقول:

- لا بأس حبيبتي.. كل شيء انتهى!

فحركت رأسها نافية وهي ترد بألم:

- لم ينتهي.. لقد بدأ للتو!

- ماذا تعنين؟

فنظرت لها بملامح مرعوبة وهستيرية:

- أين وجدتني؟ كيف وجدتني؟ من أحضرني؟ من كان معي حين وجدتني؟

فردت رزان بارتباك مع هذا الكم الهائل من الاسئلة:

- حسناً.. لست أنا من فعل.. في الحقيقة أخي هو من وجدكِ..

وكأن رزان تذكرت ما حصل حقاً ما حدث فور أن أنهت هذه العبارة فقالت بشيء من التعجب:

- وعلى ذكر أخي، فالمثير للاستغراب إنكِ تعرفتِ عليه حين استعدتِ وعيكِ للحظات في المرة السابقة..

ضيقت مرام ما بين حاجبيها بعدم فهم وقالت:

- ماذا؟ من يكون أخيكِ؟

-أسمه رامي... رامي عصام.. هل يبدو مألوفاً لكِ؟

ما أن ذكرت رزان أسمه حتى توسعت عينا مرام على اوسعهما وانفرجت شفتيها عن بعضهما فقالت رزان فوراً:

- من ردة فعلكِ يبدو إنه معروف بالنسبة لكِ وليس مألوفاً فقط!

- هل تعّرف هو عليّ؟

- لا.. لم يبدو كذلك.. لماذا؟.. من أين عساكِ تعرفينه ؟

طرحت انفاسها كما لو كانت تبدو مرتاحة لسماعها شيء كهذا مما زاد من شكوكيات رزان أكثر ولكنها رغم ذلك قمعت فضولها وانتظرت عودة امها ورامي لتكتشف هذا الجزء من الحقيقة بحضور رامي فسألتها عن اتجاه آخر بالقضية كان يبدو أكثر اهمية:

- من فعل بكِ هذا؟ هل تعرفيه؟

أومأت مرام بألم وقالت بحسرة:

- شقيقاي..

فردت رزان بتفاجئ:

-ماذا؟!.. لا بد أنكِ تمازحيني!.. لما عسى أحدهم أن يفعل بأخته هذا؟

-أنهما شقيقاي من جهة أبي فقط

- وهل هذا يعتبر مبرر؟

- لا.. ليس كذلك.. ولكن ربما يخفف حدة الصدمة قليلاً

- لِما سيفعلان هذا؟

- في الحقيقة.. ليس لدي أي فكرة.. كل ما أعرفه أن هنالك أوراق يصرون عليّ لتوقيعها وحين رفضت هذا ما حصل!

- ماذا عن أبيكِ؟ ألا يعلم بشأن هذه الاوراق؟

-أبي مات منذ عدة شهور..

انخفضت نبرة رزان الحادة قليلاً للانكسار وقالت:

-اوه.. أسفة لسماع هذا!

تنهدت مرام بتعب ثم قالت:

-عداكم.. من يعرف بأمر وجودي هنا؟

- فقط انا وأمي وأخي وخطيبي وصديقه.. أنهما من ساعدانا بأمر علاجكِ ونقلكِ للمستشفى لذلك اضطررنا لأخبارهم..

- هل أبلغتم الشرطة؟

- لا ليس بعد.. رفض أخي ذلك بسبب تجربة من الماضي.. هل تريدنا ان نفعل؟

- لا.. من الأفضل انكم لم تفعلوا.. أخي ذو منصب هناك وله عيون كثيرة وكان سيعرف مكاني فوراً ويعثر علي..

ما أن أنهت مرام جملتها حتى سمعتا صوت انفتاح باب الشقة لترتسم علامات القلق ولخوف على وجهها فقالت رزان في محاولة منها لطمأنتها:

-لا تقلقي.. لابد أنهما أخي وامي قد عادا!

لم تدرك رزان لحظتها أن هذا بالضبط سبب الخوف المرسوم على وجه مرام.. عودة رامي!

أخذت نفساً عميقاً واستعدلت جالسة بمساعدة رزان متهيئة لدخول نقاش حاد لا تعرف كيف سينتهي بالضبط.. كانت ندى أول من دخلت الى الغرفة وشي من التوجس مرسوم على وجهها تخشى رد فعل مرام أن تكون كالسابق فقالت بهدوء وابتسامة عطوفة:

-مرحباً يا عزيزتي!

حاولت مرام بجهد أن ترسم شبح ابتسامة فوق وجهها المتعب وردت بنبرة مجهدة:

-مرحباً بكِ سيدتي..

ثم سمعتا تنحنح رامي عند الباب فعدلت فوراً حجابها واخذت نفساً عميقاً يعكس مدى توترها.. دخل ليقع بصره الحاد داخل عينيها المرتبكة مباشرةٍ ليلاحظ بوضوح القلق الجلي عليها من حضوره.. رغم أن هناك شيء مألوف داخل ملامحها – وبالأخص عينيها- ولكنه رغم ذلك لم يتعرف عليها.. القى التحية بملامح جادة فردت عليه بإيماء من غير صوت مسموع فعليا وكأنها تخاف أن يتذكر نبرتها.. سحب الكرسي الخشبي الذي بجوار رزان وجلس عاقداً يديه أمام جسده واحنى جذعه العلوي قليلاً مستنداً بمرفقيه على ركبتيه وكأنه بوضعية بدأ التحقيق وقال:

- هل أنتِ بخير؟!

فردت بخفوت:

- أجل.. شكراً لك..

ففاجئها وهو يسألها قائلاً من غير تردد:

- جيد.. والان هل سنتفق على الحقيقة أم سنتلاعب بالأجوبة؟

نظرن الثلاثة اليه باستغراب وقالت مرام بعدم فهم:

- عفواً؟

فقال من غير أن يشعر بالأحراج أو مداراة مشاعر في هذه المرحلة:

-سأسألكِ، وأنتِ ستردين بصراحة.. فلا أريد أن ألجئ لطرق اخرى لمعرفة الحقيقة غير منكِ انتِ فقط.. بإحضاركِ الى هنا فأنا قد عرضت حياة عائلتي للخطر التام قبل أن نعرف حقيقة قصتكِ ومع ذلك جازفت.. لذلك أظنه من العدل إني لا استحق سماع أي شيء سوى الحقيقة.. أتفقنا؟

اومأت موافقة وهي تدرك ما هي بصدده.. استنتجت اول ما سيسأله وقد كانت محقة في ذلك وهي تسمعه يقول:

-كيف تعرفيني؟. وما هو أسمكِ؟

تباعدت شفتيها عن بعضهما قليلاً ولكنها سرعان ما عادت لتطبقهما مجدداَ تخشى مما سيحصل لو اجابت.. عرفت أنه لا مفر من قول الحقيقة فردت بصوت خافت تتمنى لو أنه لا يسمعها فيقرر تجاهل الاجابة:

- م.. مرام..

ضيق عيناه بنظرة غريبة وكأنه شك بشيء ما ثم قال:

- مرام ماذا؟

قالت وقد دمعت عيناها وكأنها تترجاه بطريقة أو بأخرى أن يكون متفهماً لموقفها وأن لا يعاقبها:

- مرام عادل سيف الدين!

بحركة تلقائية ولا ارادية وضعت كلاً من رزان وندى يداهما على فمهما كرد فعل للصدمة بينما رامي فتح عينيه على اوسعهما وبدأ الشريان الذي في جبينه ينتفخ كما يحصل دائماً حين يغضب وتتحول بشرته القمحية للون الاحمر.. كان شاب غامض نادراً ما ستعرف عنه شيء ولكن الشيء الوحيد الذي يعرفه الجميع هو مدى عصبيته وجديته لا سيما إذا كان الموضوع يخص أسرة عادل سيف الدين!

نهض من مكانه كالملسوع فانقلب الكرسي للخلف وانكمش جسد مرام بخوف ولم تتمكن حتى من ابقاء عينيها داخل عينيه ورفعت كتفيها للأعلى قليلاً وكأنها تحاول صنع حاجز بينها وبينه خوفاً من شرارات غضبه بل وربما حتى من يديه التي ستتطاول عليها بالضرب حسب ظنها!

قال بحدة وهو يكز على اسنانه بغيض:

- لمصلحتكِ أن يكون ما تقولينه كذب ايتها الشابة!

_________________________________________

ما هو تخمينكم فيما سيفعله رامي تالياً؟😈

Continue Reading

You'll Also Like

918K 17.2K 57
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" الذي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
5.3M 156K 105
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
271K 26K 20
تَبدأ حِكايتِنا بَين بِقاع اراضٍ يَسكنُها شَعبّ ذا اعدادٍ ضئيلَة ارضٌ تُحَكم مِن قِبل ثلاث قِوات و ثالِثُهم أقواهُم الولايات المُتحدَة | كوريا الجنوب...
486K 22.2K 34
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...