انت لي ..أنتِ لي

By MohamedSayed882

9.9K 69 8

خطط الله عز وجل لحياتنا عظيمة لاندركها بداءة لكن فيما بعد نتيقن انه ما من خطة كانت ستصبح بمثل هذا الجمال سواها More

قطار الذكريات
2-احاسيس مضطربة
3-الوريثة
ملكة بلا عرش
6-الفلاح
7-قط وفأر
8-لا مفر
9-الهزيمة
10-الصفعة
11-لا تراجع
12-حيرة
13-من انت؟
14-الوريث
15-حب وكبرياء
16-زرع شيطاني

5-عودة الماضي

467 3 1
By MohamedSayed882

ظل جسد هاشم يرتجف بشده ودموعه تنهمر بغزارة وهو جالس على الاريكة الواسعة بمكتبه ، وبجانبه خالد يحتضنه ويقبل راسه ويديه بحنان بالغ ، لم يكن يتصور ان جده ذلك الارستقراطي المتعجرف كما كان يتخيله -والذي ترك ابنته في خضم الحياه تواجه مصيرها دون ات يابه لها طوال سنوات طويلة – ان يكون بهذا الضعف والمشاعر المرهفة

كان مختار يجلس بالجانب الاخر يربت على كتف ابن عمه ، ودموعه تسيل رغما عنه تاثرا بما يشاهده من ضعف ومشاعر جارفة من هاشم والذي لم يعهده ابدا هكذا

كان مختار بمثابة اخ لهاشم ، ومستودع اسراره ورفيق عمره المؤتمن ، وهو الوحيد الذي كان يعلم بالالم والحزن اللذان اعتصرا قلب هاشم طوال سنوات غياب ابنته الاغلى على نفسه ، كثيرا ما كان يبكي امامه اشتياقا لها ورغبة في رؤيتها

لكنها النفس البشرية العجيبة التي تحوز بعض الاحيان من الصفات ما يجاوز صلابة اقسى الاحجار ، فرغم حبه الجارف لابنته الا ان كبرياؤه وعناده ابت الا ان تجعله يعاني من فراق ابنته عنه ويحرم نفسه من حفيده

عناده الذي حرمه من ابنه الوحيد الذي غادر كل هذه الحياه المترفة ليعمل بحارا ويعيش حياة الصعاليك في مدن اوربا

كل هذا الثراء والترف ، والاملاك التي لا حصر لها والاسم الكبير لعائلته

اختزلت امامها عائلته في شخصين ، وياللاسف لا يعرف احدهما الاخر

بل وبينهما بونا شاسعا من الاختلاف

فحفيدته من ابنه الراحل ، نصف اوربية ، ورغم تربيته لها على الثقافة والتقاليد المصرية ، الا ان ذلك النصف الاجنبي فرض وجوده الجيني على هيئة عنادا وغرورا لا ينكسر ، فجمعت المتضادات كلها فيها

الجمال والرقة ، الفتنة والجاذبية ،الغرور والكبرياء ، العناد والتحدي

مزيج كفيل بأن يجعلها أليق بملكة على عرش ، تأمر وتنهي

اما الحفيد من ابنته الراحلة هو الرجولة كما يجب ان تكون ، نمت تحت لهب شمس الجنوب الحارقة فاكسبته لونه القمحي ، وخشونة الطباع

حيث لا مجال للرفاهية او الاستهتار ، فالكلمة بحساب والتصرف بحساب

عززه جده لابيه بحرصه على اعداد الوريث الجدير بحمل اسم عائلته العريقة

فكان هو الاخر تقاليدا وطباعا على النقيض من حفيدته

رغم ذلك كان الرجل مثله مثل اي انسان طبيعي يريد ان يحيا اواخر ايامه بين احفاده الوحيدين الذين يمثلوا امتداده واستمرارا اسمه بعد مغادرته للحياة

هدأ هاشم وهو يمسك وجه حفيده بين يديه ويقبله بين الحين والاخر ، ثم استدار الى مختار قائلا في فرحة طفل صغير :

انظر يا مختار . اليس يشبه امه هذا الولد ؟

ضحك مختار وخالد وقام الاول يطلب من هاشم ان يصطحب خالد ليعرفه الى الحضور الذين لا يزالون منشغلون بالحفل

وانتبه هاشم الى تلك النقطة فنهض بنشاط وهمه ممسكا بذراع خالد قائلا

اجل ..اجل لقد انستنى فرحتي برؤيته ان اقدمه لكل الحضور ، آن للجميع ان يعرف ان هاشم البحيري سيعيش اسمه بعده وستستمر سلالته

فتح باب المكتب المواجه للبهو الكبير الذي يغص بالمدعوين ، ولفت خروجهم انتباه الحضور، ولعله التناقض اكثر ما لفت الانتباه ، إذ هاشم ومختار بملابسهما الراقية ، وبينهما يقف خالد بزيه المميز لاهل الجنوب ، والعيون تنظر متسائلة عن هذا الاهتمام والمحبة الجارفة التي كانت بادية بوضوح في نظرات هاشم باشا تجاه ذلك الغريب

وكان النصيب الاكبر من الدهشة من نصيب "حبيبة التي كانت تتحرق فضولا لمعرفة ماذا يجري في مكتب جدها ، ومن هذا الغريب ذو الملابس التي تشبه ملابس الفلاحين الذين يعملون عند جدها باراضيه وحظائر ماشيته

اسعد الله مسائكم جميعا .. واشكركم على حضوركم لحفل نجاح حفيدتي ونصف قلبي "حبيبة "

رفعت حبيبة حاجبيها مستنكرة لهذا اللقب الذي تسمعه لاول مرة وهي تردده لنفسها:

نصف قلبك فقط يا جدي ؟ واين ذهب النصف الاخر ؟!!!

انتبه المدعوين الى هاشم باشا بعد ان تحدث بهذه العبارات ، وتطلعت اليه العيون وهو يستطرد : ولعل هناك مناسبة اخرى لم اتوقع ان تاتي بنفس اليوم

ثم نظر الى خالد وهو يربت على كفه الذي يحتضنه بين يديه قائلا :

هذا الشاب الواقف بجانبي والذي لا يعرفه احد منكم ، حتى انا ..لم اعرفه الا اليوم ..

هو ابن ابنتي الغالية الراحلة "حبيبة " ... حفيدي ونصف قلبي الاخر.. خالد المنشاوي

وخرجت حبيبة من ركنها المنزوية فيه وقد الجمتها المفاجأة، ورفعت حاجبيها اكثرفي دهشة كبيرة ، واستنكار اكبر

هذا الجلف الواقف بجانب جدها ، مرتديا ملابس الفلاحين هذه يكون حفيد هاشم البحيري ، واتسعت عيناها في ذعر وهي تكمل حديثها لنفسها :

يا الهي ... انه ايضا ابن عمتي

وزفرت بقوة وانتابها الضيق ، وهي تصوب نظراتها الحادة نحو خالد

وتقدمت نحو جدها الذي مد يده ليستقبلها بذراعه الاخر بلهفة وحب وهو يقدمهما لبعضهما لاول مرة :

حبيبة – هذا خالد ابن عمتك الراحلة والتي سميناك على اسمها

ثم نظر الى خالد قائلا : هذه حبيبة ابنة خالك الراحل مصطفى

رحب المدعوين بخالد ..وتقدم شباب وفتيات العائلة ليسلموا على خالد الذي استقبلهم بابتسامة هادئة محببة ... لكن

بدا ان هناك ضيق واضح من بالبعض ، واعجاب شديد من البعض

فمشاعر الغيرة دبت في قلب حبيبة ، فمن المفترض انها نجمة هذا الحفل ، وكل ما اعد به كان للاحتفاء بها ، لكنها احست بأن بساط الاهتمام انسحب من تحتها

خاصة عندما رأت بعض الفتيات اللعوبات ينظرن الى خالد باعجاب خفي ، لكنه لا يخفى على انثى مثلها، فاموال جده كفيلة بأن تجعل لعابهم يسيل وراءه ليقع بشباك احداهن

واختلست حبيبة النظر الى خالد بنظرة جانبية سريعة ، وانعقد حاجبيها في حدة ، فخالد اكتفى بالاشارة اليها برأسه مرحبا ، وكأنه لا ينتبه لجمالها واناقتها وسحرها ..وغرورها يحادثها

هل هو مجنون ام مختل ؟ هل هو اعمى او ضعيف النظر ؟

لو كان شخص غيره لقبل يديها ووقف مزهوا لوجوده بجانبها

لقد وضح من الان انه شخص متخلف عقليا ..

لقد كنت في غنى عن هذه المفاجاة يا جدي

قالتها بصوت خافت وهي تقلب شفتيها بامتعاض

لكن لا داعي للقلق ، فساعرف كيف اجعل هذا الفلاح يعود مرة اخرى الى حيث ينتمى 

Continue Reading

You'll Also Like

3.6M 153K 61
The story of Abeer Singh Rathore and Chandni Sharma continue.............. when Destiny bond two strangers in holy bond accidentally ❣️ Cover credit...
733K 42.5K 36
|ROSES AND CIGARETTES Book-I| She was someone who likes to be in her shell and He was someone who likes to break all the shells. "Junoon ban chuki ho...
510K 27.8K 18
𝐒𝐡𝐢𝐯𝐚𝐧𝐲𝐚 𝐑𝐚𝐣𝐩𝐮𝐭 𝐱 𝐑𝐮𝐝𝐫𝐚𝐤𝐬𝐡 𝐑𝐚𝐣𝐩𝐮𝐭 ~By 𝐊𝐚𝐣𝐮ꨄ︎...
787K 71.8K 37
She is shy He is outspoken She is clumsy He is graceful She is innocent He is cunning She is broken He is perfect or is he? . . . . . . . . JI...