اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداث...

By AseelElbash

3.2M 91.7K 23.5K

The highest ranked: #1 in romance (((الجزء الاول من سلسلة هوس العشق))) &&حقوق النشر محفوظة ومطبوعة فقط بأُسمي... More

مقدمة✔
البارت الاول✔
البارت الثاني✔
البارت الثالث✔
البارت الرابع✔
البارت الخامس✔
البارت السادس
البارت السابع
البارت الثامن
البارت التاسع
البارت العاشر
البارت الحادي عشر
البارت الثاني عشر
البارت الثالث عشر
البارت الرابع عشر
البارت الخامس عشر
البارت السادس عشر
البارت السابع عشر
البارت الثامن عشر
البارت التاسع عشر
البارت العشرون
البارت الواحد وعشرون
البارت الثاني وعشرون
البارت الثالث وعشرون
البارت الرابع وعشرون
ملاحظة هامة
البارت الخامس وعشرون
البارت السادس وعشرون
اعلان هام
البارت السابع وعشرون (الجزء الاول)
البارت السابع وعشرون (الجزء الثاني)
البارت الثامن وعشرون (الجزء الأول)
البارت الثامن وعشرون (الجزء الثاني)
البارت التاسع وعشرون (الجزء الأول)
اعتذار
البارت التاسع وعشرون (الجزء الثاني)
البارت الثلاثون
البارت الحادي والثلاثون
البارت الثالث والثلاثون
البارت الرابع والثلاثون والأخير
الخاتمة
سؤال مهم
توضيح + قرار
وحينما تغار الذئاب
اسيرة تحكمه pdf

البارت الثاني والثلاثون

46.5K 1.5K 977
By AseelElbash

بين غبار الأحلام استوطنت..
وابيت ان اتركه لأسافر الى واقعٍ بائسٍ..
بين جذور الأشجار لبثت..
واحببت ان اكون سندًا وعونًا في الخفاء..
بين طيات قلبك علنًا هلكت..
وندمت على اختياره مأوًا مُنجِدًا لي..
لا تلمني ان انفعلت فأنت سبب هيجاني..
ولا تقسو علي اذ قررت البكاء على وسادة الخذلان..
فأنت طعنت.. جرحت.. والمت..
لذا يا حبيبي سلبت منك تأشيرة العتاب..
واعلنت عن بداية عصياني وانتفاضاتي..

------------------
دموعها تتدحرج مدرار على صفحتي وجنتيها.. وتخدشهن بمخالب ضارسة.. لا تزال قامعة بين تلابيب الضياع والخوف.. حواسها الخمس تشنجت لتُثبت يدها حول بطنها، مستمدة من جنينها القوة التي لم تسعفها بعد..
رفعت حدقتيها لوهلة لتتأمل النجوم البعيدة عنها عبر النافذة.. لم تطئ قدميها الأرض.. متوسدة مقعدها وتتطلع امامها بِخور ووهن..
الليل حالك سواده ليدِّسُها في طياته.. تنتظر بإنكسار عودته.. بقلب محروق.. بروح تنازع الموت..
يا الله!! بعده يثلبها في بئر ناءٍ لتفرغ شحنات مقاومتها عبثا للنجاة..
اين هو؟! ما الذي يفعله اميرها؟! هل هو بخير؟!
احتدت هذه الأسئلة في ثنايا عقلها لتصيبها بصداع مؤلم ليس له مُسكِّن.. ويلاه حبيبها!! ويلاه من ظلم!!

شعرت بيد ناعمة تُحط على كتفها لتتنهد بتعب قبل ان تستدير لتقابلها العينان العسلية التي تُذكِّرها بمقلتي عشقها فهمست بإبتسامة حزينة، واضعة يدها الرقيقة على خد سيلين:
- حبيبتي سيلين..

- لا تبكي خالتي لين.. عيناكِ الجميلة لا يجب ان تذرف الدموع.
غمغمت سيلين ببراءة جعلت لين تسحبها الى حضنها وتدمدم بنبرة باكية مزقت نياط القلوب التي تتابع هذا المشهد بحزن:
- يا حبيبة خالتك لين انتِ.. يا حبيبتها..

- ها قد وصلوا.
غمغمت عدن بلهفة لتنهض لين بصعوبة، متسائلة بسرعة:
- هل ريس معهم؟!

- لا اعلم.. سيدخلوا الان وسنعرف.

وما ان فُتح الباب وبدأوا في الولوج.. وما ان لمحت طيفه هبت راكضة نحوه رغم كل وهنها لتدثر نفسها بصدره.. تعلقت به كالأطفال، هامسة بفرحة سادية، غير مُصدقة:
- انتَ هنا.. معي.. يا الله!! لا اصدق!!

- معك يا روحي.. معك الى اخر نفس في عمري.
رد عليها بنبرة ضنكة، متنسمًا أريجها السنسبيلي الذي يجتذب وجدانه منه لتبتعد عنه قليلا وتتمعن به.. ثم سرعان ما شهقت بفزع وهتفت ببكاء مذعور:
- يا الهي!! ما الذي فعلوه لك؟! حسبي الله ونعم الوكيل.. حسبي الله ونعم الوكيل.

- انا بخير لين.. تعالي لنقعد.
غمغم بهدوء لتهدر بحدة:
- لا مستحيل.. عليك الذهاب الى المشفى.. ربي ينتقم منهم لم يبقى مكان في جسدك سليم.

- لن اذهب الى مكان غير منزلنا لين.
اجابها بجدية لتزمجر بعصبية:
- لن اسمعك.. ستسمع كلمتي حالا وستنفذها.

- لين محقة اخي.. انظر الى نفسك.
اردفت عدن بحزن، دانية منه ليتنهد بنفاذ الصبر ويهتف:
- لين وعدن انا لست صغيرا.. لن اذهب.. لست انا من يدخل المشفى بسبب مجد ورجاله.. كرامتي اكبر من ان تسمح لي بذلك.

- ما هذه التفاهة ريس؟! كل ما تقوله غير منطقي البتة.
تمتمت لين بعصبية ليؤيدها ايمن برزانة:
- لين محقة بني.. جسدك مليء بالدماء والكدمات.. والله اعلم اذ كان هناك كسور.

- اذ كان احد اضلاع جسدي مكسور كنت سأشعر.. انا لا اتألم كثيرا فلا بد انني سليما.. ورجاءا كفوا عن مناقشتي.. وجهزي لين نفسك لاننا سنعود الى منزلنا.

- لكن..
ودّت ان تعترض الا انه لم يسمح لها وهو يزجرها بحدة:
- الان ودون نقاش.

- ونحن سنغادر.. سنسافر صباحا.
غمغم اوس بجدية لترد عليه عدن برجاء:
- اوس انا اريد ان انام في القصر.. ولنؤجل السفر.. المشاكل التي حدثت و..

- عدن ستذهبي مع زوجك.. هذه ليلة زفافكما.
قاطعها ريس بجدية تامة، رافضا كلام اخته وخاصة في هذا اليوم المميز لها ولصديقه.. فحاولت ان تعارض مرة اخرى الا ان اوس صدّ محاولاتها ببراعة:
- وانا هذا ما قلته.. هيا سنغادر.

وسرعان ما قاموا بتودعيهم بحب ولم تنسى عدن ان تودع امها - التي تتابع ما يحدث امامها بصمت تام - بعناق طويل ليرتعش فؤاد ترنيم من طيبة ابنتها التي اسرفت فيها..

- ونحن سنغادر.
هتف جود بهدوء ليلتوي لب شام بوجع فائق وهي تقارن بين الحب الذي يشع من عينان ريس لعدن وبين زوجها المحاط بهالة من البرود.. تختنق.. تود ان تبكي وتصرخ بأعلى صوتها، فاصحة عن المها القاسٍ من جفاءه معها.. لا تستحق معاملته.. ولله لا تستحق..
جاهدت لترسم ابتسامة مصطنعة على شفتيها وهي تودع المتواجدين برقتها المبهجة قبل ان تسير معه بخطوات متمهلة تتناقض بجنون مع خفقاتها التي تئن بؤسا..

امتطت قدميها القصيرة مقعد السيارة بجواره دون ان تنبس ببنت شفة.. طوال الطريق لم يكن الا الصمت هو الوال على الأجواء بينهما.. ارتقبت ان يصلا الى الفندق اللذان سيمكثا به الى ان يسافرا مساء الغد.. وما ان اوقف سيارته ترجلت بهدوءها الذي كان يمزق ثنايا روحها دون هوادة لتبتلع الغصة التي توطدت في حلقها بمرارة مكدومة..
هو يبالغ.. وهي لم تعد تتحمل.. ستموت قهرا.. ستحترق في سعيره.. يكفيها جفاءه المثلج الذي ارهقها نفسيا وجسديا..

لم تنتبه الى يده التي استولت على يدها بخشونة ليحثها على السير بجانبه الا حينما شعرت بقبضته تزداد عنفا لتتأوه بوجع، وعبراتها الجمرية تنحدر على وجنتيها.. فهمست بصوت واهٍ:
- جود.. انت تؤلمني.

لم يأبه بما قالته وهو يسرع بخطواته.. عقله لم يكن معه.. شاردا بما هو ابعد بكثير مما حوله.. هناك اشياءا لفتت انتباهه، عليه ان يتأكد منها في اقرب وقتا ممكنا..
زفر بعنف قبل ان يفلت يدها التي احمرت بشدة بسبب امساكه العنيف لها ما ان ولجا الى جناحهما في الفندق الذي حجز به مسبقا..
ولم تستطع شام تمالك اعصابها وهي تصيح بحدة:
- جود لقد سئمت من تصرفاتك.. انا تعبت.. انا انسانة واشعر ولست بألة تحركها انت كيفما تشاء وعلى مزاجك المبتذل.

- اصمتي.. صوتك لا يرتفع يا شام والا ولله افقد حبيبات رشدي.. ولن يسرك ذلك البتة.
زمجر بغضب اسود لترد عليه بهدوء غصبت نفسها عليه قسرا:
- الا ترى انك تبالغ؟! ليس منطقي ما تفعله ابدا.. كل ذلك لاجل سبب تافه!

- تافه؟! زوجتي تحب غيري وتقولي ان ما افعله تافه!!
هدر بعصبية اخافتها.. الا ان عقلها ابى الرضوخ.. كل ما يتفوه به غباء.. لا تصدق ما الذي يقوله.. هي تحب غيره!! لا بد انه جن.. فتمتمت بذهول:
- انا احب غيرك جود!! لا بد انك فقدت عقلك لتتهمني بمثل هذه التهم الباطلة.

قبض على كتفيها بوحشية الذئاب وزأر وهو يهز كتفيها بهمجية:
- اجل.. لا تنكري.. لا زلتِ تحبيه.. اياك ان تنكري.. عندما سألتك اذ كنتِ تحبيني لم تعطيني الجواب الذي يجب ان اتلقفه.. اتظنيني غبي يا شام؟!

- لا اصدق.. اثبت لي انك حقا غبي جود.
همست بإنكسار.. زمرديتيها تشع بخذلانها منه.. الشك!! الشك الذي سعت على طمسه منذ بداية علاقتهما بتصريحها له بكل شيء.. الشك الذي كانت تموت خوفا من ان يطوف في عقول احداهما ذات يوم، ها هو يتحقق في ليلة زفافهما.. تشعر بالذل.. بالمهانة.. تشعر انها عارية وسط عواصف بركانية تهدم قواها..
لم تعي على نفسها الا بصوته الجهوري الذي اخترق اذنيها كطلقات نارية غزَّرت من سيلان دموعها:
- احترمي نفسك شام.. لا تدعيني اتصرف بما لا يعجبك حقا.. لا اسمح لك بإهانتي.. اكبدك في مرارة الجحيم.

ابعدته عنها بعنف يضاهي عنفه وصاحت بذات الحرقة القائمة في طيات قلبها:
- كفى.. اللعنة على هذا اليوم المشؤوم.. انت تبالغ.. تقتلني بلا رحمة.. من تظن نفسك لتقرر من احب ومن لا احب؟! انت ترهقني يا جود.. كرهت هذا اليوم بسببك.. كرهت زواجنا.. الشك.. الشك اراه بعيناك.. بل تخطيت الشك بكثير انت.. انت تؤكد بما هو غير صحيح.. تؤكد التفاهة التي تفوهت بها.. الم اكن انا من اعترفت لك بأنه كان حبا مراهقا؟! الم اكن انا من صرحت لك بذلك حتى لا ترى نظرات الشك السفّاكة بعيناك؟! الا تستطع ان تفكر بصورة ثانية ومنطقية اكثر؟! ارحمني.. ارحمني يا جود.

لم تعطيه مجالا للرد عليها وهي تنسحب راكضة من امامه الى غرفتهما التي في الجناح ليتصنم مكانه بصدمة من انهيارها الذي سبَّبه هو في عدم ثقته بها.. لا بد انه بالغ.. بل بالغ بشدة.. طعن قلبها في هذا اليوم مئة طعنة دون ان يدري.. الضغوطات التي يعاني منها حجبت حدقتيه لتستنبط الصدق في زمرديتيها الغريبة.. منعته من التفكير بعقلانية.. المشاكل الذي واجهتها العائلة اجمعها خلال هذه الفترة الجمت دماغه عن العمل كما يجب..
تنهد بإرهاق، مدركا جرحه الغوار في لبابها.. جرح كرامتها.. جرح انوثتها.. هذا اليوم الذي تتمناه الفتيات ان يكون اجمل ايامها كان كابوسا شائنًا بالنسبة لها..

دلف الى غرفتهما ليتكلم معها بهدوء الا انه لم يرى لها طيفا ليدرك انها في الحمام ما ان استمع الى صوت المياه..
وبعد ما يقارب النصف ساعة وجدها تخرج من الحمام لتقشعر رموشه وتتوهج مقلتيه القاتمة من جمالها.. قصيرة جذابة.. فستانها الأسود الذي يبرز منحنياتها جسدها الجذابة سلبت حواسه منه.. كان الفستان للنوم.. لم يكن جريئا بل ناعما يناسب رخاوة مسمات جسدها.. دون اكمام، ذو خطوط رفيعة وينساب الى ما قبل ركبتيها بقليل.. اذ وصفها بالعرهرة المليحة فهو لم يخطأ ابدا.. شعرها لا زالت تستره عن مبعث توسمه به بالمنشفة البيضاء التي اثارت حنقه..

توقفت قبالة المرآة لتحرر شعرها المموَّج.. غريب.. كلها غريبة!! شعرها طويل الى اخر ظهرها ذو تجعدات كثيرة.. متمرد مثلها.. يوحي بهيجانه الناري كشعلة زمردتيها الحادة.. متناقضة كل التناقض.. مزيج بين الرقة والتمرد..

ضاق صدره من الفرشاة التي تمررها بين طيات شعرها.. يود ان يدس انامله بين خصلات شعرها ويحركهم كيفما يشاء..
ازفَ منها بخطوات الفهد.. دون صوت..
كانت هي شاردة، غافلة عن ذاك الذي يراقبها بعيون صقراوية، يتابع بصمت تحركاتها العفوية.. وفجأة شعرت بيده تُحط على خصرها النحيل والأخرى تبعد الفرشاة من يدها ليوغل انامله في شعرها بدلا عنها، متنشقا رائحة الشامبو من بين حناياه.. خوخ شهي يغِزّه على النوم في مضموره..

تلبكت حواسها وتأرّبت خفقاتها من قربه الذي لم تتوقعه بعد الذي دار بينهما قبل قليل.. حاولت ان تبعده عنه الا انه كان كالطفل الصحراوي الظمآن الى ينبوعها الأهيف.. انامله تشتد قوتها على خصرها ليزداد تنفسها بصورة ملحوظة وصدرها يرتفع وينخفض بعنف من جم المشاعر والأحاسيس التي اجتاحتها..
همست بصوت متوانٍ منخفض:
- جود.. ابتعد.. اود ان اصلي.

- سنصلي معا.. ولكن قبلا علينا ان نتكلم.
رد عليها بهمس ناعم اثار القشعريرة في اوصالها.. فإستجمعت قولها المدثورة بسببه وغمغمت بهدوء، مبتعدة عنه بصعوبة:
- لا يوجد ما نتكلم به.. ولو سمحت انا متعبة كفاية لأخوض معارك اخرى معك.

- سنتفاهم شام.
هتف بجدية لتغمض عيناها بتجشُّم قبل ان تجيبه:
- ارجوك جود، لا اريد.. انا بحاجة الى النوم.

- انا لا اسألك.. سنتكلم وانتهى الامر.
زمجر من بين اسنانه المصطكة ببعضها لتهتف بغضب:
- انا لي رأي على ما اعتقد.. فكِّف عن تسلطك منذ الان جود لانه لن يجدي نفعا معي.

- اتهدديني شام؟!
تمتم بعصبية لتشيح عنه ببرود فاقم من امتعاضه:
- اعتبرها كما تشاء.. لن ابرر لك بعد الان اي شيء.. فأنت في جميع الحالات لا تثق بما اقوله وتحلل الامور على هواك.

- اوه هكذا اذا؟! انا جود.. جود الجايد تهدده زوجته!! في اي زمن نحن؟! اسمعيني شام ولله افقد اعصابي واثور عليك.. لا تستفزيني.. اللوم علي انا لأنني كنت سأعتذر منك واصالحك.. افعلي ما شئتِ.. تصبحين على خير.
نفّث عن جم اشتعاله بوجهها قبل ان يتوارى خلف باب الحمام، عسى ان يركد ناره المحتدمة بالمياه الباردة..

*************
انتهت لين من تضميد جراح زوجها وسط بكاءها الذي ارهق عقل ريس.. تعب لسانه وهو يخبرها انه بخير الا انه كان وكأنه يتكلم مع نفسه.. كاد يشعر ان رأسه سينفجر من كلامها ودعائها بالشفاء له وتحسبها على مجد ورجاله.. اساسا هو سيجن منذ ان اخبرت لين والدته بالقدوم الى منزلهما لتمكث معهما حاليا بما ان لم يعد لديها مكانا للإقامة به..

- يا حبيبي يا ريس بالتأكيد تتألم.. حسبي الله.. حسبي الله.. عسى ان يعانوا بقدر ما ضربوك واكثر.. لن اسامحهم ابدا ابدا.
كررت عباراتها للمرة التي لا يذكر كم.. تحسسه انه يجلس مع جدته لا زوجته!! من ناحية كان يشعر بالغبطة والفرحة من جم حبها وخوفها عليه.. ومن ناحية اخرى هو متعب وغاضب منها لأنها لم تشاوره قبل ان تصر على والدته بالقدوم معهما..

- لين كفِّي عن تعقيدك للأمر بهذه الطريقة.. انا امامك وبخير.. بضعة ايام سأعود كيفما كنت وافضل.. والان انتهي بسرعة لأنني مرهق حتى النخاع وبحاجة الى النوم.
تمتم بضجر لتزم شفتيها وتسارع بالإنتهاء دون ان تضيف حرفا اضافيا.. قبل قليل لم ترحم اذنيه من ثرثرتها والان حتى حرفا واحدا لم تكرم اذنيه به..
وما ان انتهت هتفت بضيق:
- انتهيت، اذهب لتنام.. انا سأنزل لأرى خالة ترنيم لا بد انها تشعر بالخجل والإرتباك لأننا تركناها لوحدها في الأسفل.

- غيّري ثبابك في الأول.

- سأنزل لخالتي ثم سأصعد لأستحم.
غمغمت بلا مبالاة ليردف ببرود:
- افعلي ما شئتِ.. تصبحين على خير.

جزّت على اسنانها بغيظ فبل ان تخرج من الغرفة، مغلقة الباب بعنف وشاتمة بصوت عالٍ اضحكه..
رقدت بجانب ترنيم الشاردة والتي لم تنتبه لوجودها لتهز كتفيها برقة، هامسة:
- خالتي ترنيم.. هل انتِ بخير؟

تيقظت ترنيم لها فهمهت بإبتسامة، واضعة يدها على يد لين:
- انا بخير حبيبتي.
ثم تنهدت قبل ان تستطرد قائلة بحب واسف شديد:
- سامحيني يا ابنتي على ما فعلته معك قبلا.. انتِ اول من غفرتِ لي وانتِ اكتر من اذيتك واكثر من سعيت لتدميرها ومع ذلك رقّ قلبك لحالي ورأفتِ بي.. ولله ندمي بلغ مبلغه مني.. الندم يأكل روحي.. اكثر من مرضي يا لين.. لم يخطأ يوسف ولم يخطأ ريس في اختيارك زوجة له.. انتِ نعمَ الزوجات والإناث كلها.

دمّعت مقلتيها وهي تستشعر صدقها، ندمها، واسفها.. عليها ان تقنع ريس بأن يعفو عنها.. هي تابت وتستحق الغفران..
ودون شعور ضمتها الى صدرها، مغمغمة بإبتسامة شجية:
- لا تتأسفي خالتي.. انتِ ندمتِ ولله غفور رحيم.. بإذن الله ريس سيسامحك قريبا وكذلك جواد.. هما قلبهما ابيض ولا تتخيلين كم هما حنونان.. لكن كل ما في الأمر انهما الان غاضبان.. وغضبهما جنوني، يغشي فؤادهما من اللين والتعاطف.. ومع ذلك سيسامحاك.. انا اعدك بذلك.

وكأنها ادركت كم ترنيم بحاجة الى هذا العناق الدافئ والكلام الحسن الأُملود حتى تجودها بهما.. اعطتها كامل الحرية لتفرغ عن بؤسها وكل اوجاعها في صدرها.. تقبلت كل ما تفعله وكأنها امها لا ام زوجها..
نشجت ترنيم ببكاء يعبر عن الجمر الذي يكوي دماءها دون شفقة:
- اه يا لين.. طيبتك لا تزدني الا ندما.. اغلالا تكبل قلبي وتضغط عليه ليصرخ من حدة المه.. انتِ انسانة نادر وجودها.. سامحيني يا لين.. سامحيني.

لم ترد عليها، فاسحة لها كل المجال لتحرر اهاتها التي تقضي عليها في احضانها.. تتألم مع المها.. هي ام زوجها.. ام حبيبها.. فكيف لا تعفو عنها؟! كيف لا ترحمها؟! اذ كانت تشفق وتحن على الغريب فكيف لا تعطف عليها هي؟!
فجأة سمعتها ترجوها بما هلَّلَ روحها وانعشها لتهتف بفرحة جالية:
- حقا خالتي؟! تودين ان تتحجبين؟!

- اجل حبيبتي.. يكفيني ذنوب ومعاصي.. انا اريد التوبة فلا احد يعلم متى سيموت.
ردت ترنيم عليها بنبرة حزينة لتقف لين بحماس، رادفة:
- هذا اجمل خبر سمعته اليوم.. خزانة ثيابي كلها لك.. انتِ رشيقة جدا فبالتأكيد ستناسب قوامك الرشيق والمتناسق اكثر مني ربما.

قهقهت ترنيم رغما عنها على حماس لين قبل ان تهمس:
- انتِ متشوقة اكثر مني.. انا اود فقط ان استعير منك البعض حتى الغد.. سأذهب في الصباح لأشتري لي ما يلزمني.

- افديكِ كل ثيابي.. غالية والطلب رخيص.
غمغمت لين بإنشراح لتبتسم ترنيم من قلبها على طيبتها وتردف:
- تسلمين يا كل الغلا.. لين انا لا اريد ان اكون ثقيلة عليك انت وريس.. انا اعرف ان طلبك بأن اأتي وامكث معكما لم يعجبه.. ولكن غدا بأذن الله سأبحث عن منزل لي.

- ما هذا الكلام خالتي؟! البيت بيتك.. فلا تقولي مثل هذا الكلام الغير منطقي.
تمتمت لين بعبوس لترد ترنيم بخجل:
- لا لين.. انا لا احبذ ذلك.

قاطعتها لين بسرعة:
- خالتي تعالي لأدلك على الغرفة التي سترقدي بها.

تنهدت ترنيم بقلة حيلة وسارت برفقتها بإنصياع تام.. وما ان وصلت الى الغرفة همست بشكر:
- اشكرك يا ابنتي.. لين لدي طلب واتمنى من صميم قلبي ان لا ترفضيه.

- اطلبي خالتي.

- ناديني امي.. لا تناديني خالتي.. اعلم ان ما اطلبه صعبا و..
دمدمت برجاء وخوف من ان ترفض لتردع لين كلماتها من الزوال وهي ترد عليها:
- لا تزيدي كلمة اخرى امي.. انتِ ام ريس اي مثل امي تماما.

- فليحفظك الله يا ابنتي.. ربي يسعدك بقدر طيبتك العذبة.
همست بدفئ قبل ان تضمها بكل حب وود.. طهارة روحها عجيبة.. تبهج القلوب وتجبرها عل حبها.. نقية كنقاوة فؤادها الحنون.. تشعر بالأسف الشديد حيالها.. هي لا تستحق معاملتها ولكنها تعاملها بأفضل ما يكون..

***********
جثمت عدن على الأريكة بجوار زوجها بعد ان انهت استحمامها ليبتسم لها بحنو ويغمغم:
- نعيما يا قلبي.
ثم تابع، ممررا انامله بين طيات شعرها الشمسي:
- اشتقت لشعرك.. اخر مرة رأيته قبل العزومة التي عملها ريس اذ كنتِ تذكرين.

- بالتأكيد اذكر.. وكيف انسى؟!
همست بإبتسامة دافئة ليُقبل جبينها بكل الشوق المتأجج في اوصاله.. ضاء بحريها وتلألأت امواجه عشقا.. تنفست عبيره الرجولي الذي يوغلها في متاهة الإنسحار.. وسامة اوسها تحيط وجدانها بنجوم متألقة توهج روحها هياما به..

ابتعد عنها قليلا ليتوسم بجمال بشرتها البيضاء.. ودون ان يدرك تمتم مأخذوا العقل:
- ما شاء الله!! ملاكا من الجنة!!

توردت وجنتيها خجلا من كلماته التي مست كل خلية في جسدها.. تحبه الى ان تنقطع انفاسها.. تحبه الى اخر رمح في عمرها.. رباه مغوارها الفاتن يذيبها هوسا به دون ان يفقه.. تتوق له كما يتوق لها.. على الرغم من المآسي التي حدثت في هذا اليوم الا انها لا زالت تعتبره اجمل يوم في حياتها.. يكفيها ان اسمها ارتبط بأسم فارسها.. بأسم اوسها.. ذئبها الذي يحميها من كل ما قد يؤذيها ولو بكلمة حتى.. ملاذها ومأواها الحاني..

تحشرجت انفاسها حالما تيقظت الى سودوتيه التي ادلهمت بسواد حالك.. انتظر طويلا والصبر لم يعد من مرافقيه.. يريدها ليخمد توقه الذي لا يهدأ.. ليمرغها بهمسات غرامه.. تمناها طويلا.. وصبر اكثر من مقدرته على التحمل.. هي زوجته الان.. ختمَ صك ملكيته بها.. ربط اسمها بأسمه لتكون انثاه للأبد.. زوجته.. ملكه.. عشقه.. وهوسه.. هذه هي جنة ارضه..

تقبلت قبلته التي تقسو - دون علمٍ منه - بحضن حبيبة، تموت في هواه.. قبلة شغوفة تجلي عن لهفته وشوقه لها.. وهي تهوى ان يأسرها في محراب سبيه.. رباه كم تحب ان تكون طفلة بين ذراعيه!!
ابتعد عنها قليلا بعد ان بثّ سئمه من التجشم والصبر في شفتيها العذبة.. ثم همس بإنفعال تائق:
- رباه!! ستقتليني بلا شك!! ما الذي تفعليه بي يا صغيرة؟! اشعر انني كالسمكة في بحرك.. كالصدفة على شاطئك.. ابحر بك ولا ازال ملهوف وغرسان الى مياهك المستطابة.. ارتوي منك ولا اشبع يا جنة الدنيا.

تفاقم حبها له في ثناياها لتشعر انها طير شذي لا يقبل الطوفان الا حوله هو.. ارتمت في صدره، تضمه اليها بكل قواها.. واحدودبت بوجهها لتثبته بين مسمات رقبته لتُقيت رئتيها بأكبر قدر من اريجه.. ثم صرحت شفتيها بعشقها دون خجل او تفكير مسبق:
- احبك اوس.. ولله احبك اكثر مما احب نفسي.. اذ كنت جنتك فأنت مَسْكَني.. دونك انا ضائعة.. خائفة.. وحيدة.. بل انا انت.. دونك لا شيء يا روحي.. لا شيء يا نبضي.

- لنصلي اولا يا عدن قبل ان يغويني الشيطان.. لنبدأ بعلاقة ترضي ربنا.. فأنا صبري محدودا يا زوجتي.
هتف بعجلة لتقهقه بخجل من مغزاه قبل ان تلبي طلبه بطوع.. ثم لتشهد الجدران على امتلاكه لقلبها قبل جسدها.. ولتشهد النجوم على غوصه في بحرها.. ولتشهد السماء على استسلامها لقيصر كل خلية نابضة في مضمورها..

***********
تململت بضيق شديد ما ان شعرت بقبلات ناعمة تداهم وجهها.. تود النوم ولكن هناك وقح يردع سلطان نومها من مقاومة هذه القبلات الرقيقة..
فتحت عيناها بحنق ليقابلها وجه حبيبها المبتسم كطفل عابث، يرغب في اثارة غضب امه عليه.. لم تقدر على كبح ابتسامتها من الإنبلاج وهي تلمح الشقاوة في عسليتيه.. فهمست:
- صباح الخير ريسي.

- صباح العسل والجمال والراحة.
غمغم بهيام قبل ان يغرق وجهها بقبلاته المشتاقة لتضحك بصوت عال وتهتف بحب:
- العسل امامي الان.. واود ان اتذوقه حالا.

- يا قلب العسل انتِ.. يا روحه.. يا حبيبته.
همس، تائها في جمالها الصافي لترد بخجل:
- حبيبي استيقظ والشقاوة تملأ روحه.. من يراك الان لا يصدق ان هذا الشخص نفسه الذي كان غاضبا وحانقا البارحة.

- بما انني استيقظت على اجمل وجه في الكون فكيف لا يتغير حالي؟! بل كيف لا ينقلب كياني يا ام ليث؟!
تمتم بنبرة حالمة اضحكتها بشدة قبل ان تتساءل بشرود:
- بماذا تعتقد انني حامل؟ بذكر ام بأنثى؟

- لا ادري.. لكنني راضٍ بكل ما هو منك.
اجابها بإبتسامة هادئة قبل ان يستأنف متسائلا بجدية:
- هل كنتِ تتابعي طبيبة او شيء من هذا القبيل بما انك حامل؟!

هزت رأسها بنفي، رادفة:
- لا.. المشاكل والضغوطات لم تسمح لي بذلك.. اتعرف متى علمت بحملي؟!

- متى؟!
تساءل بحيرة لترد بإبتسامة متوترة، مخاشة ان يغضب:
- ريثما كنت في المشفى.. في ذاك اليوم الذي اتيت لي به بعد ان اختفيتَ لفترة طويلة.

- ماذا؟! كل هذه الفترة وانا لا اعلم!! هل كنتِ ستلدين دون ان اعرف؟!
زمجر بحدة، ناهضا عن السرير بغضب لتزدرد لعابها بخوف وتدنو منه، هامسة بإرتباك:
- لا اريد ان اكذب عليك ريس.. رجاءا تفهمني.

- اجيبي لين على سؤالي ولا تتهربي.
صاح بعصبية لتلعن نفسها مئات المرات على غباءها.. كان سعيدا ورومانسيا، ناسيا ان يفتح معها هذا الموضوع.. زفرت بإضطراب من ان يثور اكثر حينما تخبره بالحقيقة.. الا انها تأكدت انها احمق انسانة في الوجود بعد ان ردت عليه بصراحة:
- في الواقع اجل.. كنت مخططة بعد ان تطلقني ان اخبر والدي فقط.

اكفهرت ملامحه لتدرك فداحة ما كانت تفكر به في لحظة غضب وحزن.. عليه فهمها، لا ان يغضب عليها ويحتدم بهذا الشكل..
ارتعشت بجزع ما ان هدر بصوت منفعل، يوحي بضيقه وغضبه منها:
- هل جننتِ؟! اللعنة يا لين.. دعيني وحدي الان.. انا لا ابصر امامي غير السواد فإنزلي الى الأسفل واتقي شري وغضبي.. واقعدي مع امي الى ان اهدأ.. ولا تصعدي الي في الوقت الحالي.

لم يكن يعلم ما تفوه به.. لم يكن متيقظا الى كلمة "امي" التي ابجستها شفتيه ولأول مرة بعد ان عرف بحقيقتها من عمه.. كان غاضبا.. وغضبه شرسًا، مكروهًا، وصعبا ارضاؤه..
براكين متنافرة تصفع اعصابه ليحتد اكثر.. كانت ستحرمه من طفلهما.. كانت ستبتعد عنه.. ستلد دون ان يعرف.. كلمة غضب قليلة جدا.. خاصة منها لم يكن يتوقع هذا التصرف..
وما ان اغلقت الباب وطاعت اوامره بمنتهى السهولة زفر بعنف قبل ان يدلف الى دوامة الأفكار..

نزلت لين للأسفل بعيناها الدامعتين لتجد ترنيم قاعدة على الكنبة بنفس الوضعية التي كانت عليها مساء الأمس.. تقدمت نحوها وغمغمت بنبرة عادية جاهدت على اتقانها:
- صباح الخير امي.

- صباح النور حبيبتي.
ردت ترنيم عليها بإبتسامة حبورة قبل ان تنتبه الى الحزن البادي على وجهها وتتساءل بقلق:
- لين حبيبتي هل انتِ بخير؟! هل تشاجرتِ مع ريس بسببي؟

- لا امي.. انتِ ليس لك اي علاقة فلا تحملي نفسك ذنب اكثر.. هو غاضب مني فقط لأنني اخفيت عليه امرا ما.
اجابتها لين بإبتسامة دافئة.. ثم تابعت بحماس كاذب:
- سأذهب لأعد اجمل افطار لأرق ام عرفتها في الوجود.

- سأساعدك.

- لا.. لا داعي امي.. سأدبر نفسي.. واجل لدي خبر سيسعدك.. الان.. قبل قليل اخبرني ريس "انزلي واقعدي مع امي".. هذا دليل انه سيسامحك قريبا.
غمغمت لين بسعادة لتتساءل ترنيم بلهفة وفرحة:
- حقا!! فعلا هكذا قال؟!

- اجل يا غالية.. خمسة دقائق وسيكون الإفطار امامك.
ردت بحب قبل ان تنسحب من امامها وتجهز الأفطار لها ولمغوارها الغاضب.. وما ان انتهت ترددت قدميها على طوعان عقلها بالصعود الى غرفتهما لتناديه لينزل ويفطر معها ومع امه.. الا انها لم تتمكن من ان تتركه دون ان يفطر فصعدت بخطوات مضطربة وولجت بإرتباك الى غرفتهما.. ثم همست بصوت منخفض:
- ريس.. تعال لتفطر معي ومع والدتك.

توجهت انظاره لها لتتفطن بصيرته الى ما تتأزره وتهوج غيرته العمياء.. شورت اسود قصير يبرز جمال ساقيها.. وبلوزة بيضاء ذات اكمام قصيرة ويتوسطها كلمات باللغة الانجليزية المبعثرة.. بينما شعرها الذهبي متصببا على ظهرها كشلال من العسل الأصلي..
لم يتحمل جاذبيتها وحلاوتها هذه ليهتف بشراسة:
- نزلتِ للأسفل بهذه الثياب لين!! بثياب تظهر اكثر مما تستر!! هل انتِ مصرّة على اخراج اسوء ما في داخلي ام ماذا؟!

- ما بها ثيابي؟ انا في المنزل ولا يوجد احدا غريبا.. خالتي ترنيم بمثابة امي فبالتأكيد لن ابدل ملابسي لأنها هنا.
تمتمت بلا مبالاة ليجلجل بعنفوان، مستوليا براحتيه على ذراعيها بخشونة:
- اللعنة على الغريب وعلى عقلك.. اسمعيني يا امرأة.. انتِ تعرفين عقليتي جيدا.. انا اكره ان يراكِ احدا بمثل هذه الثياب غيري ولو كانت امك.. انا اغار.. ما الغريب بذلك؟! هذا الأمر ليس جديدا عليك.

- لكنك وعدتني بالرسالة التي كتبتها انك ستتغير.. وعليك ان تفي بوعدك بما انك رجلا لا ينكث بوعده.
هتفت بخبث ليحمر وجهه غيظا منها ويزأر:
- انسي الرسالة.. كنت سأتغير والان لم اعد اريد.. سأبقى كما انا برضاكِ او دونه.

- حسنا حسنا سأغير ثيابي يا قلب زوجتك.
همست بنعومة، واضعة اناملها على بلوزته السوداء لتتشاحن الأحاسيس في جسده رغبة بها..
اسدلت رموشها بنعومة ثم استرسلت بدلال سيقضي عليهما الإثنان دولا شك:
- من يقول بأنه يحبني يرفض ان يرأف بي وبطفله.. يؤلمني بجفاءه بعد ان ثلبني على وسادة رومانسيته.

- لا تلعبي يا لين بعيار الدلال والدلع لأنك ستكوني الخاسرة دون ادنى شك.
دمدم بسخط ومقلتيه تزداد توهجا لتتابع بذات النبرة التي فكّت عقدة ثباته وصبره:
- اعشق ان اكون خاسرة اذ كان من سأخسر لأجله هو ريسي.. ولكن اولا اود ان اخبرك بعدة امور.. امي ترنيم قررت ان تتحجب فأنا اريد ان انزل الى السوق معها لنشتري ثيابا لها ولي ايضا بكل تأكيد.. الخبر الثاني هو انني سبق وحجزت عند طبيبة مختصة في مجال الحمل والولادة واليوم هو اول موعد لي معها، في تمام الساعة الثانية عشرا ظهرا.. والخبر بل الطلب الأخير انا اريدك ان تنزل لتفطر معنا.

- لن تذهبي لأي مكان حبيبتي.. انتِ حامل وانا اخاف عليك وعلى طفلي.. وكل ما طلبتيه سيحضر لك حتى ملابس السيدة ترنيم.
هتف بمكر، مستمتعا بالعقاب الذي قرر فرضه عليها بعد فعلتها الشنيعة لتنبسط فضيتيها وتغمغم بذهول:
- ماذا؟! وامي.. تود الخروج ل..

- اخترن عبر هواتفكن كل ما تودونه وانا ليس لدي اي مشكلة في الدفع عزيزتي.. اما خروج من المنزل فأنسيه كليا.. والان لننزل لنفطر بنا انني جائعا.
قاطعها بجدية لتتكبل قدميها ارضا قبل ان تتذمر بضيق:
- لن اصغي اليك ولن اطاوعك.. سأخرج.. انا لست اسيرة يا ريس.

- بل انت اسيرتي حبيبتي.. اسيرة تحكم زوجك وحبيبك.
رد عليها بإبتسامة مستفزة، منسحبا من ردهتهما دون كلمة اخرى لتتبعه لين، ضاربة قدميها ارضا بكل غل.. يستفزها امبراطور وجدانها.. لن تكون لين، ام ليث الجايد اذ لم ترد له الصاع صاعين..

-------------------
يتبع..

سوري يا جماعة البارت كان لازم ينزل بكتير ابكر بس الوات ما كانش قابل ينزل..

رأيكم وتوقعات:
- جرأة لين زادت صح؟!😂😂 وريس وتصرفاته؟
- رومانسية اوس وعدن.. هدول اكتر ثنائي رومانسي (يلا ما عليه)
- شام وجود الوضع متأزم بينهن فهل هيك راح يضل؟
- ترنيم وندمها واسفها؟

قراءة ممتعة..

مع حبي:
اسيل الباش😍😍

Continue Reading

You'll Also Like

749K 26K 36
هي كلمة من حرفين تخفي خبايا كثيرة نعم انه الحب، ذلك الحب الذي يدخل القلوب بدون استئذان ليقلب حياتنا رأسا على عقب ، هي قد جربته و لكن اكتشفت في النهاي...
538K 13.6K 25
تأملها بتعابير متجهمه وملامح قاسية وهي تقف عند باب الغرفة بثوب نومها الحريري القصير أحمر اللون واسارير وجهها الأنثوي المستبشره المسروره ونظرة عينيها...
354K 28.3K 56
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
208K 7.5K 6
احبته كطفلة ..ورفضها .. تزوج .. وعاد .. عاد ليتزوجها .. ترى لما؟