7-قط وفأر

371 3 0
                                    

لم تشعر حبيبة في حياتها باحساس الهزيمة مثل تلك الليلة

لم تستطع النوم ، وهي تذرع غرفتها مجيائا وذهابا على تلك السجادة الطويلة الفاخرة

واسترجعت حوارها مع خالد ، وهي تسخر منه في كل كلامها

واسلوبه الهاديء وردوده الباردة التى يذيلها دوما بابتسامته المستفزة

كم كان سؤالها الاخير ورده عليه كصفعة تلقتها بمنتهى القوة دون ان تجرؤ على ردها، وعاتبت نفسها على اسلوبها الساخر الذي بدأته معه ، فهو شاءت ام ابت ابن عمتها ، والشخص الوحيد بعد جدها المتبقى لها من اسرتها

ولسؤ حظها ان ذلك الوحيد فلاحا جاهلا ، لا يرقى ان يكون في مكانتها

فهي لا تخفى على الناظر من اول وهلة انها سليلة اسرة ثرية راقية

اما هو فهيئته وملبسه لا يتعدى كونه شخصا بسيطا لا قيمة اجتماعية او علمية له ، نال بعض التعليم ليعرف فقط كيف يكتب اسمه

اخذت تفكر بعمق ، كيف ستتصرف مع هذه الكارثة التي حطت فوق رأسها على حين غفلة

من الواضح ان جدها سعيدا جدا بوجود خالد ، الحفيد الغائب عنه لسنوات كثيرة

ولابد ان شعور جدها بالذنب تجاه ابنته الراحلة سيجعله يسعى تعويض ذلك بالاهتمام بابنها

وهذا معناه انه سيصحبه معه لاي مكان ، وسيظهره بجانبه في اي مناسبة

يا للفضيحة التي ستحدث لها ، سيضيع مظهرها ومظهر العائلة العريقة على يد ذلك الفلاح القادم من اقصى الصعيد بجلبابه وعمامته

في هذه الحالة لن يكون امامها سوى عدم الظهور في اي مناسبة يظهر فيها جدها

لماذا يحدث لها هذا الان ؟، هذا الفلاح سيصبح وصمة العار في اي ظهور له بجانبها وسط المجتمع الراقي الذي تعد هي نجمته بلا منازع

لابد من ان تمارس جبروتها وغرورها المعهود عليه .حتى لا يتحمل وجوده ويعود من حيث اتى ... نعم ، ليس هناك حلا اخر

قفزت على سريرها وتمددت ... واغمضت عيناها مستسلمة للنوم

وعلى شفتيها ارتسمت ابتسامة ماكرة 

انت لي ..أنتِ ليKde žijí příběhy. Začni objevovat