اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداث...

By AseelElbash

3.2M 91.7K 23.5K

The highest ranked: #1 in romance (((الجزء الاول من سلسلة هوس العشق))) &&حقوق النشر محفوظة ومطبوعة فقط بأُسمي... More

مقدمة✔
البارت الاول✔
البارت الثاني✔
البارت الثالث✔
البارت الرابع✔
البارت الخامس✔
البارت السادس
البارت السابع
البارت الثامن
البارت التاسع
البارت العاشر
البارت الحادي عشر
البارت الثاني عشر
البارت الثالث عشر
البارت الرابع عشر
البارت الخامس عشر
البارت السادس عشر
البارت السابع عشر
البارت الثامن عشر
البارت العشرون
البارت الواحد وعشرون
البارت الثاني وعشرون
البارت الثالث وعشرون
البارت الرابع وعشرون
ملاحظة هامة
البارت الخامس وعشرون
البارت السادس وعشرون
اعلان هام
البارت السابع وعشرون (الجزء الاول)
البارت السابع وعشرون (الجزء الثاني)
البارت الثامن وعشرون (الجزء الأول)
البارت الثامن وعشرون (الجزء الثاني)
البارت التاسع وعشرون (الجزء الأول)
اعتذار
البارت التاسع وعشرون (الجزء الثاني)
البارت الثلاثون
البارت الحادي والثلاثون
البارت الثاني والثلاثون
البارت الثالث والثلاثون
البارت الرابع والثلاثون والأخير
الخاتمة
سؤال مهم
توضيح + قرار
وحينما تغار الذئاب
اسيرة تحكمه pdf

البارت التاسع عشر

60.6K 1.7K 450
By AseelElbash

اسعى للهروب من حطام الحب،
دون فائدة..
اينما اذهب يتبعني،
ويتطنب بلا رحمة في نسماتي..
كيف للمتيم بالعشق الهروب؟!
كيف ودونه يموت، فاقدا للروح؟!
وكيف يبقى يرافقه، وقربه يؤلمه؟!
محتارٌ انا بين نارين..
احدهما اشقى واقسى من الأخر..
وفي كلتا الحالاتين سأحترق..
لكنني سأحترق بنار العشق،
اذ كان هذا يكفيكي..
-----------------

سحبها خلفه بخطوات سريعة خارج المشفى وادخلها الى سيارته؛ وفعل هو المثل.. فأرادت سؤاله مرة اخرى لكنه صرخ بها بعنف هادرا:
- اصمتي.. لا تتكلمي.. ليس الان.

انتفضت بخوف من صراخه العنيف.. وكانت ستتكلم لو انها لم تجده يخفض رأسه ويضعه على مقود السيارة؟ هامسا بألم:
- سأخبرك ما به.. سأخبرك يا لين..

رفع رأسه قليلا بعد ان اخذ نفسا طويلا تحت انظارها المذهولة والقلقة في نفس الوقت.. تركته يتكلم براحته.. تركته يراجع نفسه قبل ان يقول ما يوّد.. لم ترد ان تضغط عليه ولم تفعل.. ثم سمعته يعلن عن قباحة وفظاعة ما فعل بهمس موجع:
- انا من اوصل اخي لهذه المرحلة.. انظري يداي الإثنتين هي من فعلت.

شهقت بصدمة لم تستطع اخفاءها وهي تضع كفها الصغير على فمها بجزع.. وتراجعت على مقعدها مستنكرة اعترافه القبيح.. لا تصدق انه من فعل هذا بأخيه.. كيف؟! كيف وهي تراه دائما يضحي لأجل سعادتهم وسلامتهم؟!
اوجعه اكثر اذبهالها وصدمتها.. يدرك انه مخطئ.. يدرك انه قام بشيء لم يكن عليه فعله.. تأنيب ضميره يكاد ينتزع روحه من جسده.. نيران حارة تكوي دمائه دون رحمة.. قلبه يلتوى بؤسا على ما تصل اليه اوضاعه مع الجميع.. لم يعد يستطيع التصرف كما يجب.. يشعر بالضياع.. ضياعا قاسٍ.. وكأنه طفل صغير ولد توّه على هذه الدنيا..
حين سمع سؤالها الذي لم يكن الا بمثابة مضاعفة لإدراك فداحة ما قام به تحشرج قلبه ولعا وكربا.. رباه على ما يعينه! فليكن بعونه الله فقط!
- لماذا؟! لماذا يا ريس؟!

- ستعرفي لوحدك.. اخرجي.
اجابها بجمود لا يعكس ولا يعبر عما كان عليه قبل قليل امامها.. ولا حتى على الحمم البركانية المتقدة بثناياه..
تبعته وهو يخرج من السيارة بثبات.. كان يقودها داخل ممرات المشفى ولكن ذلك لم يكن له اي صلة بالسبيل الذي يقود الى غرفة جواد.. فجأة توقف امام باب غرفة غريبة عليها، ادت الى تصاعد الكثير من الأسئلة في داخلها واوشكت على البوح بها لو انه لم يلتفت لها هامسا بخشونة:
- ستدركي سبب ايذائي لأخي وايصاله الى ما حالَ وصار عليه حاله حين تدخلي الى هذه الغرفة وتري الأسباب وحقيقة خطأه بعيناكِ لين.

حيرة عارمة تتفاقم في عقلها عما يقصد به من لغزه الكلامي الذي لم تفهمه بعد.. وفجأة سمعت صوت انثوي يعلن سماحه للطارق بالدخول.. فإزدردت لعابها بتوجس وخشية وتمسكت بقميص ريس الزيتي ليلتفت لها قبل ان يمسك يدها بخفة حتى يهدئ من روعها، ويبث الطمأنينة في اوصالها.. بينما بيده الاخرى الحُرة فتح الباب ليتقدما معا..
جفلت لين من مظهر الفتاة التي امامها، المتربصة على سرير المشفى، تنظر لها ولزوجها بتعجب وكأنها لم تكن تتوقع زيارته مرة اخرى..

نظرت لين لريس بإستفهام، تحاول ربط علاقة تعنيفه لجواد بحال هذه الفتاة.. وبعد صمت دام طويل من كلا الجوانب همست بتساؤل:
- هل جواد من فعل بها هذا؟!

همهم بنعم خافتة ممعنا النظر بتوسع عيناها بإرتباك، حيرة وضياع.. لا تعرف اتشفق على هذه الفتاة وتلوم جواد على جريمته الشنيعة ام تشفق عليه على حالته الهزيلة..
اقتربت وجلست بجانب الفتاة تحت انظار زوجها التي تتعقبها بترقب.. وغمغمت بتعاطف:
- كيف حالك؟

- بخير.. من انت؟
همست الفتاة بتساؤل لتبتسم لين برقة وهي تجيب:
- انا اكون زوجة ريس، اخ جواد.

اومأت الفتاة برأسها بتفهم، وهي تفكر لماذا هي اتت ولم يأتي جواد.. ايعقل ان ريس حقق لها وعده حين قال انه سيفعل به اضعاف ما فعل بها؟
كانت ستتساءل مرة اخرى عن سبب تواجدهما لتسبقها لين هامسة:
- قولي لي ما هو اسمك، وسأخبرك لما نحن هنا.

- انا اسمي ريما.

- كم عمرك يا ريما؟

- سبعة عشر عاما.
تفاجأت لين من عمرها.. فهي صغيرة للغاية وما زالت في المدرسة.. التفتت الى ريس لتجده مستند بجسده على الحائط، بحيث ثقل ذراعه الأيسر مُصب على الجدار بينما يداه موضوعة في جيوب بنطاله الأسود، ورجليه الطويلتين متشابكتين ببعض بإفتتان..
"رباه كم هو وسيم ورجولي"
دوى اعتراف عاشق حد النخاع بعقلها.. جاهدت كي تخرج من دوامة سحره الملقى عليها بلا قوة ولا سلطة..
رأى لمعان عيناها ريثما استدارت بوجهها اليه وهي تتعمق النظر به بهيام التقطه وجعله يبتسم بغرور وعشق..
وعت على نفسها فقط عندما رأت ابتسامته المتعجرفة ليحمر وجهها بشدة وهي تشيح عنه، بينما ريما تنظر لهما بتعجب وكأنهما مجانين!
اقترب ببطئ اليهن وغمغم بإبتسامة بعد ان جلس على مقعد مجاور، بجانب سرير ريما:
- اتمنى انك افضل الان ريما..

لم تعرف لِما شعرت بضيق وحنق قاتل وهو يلفظ حروف اسم فتاة غيرها.. وشعرت بنار كاوية تلسعها بقوة وهي تدرك انه كان هنا قبلا.. دونها!
سمعتها وهي تجيب على زوجها بخجل بأنها بخير وافضل مما كانت عليه قبلا.. فتنهدت علّها تستمد بعض الصبر بزفيرها العال، وتجاهلته كليا حين عاودت النظر الى ريما، هامسة بإبتسامة:
- هل انت لوحدك؟ اين عائلتك؟!

- جدتي غادرت وستعود لاحقا.. وانا ليس لي الا اخت صغيرة.

- ووالديكِ؟
خرج هذا السؤال من ريس لتتجه الأنظار اليه وترد عليه بحزن:
- توفوا قبل سنة.

عانقتها لين بحنان.. تشعر ببؤس شديد حيال هذه الصغيرة بينما ريس همس لها بجدية:
- انا اخذت لك حقك، لقد نال اخي على عقابه.. وفعلت به كما فعل بك واكثر.. فلتسامحيه الان.

انتفضت في حضن لين، تفكر بجملته.. هذا يعني انه عانى اضعاف ما عانت وحقق لها وعده.. وجهلت سبب شعرورها بالألم لأجله.. ربما لانها استشعرت ندمه الحقيقي!! حالة الألم والندم والحسرة التي رأته بهم كانت صادقة.. وهذا كان يكفيها..
دمدمت بتساؤل بسيط خرج من فمها دون ان تنتبه:
- كيف هو الان؟!

زفر ريس انفاسه، وهو يتطلع الى لين الضائعة بتفكيرها وسطهم.. ربما هي تفكر ببروده او بجرأته على الإفصاح بما باءت عليه صحة جواد بسببه..
حاول ان يتجاهل خيوط الدموع التي تحشرجت على وجنتيها دون ان تلاحظ او تدرك.. حاول بكل جهده وقد تمكن بحيث نقل بصره الى ريما مجاوبا:
- حالته سيئة، بإمكانك ان تريه غدا بعد ان يستيقظ وتخبريه انك سامحتيه.

اومأت بموافقتها لا تعرف لماذا! كان بإمكانها الإكتفاء بكلام ريس.. لكن احساس عارم في داخلها يخبرها انها يجب ان تراه..

***********
توقفت سيارته امام بوابة القصر، ولم تصدق انها اخيرا وصلت.. ارادت فورا الخروج من السيارة لكن سبقها هو حين اوصد قفل الأبواب من جهته ليمنعها من الخروج.. فإستدارت اليه بإنفعال، هاتفة بحدة:
- اوس افتح الباب.

"ويا لروعة حروف اسمي حين تخرج من بين شفتيك الشقيتين.."
كانت هذه اول مرة تنطق اسمه بهذه الطريقة التي تثير بداخله الكثير..
تألقت عيناه بسواد اثار ذعرها وتوجسها لتنكمش على نفسها وتكرر بتوتر:
- افتح الباب لي.. اريد ان اخرج.

اقترب منها ودنى برأسه نحو وجهها المتورد من قربه وهمس بخشونة:
- جميل اسمي من بينك شفتيكِ..

برز خجلها وتوترها لعيناه كوضوح الشمس.. فإبتسم مدركا تأثير كلامه عليها..
اما هي فقد اشتد سخطها منه فدفعته عنها بقبضتيها الصغيرة ليعود مستريحا على مقعده ضاحكا بصخب.. وفاض الكيل بها وهي تصيح به بتهديد:
- افتح الباب قبل ان اجعلك تبكي، لا ان تضحك.

لم يتمالك نفسه من نبرتها الحانقة فإنفجر ضاحكا بعدم تصديق.. وهمس بصعوبة مستنكرا:
- انتِ تبكيني! وتهدديني ايضا!

- مثلما سمعت.. افتح اوس والا سأنفذ تهديدي صدقني.
هتفت بإنفعال.. لماذا لا يفهم انها لا تطيقه؟! لو يعلم فقط كم تود تكسير اسنانه، كي يضحك مجددا كما يريد دون اسنان.. لا بد انها ستحطم له وجهه كله يوما ما وليس فقط اسنانه الخرقاء..

- لن افتح، انا متشوق لأراكِ تنفذين تهديدك عزيزتي..
همس بعبث لتلقي عليه نظرة حارقة قبل ان تبدأ هجومها عليه بحقيبتها بكل قوتها ليقهقه عاليا وهو يتفادى ضرباتها بصعوبة..
لهثت انفاسها بتعب وحين هدأت نظر اليها شرزا مدمدما:
- امتأكدة انك فتاة؟!

- لم ترى شيئا بعد.
همست بغل قبل ان تقفز على المقاعد الخلفية بخفة تحت انظاره المذهولة وتقع على المقعد خلفه تماما.. ومن ثم سريعا امسكته من شعره، تشده له بكل ما اوتيت بها من قوة ليطلق صرخة متألمة بينما هي تبتسم بشر:
- ستفتح ام لا؟!

- اتركيني يا مجنونة.. من اين تعلمتي كل هذا الجنون؟!

- افتح الباب قبل ان ادعك تعود الى منزلك دون حتى شعرة واحدة.
همست بجدية وتهديد راقا له.. وبخفة فهد التقط اناملها الرقيقة الممسكة بشعره القصير وجذبهم الى الأمام لتضرب بظهر مقعده شاهقة بألم.. وهتف بخبث:
- اعتذري على ما فعلتيه ايتها الشقية قبل ان ادعك تعودي الى المنزل باكية، ودون يدين ايضا.

- على جثتي ايها المتعجرف.
هتفت بعنف شديد فشد يداها الى الأمام اكثر لتتأوه بصوت مسموع..

كان مستمعا بقربها لأقصى حدٍ.. ارادها ان ترفض ليبقى ممسكا كفيها الناعمتين لوقت اكثر.. وغمغم والإبتسامة لا تفارق وجهه الوسيم:
- احب شراستك اتعرفين؟!

- وانا اكرهك بكل حالاتك اتعرف؟!
صاحت بحقد ورأى نظراتها تتألق بوجع عبر المرآة الأمامية فترك يدها وعاود النظر اليها هامسا بجدية خشنة:
- ستحبي كل ما بي لاحقا، فلتؤمني بهذا الشيء.. اخرجي.

فور ما رفع قفل الباب خرجت من الباب بسرعة حتى كادت ان تتعثر مرتين.. كتم ضحكته بصعوبة على مظهرها الطفولي ولم يستطع كبتها اكثر حين صفعت الباب بعنف مبالغ به..
تفاجأ بها تتقدم نحوه وتطرق على زجاج بابه.. ففتحه لها برفعة حاجب مستنكرة، ليسمعها تهمس بشراستها المحبوبة:
- انت مغرور جدا على فكرة.. وانا لن اعيد واكرر اكثر.. افهم جملتي وضِعها حلقة في اذنك، في احلامك فقط ايها البغيض.

رفع الشباك في وجهها ببرود، غير مكترثا بكلامها مما جعلها تفغر فاهها بحنق وهي تدخل الى من منزلها والغضب والشرر يتطايرا من بين جفونها..
توقفت مكانها قبل ان تتمكن من صعود الدرجات الواسعة المُغطاة بسجاد رمادي لامع بنعومة لافتة للنظر .. ثم التفتت نحو الخادمة التي قالت لها بتهذيب:
- انسة عدن، السيد ايمن اخبرني ان ادعك تصعدي لغرفته عندما تصلي.

- حسنا انا صاعدة له.
اجابت الفتاة بجدية.. ثم توجهت نحو غرفة جدها وطرقت الباب بهدوء ليأذن لها بالدخول.. ففتحت الباب بضجيج وركضت نحو جدها رامية جسدها على السرير بجانبه، ويداها تلتف حوله بطنه المنتفخ قليلا..

- ها قد عادت حبيبة جدها الشقية..
همس بها الجد مقهقها لتبتسم وهي ترفع وجهها لتقابل وجهه الملائكي الحنون وتغمغم:
- اشتقت لي صحيح؟! اساسا اعرف.

ضحك ايمن على شقاوتها وربت على حجابها بحنو، رادفا بحب:
- كثيرا ايتها المتواضعة.. عدن حبيبتي ارتاحي قليلا وسنذهب الى المشفى.

- لماذا؟
تساءلت بقلق وهي تبتعد عن جدها ليُهدئ من خوفها هامسا:
- لا تقلقي حبيبتي، جواد متعب وسنزوروه.. هيا انزلي وكلي لنذهب..

سريعا فعلت ما قاله كي تتمكن من الذهاب والإطمئنان على اخاها.. والان عرفت لماذا لم يأتي ريس ليأخذها من المدرسة واتى مكانه الكريه اوس..

***********
جلست لين على احد المقاعد في ممرات المشفى بجانب غرفة جواد.. وطأطأت برأسها للأسفل غارقة في التفكير.. انتفضت فجأة عندما وضع ريس يده على كتفها بعد ان انهى حديثه مع الطبيب في الداخل هو وجود..
جلس بجانبها لتبتعد عنه بضيق لاحظه وجعل وجهه يتهجم بغضب.. وهتف بحدة:
- ما الأمر الأن؟!

ارادت ان تنهض من مكانها الا انه سبقها حيث شدها من يدها بخشونة مؤلمة لتسقط قاعدة من جديد على مقعدها.. وهتف بعصبية:
- عندما اسألك تجيبي.. اياكِ ان تتجاهليني.

- لا شيء اتركني، اريد دخول الحمام.
غمغمت بألم.. لا تطيق النظر اليه الان.. غاصبة منه من عدة امور.. تصرفاته لا تعجبها ابدا.. يتصرف وكأنه يملك الكون والجميع يجب ان ينحني تحت طوعه..
انّت بوجع حيثما نفض يدها بقسوة اعتدتها منه في الاوان الأخيرة.. وتراجعت للخلف بظهرها الى ان اصتدم بالحائط وهو يقترب بوجهه منها، مُثبتا عيناه الغاضبة بعيناها البائسة.. واذ به يكرر بعزم وصرامة:
- اسمعتيني لين! تجاوبيني بالأول وبعدها ستذهبي الى اللعنة، المرحاض.

- وانا اجبتك لا يوجد شيء.. وابتعد عني.. هناك ناس تنظر لنا اذا لم تدرك بعد.
هتفت بجدية وهي تجيل بعيناها بين المارين..

تشدق فمه بسخرية وابتعد عنها قليلا، وهتف بنبرة حادة:
- بعد ان نعود للمنزل لين سيكون لنا كلاما طويلا.. طويلا جدا.

شخرت هي الأخرى بسخرية وتهكم متماثلين.. وهمست وعيناها البريئة تشع قوة وتحدي:
- انتظر ذلك بفارغ الصبر ريسي.

نهضت تاركة خلفها رجلا متعجبا من لفظها لأسمه بهذه الطريقة التملكية حتى وهما متشاجرين..
رأى جده وعدن يتجها نحوه فنهض مسرعا واقترب نحوهما هامسا:
- جدي لم يكن يجب عليك ان تأتي في هذا الوقت.

رمقه بنظرة حانقة وهتف بجدية:
- حفيدي بالمشفى وتقول لي انني لا يجب ان اتي! ابتعد عن طريقي لأراه.

ابتلع ريقه بصعوبة ريثما اختفى جده وعدن خلف باب غرفة جواد.. رباه الان من الذي سيُخلصه من تأنيب وعتاب جده.. تأفف بضيق وانتظر لين حتى تأتي كي يدخلا معا..
انتظر بعض الدقائق ولم تأتي فزفر انفاسه بضيق وسار نحو المراحيض النسائية ليرى ما خطبها..
نادى أسمها بصوت عال من الخارج.. ولم يأتيه اي رد منها فلعن تحت انفاسه.. وقام بالإتصال بها ثم سمع صوت هاتفها يرن بينما لم يأتيه اي رد منها.. فشعر بالقلق عليها ونادى عدة مرات وهو يهتف:
- لين هل تسمعيني؟ سأدخل اذا لم تخرجي.

لم يأتيه اي رد منها.. فنظر حوله قبل ان يقتحم المراحيض النسائية بحثا عنها، وهنا رأها ممددة على الأرض فاقدة الوعي ليهرول نحوها ويرفع رأسها ويضعه على حجره، هاتفا:
- لين حبيبتي.. ما بك؟!
تضاعف خوفه اضعاف عندما تحسّس نبضها الضعيف.. فحملها بإحتراس وخرج من الحمام صادحا على احدى الممرضات لتأتي وتساعده..
قامت ممرضتين بالتعاون معه ودارشدته على غرفة فارغة.. ثم طلبت منه ان يخرج الا انه رفض رفضا قاطعا..

- اخرج لو سمحت استاذ.. يجب ان نرى عملنا قبل ان يأتي الطبيب.
هتفت الممرضة بنفاذ الصبر ليحتقن وجهه بإكفهار وهو يهتف بفظاظة:
- زوجتي وانا حر.. لن اتركها.. واطلبي ان تحضُر طبيبة لا طبيب. لن اسمح لرجل ان يعالجها.. هيا غادري ونفذي ما امرتك به.

غادرت الممرضة كاتمة غيظها من تصرفه الوقح ليبقى مع زوجته ممسكا بيدها بحنية، هامسا:
- ستكوني بخير حبيبتي.. لا تقلقي انا بجانبك.

بعد بعض دقائق دخلت الطبيبة مع الممرضة المغتاظة منه الى حدا كبيرا فتجاهلها ونظر الى الطبيبة التي تبدو في اواخر الأربعينات من عمرها.. وتتبع كل حركاتها وهي تجري بعض التحاليل لزوجته.. بينما في الغرفة الأخرى وخاصة بغرفة جواد كانت تبكي عدن بخوف من مظهر اخيها المريب.. مظهره جعلها تخشى فقدانه.. تخاف ان تخسر فردا اخرا من عائلتها.. يكفيها وفاة والديها..
رقود جواد على الفراش دون حركة ولا كلمة ايقظ خوف كبير في وجدانها.. هي معتادة ان تراه يشاكسها ويعبث معها ويثير غيظها لا ان يكون طريح الفراش هكذا!
" يا الهي "
تمتمت بها بألم وهي تجلس على الارض بجوار سريره الأبيض الحريري.. نظرت نحو اليد الموضوعة على كتفها وغمغمت لعيون جدها الحزينة:
- سيتحسن اليس كذلك جدي؟! لن يتركنا كما فعل ابي وامي، اليس كذلك؟!

رفعها عن الأرض بهدوء لتتوقف على قدميها الخائرتين، وجذبها الى صدره بدفئ هامسا:
- لا حبيبتي هو بخير، غدا سيستيقظ.. ادعي له ان يتعافى وسيعود كما كان ليجننك.

- اتمنى ذلك جدي..
اباحت بشجن نحر لبّه بلهيب كوى اجمد اطرافه.. فمرر يداه الضعيفتين على ظهرها بحنان فائض..

سمعا قبضة الباب تتحرك فإبتعدت عن جدها، ماسحة دموعها بيداها وعدّلت حجابها قليلا عندما وجدت جود يتجه نحوهما..
انثنى مقبلا يد جده بحب ومّودة، ثم القى عليها سلاما دافئا، ملتزما بحدوده الدينية..

- اين ريس ولين؟!
تساءل بحيرة ليجيبه ايمن:
- لا اعرف، ربما ينتظر لين.
هز رأسه بتفهم وجلس على الكنبة المخملية، المتوسدة نصف الغرفة..

**********
فور انتهاء الطبيبة من القيام بعملها بصعوبة بسبب وجود ريس وتسائله عما تفعل كل دقيقتين.. وكل ما تقترب من لين او تضع محلولا ما يقفز متسائلا بحدة لما تضعه وكأنها ستقتلها لا ان تعالجها!
زفرت انفاسها بضيق، لاعنة الساعة على معالجة زوجته وهو متواجد بحشرية..

- كيف هي الان؟! ما خطبها؟!
تساءل بلهفة قلقة لتلتفت له بغضب، مغمغمة من بين اسنانها المصطكتين ببعض:
- انها بخير.. اطمئن فقط يبدو انها تعاني من ضغوطات نفسية وترهق نفسها وكذلك هي لا تأكل جيدا.. ينقصها الاكثير من الفيتامينات، وواضح لي السبب.

فهم الى ما تشير اليه هذه الخرقاء، فهتف بتعجرف:
- اذا انهيتي ما عليك بإمكانك الخروج، وقبل ان تخرجي اكتبي لي الدواء الذي يلزمها لأحضره لها، واحضر لك دواءا من نوع اخر.

كتبت له انواع الدواء التي تلزمها وخرجت والحنق يكاد يقتلها من غروره، بينما هو لوى فمه بسخرية تامة، واقترب من لين رادفا بخشونة للممرضة المتيبسة بمكانها بذهول:
- سأخذ زوجتي، ازيلي عنها المحاليل اذا فرغت.

بعد ان نزعت عنها المحاليل حملها بخفة، ومن ثم نزل بها الى موقف السيارات ووضعها بالسيارة، واوصد الباب من الخارج وصعد للأعلى، ليخبرهم انه سيغادر..
دلف الى غرفة جواد بجمود، هاتفا بثبات:
- جدي وعدن تعالوا لتناموا عندي في المنزل.

- لا ريس انا سأنام في منزلي، وعدن ستبقى معي.
اجابه الجد بحنق يعلم سببه جيدا، فتنهد وهو يقترب من اخته، ويسحبها الى صدره هامسا ببعض الكلمات المطمئنة في اذنيها لتسري راحة كبيرة في اوصالها..
تشعر بأمان عجيب في حضن ريس.. تعامله الحنون معها رغم صرامته في بعض الأحيان يرسل طمأنينة عارمة لفؤادها الملسوع ضياعا وخوفا..
تشبثت بقميصه كطفلة تخشى الضياع ليعصر قبضته الفولاذية بقوة.. ثم هتف بحسم مقربا اخته اكثر الى صدره:
- ستنام عندي يا جدي، فمنزلي هو منزلك.. واضافة الى ذلك لين مريضة وانا بحاجة لعدن ان تكون قربها، ولن اقبل ان تبقى انت وعدن لوحدكما في القصر الفارغ.

- ما بها لين؟!
تساءل جود بقلق الذي كان يتابع الموقف بهدوء.. يعرف حق المعرفة من اوصل جواد لهذه الحالة.. ومن يجرؤ غير ريس! لم يود ان يتدخل في محادثتهم الشخصية لكن عندما سمع ان اخته الصغيرة ليست بخير، لم يستطع كتم هدوءه ولم يفعل.
فرّد عليه ريس:
- فقدت الوعي قبل قليل، ولكنها بخير.. هيا عدن وجدي سنغادر.. وجود انت عد الى منزلك، لا داعي لأن تبقى هنا.. غدا جميعا سنأتي حينما يستيقظ.

تمتموا بموافقتهم ثم تبعوا ريس الى موقف السيارات.. لتسرع عدن وجود نحو سيارته ويطلبوا منه ان يفتح السيارة ليطمئنوا على لين..
- رباه لين حبيبتي انت بخير؟!
همست بها عدن وهي تضرب بخفة ناعمة وجنتاي لين النائمة على المقعد الأمامي ليهتف ريس بجديية:
- عدن اتركيها هي متعبة وبحاجة للراحة.. لا توقظيها.

ابتعدت عدن قليلا واقترب جود مكانها وقبّل جبين اخته بحنية تحت انظار ريس، الذي اتقدت اوردته غضبا وسخطا مما قام به، فجذب جود من مؤخرة قميصه هاتفا:
- هيا غادر انت الأخر، فنحن سنغادر.

تناءى جود الى الوراء مبتسما على غيرة ريس الذي يدركها على اخته.. ودنا منه مغمغما بخبث بجواره تماما:
- خفّف غيرة على اختي ريس، كي لا اغار انا الأخر.

دفعه ريس بغل الى سيارته وهتف بسخط:
- انقشع من هنا ابن عمي واخ زوجتي، قبل ان اتركك تبقى في المشفى لعدة ايام عزيزي.

قهقه عاليا وهو يبتعد عنهم، مشوّحا يده للأعلى وقال:
- الى اللقاء جميعا نلتقي غدا.

فور وصولهم قام ريس بحمل لين ووضعها بغرفتهما، وعاد للأسفل بعد ان قبّل رأسها بحب شديد ولثم شفتيها بعشق وهيام..
وجد جده وعدن جالسين في الصالة فتقدم نحوهم وقال:
- انا سأذهب الى شركتي لأحضر الدواء الذي يلزم لين.. وعدن اصعدي للين حتى أتي، وجدي اذ كنت متعب اصعد الى احدى الغرف وارتاح بها، وسأجلب لك دواءك ايضا بما انه ليس معك.

لم ينبث ايمن ببث شفة، فزفر ريس بضيق واطلق العنان لوجهته..

- جدي لماذا تعامل ريس بهذه الطريقة؟!
تساءلت عدن بحيرة ليهمس لها بحنية:
- لا شيء حبيبتي انا فقط غاضب منه لأنه فعل شيء ما كان عليه فعله.. هيا اصعدي للين كما طلب اخاكِ.

- وانت؟!

- انا سأصعد الى غرفتي، فأنا مرهق.

**********
في صباح يوم جديد.. تتسلل اشعة الشمس ببطئ منعش لتستقر على جفونها المنغلقة، فتجبدت بجسدها المرهق وبدأت حواسها بعملها لتدرك ان ذراعا ما تلتف حول وسطها..
فتحت لؤلؤتيها الرمادية وثبتت انظارها على وجه زوجها النائم بأريحية وهدوء..
الم تكن في المشفى؟! ما الذي حدث؟! لا تذكر شيئا عن البارحة غير انها دخلت الحمام، تاركة ريس ينتظرها..
ارادت النهوض عن السرير ولكن قبضة ريس التي سحبتها لتقع على عضلات صدره العاري فاجئتها، فرفعت رأسها له لتواجه عيناه العسلية الشبه مفتوحة من النعاس..
- منذ متى وانت مستيقظ؟!
همست بإرتباك من الوميض اللامع بعيناه والذي باتت تعرفه حق المعرفة ليبتسم على وجهها المُحمر خجلا.. ورفع وجهها اليه اكثر قبل ان ينقض عليها بقبلة اجشة سلبت كل حواسها وكل ما تبقى في ثنايا عقلها من تفكير ووعي.. ولم يبتعد عنها الا بعد ان انقطعت انفاسهما بحاجة عارمة لبعض الهواء، لاصقا جبينه بجبينها.. وغمغم بثقل:
- استيقظت قبلك.. كيف انت الأن؟!

التقطت انفاسها بصعوبة وهي تستنشق الهواء المعبق برائحة انفاسه الخاطفة لكل ما تبقى بداخلها من رُشد.. وهمست بصعوبة:
- انا بخير.. ما الذي حدث؟! الم نكن في المشفى؟!

- فقدتي وعيك البارحة في الحمام، واحضرتك الى المنزل.. جدي وعدن ايضا هنا..
همس بخشونة لتبتعد عنه قليلا وتردف:
- اذا سأنزل لأراهما فأنا مشتاقة جدا لهما.

نهض عن السرير هاتفا بلهجة امرة:
- لن تخرجي من الغرفة لين.. انت ما زلت متعبة وبحاجة للراحة.. عدن ستصعد لك وتبقى معك لأنني سأذهب مع جدي الى المشفى.. ولا تنسي ان تأخذي الدواء الموضوع على المنضدة، احضرته لك البارحة.

- لا اريد سأتي معك.
غمغمت بعناد لتشتد ملامح وجهه انكماشا، وحاجبيه ينعقدا برفض ثم اقترب منها وثنى وجهه امام وجهها واسنانه تصطك ببعضها.. وهتف ببطئ شديد حتى تتغلغل الحروف التي خرجت من فمه بعقلها:
- لا تعانديني يا لين.. كلمتي هي بالأخر التي ستُنفذ حسنا!

- انا بحالة جيدة اذا لماذا ابقى في المنزل؟!
همست بضيق شديد من تحكمه وتسطله عليها ليجيب بعجرفة:
- لأنني اريد ذلك.. لا جدال لين.

تأففت بصوت مسموع عندما تركها واختفى خلف حمام غرفتهما..
ستعانده وليفعل ما يريد.. فكرت بغيظ قبل تبدل ثيابها بعجلة وتنزل الى جدها وعدن الجالسين في الصالة..
- صباح الخير جدي..
همست بها وهي تقبل يد جدها بحب كبير ثم تعانقه بشوق.. فإبتسم وهو يرد عليها:
- صباح العسل يا قلب جدك.. كيف انت الان؟ هل تشعرين بتحسن؟!

ابتسمت هي الأخرى هامسة بحيوية:
- انا بأفضل حال جدي، لا تقلق.. حتى انني اصابني صداع من كثر النوم الذي نمته..

- تستحقي بما انك تجاهلتيني.
هتفت بها عدن المغتاظة من تجاهل لين لها.. لتلتفت لين لها ضاحكة هي وايمن قائلة قبل ان تعانقها بإشتياق:
- ليسامحك الله.. اشتقت لك ايتها الشقية.

ضمتها عدن مبتسمة وسألتها عن صحتها مرة اخرى لترد عليها لين بنفس الجواب بملل.. ثم همست لجدها:
- جدي انا وعدن سنُحضِّر الإفطار.. دقائق معدودة ويكون جاهز.

- حسنا ابنتي.. لا ترهقي نفسك.
غمغم الجد بحنو لتوميء بإبتسامة ثم تتجه هي وعدن نحو المطبخ ليجهزا الإفطار..

*******
فتح جواد عيناه بصعوبة، والاما قاسية تداهم جسده بلا رحمة وتحرقه.. نظر حوله بإرهاق شديد ليجد نفسه في غرفة بيضاء كغرف المشافي ليدرك انه في المشفى..
اراد النهوض الا انه لم يستطع.. فضغط على زر استدعاء احد الممرضين لتأتي له احدى الممرضات هامسة بتساؤل:
- لقد استيقظت.. كيف تشعر الان؟!

- ساعديني بالنهوض.. انا متعب.
همس جواد بإرهاق لتساعده الممرضة حتى يعتدل بالنهوض وتدعو الطبيب المسؤول عنه ليتفقده..

- منذ متى وانا هنا؟
سأل الطبيب الذي يتفحصه فأجابه الطبيب بجدية:
- منذ يومين تقريبا.

اومأ برأسه ثم همس بتساؤل مرة اخرى:
- متى استطيع الخروج دكتور؟!

- ليس قبل اسبوع بالتأكيد.. لا بد ان عائلتك ستأتي بعد قليل فإرتاح قليلا حتى يحضروا.
انهى الطبيب كلامه خارجا من الغرفة، تاركا جواد يتخبط بأفكاره..
بالرغم من المه ولومه وخيبته من ريس وخاصة لأنه هو اخيه من اوصله لهذه المرحلة يشعر بالإمتنان له.. الان فقط يشعر انه يستطيع التنفس.. يشعر انه كفّر عن ذنوبه، وتلقى عقابه الذي يستحقه.. الغصة المريرة التي كانت تقبض على روحه قد تحررت واختفت..

" عليه ان يقابلها مرة اخرى"
دوى هذا القول في عقله.. يرغب ان يراها مرة اخرى.. لا يعرف لماذا!!
واذ به ينصدم بدخولها هي نفسها بكامل جسدها عبر الباب المفتوح لغرفته..
رأها تتقدم بتردد.. خائفة ومحتارة.. رأى الكثير والكثير في ملامح وجهها وطريقة سيرها.. وفجأة توقفت امامه تبتلع ريقها بوضوح لعيناه المذهولة حتى خرج صوتها الخفيض المتلعثم:
- مرحبا..
صمتت بتوتر قبل ان تضيف:
- اخيك كان عندي البارحة و.. واخبرني ما فعل.. اا.. انا في الواقع لم اكن اريده ان يعاقبك بهذه الطريقة، فيكفيني انني رأيتك نادم..

خرج بأعجوبة من ذهوله وهمس بنبرة صوته المرهقة:
- حسنا حسنا تفضلي واجلسي.

- لا لا داعي.. انا فقط اتيت لأطمئن عليك لأنني اشعر بتأنيب ضميري.. وو.. وعموما اتمنى لك السلامة.. وانا سامحتك فلا تحمل نفسك ذنب اكثر مما يجب.. واعذرني علي الذهاب.
همست بإرتباك شديد ليبتسم رغما عنه ويغمغم:
- اشكرك.. لكن مما انت مرتبكة لهذه الدرجة؟! لحظة اولا ما هو اسمك؟!

- انا لست مرتبكة واسمي ريما.. سأغادر فقد تأتي جدتي في اي وقت.. اسفة على الإزعاج.
همست سريعا قبل ان تخرج بتعثر جعله يبتسم بغرابة.. اما هي خرجت تزدرد انفاسها بصعوبة لاعنة نفسها لانها اتت وزارته..

***********
جلست لين بجانب ريس على مائدة الطعام مصطنعة الشجاعة بينما يرمي عليها نظراته الغاضبة، لأنها لم تنفذ ما امرها به ولم تهتم بصحتها، بل واجهدت نفسها بالرغم من انها فقدت الوعي البارحة..
مال نحو اذنها هامسا بخشونة:
- لقد نزلتي.. واجهدتي نفسك.. ولم تسمعي كلمتي ايضا!

امسكت الشوكة الموضوعة على الطاولة بتوتر.. وهمست بإرتباك من تهديده المُبطن:
- انا بخير.. ولا استطيع ترك جدي وعدن لوحدهما دون ان يفطرا.. ولا انت حتى.

- كان بإمكاني توصية طعام من الخارج.. او ان اطلب حضور احدى الخادمات من القصر لتقوم بالعمل بدلا عنك.
هتف بجدية لتنشغل بالطعام كما لو انها لم تسمعه مما ادى الى تضاعُف حنقه وسخطه من تصرفاتها الغبية.. وفجأة سمع صوت عدن تتساءل:
- بماذا تتكلمان؟!

- لا شيء مهم.
اجابت لين سريعا ليحتقن وجهه بإكفهرار من جوابها على عدن وتجاهله..

- اوه حسنا شؤون شخصية.
اردفت عدن بعبث ليضحك الجد وتعبس لين بغيط..

- ريس متى سنغادر؟!
خرج هذا السؤال من الجد ليجيب ريس بجدية:
- بعد الإفطار سنغادر انا وانت.

- ونحن؟!
هتفت عدن بإستنكار ليدير وجهه ويثبته نحوها.. ويغمغم ببرود:
- انت ولين ستبقوا بالمنزل.

تدخلت لين برفض بهذا النقاش الذي يدور بينهما وهمست:
- انا وعدن نريد ان نأتي معكما.. لا داعي لكي نبقى بالمنزل.

ايّدتها عدن بإنفعال هاتفة:
- صحيح، لين صحتها جيدة.. وانا اريد ان اطمئن على جواد فهو اخي كذلك.

- وهو ابن عمي.
اضافت لين بتحدي، ليضيق صدره من عصيانها له وعنادها السافر منذ الصباح ويصيح بهن:
- لن تأتي اي واحدة منكن.. انتهى النقاش.

هتفت لين بجدية وتحدي، غير عابئة بعصبية ريس:
- سأذهب معك ريس.. ولم ينتهي النقاش.

- ليييين..
صاح بها بنفاذ الصبر قبل ان ينهض عن مقعده بغضب اعمى، ويجرها بيده التي قبضت على معصمها بقوة الى المطبخ..

------------------
يتبع..
متابعيني الكرام بتمنى البارت يعجبكوا..
صراحة هاد اطول بارت بكتبوا لحد اسا😅😪

اعطوني رأيكوا بالبارت وبالأحداث و"بريس😍"
وتوقعاتكم اذا بتحبوا🤗

وبدي اشكر كتير @zah94bash على الغلاف الرائع😙❤
واه كل اللي بدو صورة ريس لوحده موجودة فوق👆 وكمان بتلاقوها عالأنستغرام بحسابي

لاف يووو اول💘
قراءة ممتعة😊

مع حبي:
اسيل الباش😘

Continue Reading

You'll Also Like

488 63 9
كانت أريج مثقفة تحب القراءة.. قرأت في بعض المقالات أن كشف المرأة لوجهها جائز.. ما دامت غير متبرجة في لباسها.. وقرأت أيضًا ما يردده بعضهم من القول...
238K 8.1K 10
دوما كان حبيبها ..لم تعرف حبيبا سواه ..ولن تفعل .. حتى عندما قررت الزواج من غيره ..كان قرار العقل ..فلقد كبدها قلبها من قبل الكثير من الاوجاع .. وال...
885K 24.7K 25
تركها يوم زفافهما ..واصما اياها باسوء الصفات ..منهيا قصة حبهما بابشع الطرق ..ثم ذهب .. وبعد عام عاد للظهور.. دون ندم او طلب للمغفرة..
788K 22.9K 32
غرامي جزء ثاني ل عشقتها رواية تحكي عن سداسي الصياد فهل سيكون الغرام اقوى من العقبات ام العكس ..