15-حب وكبرياء

391 4 3
                                    

التفت خالد يبحث عن حبيبة بين المدعوين، دار بعينيه في المكان فلم يجدها وتوقفت عيناه عند جده الذي يتابعه وغمز له بعينيه الى الحديقة ، فابتسم خجلا واتجه الى الخارج

وهناك وجد حبيبة تقف عند حوض الزهور الذي زرعه خالد في الحديقة منذ فترة

احست بوقع اقدامه الواثقة تقترب رفعت عينيها لتجده امامها ، نظرت اليه وهاله ما راى ، رأى لاول مرة عينيها مليئة بالدموع... اقترب منها جزعا وهو يسالها بقلق وخوف ظاهرين :

حبيبة مابك ؟ ماذا حدث ؟ لماذا تبكين ؟

رفعت حبيبة عينيها اليه وظلت تنظر اليه ثم خفضت بصرها الى الارض ، رفع خالد ذقنها باصبعه وهو يكرر سؤاله فاجابته بصوت منكسر لم يعهده فيها :

لماذا اخفيت عني حقيقتك ؟ لماذا تركتني اتعامل معك على انك فلاح بسيط ؟

هل كنت تتسلى بذلك ؟ هل كنت تريد ان تراني الانسانة المتعالية المغرورة التي تتعمد اهانة من حولها؟

لقد جعلتني صغيرة امامك وامام نفسي وامام جدي يا خالد ..لماذا ؟

ابتسم خالد وهو ينظر في عينيها مباشرة : هل تعلمين انك جميلة ايضا وانتي تبكين ؟

احمر وجهها خجلا وهي تشيح بعينيها نحو الارض بعيدا عن عينيه وهي تقول :

اجبني عن ما سألته ولا تتهرب من الاسئلة

رفع وجهها اليه مرة اخرى وهو يهمس لها :

لا مشكلة لدي ان اهرب من اسئلتك .... لكنني لا احتمل ان ارى دموع ابنة خالي بسببي

غرقت للحظات في عينيه العسليتين ، ثم انتزعت نفسها من بينهما بمشقة وهي تطلب منه تبريرا لما فعله وتحمله اهاناتها وتعاملها معه بكل صلف وغرور منذ لحظة وصوله فيلا جدها

اجابها هذه المرة بلهجة صادقة : لقد عرفت منذ قدومي هنا انك ستضعينني في موضع المنافس ، وستتعاملين معي بتوتر وعصبية ، ولم اكن لاتحمل ان اجعلك تشعرين منذ البداية بانني اتيت لانتزع مكانتك او محبتك من جدي ، لذلك فضلت ان اظهر بالشكل الذي يجعلني بعيدا عن ان تضعينني في المنافسة ، واحترم جدتي رغبتي في ابقاء الامر سرا بيني وبينه

و بمرور الوقت احسست انك اعتدتي على وجودي دون قلق او تحفز ، فخالد الفلاح أقل من أن يثير قلقك او اهتمامك مثلما لو ظهر المهندس خالد فجأة، كما اعطيت لنفسي الفرصة ان اتعرف عليك بأريحية ، واكتشفت الكثير عن شخصيتك التي تغلفينها بالعناد والغرور ، وجدتك تحملين قلبا من الذهب لكنه يختفي تحت غبار الكبرياء والتحدي الذي تحيطين به نفسك ، فرغبت ان تعتادي علي وجودي اولا ، وبعدها نتعارف مرة اخرى

تأملته باعجاب حاولت اخفاؤه قدر استطاعتها

اذن انت مهندس وحاصل على ماجستير وفي طريقك لتنهي الدكتوراه ؟

رد عليها وابتسامته التي اعتادتها ترتسم :

نعم يا ابنة خالي .. ترى هل اختلف خالد الفلاح عن خالد المهندس بالنسبة لك ؟

ابتسمت له وهي تجيبه بصوت يحمل رقة طاغية : في الحالتين انت خالد .. ابن عمتي

سحبها من يدها للداخل قائلا : ينبغي للاميرة ان تعطي وقتا لرعيتها حتى لا يقلقوا من غيابها

استكانت كفها الرقيق لاول مرة بين يدي رجل غير جدها في طمأنينة ووداعة

ودلفا الى الداخل

ومن مكانه على تلك الاريكه

حانت من هاشم باشا التفاتة اليها وهما يدخلان واصابعهما متشابكة على حياء

وقلبه يكاد يطير من السعادة

والتقت عيناه بعيني حفيده مره اخرى

وابتسم الرجلان 

انت لي ..أنتِ ليWhere stories live. Discover now