حب بطعم الانتقام.... بقلم رونا

By Ronafoaud

3.3M 72.7K 4.9K

جمعهم حب وأكثر من الحب ولكن في ليلة ما ظن كلاهما ان الاخر هو من ترك يده وادار ظهره له ليندثر الحب وتنمو الرغب... More

الاول
الثاني
الرابع
الخامس
السادس
السابع
الثامن
التاسع
العاشر
الحادي عشر
الثاني عشر
الثالث عشر
الرابع عشر
الخامس عشر
السادس عشر
اقتباس
السابع عشر
الثامن عشر
التاسع عشر
مناقشة
العشرون
الواحد والعشرون
الثاني والعشرون
اعتذار
الثالث والعشرون
الرابع والعشرون
الخامس والعشرون
الاخير الجزء الأول
الأخيرة الجزء الثاني
الخاتمه
رواية جديدة
رواية جديدة
رواية جديدة
رواية جديدة
روايه جديده
رونا فؤاد

الثالث

138K 3K 168
By Ronafoaud

قبل قليل
امتعضت ملامح سالي التي استمعت لآخر مانطق به جلال لوالده : ارتاح انت... لأني ناوي انفذ طلبك وكل حاجة من اللحظة دي في ايدي....!
تراجعت سالي للخلف ماان رأت أخيها يغادر الغرفة بعيون متقده ووجهه ينفث النيران لتلتفت ناظرة لعامر... في أية ياعامر؟.... اية اللي بيقوله جلال ده
نظر اليها عامر قائلا : زي ماسمعتي من دلوقتي كل حاجة بقت في ايده ..
: يعني اية بقت في ايده ومين اداه الحق ده
هز عامر كافيه ببرود : خالي عمله توكيل بكل حاجة عشان يمسك الشغل لغاية ماصحته تتحسن بس وهو بيعمل كدة مكنش متوقع طبعا ان جلال يعرف الحقيقة
قطبت جبينها باستفهام : حقيقة اية بالظبط؟
: حقيقة اللي عملتوه في البنت اللي كان بيحبها زمان
اتسعت عليها مردده : عرف..!
نظر اليها عامر بعدم رضي... اه..
نظر بشماته لعيونها الزائغة ليكمل : ادعي ربنا بقي الموضوع يخلص من غير مايعرف ان ليكي يد فيه....!
ابتلعت سالي لعابها بتوتر وهي تتذكر فعلتها...!
انها لاتحب جلال كأخت كبيرة فمنذ قدومه وهو مميز دائما ويحصل علي كل الاهتمام لكونه الوريث المدلل لأبيه وهي قد ورثت حب الثروة والمال كأبيها وقد أدركت باكرا مكانه جلال الواضحة كبديل لوالدها لذا جاهدت لابعاده بأي طريقة حتي عرفت ذلك اليوم الذي تشاجر فيه مع ابيها بشأن تلك الفتاة ليزداد حقدها فأن تزوج أخيها تلك الفتاه ستصبح ابنه السائق هي السيدة الاولي لكل شئ لذا شاركت عمتها تفكيرهم الشيطاني ونفذت خطتها كضلع ثالث مع ابيها وعمتها....!
:وبعدين ياعمتو هنعمل اية؟
: لازم نبعد البنت دي عنه باي طريقة...
هزت سالي رأسها وهي تفكر بتلك الدونية....!
فقد استدرجت زاهي ذلك اليوم بحجة ان جلال بانتظارها ومريض لتصعد الي المنزل الذي كانت تلتقي فيه معه بلا تفكير ولكنها تفاجأت بذلك الشاب المترنح من أثر السكر هو من بانتظارها وليس جلال...!!
مصير مجهول رتبته لها سالي بقلب بارد
تفاجأت زاهي بذلك الشاب يتجه نحوها لتتراجع للخلف وهي تهدر : جلال فين؟
ضحك الشاب عاليا : جلال...!
اقترب منها ورائحة الخمر تفوح منه ليقول بسفاهه : انا وجلال واحد
دفعته بعيدا ماان اقترب منها واستدرات لتغادر سريعا ولكنه امسك بذراعيها : علي فين ياحلوة..... ده حتي جلال سايبك ليا هدية وداع قبل سفره
لم تفكر لحظة بكلمات ذلك الحقير بل بقوة نزعت ذراعها منه وركبته بقوة ليسقط أرضا وساعدها سكره بالاغلب عليه .... واسرعت تغادر وقلبها يرتجف من ذلك المصير الذي رتبته لها تلك الفتاه وقد استطاعت النجاه منه ولكنها لم تكن تعرف بالمصير الأسوء الذي كان بانتظارها لدي نزولها ....
فقبل ان تتساءل عن مانطق به ذاك الشاب بالأعلى كانت قدمها تتسمر علي الارض حينما قابلت عيونها تلك العيون المنهزمة تنظر اليها بخذلان...! انه والدها الذي احضره شريف ووقف خلفه بمنتهى الجبروت و نبرته تشع كراهية وحقد وهو يقول : اهي بنتك يامحمود..بنتك المحترمه كانت فوق مع شاب
انهار العالم بعيون والدها وهو يتطلع اليها تلك النظرات بينما تابع شريف بتأنيب .. مش كفاية مقضياها مع ابني لا وكمان رجاله تانين.... اهي تربيتك ياسي محمود اللي طمرت فيها
انهالت دموعها كالشلال وهي تركض تجاه ابيها وتهز راسها.. لا يابابا.... لا متصدقش انا مش ممكن اعمل كدة....انا هفهمك علي كل حاجة
ابعد ابيها يدها بجفاء وتلجم لسانه وهي ينظر اليها باحتقار لتقول : بابا صدقني انا معملتش حاجة... دي هي... هي اللي اخدتن.... صاحت سالي مقاطعه: اخرسي يابنت انتي....! انا مالي بيكي اصلا ...
: بابا... اوعي تصدق..
قال شريف باحتقار : اوعي يصدق اية.... اخرج من جيبه ذلك الهاتف ليشعه امام ابيها :اهي صور الهانم بنتك مع جلال.....
جحظت عيناها وهي تري صورها برفقته
لتهتف بانهيار : بابا انا وجلال متجوزين... متصدقش اللي بيقوله...
والله متجوزين... انا اه غلطت اني اتجوزته في السر بس والله ماعملت حاجة غلط.... باباااااا.... توقفت دقات قلبها باللحظة التاليه التي سقط بها والدها علي الارض وهو يمسك يقلبه فقد كانت صدمه قاتله له بالفعل .....
بابا....صرخت ببكاء هز أركان تلك المنطقه الهادئة... إسعاف حد يطلب إسعاف
أشار شريف بيده يوقف كامل حارسة الذي اندفع تجاه عم محمود...قائلا : مكانك..!؟
رفعت عيناها الباكية لتري تلك العيون تنظر اليها بتشفي وجبروت ..
حاول كامل التحدث : بس ياشريف باشا
هدر شريف بحزم :اسمع اللي بقول عليه...
توسلته زاهي : ابوس ايدك بابا بيموت...
انحني ناحيتها لينظر اليها تلك النظرة التي لن تنساها طوال عمرها قائلا بمنتهى الجبروت : مايموت....!
نظرت لسالي بعيون متوسلة ولكنها قابلتها بنظرات جبارة مثل والدها : عشان تبقي تبصي لفوق كويس.....
قال شريف :لو قربتي من ابني تاني هفضحك بالصور اللي معايا.... تاخدي ابوكي وتختفي في اي داهية..... ده أن كان فيه نفس تاخديه
بالفعل لفظ محمود أنفاسه الأخيرة بين ذراعيها وسط ذلك الشارع الساكن من كل شئ إلا من صوت بكاؤها....!!
زمت سالي شفتيها وهي تتذكر تلك الليلة ولم يمر خيط اسف واحد تجاه قلبها بل انها متعطشة للمزيد للانتقام من تلك الفتاه التي عادت فجأه لحياتهم وجلال الذي ظنت انها تخلصت منه بسفره....!
قالت بتوتر :وبعدين ياعامر يعني كل اللي عملناه هيضيع
التفت عامر ناحيتها باشمئزاز قائلا : اللي انتوا عملتوه... انا برا المواضيع دي من الاول
قطبت جبينها بغضب : وهو انا بعمل كل ده ليه مش عشان اامن مستقبل ولادنا
هتف عامر بحدة : ولادي مش محتاجين يأمنوا مستقبلهم علي حساب دم ناس... انا كفيل بولادي إنما الثروة اللي انتي طول عمرك بتجري وراها تخصك لوحدك
: عامر..... قاطعها بحدة : يكون في علمك عامر زهق وجاب آخره
: وهتعمل اية ياعامر بيه.... هتطلقني
هز راسه : ياريت اقدر... بس مضطر استحملك عشان ولادي
زمت شفتيها بغضب : والله متشكرة اوي لتضحيتك العظيمه ياعامر بيه اللي مقضيها مع كل واحدة شوية
نظرت اليه وتابعت : ولا تكون فاكرني نايمه علي وداني ومش عارفة باللي بتعمله من ورا ضهري وانا كمان مستحملاه
نظر اليها بعبث ومال تجاه اذنها : ماتعرفي... فاكراني خايف منك... لا ياقلبي انا بخونك وكل يوم مع واحدة شكل
لفحت أنفاسه اذنها وتابع : اصلي بصراحة مش، طايق المسك بقلبك الاسود ده....
نظر اليها بازدراء وتركها وغادر بتضرب الارض بكعب حذائها وتسرع تجاه عمتها لتتحد معها للتفكير بحل لتلك الكارثة ان استولى جلال علي كل شئ....!

.......
......... بقلم رونا فؤاد

خرج جلال من الغرفة تاركا زاهي تطعم ابنها وعقله شارد في تلك الدوامات التي هجمت فجأه علي حياته من كل جانب و اطاحت بكل شئ وقلبت موازين.... فجأه انفتح الماضي بضراوه ليواجهه حقائق مؤلمه وأكثرها الما انه ظلمها... ؟
فجأه انقلب كل شئ... تلك المخادعه التي تركته قبل سنوات وخلفت كل وعودها معه من أجل حفنه من الأموال كما اثبت له والده كانت وقتها تتعرض لأكبر ظلم وقهر علي يد والده...!
حقيقة ظالمه اخري وهي انه لدية طفل لايعرف عنه شئ بل والابشع ان طفله ينادي رجل اخر ببابا.... رجل اخر وضعها تحت حمايته وكان احن عليها وعلي طفلها منه هو...!
..... ،
لقد اكتشف وجود طفله بالصدفه وكان يمكن أن يمر العمر ولا يعلم عن وجود طفله شئ...... انها ظلمته ايضا حينما اخفت عنه امر كهذا... هز راسه لايعرف هل هو من
عصف بها وبحياتها بظلم؟ ام انها من ظلمته بانانيتها لتخفي حقه بطفله وتلاعبت به.. ؟
انه يعرف عن ابيه ما يجعله لايصدقه..!
ويعرف عنها ما يجعلها صادقه بريئة....!
ضم قبضته بقوة وهو يعيد تذكر كلمات عاصم... إن ابيه هددها وصورها وهي برفقته ذلك الاب الذي يمكنه فعل اي شئ ليمنع اقتران اسم عائلته بها يمكنه فعلها بهذه السهوله ...!
لماذا لم تخبره بحقيقة ماحدث... ؟لماذا لم تلجأ اليه ليحميها من والده ومن العالم باكمله.. مازال يجهل الكثير من حقيقة ماحدث... لقد وضعه عاصم علي اول طريق الحقيقية التي لابد وان يسمعها منها هي.....!!
نظر بساعته قبل ان يطرق الباب فقد ترك لها الوقت الكافي لإرضاع طفلها...
ضمت زاهي طفلها اليها بقوة حينما استمعت لتلك الطرقات علي الباب ليتأهب كل انش بها لمواجهته.... فأن عاد لأخذ طفلها فهو حالم ان تركته له....! مازالت تجهل من الأساس سبب هدوئه المفاجيء ولا سبب احضاره الطفل اليها.... ربما بسبب مزاج طفلها الصعب وكثرة بكاوءه فهو لا يتقبل الغرباء بسهوله ولا يكف عن البكاء الا بين ذراعيها او ذراعي عاصم او علياء... فهم عالمه الصغير ولايعرف سواهم لذا ماان رأي احد سواهم يصرخ ويبكي بلا توقف فربما اشفق علي الصغير الباكي واحضره اليها.... نظرت حولها لتمسك بهذا الإطار الزجاجي الموضوع علي الكمود وتقف متأهبه للدفاع عن نفسها وطفلها من بطشه...!
لم يسمع جلال لها رد ولم يعيد الطرق مرة اخري بل أدار مقبض الباب وفتحه...!
نظر الي ارجاء الغرفة ليراها قد تراجعت لاحد الزوايا تضم طفلها اليها وتنظر اليه بنظرات مغموسة بالشراسه وهي تحمل قطعه الزجاج ...!
كانت خائفة منه علي طفلها يقرأ هذا بعيونها ولكنها حولت خوفها لقوة وشراسة ستواجهه بها ....!
يعرف ان لديه طريق ومواجهه طويلة معها ولكن ليس بيده شئ سوي الهدوء بعد ان غضب عليها بتلك الطريقة وجعلها تخاف منه....
تقدم ناحيتها بخطي هادئة وترت كل عصب بها ليتوقف امامها ينظر الي الصغير متساءلا بهدوء : نام..؟ !
خفضت عيناها تجاه طفلها الغافي علي كتفها وعادت لتنظر اليه مجددا لتقول بشراسه ماان مد يده تجاه الصغير : متقربش منه
نظر لعيونها ولتراجعها ليقول بنبره مطمئنه : سيبي اللي في ايدك دي عشان متتعوريش ومتخافيش
ظلت قابضه علي قطعه الزجاج بيدها ليقول بهدوء وهو ينظر لعيونها : بقولك سيبيها ومتخافيش يازاهي....!
نطقه باسمها بتلك النبرة بعد كل تلك السنوات جعلت تلك القشعريرة تسري بجسدها وتجعل أنفاسها تضطرب ليخطو خطوة اخري مقتربا وهو يقول : انا هاخده اوضته
هزت راسها وتراجعت خطوة اصطدمت علي اثرها بالحائط خلفها قائلة بنفي : ابني هيفضل معايا
قال بهدوء جعلها تتوجس من سببه : ماهو هيفضل معاكي بس احنا لازم نتكلم ومش هنعرف وانتي شيلاه كدة
خليني اخده... قاطعته وهي تبعد يده التي امتدت نحوها : مفيش بينا كلام...
نظر لعيناها قائلا : في بينا كلام كتير.... انا عاوز اعرف كل اللي حصل ...
ابتسامه ساخرة ارتسمت علي شفتيها وكأنه لايعرف....!
ألم يتركها هدية وداع لصديقه..!ألم يصورها وهي برفقته.. ؟!
عن أي حقيقة يتحدث وهو جزء، منها
قالت وهي تشيح بوجهها : وانا مش عاوزة اتكلم في حاجة دلوقتي ... انا عاوزة امشي من هنا
: تمشي تروحي فين؟
:بيتي
قال بتأكيد : بيتك بقي هنا
رفعت عيناها نحوه بنظرة متهكمه : فعلا...!ده علي اي اساس ياجلال بيه.... انت ناسي كلامك ليا من شوية
: كنت فاهم غلط....
نظرت اليه ليرفع يداه : هاتي الولد اوديه اوضته...وخلينا نتكلم
هزت راسها باصرار : لا... محدش هياخد ابني... ومش عاوزة اتكلم معاك في حاجة
زم شفتيه وبدأ صبره ينفذ ولكن حقها بعد ذلك اليوم الضاري ان ترتاح لعل بالغد يستطيعون التحدث بهدوء
ليهز راسه بعد لحظة من التفكير قائلا:ماشي يا زاهي
عقدت حاجبيها ناظرة نحوه لتجده ينظر نحوها ولكن عيناه القاتمه لاتفصح عن مكنونات صدره...!
نظرت اليه ليمد يده تجاه الطفل قائلا : هاتيه
كانت على وشك الرفض حينما قال بحزم وهو ياخذ الطفل من علي كتفها بينما بيده الاخري ينزع القطعه الزجاجه من قبضتها ويلقيها قائلا : تعالي عشان تطلعي اوضتك ترتاحي معاه
صعدت خلفه وضربات قلبها تضطرب مع كل درجة لاتفهم شئ.... لماذا هذا الهدوء بعد تلك العاصفة .... انها تخاف ولاتدري ماذا يخبيء لها ولكنها مضطره للانقياد خلفه لان طفلها بيده.... فتح ذلك الباب الخشبي الانيق لغرفته ليضيء الانوار ويدخل ناظرا اليها لتتبعه الي داخل تلك الغرفة ذات الألوان الزاهية... ظلت واقفة بجوار الباب تنظر اليه وهو ينحني واضعا الطفل بوسط الفراش الوثير....
توجهه ناحيتها قائلا : هخلي الشغالة تطلعلك العشا... نامي وارتاحي عشان الصبح هنتكلم
لا تعلم هل يهددها او يملي عليها اوامره لاتعرف شئ سوي انها تريد أن تغادر ذلك المنزل هي وطفلها بأسرع وقت.....
ماان خطي بضع خطوات للخارج حتي توقف مكانه حينما استمع لصوت المفتاح وهو توصد الباب... انها لا تأمنه وخائفة منه ..! وحقها فقد كان كالثور الهائج اطاح بكل شئ بقوة غاشمه..
بعد دقائق رفضت فتح الباب للشغالة التي صعدت بالطعام قائلة : مش عاوزة حاجة
هز رأسة وأشار لنعمه بالانصراف تاركها لراحتها
دخل للغرفة المجاورة ليخلع سترته ويلقيها علي طرف الفراش متهاويا بجوارها علي ظهره ناظرا للسقف العالي...!
ماذا يحدث وماذا حدث وماذا وماذا... الالاف الأسئلة انطلقت براسه بلا هواده لم يوقفها سوي تلك الملامح التي فجأه غزت عالمه....! ليتكيء علي جانبه شاردا بها...!
تلك الجميلة الناعمه التي كان يحبها بجنون منذ أن وقعت عيناه عليها.......
لقد امتلكت قلبه وتغلغلت بكيانه بالرغم من كثرة النساء حوله الا انها الوحيدة التي اسرت قلبه وهي الوحيدة ايضا التي استطاعت تحطيم قلبه بجداره... ليتذكر اخر لقاء لهما لقد كان يشتعل غضبا بعد مشاجرته مع والده الذي رفض زواجهم رفضا قاطعا وهدده بحرمانه من كل شئ.... : وانا مش، عاوز منك حاجة..
قطب شريف جبينه ; يعني اية..؟
قال جلال وهو يخطو للخارج : يعني اشبع بفلوسك...بس زاهي انا هتجوزها مهمها عملت
امسكه شريف بقوة : علي جثتي اسيبك تتجوز بنت زي دي...
نزع جلال يده من يد ابيه : وانا مش هتجوز غيرها....
.. جلال... جلال
اندفع خارجا غير مبالي بنداء والده الذي ارتمي علي مقعده يلتقف أنفاسه فقد ظن ان تهديدة سيجدي نفعا ليتفاجيء ان ابنه ازداد عناد....
دخلت اليه اخته نجلاء وعلي وجهها ملامح الامتعاض : وبعدين ياشريف هتسيب ابنك يربط اسم عيلتنا ببنت السواق
حل ربطة عنقه قليلا قائلا : وعاوزني اعمل اية؟... هددته احرمه من كل حاجة ولا فرق معاه... ماانتي عارفة جلال عنيد وعمره ماهيرجع في قراره
رفعت حاجبها قائلة بتفكير : يبقي نبعد البنت دي عنه باي طريقة
نظرت الي أخيها وكلاهما ترك العنان لتفكيره الشيطاني لتقول نجلاء ; خلي بس انت حد من رجالتك يراقبها ويعرف تحركاتها ونقرر بعدها...
........ اسرعت زاهي بضع خطوات تخرج من الجامعه حينما اتصل بها جلال يخبرها انه بانتظارها بالخارج..
نظرت لملامح وجهه قائلة : اية ياحبيبي مالك؟
تحرك بالسيارة دون قول شئ لتجده يتجه الي ذلك المنزل الذي يلتقيان به منذ أن تزوجها قبل شهران ولكنها طلبت منه أن يتوقفا عن الالتقاء سرا حتي اعلان زواجهم فهي بكل مرة تكون معه وتعود لتري والدها يجتاحها ذنب رهيب وتقرر الا تقابله ولكنها تتراجع بكل مرة بسبب ضعفها امام حبه ....
التفت اليها وهو يري ترددها بينما قالت وهي تخفض عيناها : جلال احنا مش قلنا مش هنتقابل هنا تاني
امسك بيدها واجتذب عيناها لتنظر اليه قائلا: محتاجك يا زاهي
...... : مالك ياحبيبي في أية.. ؟
نظرت لعيناه قائلة : انت اتخانقت مع باباك
بسببي مش كدة.....انا عارفة انه مستحيل يوافق علي جوازنا
هز راسه واسند ظهره للخلف وجذبها الي حضنه قائلا وهو يقبل راسها : موافقته مش فارقة معايا في حاجة
رفعت راسها نحوه لينظر لعيونها قائلا: هاخدك ونسافر أمريكا... خالي عايش هناك وهبدا بالفلوس اللي معايا شغل صغير وهنعيش كويس
نظرت اليه بغصه حلق : هتسيب عيلتك بسببي...
هز راسه وجذبها لصدره : انتي عيلتي وكل حاجة ليا...
وضع وجهها بين يديه قائلا : انا بحبك يازاهي ومش عاوز حاجة غير انك تكوني جنبي
نظرت لعيناه بعيونها التي اغروقت بالدموع وهي تقول : وانا كمان بحبك ياجلال.... بس انا خايفة.... باباك مش هيقبل ابدا حاجة زي دي
:قلتلك مش فارق معايا رأيه في حاجة.... زاهي انا مش عاوزك تخافي من اي حاجة طول ماانتي معايا..... انا هفاتح عم محمود في موضوع جوازنا وهقنعه انه يسافر معانا
قالت بتعلثم : بس.... يعني انت هتقوله اننا متجوزين
: لا طبعا... ولو علي كتب الكتاب هقوله اننا هنكتب العقد في السفارة..
ضمها اليه ومرر يداه علي شعرها الحريري هامسا : سيبي كل حاجة عليا ومتفكريش في اي حاجة طول ماانتي معايا...
..... انتهت كلماته بين شفتيها ينهل من رحيقها بلا هواده ويندثر غضبه والمه بين احضانها....!
تقلب للجهة الاخري يتنهد مطولا حينما عاد بذاكرته مرة اخري لصدمته بها....
لقد انتظرها مطولا في المطار بعد ان انهي كل ترتيبات سفرهم.... أغلق الهاتف بضيق فهي المرة المائة التي يتصل وهاتفها مغلق... تسرب القلق لقلبه ليتفاجيء بصديقتها امل تغدو بالسير ناحيته وتلقي بتلك الكلمات التي لم يستوعب حرف منها : اية؟
: بتتأسفلك وبتقولك سافر انت... مش،هتقدر تسافر معاك........ لم تكمل باقي كلماتها ليسرع خارجا والقلق يتشعشع بقلبه فمؤكد حدث شئ سيء لتعصف به الظنون طوال طريقه لمنزلها يظن ان والدها أصابه مكروة او هي....!
ماان قارب الوصول الي منزلها حتي
توقفت تلك السيارة السوداء الفارهه امام سيارته...
نزل منها شريف المهدي بهيبته المعهوده ليقف لحظة يطالع جلال الذي هددت ملامحه بغضب اهوج ظنا منه انه تعرض لها او لوالدها....
قال ببرود ; اية مسافرتش لية ياجلال ؟
التفت تجاه منزلها ثم عاو النظر لابنه متهكما : كنت مستنيه ؟!
هز راسه وتابع بسخريه : جلال المهدي واقف مستني بنت محمود تحن عليه وتسافر معاه بعد ماساب كل حاحة عشان خاطرها
سحق جلال أسنانه : بابا .!
أشار شريف بيده ليوقف جلال عن التحدث قائلا : خلاص... انا قلتلك اعمل اللي انت عاوزة ياجلال مش هتناقش معاك ....
نظر اليه جلال ليتابع شريف وهو يزم شفتيه :
وانا كمان عملت اللي انا عاوزة
عقد جلال جبينه : انت عملتها اية؟
قال شريف بجمود :معملتش ليها ولا اي حاجة ....انا بس حميت ابني .
رفع جلال حاجبه بترقب ليكمل شريف : انا اديتها هي وابوها قرشين عشان تبعد عنك.... هز كتفيه واكمل بينما يتابع تعبيرات ملامح جلال : واخدتهم ياجلال... باعتك بملاليم عشان بس تعرف ان ابوك اكتر واحد خايف عليك لما منعك تربط اسمك بواحدة زيها ميهمهاش حاجة غير الفلوس... اول ماعرفت اني حرمتك من ثروتي وافقت علي كام الف جنيه تطلع بيهم بدل ماتطلع من غير ولا حاجة .....
تجهمت ملامح جلال وهددت بعاصفة ليكمل شريف سريعا : مش مصدقني وعاوز تطلع بيتهم تتأكد بنفسك اتفضل.. مش هتلاقي حد اخدت ابوها ومشيت..... ولو برضه عاوز تسافر مش همنعك ... ابعد وفكر بعقل لوحدك هتعرف اني مش، عاوز غير مصلحتك.... انت ابن شريف المهدي لما تتجوز تختار واحدة تليق بيك وباسم عيلتك ..... كلهم في السرير واحد مش هتفرق بنت محمود عن غيرها الفرق ان اسمك تديه لمين ...
تركه بعد ان القي كلماته المسمومه التي نفذت لقلبه وعقله الذي انصدم بتلك الحقيقة فهي بالفعل اختفت هي ووالدها وخلفت وعدها معه من أجل حفنه من الأموال.....
عامان مضوا والوجع لايقل ولكنه تحول من وجع قلبه لوجع كرامته التي كانت لاتريد سوي الثأر منها لتلاعبها به ..... لقد بحث عنها ليشفي نيران كرامته ولكنه لم يصل لشئ ليقابلهاصدفه وينفتح الجرح بألم اكبر حينما وجدها متزوجه وهي ماتزال بعصمته وكل الظنون السئية تجتمع سويا... تركته من أجل الأموال والقت نفسها باحضان رجل اخر... ليجد نفسه ماهو الا ظالم ظلمها بعد ان صدق خديعه والده....!
اعتدل جلال جالسا يفرك وجهه بعصبيه وهو يتذكر تلك الذكريات..... ليتذكر كلمات عاصم له.... خرج الشرفة وأشعل سيكاره يفكر.....
ابيه..؟! ابية هو مفتاح اللغز الذي حيرة طوال عامان....
الان باتت الأمور منطقيه اكثر.... هي لا تتركه من أجل أموال.... الان بات يستطيع الجهر بهذا الكلام الذي كان يخشي قوله لنفسه من قبل ويدافع عنها امام قلبه إلذي يعشقها... الان استطاع تفسير سبب بعدها.... ابوه هو من ابعدها ولم يكن هناك طريقة أقذر من الطريقة التي استخدمها
... توقف امام النافذة الزجاجية لتلك الشرفة المتصله بغرفتها لينظر من خلالها اليها علي نور الغرفة الخافت
... فتح الشرفة بهدوء ودخل الي غرفتها من خلال النافذة ليتوقف قليلا امامها وقد نامت وهي تحتضن طفلها بكلتا يديها....!
جثا علي ركبتيه امام الفراش ناظرا نحوها وكانه يستعيد ملامحها وذكرياته معها التي لم تفارق خياله ولكنه كان يندم عليها عكس الان يريد تذكر كل لحظة برفقتها ليذكرها بها بعد ماحدث... لديهم الكثير والكثير ليتحدثوا به ولكن اولا امامه الكثير ليفعله قبل حديثهم....!
نقل نظره بينها وبين صغيرها الذين كانوا بلا حول ولاقوة امام بطش ابيه...!
.... طال مكوثة يتأملها ويتامل الصغير الغافي بجوارها حتي بدأت الشمس تنثر اشعتها لينظر الي ساعته الانيقة يجدها تشير للسادسة....
نظر اليها قبل ان يغادر ولكنه لم يستطع ان يقاوم رغبته بتقبيل شفتيها بالرغم من كل مايدور براسه الا انه يعرف ان تلك القبله كفيله لتهدئة نيران عقله المشتعل لينحني بهدوء طابعا قبله ناعمه علي طرف شفتيها تنفس أنفاسها مغمض عيناه يسحب نفسها عميقا من رائحتها التي اشتاق اليها قبل ان يغادر سريعا ويغلق النافذة....
....
ارتدي بدلته السوداء الانيقه بقميص مماثل ليخرج الي سيارته مناديا ناصر الذي اسرع ناحيته..... : ناصر ابعت حد يجيب الحاجات دي ويديها لنعمه...
تناول ناصر الورقة التي دون بها جلال الكثير من الأشياء والمستلزمات الخاصة بالأطفال والتي مؤكد ستحتاج اليها ليقول : خليها تطلعهم للهانم لما تصحي وتاخد بالها منها كويس ولو في اي حاجة تكلمني
: تمام ياباشا
فتح باب سيارته وأشار لناصر قائلا : نبهه علي حامد مفيش حد يخرج ولا يدخل الفيلا
; اوامرك ياجلال باشا

......
...
بعد ساعتين كان جالس علي راس تلك الطاوله الكبيرة بوسط ذلك المكتب المهيب
دخل صالح و يحي ابناء عمه اللذات وصلا لتوهما من القاهرة ليحتضنه كلاهما بترحيب : حمد الله علي السلامه ياجلال
: الله يسلمك ياصالح
: حمد الله علي سلامتك
: الله يسلمك يايحي
جلس عامر وآدم بعد ان تبادل الجميع التحية وكذلك الاستاذ وحيد ليسأل صالح : مفيش اخبار عن اللي عمل كدة في عمي
قال ادم : البوليس بيحقق ... بس واضحة
كمال مفيش غيره
قال يحي بنزق : واحنا هنسكت ؟
قال جلال بهدوء : لا هنرد... بس مش دلوقتي
محتجين نظبط شغلنا الاول.... ونشوف موضوع الصفقة مع الجماعة بتوع اليابان بعدها انا هعرفه ازاي يتجرا علي، حد من عيله المهدي،
اومأ له صالح ليبدا الجميع بفتح أوراقهم والعمل لتطول جلستهم عدة ساعات انتهت بجلال يوجهه التعليمات للجميع : انا هفضل في اسكندرية لغاية مااظبط كل حاجة وآدم وعامر معايا ..... وانت يايحي هترجع وتتابع شغل الشركة في القاهرة..... صالح هيسافر اليابان يتابع الموضوع مع مكتبنا هناك...
......
...
انصرف الجميع بينما ظل وحيد جالسا ليتجهه كلاهما الي المكتب ليجلس جلال خلفه وفي المقعد المقابل جلس، وحيد الذي اخرج من حقيبته الجلدية تلك الأوراق قائلا : اتفضل ياجلال بيه ده مستخرج من شهادة الميلاد اللي طلبتها
نظر جلال بأعين متقده لتلك الشهادة المدون بها اسم طفله زين عاصم عز الدين ثم توجهت عيناه لنتيجة تحليل الحامض النووي والتي تثبت بنوته لابنه ليقول بلهجة أمره ...
: انا عاوزك تغير شهادة الميلاد دي ياوحيد
قطب وحيد جبينه بعدم فهم ليضع جلال امامه نتيجة الفحص لتجحظ عينا وحيد مرددا
: ابنك...
هز جلال راسه قائلا : عاوز خلال ساعه يكون ابني علي اسمي
تنحنح وحيد بحرج : بس... بس ياجلال بيه
عقد جلال حاجبه : اية مش هتعرف تعملها...
مسح وحيد حبات العرق التي لمعت علي وجهه: لا.. لا طبعا... بس قصدي..
يعني متأسف ياجلال بيه علي تدخلي بس انت واعي الخطوة دي... فجأه يكون عندك طفل... واسم سيادتك في السوق و....
ضرب جلال طرف المكتب بقبضته : انت هتحاسبني ياوحيد
: العفو يافندم... انا.... قال بحدة : انت تنفذ اللي قولت عليه وبس.... شهادة الميلاد دي تختفي وابني يتكتب باسمي فاهم
بتوتر اخذ وحيد شهادة الميلاد لينصدم وهو ياخذ عقد الزواج الذي وضعه جلال امامه وتقع عيناه علي اسم الزوجه ولكنه سرعان مايخفي صدمته ويخرج مسرعا...
........
....
اهتاج شريف وهو يستمع لمكالمه وحيد له ليسرع عامر اليه : في أية ياهالي اية اللي حصل ؟
: عاوز اخرج من هنا.... رجعني البيت ياعامر
: ياهالي مينفعش حالتك ... قاطعه شريف بحدة : نفذ اللي بقول عليه.... عاوز ارجع البيت فورا.....
.........
.....

نظرت زاهي لتلك الطرقات علي الباب لتحمل طفلها بين ذراعيها هاتفه : مين؟
: انا نعمه الشغاله ياهانم...فتحت الباب وهي لاتزال متمسكه بطفلها لتدخل تلك المراه ذات الوجهه البشوش تحمل بضعه أكياس قائلة : البيه بعت الحاجات دي لسيادتك
ظلت زاهي صامته بينما تابعت نعمه : هنزل اجهز الفطار حالا لسيادتك... تأمري بحاجة
هزت راسها : لا...
نظرت زاهي تجاه تلك الأشياء التي احضرها
هي يظن انها باقيه....!
نزلت الدرج وهي تحمل طفلها لتتجه نحو ذلك الباب الزجاجي الضخم ولكنها وجدته مغلق.. التفتت تجاه نعمه : افتحي الباب
قالت نعمه بتعلثم : ياهانم.. دي اونار الباشا الخرس قافلين من برا
زمت شفتيها بغضب.. همجي لا يتفاهم بشئ سوي فرض قوته... يحتجزها ويخيفها ليأخذ طفلها منها....!
عادت زاهي لتلك الغرفة بعد ان استسلمت فهي لن تستطيع الهروج مالم يأمر بذلك وحتي انها بلا هاتف تريد أن تطمئن علي عاصم وعلياء وتخبرهم انها بخير......
!

......
... نظر ادم اليه وهو يتناول تلك الورقة من وحيد ناظرا اليها وعيناه تلمع لرؤيه اسمه بجوار اسم طفله.....
نظر اليه ادم : انت واثق في اللي عملته ده ياجلال
ضيق جلال عيناه باستنكار ; انت بتسأل؟ اية كنت عاوزني اسيب ابني باسم راجل تاني
: لا طبعا بس.. عواقب الموضوع ده كبيرة
: مش مهم غير اني أصلح اللي فات وارجع مراتي وابني لحضني
: اتكلمت معاها
هز راسه ليقول ادم : انا مش مصدق ان عمي ممكن يعمل كدة
قال جلال بغضب ; ويعمل ابو كدة عشان الفلوس...
نظر امامه واكمل بوعيد : بس ورحمه امي لهحسرة علي ثروته
قال ادم : ياجلال متنساش انه ابوك برضه
هتف بحدة : وهو لية نسي اني ابنه وهو بيفضح مراتي
فتح ادم فمه ليتحدث ليقول جلال بنبرة قاطعه : مش عاوز اتكلم في الموضوع ده... دمي بيفور كل ماافتكر اللي سمعته من اللي اسمه عاصم
مسح وجهه بعصبيه : لعب بيا وانا زي الغبي كنت هموتها اتاريها كانت مضطرة....
صدقت كلامه الغبي انها سابتني عشان الفلوس وسافرت وسبتها وياعالم عمل فيها اية... لازم اسمع منها كل اللي حصل
اومأ له ادم : روحلها ياجلال.... ولو عاو نصيحتي سيبك من اللي فات وابدا من جديد

........

نظرت علياء لارجاء المنزل الخاوي بحزن تحدث نفسها : ياتري انتي عامله اية يا زاهي ياحبيتي.... عمل فيكي اية المجرم ده هو وابوه
انا لازم اطمن عليكي باي طريقة
....

.......
عاد للمنزل ليجد نعمه تنزل الدرج حاملة الطعام... سألها : في أية؟
; ابدا يابيه دي الهانم برضه مرضتش تاكل
: لية؟
: مش عارفة... من الصبح كل مااطلع بالأكل ترجعني بيه ويادوب شربت شوية ميه من الصبح
هز راسه وتوجه للاعلي... فتح الباب لتنتفض زاهي ولكنها سرعان استعادت ثباتها لتنحني تحمل صغيرها الذي كان يحبو علي الارضيه ذات السجاد زاهي الالوان الذي اجتذب نظره ... بكي زين حينما حملته ليقول جلال بجبين مقطب ; شيلتيه ليه... سيبيه يلعب
هزت راسها ليقول برفق ويعذبه رؤيته لها خائفة علي ابنها منه كلما رأته : متخافيش
أنزلت الطفل من علي ذراعيها ببطء ليحبو
زين مجددا ويتوقف عن البكاء رافعا عيناه تجاه جلال الذي جثا علي ركبته امامه يبتسم له لحظة قبل ان يحمله ويضمه اليه
بعاطفه تدفقت بعروقه ماان لامس الصغير دقات قلبه ... نظرت اليه زاهي بترقب ظنا منها انه سيأخذ الطفل ولكنها وجدته يحتضنه بحنان رافعا وجهه اليه يتأمل ملامحه الجميلة والتي تشبهها كثيرا... ملاك بعيون بنيه وشعر اسود غزير مثلها ولديه غمازات والده... نظر زين تجاهه وكد يده باستكشاف مثير لوجهه لتندهش، زاهي من عدم بكاؤه او استغرابه له....!
وضعه مجددا واعتدل واقفا ينظر اليها يود لو يتأملها طويلا كما تأمل طفله ويتمنى لو ياخذها بحضنه بعد تلك السنوات من البعد والاشتياق ... انها زوجته وأم ابنه كما تمني دوما..... نظرت زاهي لنظرته لها
ولكنها سرعان مااشاحت بعيناها حينما التقت بعيونه
... زم شفتيه قائلا بهدوء .سيبي زين نعمه هتاخد بالها منه وتعالي عاوز اتكلم معاكي
: لا.... ابني هبقصل معايا
قال بحزم وهو سميك بيدها يقودها خارج الغرفة : قلتلك متخافيش...
نزعت يدها منه وسارت خلفه بخطوات بطيئة حتي دخل للغرفة المجاورة ....
قدرتها علي الاحتمال تتلاشى مع نبرته الهادئة وسؤاله الذي تستفز مشاعرها عن الحقيقة التي يتظاهر بأنه لايعلم عنها شئ....
نظرت اليه بحدة ماان سألها : حقيقة اية اللي عاوز تعرفها .... ؟
: اية اللي خلاكي تعملي كدة...؟ ملجأتيش ليا وقولتيلي علي اللي ابويا عمله.... لية خبيتي حملك ورحتي تكتبي ابني باسم راجل تاني
سخرت : فعلا...!
نظر اليها لتكمل : انت فعلا بتسأل عن الحقيقة..... حقيقةانك كنت بتتسلي ببنت السواق.... ولا حقيقة غدرك بيا....
عقد حاجبيه بغضب : آية اللي بتقوليه ده. ?
قالت بحدة : بقولك الحقيقة اللي عامل نفسك مش عارفها..... ماشي ياجلال بيه هعمل نفسي مصدقة انك متعرفش حاجة وهقولك الحقيقة .... هقولك حقيقة غدرك بيا وانت بتصورني وانا معاك.... هقولك حقيقة ندالتك معايا وانت بتبعت اختك تاخذني لبيتك وانت بتسلمني لواحد صاحبك هدية..... حقيقة اية انك بعتني لابوك مقابل انه ميحرمكش من ثروته..... حقيقة ابويا اللي مات قدام عنين ابوك واختك من غير مايرف ليهم جفن جزاتي اني بصيت لابن عيله المهدي.... حقيقة انك بعد مارميتني لابوك يعمل فيا كدة جاي بعد سنين واقف قدامي بدك بارد تسألني عن اللي حصل وكانك متعرفش
كان وجهه ساحة من التعبيرات البشعه
وهو يستمع اليها تهتف من وسط دموعها التي انهمرت من عيونها وهي تتذكر تلك الليلة البشعه : ابويا مات قدامي واختك وابوك واقفين يتفرجوا
انا كنت ببوس رجلهم يطلبوا الإسعاف لغاية ماأخر نفس له طلع وهو مرمي في الشارع بسببي وبسبب اني وثقت في واحد ندل زيك
.....
قال بضياع وصدمه مما استمع اليه فلم يكن يتخيل الحقيقة مرعبه بهذا الشكل : انتى متخيلة اني ممكن اكون عارف حاجة زي دي
زاهي... انتي مصدقة اني ممكن اعمل فيكي كدة...
اشاحت بعيونها الباكيه عنه ليجذبها اليه وقد لمعت الدموع بعيونه وانهزمت رجولته امام دموعها التي عجز عن حمايتها : زاهي.... انا استحاله اعمل فيكي كدة.. ابويا عمل كدة من ورايا وفهمني انك سبتيني....
بكت بحرقة وهي تستمع اليه ليحاول ضمها اليه ولكنها دفعته عنها بجفاء هاتفه : ابعد عني... انت السبب في كل اللي حصلي... بابا مات بسببي
قال برفق وهو يحاول ضمها اليه مجددا يهديء من انهيارها : زاهي انا مقدر اللي حصلك... بس انتي كمان قدري اني اتخدعت زيك
صاحت فيه من بين دموعها : اقدر اية.... ؟! انت اية اللي حصلك... . ؟ قلبك اتكسر ... اتخدعت في اللي كنت بتحبها لما طلعت طماعه زي ماابوك قال..... اييييه اللي حصلك... عايش زي بذنب ابويا اللي مات قدامي بسبب اللي عملته
إنهمرت دموعها كالشلال وهي تفرج اخيرا عن كبت السنوات بداخل صدرها : انا استاهل اللي يجرالي... غلطت ولازم اتحمل تمن غلطتي إنما هو عمل اية بقي عشان يبقي جزاته يموت بالطريقة دي... جزاته اية يشوف بنته اللي ضيع عمره عليها بالطريقة دي... هزت راسها بندم قاتل : .. جزاته انه وثق فيا.... وانا متستاهلش ثقته.... انا استاهل هو لا...
ياريتني انا اللي مت وهو لا.... انا السبب انا جذبها جلال اليه رادعا مل محاولتها لابعاده لتنهار باكية بين ذراعيه ممزقه اوصال قلبه علي ماتعرضت له.... مرر يداه بحنان علي ظهرها .... كفاية... كفاية يا زاهي...
رفع وجهها الباكي بين يديه ينظر لعيونها الغارقة بالدموع : كفاية متحمليش نفسك ذنب....
قالت بقلب محترق : الذنب ده هيفضل طول عمري في رقبتي
: انتي معملتيش حاجة.... انتي اتجوزتيني علي سنه الله ورسوله
هتفت فيه من بين دموعها : في السر....!
اتجوزتك في السر... انا اللي رخصت نفسي و اديتهم فرصه يعملوا كدة فيا.
تنفس مطولا بالنفاس حارقة تحمل اللهيب المشتعل بداخله.... ورفع راسها لتنظر اليه قائلا : وحياة دموعك دي هاخدلك حقك منهم كلهم

........
.....
لوت نجلاء شفتيها بعدم رضي قائلة : انت ازاي ياشريف تخرج من المستشفي وانت في الحالة دي
قال شريف : انا كويس يانجلا
تدخلت سالي قائلة : بابي كويس ياعمتو ولازم يرجع امال عاوزاه يسيب جلال باخد كل حاجة
نظرت اليه عمتها ووكزتها بجانبها بينما اندفعت سالي تجاه والدها... بابي انت هتسكت علي اللي جلال عمله.... هتسيب فلوسنا كلها في ايده ... هتسيب بنت السواق تتمتع بفلوسنا....... كالاسد الثائر كان جلال الذي اندفع كالعاصفة وخلفه ادم تجاه غرفة ابيه واستمع لحديثها ينقض عليها ممسكا بخصلات شعرها بقوة مزمجرا : بنت السواق دي تبقي مراتي وأم ابني يابنت ال....
مراتي ياكلبه اللي زقيتي عليها راجل تاني
تسمرت نجلاء مكانها بينما امسك شريف بقلبه حينما قام يحاول أبعاد جلال عن ابنته ليركض عامر ماان استمع لصراخ زوجته هو وعمته يحاولون تخليها من قبضه جلال القوية .... اهدي ياجلال ...... قالها عامر الذي اسرع يبعد جلال عن اخته الذي هدر وهو يدفعها علي الارض : احمدي ربنا انك اختي واني لسة عامل حساب للدم اللي بيجري في عروقنا والا كنت دفعتك التمن غالي انتي
تمن شرف مراتي واللي عملتيه فيها....
امسك ادم بيد عمه يعيده الي الفراش
بينما حاول عامر تهدئته
ليقف جلال هاتفا بصوت قوي ; كله يسمعني وأولهم انت ياشريف يامهدي..... انا عرفت بقذارتك اللي عملتها انت وبنتك في مراتي عشان تبعدني عنها وانا زي المغفل صدقتك... بس من النهاردة
كل يعرف ان زاهي مراتي وأم ابني اللي فيكم هيبصلها مجرد بصه متعجبنيش مش، هيلحق حتي يندم
اي كلب فيكم كان له يد في اللي حصل يعرف كويس اوي اني مش هرحمه
من النهاردة البيت ده بيت زاهي جلال المهدي اللي مش عاجبه يتفضل برا
كل حاجة بقت في ايدي زي ماانت كنت عاوز ياشريف بيه... وللأسف ده كان اغبي قرار اخدته لاني ناوي اخليك تندم عليه صح ....
....
....

انصرف كالعاصفة كما دخل ليظل الجميع متسمر مكانه لايقوون علي النطق بشئ وأولهم شريف الذي أدرك انه اشغل نيران لم تنطفيء.....
نظرت سالي لنجلاء لتقطب جبينها مردده بعدم تصديق .... ابنه...!
هو مخلف من بنت السواق كمان ...
انحنت بجوار فراش والدها الذي اغمض عيناه يفكر فهو يعرف جلال جيدا وانه لن يتراجع بحرف عن تهديده... لايهتم الثروة فهي بيد ابنه قبل كل شئ ولكنه يهتم بتلك العداوة التي لن تنتهي بينه وبين ابنه الوحيد ....
: بابي انت هتسكت كدة... انت لازم تعمل حاجة
ظل صامت لتقول نجلاء : انت ساكت كدة لية ياشريف ماتشوف حل المصيبه دي بيقولك بيت بنت محمود...
: سيبوني واطلعوا برا كلكم...
زمت نجلاء شفتيها بغيظ وكذلك سالي التي
قالت لعمتها : احما مش لازم نسكت ياعمتو البنت دي لايمكن تتمتع بقرش واحد من فلوسنا ولا العسل اللي هي جايباه
جذبها عامر بقوة لغرفتهم قائلا بغضب : ماتبطلي طمع بقي وكفاية لغاية كدة.....
: وانت مالك.... حقي ويدافع عنه
: حقك اخوكي مش، هياكله
: وانت مسمعتش قال اية من شوية
: قال كدة من حرقته علي اللي عملتوه في مراته...... نظر اليها بازدراء : عمري ماتهيلت انك بالبشاعه دي. ... كنتي عارفة انها مراته مش مجرد واحدة زي ماقلتيلي ومع ذلك عملتي فيها كدة.... بتسلمي مرات اخوكي لواحد تاني....اية كميه القرف ده... كل ده عشان الفلوس..
عامر....! اوقفته والدته عن قول المزيد : عاوزاك
قال بحدة : لو هتتكلمي في اي حاحة مش، عاوز اسمع..... اشبعوا ببعض كلكم انا من اللحظة دي ماليش علاقة بيكم غير ولادي....
......
....
..... خرج عامر متجاهلا نداء ادم خلفه ليسير بالغناء تجاه سيارته وهو ينفث النيران لقد فاض به الميل من تصرفات تلك العائلة..... لقد زوجته امه من ابنه خاله ولم يمانع وقتها فهو اولي بزواجه وستحافظ عليه وتكون لدية اسره ولكنه وجدها نسخة من والدته الراكضة خلف الثروة والمال والتي منذ نعومه اظفارة ملتصقة بخاله كالعلقه بعد ان مات والده
نسخة جميلة من امرأه باردة بقلب متحجر
لاتفكر سوي بالمال كابيها.... مرت السنوات وهو يجاهد كثيرا لارجعاها عن جمود قلبها وطمعها ولكنها حالة ميؤس منها فنفر منها
واتجه لنساء اخريات لمليء فراغها بعد ان ياس من الانفصال عنها بوجود ثلاثة أطفال بينهم....!
والان بات كرهه لها بلا حدود حينما عرف بما فعلت.... انها امرأه مثلها تفعل بها ذلك الشئ المشين... لقد خدعته واخبرته بكذبه والدها انها فتاه طامعه بالمال تركض خلف جلال المهدي... ليكتشف انها تعرف ان تلك الفتاه زوجه أخيها ومع ذلك تقودها لرجل اخر.... القي سيكارته علي الارض وسحقها بحذائه مقررا الذهاب لاحد اللواتي يعرفهم ليقضي احدي السهرات وينسي قليلا مامضى
عقد حاجبيه وهو يتحرك بسيا ته ماان لمح ذاك الخيال بالقرب من البوابة....!!

......
....

; انتي مين وبتعملي هنا لية.... ؟
قالها عامر بنبرة مخيفة وهو يمسك بتلك الفتاه الوقفة خلف الأشجار....
ارتجفت اوصال علياء التي رفعت وجهها ببطء تجاه ذلك الرجل الضخم الموقف امامها.....نظر عامر لتلك الفتاه ذات الوجنه الممتلئة والعيون السوداء أسفل تلك الاهداب الكثيفة التي تعض علي شفتيها الممتلئة بتوتر... لم تكن علياء فائقة الجمال وإنما فتاه بقامه متوسطة وجسد ممتليء قليلا ووجهه بملامح هادئة تبعث احساس بالبراءه لمن ينظر اليها وكانها طفله صغيرة بالرغم من انها تجاوزت الثلاثون
قالت بتعلثم ... انا... انا...
هدر بها وهو يتفحصها فهي غريبه تماما فماذا يأتي لفتاه مثلها الي منزلهم : انتي اية؟
قالت بصوت خافت تلعن غباؤها الذي قادها لهذا العنوان الذي بحثت عنه مطولا لمنزل عائلة المهدي واتضح انه قلعه بكل هؤلاء الحرس الذين تسللت من خلفهم بينما كانوا يفسحون المجال لسيارة فارهة تغادر قبل قليل لم تلمح سائقها والذي كان جلال
: عاوزة اطمن علي زاهي
عقد حاحبيه بتساؤل عن هذا الاسم : زاهي...
اومات له ليتذكر انها زوجه جلال ;اااه
: وأية اللي هيجيبها هنا؟
قالت ببراءه : مش ده بيت المهدي
هز راسه : اه... بس هي مش هنا
لوت شفتيها الممتلئة باحباط واستدارت لتغادر ليجد نفسه يوقفها : ... طيب استني
مش تقوليلي انتي مين؟
هزت كتفها وتابعت سيرها : بنت خالتها
اوقفها مجددا : انتي ماشية كدة
:وفيها اية ؟
: فيها الحرس دول هتقوليلهم ايه.... وبعدين انتي اصلا جاية منين؟
كل تلك الأسئلة بدرت لذهنه ماان رأي تلك الفتاه التي أخبرته باقتضاب بأنها جاءت من منزلهم للبحث عن زاهي بعد مااخذها جلال ليساله مجددا : طيب وهتروحي ازاي في وقت زي ده؟
; وانت مالك
رفع حاجبه متجاهلا حديثها : طيب اركبي هوصلك بيتك
: مش بركب عربية راجل غريب
رفع حاجبه بغيظ : يعني جاية مكان زي ده في نص الليل وداخله بيت متعرفش مين اللي فيه وتقوليلي مش بركب مع راجل غريب...
احتقنت وجنتها الممتلئة بالاحمرار غضبا ليجد ابتسامه تتهاجي لشفتيه وهو يقاوم رغبته التي باغتته فجأه بقضم تلك الخدود ليقول مهدئا : طيب تعالي بس اركبي واعتبريني ياستي سواق تاكسي.....
.....

....
كان منتصف الليل حينما عاد جلال من مواجهته مع عائلته ومازال غضبه متقد.... نظر بدهشة لزاهي الواقفة بوسط البهو بانتظاره ليقطب جبينه ينظر اليها وقد حملت طفلها النائم بين ذراعيها.... في أية؟ زين ماله
هزت كتفها : مفيش
: امال منزلاه من سريرة لية في وقت زي ده
: مستنياك ترجع عشان تبلغهم يسيبوني امشي
عقد حاحبيه باستهجان : تمشي.. ؟
هزت راسها : اه... مش عاوزة افضل هنا ولاانا ولاابني
اشتعل فتيل اعصابه ليقول بهدوء ظاهري وهو يشدد علي كلماته : بس ده مكانك... انتي وابني مكانكم بيتي..... اقترب منها وتابع :زاهي انا مقدر موقفك واللي حصلك
بس انتي كمان قدري اني كنت زيك ضحية للعبه دي
: مش هينفع يا جلال مستحيل ابقي في مكان واحد أو اتنفس مجرد نفس بيتنفسه حد من عيله المهدي
زم شفيته بغضب من عنادها لينظر الي طفله الغافي بين ذراعيها قائلا بمغزي : ناسيه انك شاية ابني .... ابني زين جلال المهدي
احتقن وجهها وقالت لتستفزه :وأنت واثق انه ابنك..... مش يمكن انا زي ماانت قلت مقضياها
هدر بها بحدة : اخرسي .... زين ابني ومن صلبي
قالت بتهكم : عملته تحليل طبعا...!
نظر اليها بغضب فهي لن تتواني عن إخراج لهيب غضبه ولكنه ظل صامت لتكمل :شفت هو ده جلال بيه المهدي...!
مصدقتش انه ابنك غير بالتحليل....كل كمه نطقتها عليا كنت قاصدها.... صدقت اني خاينه .. استنيت تتكلم معايا دلوقتي لما اتاكدت انه ابنك....
قال بنفاذ صبر : انتي عاوزة توصلي لأية؟
قالت بتحدي : لأخرة اللي احنا فيه
: يعني اية؟
: يعني الحكاية خلصت من زمان وانا رضيت بنصيبي سيبيني امشي وانسي كل اللي حصل الكام يوم دول
: انسي مراتي وابني ...
هتفت بحدة : خلصت ياجلال..انا مش مراتك و استحاله اعيش معاك أو يكون ليا اي صله بعيلتك في يوم من الايام عشان انا مش بكره في حياتي ادكم ياعيلة المهدي...... وحتي ابني مكنتش اتمني يبقي له أي صله بناس زيكم.... كان عندي يبقي ابوه عاصم احسن الف مرة من انه يبقي حفيد واحد زي ابوك أو ابن واحد زيك......
باندفاع رفع يده ليصفعها علي كلامها الذي استفزة بقوة ولكنه تراجع قبل ان تصل يداه لوجهها ليقبض علي يداه بقوة ويركل بقدمه تلك الطاولة الرخاميه لتتطاير متحطمه أشلاء علي الارض قائلا بتحذير : زاااهي انا مش، هحاسبك علي اللي نطقتيه دلوقتي ولا انك جبتي سيرة راجل تاني علي لسانك قدامي.... امسك ذراعها بقوة لينه واجبرها علي النظر اليه قائلا وهو يقترب منها حتي اصبح لايفصلهما سوي ذلك الصغير النائم : انتي مراتي وهتفضلي مراتي يا زاهي...... عارف ان اللي حصل مش، سهل بس انا هعوضك
هعلن جوازنا قدام الناس كلها..... ابويا واختي هجيبلك حقك منهم... هرجعك البيت اللي طردوكي منه... غصب عنهم هتبقي مرات جلال المهدي وأم ابنه قدام الدنيا كلها
نظرت لعيناه التي تنظر لعيناها بتلك الرغبه بقبول عرضه السخي وتعويضه لها لتنطق :لا..
عقد حاجبيه متسالا : لا...
اومات له ونزعت ذراعها من يده ; لا مش عاوزة منك اي تعويض
: امال عاوزة اية ؟
: عاوزاك تسبيني في حالي انا وابني .... ده التعويض الوحيد ليا
: لا...
نظرت اليه ليقول : لا يازاهي.. اختاري اي حاجة غير دي لاني مستحيل اسيب ابني يبعد عني
: وانا مستحيل اعيش معاك... مستحيل اشوفك كل يوم وأنت السبب في كل اللي حصلي.. لو مكنتش قابلتك مكنش حصل كل ده .... مستحيل انسي ابويا اللي مات بسبب اني مشيت ورا قلبي وحبيتك ووثقت فيك.... مستحيل ابقي جزء من عيلتك انا بكرهكم.....
قال باصرار وهو ينظر لعيناها التي تشع بتلك الكراهية : وانا مستحيل اطلقك ولاابعد عن ابني....
نظرت اليه وطفرت الدموع من عيونها فهي بطريق مسدود معه وعاجزة امام قوته وجبروته لتقول : لو رفضت هتاخده مني مش كدة؟
نظر لعيونها بحنان : مش عاوز اوصل للنقطة دي... زاهي... انا مش عاوز ابقي سبب في الم او جرح ليكي اكتر من اللي حصل... انا واقف ادامك وبطلب منك نبدأ صفحة جديدة وهعوضك عن كل اللي حصل بس اديني فرصه
سالت دمعه ساخنه علي وجنتها الحنراء قائلة بخزلان : مش هقدر.... مش بالسهوله دي تقولي ارجعي وهعوضك... انا اتكسرت واتدمرت ذنب موت ابويا هيفضل واقف بينا
وضع يداه حول ذراعيها برفق قائلا : هتنسي
هزت راسها : صعب
زم شفتيه بغصب من اضرارها علي قطع كل الخيوط بينهما وأولادها ظهره قائلا بحزم : وانا كمان صعب اسيب ابني....
التفت اليها وقال بنبرة لاتقبل الجدل : انا لغاية دلوقتي صبور جدا ومستعد اصبر اكتر واستحمل كل اللي بتعمليه بس في النهاية ابني مش هبعد عني و طلاق مش هيحصل
قالت باستهجان : هتعشيني معاك غضب عني
احتقن وجهه بالغضب ليقول من بين أسنانه : لا مش هجبرك... بس انا و ابنك في البيت ده
لو هتخرجي من الباب ده هتخرجي لوحدك..وبرضه مش هطلقك لاني مستحيل اخلي واحد تاني يلمس حاجة تخصني ... عاوزة تعيشي بعيد عن عيلة المهدي اتفضلي بس لوحدك لان ابني شايل دمي... دم العيلة اللي بتكرهيها ..
جبار كما عهدته دوما....! يعطيها طريقان كلاهما اشد ايلاما من الاخر...!
قرأ في عيناها ماتريد قوله وقد تلاقت عيناه القاتمه بعيونها التي بهتت من البكاء ليهو راسه بيإس من قسوته معها التي هو مضطر لها امام اصرارها.... ليضع وجهها بين يديه قائلا برفق: زااهي...... انا مش عاوز اجرحك ولا اكون سبب في دموعك.... بس انتي كمان قدري موقفي انتي بتطلبي مني المستحيل... عاوزني انسي ابني ومراتي عاوزني اسيبكم تعيشوا بعيد عني.... عاوزني اسيب ابني يتربي مع راجل تاني وابوه علي وش الدنيا..... زاهي فكري بعقل... لو مش،عشاني عشان ابننا..... متضطرنيش اعمل حاجة انا مش، عاوزها .... انا عمري ماهحرمك من ابنك الا لو انتي صممتي علي الجنان اللي في دماغك ده..... وحياتك عندي هجيبلك حقك بس انتي اديني فرصة
....
..
وحشتوني..... كل سنه وانتم طيبين... سنه سعيدة عليكم كلكم.... بارت طويل جدا ٦٥٠٠ كلمه.... يلا بقي نسهر السنه الجديدة بتحليل أحداث الرواية
وعاوزة اشكركم كلكم علي تعليقاتكم الحلوة وزعلانه من اللي بيبخل بتعليق
....

اقتباس
ابعدت يده قائلة : لو سمحت انا وافقت اعيش في البيت ده عشان ابني وبس
: ومين قال اني موافق علي حاجة زي دي
..... انا مش راهب عشان اعيش مع مراتي في بيت واحد وتحرم عليا اني المسها
.... عاوزاني اخونك
:انت مش في حياتي اصلا عشان تخوني... اعمل اللي انت عاوزة
: وانا عاوزك انتي يازاهي

Continue Reading

You'll Also Like

303K 24.5K 47
أَنا التي تأَخُذ ولا تؤخَذ أنا التي تَخدُش ولا تُخدَش أَنا التي تَربح ولا تَخسر أنا التي تُحطِم ولا تُكسَر أَنا التي يُهابها الجَميعُ ولا تُهاب أحدً...
310K 5.8K 76
•روايتي هي بطولة جماعيه لأكثر من شخصية ولكن الأهم "القمر وسمائها" • بطلتنا التي مُنذ أن كانت طفلة طلبت من أبن عمّها أن يكون هو سمائها وتكون هي قمره...
162K 4.1K 29
لو إلتقينا في عالم آخر لوقعت.. لغرقت وتهت في حبك ولكن ولدنا هنا في عالم انتِ القاتلة وانا السجان واه من حرقة الإنتقام ولهيبها تهنا معًا في هذا الظلام...
2.2M 141K 81
ولكل منا جداراً يستند عليه