أخرج إلى الناس توقيعاً من الناحية المقدسة للسفير الرابع في الغيبة الصغوى ما نسخته:
(بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي بن محمد السمري، أعظّم اللَّه أجر إخوانك فيك فإنّك ميت ما بينك وبين ستة أيام، فأجمع أمرك ولا توصِ إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة الثانية، فلا ظهور إلا بعد إذن اللَّه عزَّ وجلَّ، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي العظيم).
تبصرة في سؤال وجواب:
•-الســــؤال الأول يقول:
من بعد قراءة التوقيع الشريف للناحية المقدسة هل الإمام عج غائب كشخص ام كهوية؟
الجــــواب:
الامام الحجة (عجل الله فرجه) هو بشر مثلنا من لحم ودم لكن له كمالات ليست في البشر، خصهُ الله تعالى واصطفاه بها،وهو حجته على خلقه وهو الامام الثاني عشر وخاتمهم الحجة ابن عجل الله فرجه.
فالامام روحي فداه غائب عنا كهويه وليس كشخص ونستدلل بروايات اهل البيت عليهم السلام.
-ما روي من كلام أمير المؤمنين علي (ع) لكميل بن زياد النخعي المشهور حيث قال:
" أخذ أمير المؤمنين صلوات الله عليه بيدي وأخرجني إلى الجبان( اي المقبرة)فلما أصحر تنفس الصعداء، ثم
قال: وذكر الكلام بطوله حتى انتهى إلى قوله:
"اللهم بلى ولا تخلو الأرض من حجة قائم لله بحجته، إما ظاهر معلوم، وإما خائف مغمور، لئلا تبطل حجج الله وبيناته، في تمام الكلام".
أليس في كلام أمير المؤمنين (ع):
" ظاهر معلوم "
بيان أنه يريد المعلوم الشخص والموضع؟
وقوله: " وإما خائف مغمور" أنه الغائب الشخص، المجهول الموضع؟ والله المستعان.
-وعن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر الباقر (ع) أنه قال:
" والله ما ترك الله أرضه منذ قبض الله آدم إلا وفيها إمام يهتدى به إلى الله، وهو حجته على عباده، ولا تبقى الأرض بغير إمام حجة لله على عباده"
-وعن أبي جعفر الباقر (ع) أنه قال:
"لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لساخت بأهلها وماجت كما يموج البحر بأهله"
-وعن الإمام الصادق (ع) أنّه قال:
"يفقد الناسُ إمامهم، يشهد المواسم فيراهم ولا يرونه".
-وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) أنه قال:
"إن الله لم يدع الأرض بغير عالم، ولولا ذلك لم يعرف الحق من الباطل"
المصدر/الغيبة للنعماني.
______________________
•-الســــؤال الثاني يقول:
-هل رؤية الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف ممكنه ام لا؟
-الجــواب:
نعم ممكنه قطعاً لكن بشرطها وشروطها.
كما تقدم ، ومن خلال القصص التي روية عن العلماء والمؤمنون الذين نالوا هذا الشرف سوف نتعرف على تأكيد الامكان لكن بشروطها والله الموفق
-جاء في خبر علي بن إبراهيم بن مهزيار الاهوازي المروي في :
/كمال الدين.
/وغيبته الشيخ الطوسي
/ونقله المجلسي.
/ومسند فاطمة ع لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري.
وفي لفظ الأخير أنه قال له الفتى الذي لقيه عند باب الكعبة وأوصله إلى الإمام عجل الله فرجه.
"ما الذي تريد يا أبا الحسن: قال: الإمام المحجوب عن القائم"
-قال: "ما هو محجوب عنكم - ولكن حجبه سوء أعمالكم الخبر"
-وفيه اشارة إلى أن من ليس له عمل سوء فلا شيء يحجبه عن إمامه عج.
-وقد ذكر العلامة المجلسي في بحاره في الجزء الخامس. مستوفي عن كتاب الغيبة للشيخ الطوسي قدس سرهما فراجع.
"مع أنه. عجل الله فرجه حاضر على اليقين، وإنما غاب من لم يلقه عنهم، لغيبته عن حضرة المتابعة له"
-وكفاية لرفع الاستبعاد - أي يستبعد رؤية الإمام في غيبته الكبرى أخذاً بالتوقيع - وعدم حملهم الخبر على ظاهره - بل لابد من التصرف بالظاهر كحمله واغلاق الباب بوجه من يدعي السفارة الخاصة - فثبت إلى هنا أن من ينكر رؤية الحجة بالبصر في أيام غيبته الكبرى أو يستبعد ذلك تمسكاً بالخبر التوقيعي من القول الشاذ الذي لا يعبأ به لقوة ما يستدل به المشهور كما مرّ.
-ومن الوجوه المذكور لرفع التعارض بين التوقيع الشريف والأخبار القطعية ما ذكره المحدث النوري أيضاً في جنة المأوى فقال:
"أن يكون المخفي عن الأنام والمحجوب عنهم مكانه عجل الله فوجه الشريف ومستقره الذي يقيم فيه فلا يصل إليه أحد"
______________________
•-الســــؤال الثالث يقول:
إذا كانت رؤية الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف ممكنه! من الذي يمكن ان يراه؟
الجواب:
لا ضير أن من يلتقي بالإمام المهدي عجل الله فرجه جمع من خواص مواليه، كما ورد في الروايات الشريفة :
-روي الكليني بسنده عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله (ع):
"للقائم غيبتان إحداهما قصيرة والأخرى طويلة: الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه الا خاصة شيعته، والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلى خاصة مواليه).
-وليس في تلك القصص المتواترة والقطعية ممّا يدل على أنّ أحداً لقيه عجل الله فرجه في مقرّ سلطنته ومحلّ إقامته.
-ثم لا يخفى على الجائر في خلال ديار الأخبار: أنّه روحي فداه ظهر في الغيبة الصغرى لغير خاصتّه ومواليه أيضاً.
فالذّي انفرد به الخواص في الصغرى هو العلم بمستقره وعرض حوائجهم عج فيه، فهو المنفي عنهم في الكبرى، فحالهم وحال غيرهم فيها كغير الخواص في الصغرى.
فلا ينافي في لقاءه ومشاهدته في الأماكن والمقامات، وظهوره عند المضطّر المستغيث به، الملّجي إليه التي انقطعت عنه الأسباب، وأغلقت دونه الأبواب.
والاستغاثة بالرسول الأكرم والعترة الطاهرة من الثوابت في مذهب أهل البيت ع.
وأن صاحب الزمان عج بثقات به فهو المغيث بإذن الله لمن ناداه، واستغاثه في الشدائد والمحن والمصائب كما في قصة الرّمانة وغيرها التي لا تحصى لكثرتها، وما غاب عنا أكثر لمّا وصل إلينا.
-فأولياءه ومواليه وشيعته عند استغاثتهم به يغثهم بنفسه أو برجال الغيب من والصالحين.
وهذا لا يتنافى مع عظمة امامته وشموخها، وهذا يدل على لطف الإمام وعنايته بشيعته كما ورد هذا المعنى في كثير من أحاديث أهل البيت (ع).
-وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
"اما الحجة فاذا بلغ منك السيف المذبح واوما بيده الى الحلق فاستغث به فانه يغيثك وهو غياث وكهف لمن استغاث به".
-وكذلك ما ورد في توقيعة الشريفة عجل الله فرجه وأنه:
"إنا غير مهملين لكم ولا ناسين لذكركم ولا ذلك لنزلت بكم اللأواء ولصطلمكم الاعداء"
والله العالم.
____________________
•-الســــؤال الرابع يقول:
-لإننا في زمن التحميص والغربلة والبلاء وكثرة ادعاء البابية والنيابة عنه (عجل الله فرجه) والتشكيك يجب ان نعرف معرفة كاملة شاملة للنجاة من هذه الابتلائات ولا عاصم الا الله!
-ماهي الشروط التي يجب ان تكون متوفرة في الشخص المدعي لرؤية الامام عجل الله فوحه الشريف والتشرف بلقائه؟
الجواب:
روي عنه (عجل الله فرجه): كيف أنتم إذا صرتم في حالٍ لا ترون فيها إمام هدى ولا عَلماً يُرى؟
المصدر:الغيبة للنعماني
-إذا ادعى شخص انه التقى بالامام المهدي عجل الله فرجه الشريف فيجب ان تتوفر فيه الشروط الاتيه:
١-ان يكون متصف بانه من اهل الاخلاص والايمان والصفاء والطُهر الكامل الذي اصبح كمرآة تعكس نور الله المتجلي في حجته على خلقه ، وفيه كل الصفاة الحميدة ،ومنزه من كل الصفات الرديئة ومعروف بصدقة وايمانه وشدة ورعة هذا اذا كان الشخص المؤمن العادي.
٢-الشرط المهم هو ان لا يذكر انه رأى الامام عجل الله فرجه، و انه مستمر اللقاء به او انه رسول من قبل الامام عجل الله فرجه، يكون بهذا فعله خالف التوقيع الشريف وجب ان نكذبه عند ذلك.
-اما اذا كان من العلماء فيجب ان تكون فيه الشروط :
وعدّ هؤلاء الفقهاء حجّة الإمام (عجل الله فوجه) على الناس، ومنحت الحجّية لفتاواهم.
قد أرجع أئمّة الهدى أفراد الشيعة في عصر الغيبة الكبرى إلى المراجع الأعلام والفقهاء العظام.
-فقد روي عن الإمام العسكري (ع) قوله:
((... فأمّا من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه فللعوام أن يقلّدوه))
*المصدر:الاحتجاج للطبرسي
-وروي عن الإمام المهدي (عجل الله فوجه) قوله:
"... وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنّهم حجّتي عليكم، وأنا حجّة الله عليهم"
المصدر:كمال الدين للصدوق/الغيبة للطوسي/والاحتجاج للطبرسي.
-فحدّد أئمّة الهدى (عليهم السلام) الموقف الشرعي للشيعة في زمن الغيبة في الرجوع إلى فتاوى المجتهدين المنصوبين من قبل صاحب الأمر (عجل الله فرجه) كوكلاء عامّين.
-وقد تصدّى علماء الشيعة للردّ على مدّعي البابيّة والسفارة عن صاحب الأمر (عجل الله فوجه)، وأورد الشيخ الطوسي ـ على سبيل المثال ـ باباً في كتابه (الغيبة) في ذكر المذمومين الذين ادّعوا البابيّة.
_________________
اللهم أرنا الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة وأكحل نواظرنا بنظرة منا اليه، وعجل فرجه وسهل مخرجه واجعلنا من خاصته واعوانه والمنتظرين لأمره والراضين بفعله والمطيعين له والمسلمين لاحكامة وكل شائقٍ يتمنى بمحمد واله الطاهرين ياكريم.
________________